شقيق أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا يعلن انسحابه من تحالف المعزول.. "إخوان" مصر صاروا من الماضي.. الخضوع السني والإحباط الشيعي
الخميس 04/يونيو/2015 - 04:59 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيا وعالميا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" مساء اليوم الخميس الموافق 4/ 6/ 2015
أحكام بالسجن من 3 لـ10 سنوات على 59 من "الإخوان" بسوهاج في "أحداث الاستفتاء"
أصدرت محكمة جنايات سوهاج في جلستها، الخميس، أحكامها على 59 متهما من جماعة الإخوان المسلمين في قضية أحداث الشغب والاشتباكات مع الشرطة بمنطقة الزهراء بمدينة سوهاج في أول أيام الاستفتاء على الدستور، والتى نتج عنها مصرع 4 أشخاص، وإصابة مأمور قسم ثان مدينة سوهاج وأمين شرطة أثناء إطلاق النار على الشرطة.
وعاقبت المحكمة حضوريا وغيابيا 42 متهما بالسجن المشدد 10 سنوات، و3 متهمين بالسجن 5 سنوات، و6 متهمين بالسجن 3 سنوات، وبرأت 3 متهمين آخرين.
وقد عقدت الجلسة وسط إجراءات أمنية مشددة وتواجد أمني مكثف لقوات الشرطة وقوات العمليات الخاصة بإشراف اللواء أحمد شاهين حكمدار مديرية أمن سوهاج وتم إغلاق جميع الشوارع بمحيط المحكمة وتأمين بوابات الدخول بأجهزة الكشف عن المفرقعات والأسلحة النارية.
المصري اليوم
مصدر أمني: نبيل المغربي توفى لإصابته بسرطان المعدة
أكد مصدر أمني أن نبيل المغربي، أقدم سجين في مصر والمتهم في قضية خلية الظواهري، توفى أمس الأربعاء، بمستشفى المنيل الجامعي إثر إصابته بمرض السرطان في المعدة.
كان المتهم قد أُصيب بحالة إعياء شديدة نُقِل على إثرها إلى المستشفى، ومكث فيها 10 أيام يتلقى العلاج بغرفة العناية المركزة وتحت الملاحظة الطبية إلى أن وافته المنية.
فيتو
شقيق أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا يعلن انسحابه من تحالف المعزول
أعلن الشيخ محمد حسن، القيادي في الجماعة الإسلامية وشقيق أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا الشيخ رجب حسن، انسحابه من تحالف دعم الشرعية، مطالبًا مجلس شورى الجماعة باتخاذ نفس الخطوة وفض التحالف مع الإخوان.
وأشار حسن، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" إلى أن الجماعة الإسلامية دفعت ثمنًا غاليًا لعضويتها في التحالف، حيث عاد قياداتها وأعضاؤها إلى السجون وتوقفت مسيرة الدعوة وتم سحب المساجد التي كانت تخضع للجماعة ناهيك عن الضربات الأمنية التي تتعرض لها الجماعة.
ولفت إلى أن الانسحاب من التحالف أصبح الخيار الوحيد أمام الجماعة، وإلا فإن الضربات ستتوالى وتفضي إلى كارثة ستكتب نهاية الجماعة خصوصًا إذا أصرت قياداتها على الاستمرار في التحالف.
البوابة نيوز
القوات العراقية تحبط هجومين لـ«داعش» شمال وشرق الرمادي
أحبطت قوات الأمن العراقية، اليوم (الخميس)، هجومين منفصلين على مقرات عسكرية شمال وشرق مدينة الرمادي، التي تواصل السلطات العراقية تضييق الخناق عليها منذ نحو ثلاثة اسابيع بعد سيطرة تنظيم "داعش" عليها.
