القاعدي "أبو يحيى الليبي".. الرجل الثاني

الثلاثاء 04/يونيو/2024 - 09:00 ص
طباعة القاعدي أبو يحيى حسام الحداد
 
في الثامن والعشرين من فبراير 2008 ، توعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بالانتقام لمقتل القيادي بالحركة أبو ليث الليبي، أحد أبرز قيادات التنظيم، وجاء اغتيال السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز بعد أيام قليلة من تصريح الظواهري كرد، بحسب بيان التنظيم وقتها علي مقتل "أبو ليث الليبي".
أبو يحيى الليبي (1 يناير 1963 - 4 يونيو 2012) المسؤول الثاني في تنظيم القاعدة بعد أيمن الظواهري وهو جهادي بارز في صفوف القاعدة بعد فراره عام 2005 من سجن أمريكي في أفغانستان وأصبح العقل المدبر لماكينة الدعاية في التنظيم وملهما للجهاديين، وكان مصدر الهام للناشطين لما يتمتع بصفات دينية لم يحظ بها القادة الاخرون وقد اعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة بقيمة مليون دولار لمن يعثر عليه تعرض لمحاولة اغتيال من طائرة بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" في المناطق القبلية الباكستانية

حياته

حياته
ولد الليبي في 1963 في ليبيا واسمه الحقيقي محمد عبد المجيد حسن قائد وكان غير معروف تقريبا قبل فراره عام 2005 من سجن قاعدة باغرام الأمريكية في أفغانستان، ما أدى إلى ترقيته لأعلى رتب التنظيم، وبعد الاستيلاء على مفتاح للزنزانة تسلل الليبي وثلاثة إسلاميين آخرين من امام حراسهم وفروا من السجن ما سبب احراجا للولايات المتحدة وحلفائها وفخرا لدى القاعدة ومناصريها وبعد فراره بدأ بالظهور في اشرطة الفيديو التي تبثها الذراع الاعلامية للقاعدة "السحاب" والترويج لقضية الجهاد ورسالته ونقلها إلى الجيل الجديد من الناشطين والليبي معروف عنه بأنه شاعر وخطيب ماهر، ويحمل شهادة علمية في الكيمياء وعاش حياة متخفية على الدوام لكنه خرج إلى دائرة الضوء عبر خطاباته في تسجيلات مرئية وكان من أشد منتقدي الجيش الباكستاني معتبرًا أن عناصره عملاء يتقاضون أجورًا من الولايات المتحدة.

وفيما يلي بعض الحقائق عن الليبي:

أبو يحيي الليبي هو اسم الشهرة لمحمد حسن قائد وهو ليبي يحمل درجة علمية في الكيمياء سافر الي افغانستان في اواخر عقد الثمانينات وهناك انضم الي الجماعة الليبية المقاتلة التي قاتلت القوات السوفيتية وسعت الي الاطاحة بمعمر القذافي
وفي وقت لاحق درس احكام الاسلام في موريتانيا قبل ان يعود الي افغانستان واستخدم مؤهلاته الدينية لتبرير اعمال عنف متطرفة وتشويه سمعة العلماء الاسلاميين المعتدلين
كان يتحدث اللغات العربية والباشتو والاردية وعمل كخبير في الانترنت لطالبان قبل أن تلقي المخابرات الباكستانية القبض عليه في 2002 
في 2005 فر من باجرام الذي يعتبر السجن الأمريكي الأكثر تأمينا في افغانستان مع ثلاثة نزلاء اخرين كانوا معه في الزنزانة وقص الليبي فيما بعد قصة هروبه المثيرة في تسجيلات مصورة دعائية
كان الليبي رجل دين بارزا وكبير مسؤولي الدعاية بالقاعدة وأصدر حوالي 70 رسالة باسم التنظيم

