"خيرة ديلمي" الداعشية الجزائرية
الخميس 07/مايو/2015 - 07:49 م
طباعة
مع مواصلة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" استقطاب الشباب والنساء، عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الفكر الإرهابي، تتوالى عمليات انضمام العديد من المعتنقين بالفكر المتطرف يلي الآخر.
بداية الانضمام:
كان آخر المنضمين إلى التنظيم سيدة تُدعى "خيرة" جزائرية الأصل، انضمت أول مايو الجاري إلى "داعش ليبيا"؛ الأمر الذي رجحه بعض المراقبين بأن هناك أحد أقاربها بين صفوف التنظيم وقتل في الاشتباكات التي تشهدها "بنغازي"؛ لذلك قررت الانضمام حتى تنتقم.
فيما قالت خيرة: إن هروبها من الأجواء التي تعيش فيها في الجزائر جاء حتى تحصل على الشهادة مع جنود الخلافة. على حد وصفها.
دخلت الأراضي الليبية قبل أسبوع متجهة إلى مدينة بنغازي، لمناصرة "جنود الخلافة"- على حد تعبيرها- معتبرة أن هذه المبادرة منها سيمنحها "الشهادة" بين أيدي "داعش".
القبض على "خيرة":
قبل أن تتعمق في أجواء "التنظيم" وجدت نفسها مقبوضًا عليها من قِبَل الأجهزة الأمنية في إحدى ضواحي المدينة التي تشهد اشتباكات عنيفة منذ أشهر، بين قوات الجيش وشباب الأحياء المساندين لها من ناحية، وقوات ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي من ناحية أخرى.
هي خيرة عيسى ديلمي 36 عامًا جزائرية الجنسية، عبرت منفذ رأس جدير الحدودي الليبي مع تونس يوم 1 مايو الجاري، قاطعة أكثر من ألفين وخمسمائة كيلومتر برًّا، بعد أن تركت منزل العائلة في بلدتها بولاية المدية جنوب الجزائر، وفي اعتقادها كما أفصحت أنها ستجاهد في سبيل الله مع من لقبتهم بـ "جنود الخلافة"- على حد وصفها- وأنها ستقدم الدعم والمساعدات للمقاتلين في بنغازي.
وذكرت خيرة خلال حوارٍ لها في بوابة الوسط الليبية، قائلة: إنها تتمنى أن تساهم بدورها فى إعداد الطعام والخبز للمقاتلين التابعين لـ"داعش"، كما تتمنى "الشهادة في سبيل الله"، لكن يبدو أن هذا الأمل تلاشى، بعد إلقاء القبض عليها، وإحالتها إلى التحقيق بتهمة وجود علاقة لها بـ"داعش".
توقعات بوجود أحد أقاربها وسط التنظيم:
يأتي سبب قدوم "خيرة" إلى بنغازي هو ما وصفته بـ"المجازر التي ارتكبها الجيش في حق المجاهدين"، وأنها تأثرت بذلك على حد وصفها، فقررت التوجه إلى هناك، مؤكدة أن الرحلة التي قطعتها للوصول إلى بنغازي كانت على حسابها الخاص، دون أن يموّلها أحد.
وأفادت خيرة خلال استجوابها من قبل قوات الأمن، بأنها كانت تريد أن تستشهد في سبيل الله كما تعتقد، وترغب في الدخول إلى حي الصابري أحد مناطق المواجهات المسلحة؛ حيث ألقي فيه القبض عليها.
ويتوقع أحد الخبراء أن يكون لخيرة، زوج أو شقيق، ضمن المقاتلين المنخرطين في صفوف "داعش" في بنغازي، سيما وأن عددًا من هؤلاء قتلوا الأسبوع الماضي في اشتباكات دامية شهدتها المدينة، أو أن تكون من ضمن النساء اللاتي يتم استقطابهن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المصدر يقول أيضا: إن المحققين لاحظوا أن كلام خيرة خلال التحقيق لا يخلو من غموض مقصود.
أول المنضمات كانت فتيات أوروبا:
الغريب أن الفترة السابقة شهدت انضمام العديد من الفتيات الأوروبيات إلى تنظيم "داعش"، ما يقرب من 550 امرأة أوروبية سافرن إلى سوريا والعراق بهدف الانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي.
فسر بعض المراقبين أن السبب الحقيقي وراء سفرهن هو هربهن من التحرش والتمييز ضد المسلمين اللذين يتعرضن لهما في وطنهن؛ لهذا يلجأن للحركات الإسلامية، فيما يستمتع بعضهن الآخر بالعنف.
وأوضحت "جين هكيربي"، رئيس قسم حقوق الإنسان بجامعة ديوك، أن بعض الفتيات يُجبرن على ذلك، وليس جميعهن، مؤكدةً أن أسباب انضمامهن لـ "داعش" تشبه إلى حد كبير أسباب انضمام الرجال.
وترى جين أن بعض النساء اللاتي انضممن لداعش نَدِمن على ذلك عقب الدخول في أعماق التنظيم، وتعرضت حياتهن لمخاطر كبيرة أدت إلى مقتل العديد منهن، بعد تراجعهن عن ذلك.
"داعش" يسيطر على مناطق ليبية:
يشن الجيش الليبي هجماته على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، بعدما سقط جزء كبير من المنطقة الوسطى في ليبيا بقبضة تنظيم الدولة، وذلك في إطار سعي الجماعة المتشددة لتوسيع رقعة نفوذها في هذا البلد.
وفرض "داعش"- حسبما ذكرت مصادر ليبية- سيطرته مجددًا على المنطقة الممتدة من معقله في مدينة النوفلية حتى مشارف هراوة.
وكان "داعش" قد بسط سيطرته على النوفلية ودرنة وسرت وجزء من مدينة بنغازي، مستغلًّا خوض الجيش نزاعًا مع الميليشيات التي صنفها البرلمان "إرهابية".
ومنذ أن ظهر في ليبيا في أكتوبر 2014، يسعى التنظيم الذي تقول عدة مصادر إنه يعقد تحالفات مع بعض الميليشيات الأخرى؛ إلى التمدد في البلاد.