وقال عقيد في الجيش العراقي ان "تنظيم داعش شن هجوما عنيفا بواسطة مركبتين مفخختين يقودهما انتحاريان على مقر الفوج الثاني التابع للواء الاول بالفرقة الاولى بالجيش في منطقة ناظم الثرثار شمال الفلوجة".
وأضاف المسؤول العسكري ان "الهجوم الانتحاري المزدوج كان مدعوما بنيران قوية ووقعت اشتباكات، تمكنت خلالها قوات الجيش من حرق وتفجير (المركبات) المفخخة وقتل من فيها بواسطة منظومة الصواريخ الروسية الكرونيت". وأصيب أربعة من قوات الامن العراقية بجروح، بحسب الضابط.
يأتي هذا الهجوم بعد ثلاثة أيام من هجوم مماثل نفذه التنظيم ضد منشأة المثنى الواقعة شمال الرمادي وأسفر عن مقتل 47 من قوات الأمن العراقية.
ويستخدم التنظيم في هجماته آليات عسكرية استولى عليها في مواجهات سابقة ويقوم بتلغيمها وتصفيحها بشكل يصعب على الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى قذائف "الار بي جي" التصدي لها.
والى جانب، ذلك يستخدم التنظيم الذي سيطر على سدود الرمادي والفلوجة، قطع المياه عن المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة كسلاح في المعركة، خصوصا بعد ان تمت محاصرته من معظم الجوانب.
وأغلق التنظيم بوابات سد الرمادي، وحول مساره الى بحيرة الحبانية، ما أدى الى انخفاض مستوى المياه بشكل كبير في نهر الفرات، حيث حذر مسؤولون من مخاطر انسانية اثر هذا العمل.
من جانب آخر، قال ضابط برتبة نقيب بالشرطة الاتحادية، ان "قوة من الشرطة الاتحادية اشتبكت اليوم مع عناصر لتنظيم داعش في منطقة حصيبة الشرقية التي تبعد سبعة كليو مترات شرق الرمادي، ما أدى الى مقتل 13 عنصرا من تنظيم داعش".
وحصيبة الشرقية آخر منطقة تقع تحت سيطرة القوات الامنية من الجهة الشرقية لمدينة الرمادي التي تقع على بعد 110 كيلومترات الى الغرب من بغداد.
الشرق الأوسط
"إخوان" مصر صاروا من الماضي
تابع أحد أبرز "مصريي واشنطن" الحديث عن لقاءات "الإخوان المسلمين" الأميركيين والمصريين بالإدارة الأميركية، قال: "حضر اجتماع الخارجية الذي أشرت إليه ممثل عن البيت الأبيض ربما كان عضواً في مجلس الأمن القومي. هذا الاجتماع تمّ من دون علم وزير الخارجية جون كيري وفي أثناء غيابه عن واشنطن. وقد غضب كثيراً بسبب ذلك. ولذلك تميّزت تصريحات الخارجية في حينه ومواقفها حيال مصر والأوضاع فيها بشيء من الارتباك. أما الاتصالات المنتظمة بين "الإخوان" والخارجية في واشنطن فيمكن أن تحصل. لكن إلى ماذا تؤدي؟ وماذا سيسفر عنها؟ السفير المصري في واشنطن نصح في حينه حكومة بلاده بعدم إبداء أي استياء أو ردّ فعل سلبي على الاجتماعين الرسميين اللذين تحدثت عنهما لأنهما عابران في رأيه. فضلاً عن أنهما لم يحققا أي نتائج، علماً إن الاجتماع كان الإسلاميون المشاركون فيه كلهم من "الإخوان". كما أن اللقاءات الشعبية التي نظّمها هؤلاء "الإخوان" بعد ذلك في أكثر من ولاية أميركية لم تلقَ حضوراً كثيفاً. وحدهم "الإخوان" الأميركيون (المصريون والعرب أصلاً) حضروها. علماً أن اللقاءات التي عقدوها في