"أبو عياض".. مؤسس أنصار الشريعة في تونس
السبت 04/يوليو/2015 - 08:51 م
طباعة
كشفت مصادر صحفية أمريكية أن قياديا "جهاديا" تونسيا، انضم سابقا إلى تنظيم القاعدة، قتل في غارة أمريكية في ليبيا الشهر الماضي
وزعمت صحيفة نيويورك تايمز، أمس الجمعة 3 يوليو، أن سيف الله بن حسين المعروف بـ"أبو عياض" الذي يتزعم تنظيم "أنصار الشريعة" المحظور في تونس، قتل منتصف يونيو في غارة جوية كانت تستهدف قياديا آخر بتنظيم القاعدة هو الجزائري مختار بلمختار.
وتشير الصحيفة، التي أوردت أن بن حسين كان موجودا في ليبيا منذ 2013، إلى أنه نسق حملة اغتيالات وهجمات.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت منتصف الشهر الماضي أنها شنت ضربة جوية بشرق ليبيا، في محاولة لقتل بلمختار.
وأكدت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا في ليبيا والمقيمة فى في طبرق أن بلمختار قضى في هذه الغارة، لكن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نفى هذا الأمر.
مولده:
سيف الله بن حسين، هو سيف الله بن عمر بن حسين، ولد في 8 نوفمبر 1965 في منزل بورقيبة في تونس.
هو إرهابي تونسي يعرف باسم أبو عياض، ويعتبر زعيم تيار أنصار الشريعة في تونس.
علاقته بالإخوان المسلمين:
حفظ سيف الله بن حسين القرآن وتبنى منهج وأيديولوجية الإخوان المسلمين، في السنوات الثمانين، ناضل بن حسين مع حركة الإتجاه الإسلامي النهضة سابقا.
فر بن حسين من البلاد بعد أن قام نظام زين العابدين بن علي باعتقال الحركات الطلابية سنة 1987.
ولذلك حوكم غيابيا بسنتين سجنا من قبل المحكمة العسكرية بتونس بتهمة المشاركة في الاحتجاجات، عند خروجه من تونس، قصد أولا المغرب، أين التحق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في جامعة وجدة، وهناك تزوج بمغربية.
خروجه من تونس:
خرج من تونس سنة 1991 بعد انطلاق الحملة الأمنية ضد الإسلاميين متوجها إلى المغرب الأقصى حيث درس الحقوق.
تابعته السلطات التونسية في المغرب فاضطر للخروج إلى لندن وتقدم بطلب اللجوء السياسي في 10 فيفري 1994 وبقي ينشط في السرّ هناك ولم يتلق الإجابة عن طلب اللجوء إلا في العام 2002 عندما كان متخفيا في باكستان وكان الرد بالرفض القطعي إضافة إلى عدم إمكانية الاستئناف، حيث اعتبر خطرا محدقا بالأمن القومي البريطاني.
في لندن تتلمذ أبو عياض على يد المنظر الجهادي أبو قتادة الفلسطيني ،حيث كانت لندن يومها قاعدة إعلامية خلفية للجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية وتصدر فيها نشرية الأنصار بإشراف أبو قتادة و أبو مصعب السوري القيادي في تنظيم القاعدة .
علاقته بأبو قتادة:
وروى أبو عياض، قائلا: عندما كنت في لندن كانت لي علاقة وطيدة ولصيقة بالشيخ أبو قتادة وتعلمت منه الكثير، وأتأسف لأني لم أتمكن من التفرغ لطلب العلم من الشيخ فالأشغال الدعوية كانت تصرفني عن طلب العلم من تلميذ وأستاذه، لكن هذا لا يمنع إني استفدت منه قدر الإمكان لأنه مدرسة حقيقية”، بعد الفترة اللندنية انتقل أبو عياض إلى أفغانستان إبان حكم الطالبان و استقر هناك حتى اندلاع أحداث سبتمبر 2001 و أسس تجمع الجهاديين التونسيين في جلال أباد سنة 2000،و التقى في هذه الفترة زعيم القاعدة أسامة بن لادن في مقره في قندهار في سبتمبر 2000، ليخرج من أفغانستان في فيفري 2001 ويتنقل بين عدة دول وكانت آخر محطة هي تركيا أين وقع اعتقاله في 3 فيفري 2003 بسبب خطإ ارتكبه أحد رفاقه حين ذكره بكنيته في اتصال هاتفي .بعد شهر من اعتقاله في تركيا تم تسليمه للسلطات التونسية ليحاكم بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة والى تنظيمات إسلامية مختلفة، لتكون جملة الأحكام في حقه 68 سنة قضى منها 8 سنوات قبل أن يتم الإفراج عنه في مارس 2011 بعد الثورة.
