عملية اجتماعية اقتصادية، تهجر فيها جماعة بشرية أرضها إلى أرض أخرى، أي تقيم مجتمعًا بشريًّا مستحدثًا. ويمكن التمييز بين نمطين رئيسيين من الاستيطان:

- استيطان تلقائي، يأخذ شكله النهائي بطريقة عفوية تمليها الأحوال الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي تدفع الأفراد والجماعات خارج أوطانهم، بحثًا عن مستقر جديد. وقد يكون هذا الاستيطان داخل الحدود القومية للجماعة، أو يتجه إلى خارج الحدود.

- استيطان مخطط، يتم وفق برنامج مدروس وأهداف محددة، وقد يكون داخليًّا نتيجة حاجات قومية في ميادين التنمية، أو خارجيًّا دون نظر إلى مصالح السكان الأصليين، وهو ما يتجسد بوضوح في الاستيطان الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية.

تترتب على عمليات الاستيطان مشاكل شتى، أبرزها:

- مشكلات تتعلق بالتخطيط، مثل عدم وضوح الأهداف وتحديدها، وطبيعة الوسائل المتبعة في تحقيقها، وقصور التشريع عن الوفاء بحاجات المستوطنين، ومحدودية التمويل.

- مشكلات الموقع والبيئة، ويتجلى ذلك في عدم ملاءمة الأرض الجديدة للزراعة، أو انخفاض إنتاجيتها، فضلاً عن غياب التنسيق بين مواقع العمل والسكن.

- مشكلات التنظيم والإدارة، وأبرز ملامحها ضعف الأنظمة الإدارية بما لا يتيح الفرصة أمام المستوطنين للقيام بدورهم في اتخاذ القرار، وهيمنة المركزية والروتين في الإدارة.

- مشكلات تتعلق بالمستوطن نفسه، ومنها التشبث بالانتماء النفسي والروحي إلى المجتمع القديم، وغياب التجانس والتوافق في التركيب الاجتماعي والثقافي بين المستوطنين، وعدم إعدادهم بشكل جيد قبل عملية الاستيطان.