مراكز الأبحاث الأميركية كان الحضور فيها قليلاً أيضاً. في أي حال ومهما جرى فأن "الإخوان" صاروا من الماضي. لا أحد يمشي وراء جماعة فشلت وكانت لها "أجندة" مختلفة عن التي أعلنتها. وهي لا تبدو ناجحة في أي مكان آخر خارج مصر، وخصوصاً بعدما بدأ "الإخوان" يشجِّعون شبابهم على مهاجمة أفراد قوى الأمن والشرطة والجيش ويصنعون قنابل بدائية كي يستعملوها ضدهم. لا تنسَ أن قسماً كبيراً من الشرطة والجيش شباب مصريون مجنّدون (خدمة إلزامية) لسنتين أو ثلاث سنوات. وهذا يعني أن هناك لحمة بينهم وعائلاتهم والشعب وبين الشرطة والجيش. في أي حال صدرت توجيهات "الإخوان" المشار إليها أعلاه إلى شبابهم في مصر وقت كان وفدهم يزور أميركا. وهذا مضرٌّ لهم". علَّقتً: أعتقد أن الإدارة المصرية تفكِّر في مخرج من "مأزق" المواجهة المستمرة مع "الإخوان" ورفض التعاون مع الإسلاميين. أحد عناصر المخرج التعاون مع "الإخوان" الذين تركوا "الجماعة" لاعتراض على أسلوبها في الحكم وخارجه وتوفير تغطية وطنية شاملة للحكم. ثم سألتُ: ماذا يجري في المنطقة، في اليمن، وفي مفاوضات أميركا مع إيران، وفي دخول السعودية الحرب مباشرة ضد أنصار إيران أو حلفائها في اليمن متخلّية بذلك عن تحفُّظها التاريخي على أي تدخُّل عسكري مباشر؟ أجاب: "أول شيء يهم أميركا حالياً هو عدم نزول جيشها على الأرض وعدم تورُّطها في حرب عسكرية برية في صورة مباشرة داخل منطقة الشرق الأوسط. ويهمها أيضاً الاتفاق مع إيران. وهذا أمر أزعج ولا يزال يثير استياء حلفائها في الشرق الأوسط. وهي لا تبدو مهتمة بسلامتهم واستقرارهم، ولا تهتم لمخاوفهم وهواجسهم. تهتم فقط بمصالحها وبأعدائها وتسعى إلى التفاهم معهم وإن على حساب حلفائها. هي حرَّة في التفاهم مع أعدائها، بل إن واجبها يفرض عليها ذلك لكن شرط أن لا تحقق أهدافها على حساب حلفائها ومصالحهم بل وجودهم". علّقتُ: من خلال لقاءاتي مع مسؤولين في الإدارة الأميركية وناشطين وباحثين خارجها فضلاً عن المسؤولين السابقين خرجت بانطباعات عدة. أولها وجود انزعاج عند كثيرين من هؤلاء بسبب عدم إطلاع الإدارة حلفاء أميركا وفي الوقت المناسب على قرار تفاوضها مع إيران، وعدم أخذ رأيهم فيها، بل عدم إشراكهم فيها وإن على نحو غير مباشر وعدم أخذ مشكلاتهم معها ومخاوفهم منها في الاعتبار. وثانيها وجود تصميم عندها على التوصل إلى اتفاق ولو على حساب دول المنطقة. وثالثها الاتفاق مع إيران أولاً على النووي وتجاهل القضايا الإقليمية التي تقلق حلفاء أميركا في الشرق الأوسط. ثم أشرتُ إلى أن أميركا لا تستطيع التفاهم مع إيران مع تجاهل العالم العربي والعالم السنّي الذي يشكِّل 85% من مسلمي العالم. وعندما خافوا أن تفعل ذلك تحرّكت السعودية والعرب وباكستان وبدأوا يعملون على إنشاء قوة عسكرية ضاربة. ولم تتشاور الرياض مع أميركا في ضرب اليمن بل أبلغت إليها قرارها بذلك قبل وقت قصير متشبِّهة بإسرائيل على هذا الصعيد. ردّ: "هذا العمل يلزمه مأسسة وخطة واستراتيجيا ومؤسسات وقدرة على القتال المشترك، وخصوصاً أن القوات العسكرية آتية من دول عدة. هذا قرار كبير اتخذوه ويحتاج إلى وقت لتنفيذه". علّقتُ: لا تنسَ ربما لا يزال اليمنيون أو بعضهم غير مبسوطين بضمّ السعودية أراضٍ يمنية. بماذا ردّ أحد أبرز "مصريي واشنطن"؟