بدء انضمامه للقاعدة:
سافر إلى بريطانيا وأفغانستان، وفي هذه الأخيرة اشترك في معسكرات تدريب وقابل أسامة بن لادن في قندهار سنة 2000، أسس مع طارق المعروفي وحدة أسماها جماعة المقاتلين التونسيين في جلال آباد.
وتفيد نيويورك تايمز بأن بن حسين قاتل إلى جانب زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في أفغانستان عام 2001 قبل أن يتوجه إلى باكستان، ومنها إلى تركيا حيث اعتقل.
ولذلك يتهمهم البعض بالمشاركة في تنظيم عملية اغتيال القائد أحمد شاه مسعود في 2001.
تم تصنيف هذه الجماعة في 2001 من قبل مجلس أمن الأمم المتحدة على أنها تابعة لتنظيم القاعدة.
شارك بن حسين الذي أصبح يلقب أبو عياض في حرب أفغانستان مع القاعدة، قبل أن يغادر إلى تركيا في 2003، أين تم توقيفه وإرساله إلى تونس في نفس السنة.
اعتقاله:
حوكم من قبل المحكمة العسكرية بتونس ب43 سنة سجنا.
رغم العمليات العسكرية التي قام بها بن حسين، إلا أنه يعتبر سجينا سياسيا.
تأسيسه أنصار الشريعة:
في 2011، خرج أبو عياض من السجن في إطار عفو عام بعد الثورة التونسية، فأسس تيار أنصار الشريعة، الذي يقوده هو مع أبو أيوب والخطيب الإدريسي.
أعلن التنظيم في اكثر من مناسبة أن تونس أرض دعوة وليست أرض جهاد وأن عمله بقتصر على جوانب "دعوية" و"خيرية، لكن السلطات اتهمته بإدخال أسلحة مهربة من ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، وبالتخطيط للانقضاض على الحكم بقوة السلاح ولإعلان تونس أول إمارة إسلامية في شمال إفريقيا.
كما اتهمته باغتيال المعارضين شكري بلعيد يوم 6 فبراير 2013 ومحمد البراهمي في 25 يوليو 2013 وبقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة.
في 17 أغسطس 2013، تم تصنيف تيار أنصار الشريعة منظمة إرهابية بسبب تنظيمها لعمليا اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، والهجوم على عدة مراكز شرطة إضافة إلى علاقتها مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حسب أقوال وزارة الداخلية التونسية.
اعتقاله في ليبيا:
في 30 ديسمبر 2013 أفادت تقارير في ليبيا وتونس أمس، أن قوة من الجيش الليبي اعتقلت في مدينة مصراتة زعيم تنظيم أنصار الشريعة السلفي الجهادي سيف الله بن حسين الملقّب بـ أبو عياض، ومعه عدد من مساعديه التونسيين، في تطور لافت يشير في حال تأكده، إلى تعاون أمني ليبي غير مسبوق في ملاحقة مطلوبين من دول مجاورة.
وترافق نبأ اعتقال أبو عياض الذي أكدته وكالة الأنباء التونسية، مع جدال في شأن تقارير أفادت عن مشاركة قوات المارينز الأمريكية في العملية، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون، مؤكدة عدم مشاركة أي من قواتها في عملية على الأراضي الليبية.
وهنا نفى تنظيم أنصار الشريعة ووزارة الدفاع الأمريكية وكذلك السفارة الأمريكية في تونس هذا الخبر.
إدراجه على القائمة السوداء:
"أبو عياض" مدرج على قائمة سوداء للأمم المتحدة منذ 2002 لارتباطه بالقاعدة، حيث تتهم واشنطن "أنصار الشريعة" بشن هجوم على سفارة الولايات المتحدة بتونس، وعلى مدرسة أمريكية في سبتمبر 2012 بعد بث فيلم مناهض للإسلام على الإنترنت.