لورانس رايت ورأيه في أبو يحيى الليبي

لورانس رايت ورأيه
الصحفي الأمريكي المتخصص في شئون تنظيم القاعدة لورانس رايت والذي أمضي ‏35‏ عاما من حياته المهنية في البحث وراء شخصية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأجري مقابلات مع أكثر من‏500‏ شخص من أصدقاء وأقارب بن لادن
ومسئولين في20 دولة وخرج إلي العالم قبل خمس سنوات بكتابه الذي حصل علي جائزة بوليتزر أرقي الجوائز الأمريكية في الصحافة تحت عنوان البروج المشيدةLoomingTower, وروي خلاله قصة الأفكار المتشددة عبر العقود الأخيرة وصولا إلي القاعدة وهجمات سبتمبر في الولايات المتحدة
ومن جهة نظر رايت بعد مقتل بن لادن أن هناك من أجدر من الظواهري لقيادة التنظيم مثل أبو يحيي الليبي المنظر الشرعي للقاعدة, وهو في الأربعينيات ومتزوج من موريتانية, وأب لثلاثة أبناء, اسمه الحقيقي محمد حسن قايد ظهر اسمه لأول مرة ضمن قيادات الجماعة الليبية المقاتلة وفي تنظيم القاعدة بعد العاشر من يوليو عام2005 عندما فر مع ثلاثة آخرين من أعضاء القاعدة من سجن باجرام الأمريكي في أفغانستان وهو عبارة عن حامية جوية شديدة الحراسة وصارمة القوانين, وكان للنجاح المدوي في خطة الهروب والتضحية من أجل الوصول إلي مخبأ بن لادن, من بين العوامل التي جعلت أسامه يثق به ويوكل إليه مهام رئيسية ومن ثم صعد أبو يحيي بقوة الصاروخ في سلم التراتبية القيادية للتنظيم, واحتل مكانا فسيحا في قلب زعيم القاعدة, فكان ذراعا إعلامية وخطيبا شرعيا مفوها يحث علي الجهاد ومتدربا علي استخدام الأسلحة; رغم أنه لم يكن ذا خلفية عسكرية, إضافة إلي تضلعه في العلوم الشرعية من خلال الدروس التي تلقاها لمدة خمس سنوات في موريتانيا, وبحكم جذوره الليبية وعلاقة المصاهرة بموريتانيا يعتبر أبو يحيي الليبي فرس رهان باعتباره أحد أبرز أمراء الدولة الإسلامية في منطقة المغرب الأمر الذي يؤهله لخلافة بن لادن وهو شخصية ملهمة, وقد تلقي تدريبا دينيا, لذا يتوقع أن يكون له مريدون كما أنه ليس مصريا فالمصريون يثيرون القلاقل والنزاعات داخل تنظيم القاعدة أما البديل الآخر المتاح, فهو أنور العولقي، ولكنه ليس جزءا من الجماعة الرئيسية وقد تلقي تدريبا دينيا يعطي ثقلا لكل البيانات التي يدلي بها, كما أثبت بالفعل قدرته علي التأثير في الشباب ودفعهم لاتباع نهجه

مؤلفاته

مؤلفاته
من الكتب التي ألفها أبو يحيى الليبي ونشرت على الانترنت :
1-  الجهاد ومعركة الشبهات
2-  نثر الجواهر في مناقشة المعترض على تفجيرات الجزائر
 3-  بل مدافعة الكفار فريضة شرعية وسيرة نبوية
4-  التبديد لأباطيل وثيقة الترشيد
5-  حد السنان لقتال حكومة وجيش باكستان
6-  المعلِم في حكم الجاسوس المسلم
7-  قريظة وأمريكا مرتع غدر ومنبع شر
8-  الربيون ومسيرة النصر
9- الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة

وفاته

وفاته
أشارت تقارير اعلاميّة 4 يونيو 2012، إلى أنّ الغارة التي شنتها الطائرة الاميركية بدون طيار وأدت الى مقتل 15 متمردًا الاثنين في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان، كانت تستهدف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ابو يحيى الليبي. 
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الغارة التي شنتها الطائرة الأميركية بدون طيار وأدت الى مقتل 15 متمردًا في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان كانت تستهدف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ابو يحيى الليبي
وأكد مسؤولون أميركيون لصحيفة نيويورك تايمز أن الليبي كان المستهدف في الغارة في وزيرستان الشمالية، معقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة على الحدود الافغانية، لكنه تعذر عليهم تحديد ما اذا كان نجا من الغارة
ونقلت الصحيفة عن مسئول أميركي قوله: "يتم التدقيق عن كثب لمعرفة ما اذا كان لا يزال حيًا سيمر بعض الوقت قبل التأكد من أنه قتل فعلاً، لكنه الرجل الثاني في القاعدة وعليه فإن هذه الضربة تعتبر قوية جدًا"
كما صرح مسؤول أميركي كبير لشبكة "ايه بي سي" أن الليبي كان المستهدف في الغارة التي تعتبر الاكثر دموية هذا العام وقال مسؤول أمني في بيشاور لنيويورك تايمز "يبدو أنه قتل."
وفي اليوم نفسه خرج زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل مصور ينعي فيه أبو يحيى الليبي قائلاً: "أزف للأمة الإسلامية وللمجاهدين ولأمير المؤمنين الملا محمد عمر والمجاهدين في ليبيا نبأ استشهاد أسد ليبيا وضرغامها الشيخ حسن محمد قائد"، في إشارة إلى الليبي ودعا أيمن الظواهري في الشريط ذاته إلى قتال من سماهم الصليبيين بقوله "يا أمة الإسلام ويا أحرار ليبيا أحفاد عمر المختار، فها هو أبو يحيى سار على دربه وقاد المجاهدين مثله وطلب العلم مثله ثم قتله الصليبيون مثله، إن دماءه تصيح بكم وتستنهضكم وتحرضكم على قتل وقتال الصليبين فلا تتخاذلوا وتتخلوا عنها" ورجحت الولايات المتحدة وكذلك مسؤولون في المخابرات الباكستانية في يونيه 2012،  أن أبو يحيى الليبي ربما قتل في هجوم شنته طائرة أميركية من دون طيار في منطقة شمال وزيرستان القبلية بباكستان
وقد ربط بعض المحللين السياسيين مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز بعد ذلك بأيام أنه بمثابة انتقام من تنظيم القاعدة بعد تحريض أيمن الظواهري.

شارك