النهار اللبنانية
جديد فالح مهدي: الخضوع السني والإحباط الشيعي
من النادر أن تجد اليوم مفكرًا متعمقاً في الفكر الإسلامي يسلك طريق النقد والتفكيك والتوغل في عمق المشاكل الفكرية للإسلام، مما يوفر أداة فعالة لمواجهة التحدي الحضاري الذي يواجه الأيديولوجيات الدينية اليوم، كما يفعل الدكتور فالح مهدي في كتابه المهم هذا. هناك محاولات لباحثين آخرين كمحمد آركون، حاولوا نقد العقل لكن مقارباتهم كانت محدودة في حين أن الباحث الدكتور فالح مهدي وضع حجر الأساس في المنهجية النقدية من خلال نقده للعقل الدائري الأمر الذي لم يتلفت له أحد قبله وهو دور المكان في تشكيل العقل والتفكير، من المؤكد أن بحث الدكتور فالح مهدي لن يعجب الجميع من ذوي العقول المتخشبة وسيثير حفيظة البعض لأنه سيراه بمثابة تجني مفرط في حقه خاصة عند التدقيق في المعاني الدفينة والمجازات غير المعروفة في المفردات والمفاهيم المستخدمة فمفهوم الخضوع السني لا تعني على الإطلاق الطاعة العمياء التي توحي بالعبودية. أما الإحباط فهو مصطلح سيكولوجي معروف ينطبق على المكون المقصود به لأنه عاش تفاصيل خيبة الأمل والمرارة التي عاشها الشيعة في العالم الإسلامي منذ النشأة والتكوين في حقبة تاريخية قديمة إلى يوم الناس هذا مما دفع بمنتسبي هذا المكون الإسلامي إلى إثراء المخيلة وحشوها بالمبالغات وتمجيد الذات المنهكة إلى حد الجنوح كما قال المؤلف ، لكن الغاية من هذا التشخيص العلمي لم تكن التجني ولا التجريح بقدر ما كانت سلوك منهجية نقدية صارمة وموضوعية بعيداً عن المزايدات والتملق والتحيز لهذا الطرف على حساب الطرف الآخر.
الكتاب عبارة عن سفر فكري ومعرفي عميق ومتنوع وليس التعاطي مع الإسلام كدين وسلوك وسياسة، بل وسيلة لكشف أسباب تخلف الشعوب التي تقطن العالم الإسلامي.
فهناك البعد الحضاري، وهناك البعد التاريخي، وهناك البعد الآيديولوجي، وكلها علامات فارقة على الانهيار والسقوط المدوي للمرحلة التي سبقت سقوط بغداد التي كانت تمثل رمزاً حضارياً ساطعاً وتعاقب عليها أقوام متخلفون أغرقوا العالم الإسلامي في ظلام الانحطاط حيث تدهورت ثقافة المدن وسادت المجتمعات القائمة آنذاك قيم البداوة وطغيان الأعراف الريفية على حساب الحضرية أو المدينية، حيث سادت الأساطير والعقلية الخرافية وتراجعت الثقافة العلمية والنقدية الاستكشافية والتجديدية. بيد أن أحدا لم يستطع وضع الإصبع على الجرح قبل محاولة الأزهري علي عبد الرازق في كتابه:" الإسلام وأصول الحكم" للكشف عن أسباب الانحطاط مما جعله يدفع ثمناً باهظاً على جرأته هذه، وكان هناك أيضاً دور لا يمكن تجاهله أو نسيانه لأشخاص كجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورفاعة الطهطاوي وطه حسين وسلامة موسى الخ .
وفي الفترة المعاصرة برز بعض الباحثين مثل التونسي هشام جعيط، صاحب كتاب الفتنة، ومحمد آركون، صاحب كتاب نقل العقل الإسلامي، ومحمد عبد الجابري ، صاحب كتاب نقد العقل العربي، وجورج طرابيشي في نقده لنقد العقل العربي، وعبد الله العروي وغيرهم، وحاول أغلبهم أن يقترب من المحرم لكنه لم يفلح في الإجابة على السؤال الجوهري: لماذا بقيت البنى الثيولوجية كما هي منذ القرن الرابع الهجري أو العاشر الميلادي قائمة؟ ولماذا بقيت البنى الثقافية قائمة على الخرافة وسيادة العقل الخرافي؟ وحده الدكتور فالح مهدي تمكن من تقديم إجابات علمية منهجية عليها في بحثه الموسوم نقد العقل الدائري.
سبق للدكتور فالح مهدي أن قام بجولة فكرية نقدية أولية سنة 1991 في بحثه عن أسس وآليات الدولة في الإسلام باللغة الفرنسية لتشخيص التكوين الأخلاقي والذهني والاجتماعي والثقافي والعقائدي والنفسي للمجموعة البشرية التي تعيش في قلب العالم الإسلامي. ويعاود اليوم في بحثه هذا سبر أغوار وتقصي أسباب وجذور الأمراض المزمنة التي تعصف بالعالم الإسلامي كالتعصب الديني والمذهبي وغربلة البنى الاجتماعية ذات الطابع البدائي المتمثلة بالقبيلة والعشيرة التي كانت الأساس الذي بنيت عليه مختلف الأنظمة الاستبدادية التي عاشت وتغذت ونمت على جهل الغالبية العظمى من المجتمعات الإسلامية. أعمق ما استلهمته من هذا البحث أن الفتنة في العالم الإسلامي ليست حدث عابر أو مرض وجد في مرحلة زمنية وانتهى، بل هو مرض مزمن كالأمراض العصابية حيث لا يدرك الإنسان البسيط أنه مصاب به حيث هي بمثابة مرض جماعي يمتد لعدة قرون وإنه إذا لم يعالج هذا المرض بعد الغوص في طفولة المريض فإن هذا الأخير سوف يحيى ويموت دون أن يعي أنه مريض أو يدرك حالة التنافس والعدائية والإنطواء ونبذ الآخر والخوف منه والتذبذب والهوان والصغر. ودون امتلاك الشجاعة والسعي الحثيث لمعرفة ما جرى وهذا ينطبق على الفراد والجماعات على حد سواء. يقول الباحث الدكتور فالح مهدي أن بحثه هذا يطمح لفهم آليات الأمراض المزمنة التي وجدت ، ولم تزل ، في الجسد الجماعي مع إنه قد يبدو للوهلة الأولى من غير المنطقي والمعقول أن تمتد أمراض إلى ما يقارب 1500 عام فكيف وجدت وما هي شروط استمرارها وقدرتها على مقاومة تلك السنين الطوال؟ الكاتب لم يبحث في أسباب الفتنة في العالم الإسلامي، بل في نتائجها وانعكاساتها المعاصرة والتبعات المترتبة عليها وأثرها في البناء الفكري لدى المكونين الرئيسيين في الإسلام والذريعة التي يتمترس خلفها الجميع كل وفق تفسيراته وتبريراته لها ولما حصل فيها.
إن هيمنة الأيديولوجيا التعصبية على العقل الجماعي هي التي تدفع ببعض أفراده إلى ارتكاب أبشع الجرائم وأكثرها وحشية وقسوة وبربرية كتفجير الذات وسط جمع من المصلين في مسجد أو المتسوقين في سوق شعبي وهو متيقن أنه يقوم بذلك إرضاءً لربه وإنه يقتل مرتدين عن الإسلام وكفرة يستحقون الموت وأن ربه سيكافئه حيث سيتغذى مع نبيه وبرفقته سبعين من الحوريات ، فمن أين جاء مثل هذا اليقين عند هؤلاء البرابرة لكي يقتنعوا بان الله سيدخلهم الجنة على جرائمهم المقززة هذه؟
في معرض إجابته على هذا التحدي الحضاري الكبير قام الباحث برحلة في العالم الأسطوري والديني لمصر الفرعونية ولحضارة بلاد الرافدين لأنها كانت تمتلك المقدمات الثيولوجية لما ستكون عليه آلية الفكر العقائدي الإسلامي حسب قناعة الباحث، إذ ينبغي قراءة الإسلام على ضوء التراث المصري القديم وتراث وادي الرافدين ليس الأسطوري فحسب ، بل وأيضاً القانوني والسياسي والاجتماعي والاثنروبولوجي والاقتصادي والمعماري المتعلق بنمط بناء المدن والحواضر الكبرى، فالإبحار بعيداً في تراث بلاد ما بين النهرين قاد الباحث لفهم نظام القيم الإسلامي، حيث بدأ هذا التبلور في العقل البشري منذ بدء مرحلة الزراعة 30000 ق.م، وتطور الأمر عند السومريين والبابليين والفرس والمصريين والكنعانيين والفينيقيين واليهود واستقر أخيراً عن المسلمين ولا يزال فاعلاً إلى اليوم. وكان لابد للباحث أن يعطي مقدمات منهجية نظرية لفهم الحيز المكاني، الفردي والجماعي، الذي ولد فيه الإسلام حيث إن التراث القديم الذي يمتد زمانياً إلى أكثر من خمسة آلاف سنة لايزال يحكم الحياة اليومية في البلاد الإسلامية على امتدادها الجغرافي الحالي.
الكتاب ذو قسمين أساسيين، الأول يستعرض الطريقة المنهجية والبناء النظري للبحث من خلال التوغل في الماضي زمانياً ومكانياً لدراسة نشوء الحضارات السابقة وتطورها مع التركيز على حضارة وادي الرافدين وتأثيرها اللاحق على الإسلام وشرح قيم وعادات وتقاليد ذلك العالم القديم ، ومن ثم عرج على عرض انطلاقة الإسلام من الحيز الصحراوي ونجاحه في إخضاع حضارات تمتد لأكثر من ثلاثة آلاف سنة قبله وتمكن من ضمها وتوحيدها لغوياً وعقائدياً واختلطت القيم الاجتماعية والانثربولوجية القديمة والإسلامية في مختلف النواحي كالزواج والنظافة والحلال والحرام والجنس والمرأة والطهارة الخ..
أما القسم الثاني فقد كرسه المؤلف إلى أطروحته الفكرية في ما أسماه الخضوع السني والإحباط الشيعي باعتبارهما جوهرياً يمثلان نقداً للعقل الآيديولوجي وليس نقداً للعقيدة كما هي مطبقة، مستنداً في يذلك إلى كم هائل من المصادر والمراجع المعتبرة والرصينة باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، وقد بلغت صفحات البحث حوالي 388 صفحة مركزة ومكثفة كل فقرة وضعت في مكانها بدقة متناهية وتعمد مدروس مع كشف بالمصطلحات وفهرس للأعلام الذين تم ذكرهم في البحث مع مختصر للدوريات باللغات الأجنبية والمعاجم والموسوعات الأجنبية التي استند عليها المؤلف
إيلاف