الملا "أختر منصور".. الزعيم الجديد لحركة طالبان الأفغانية
الخميس 30/يوليو/2020 - 10:48 ص
طباعة
بعد حالة الغموض التي خيمت على خبر مقتل زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا محمد عمر، تأكد خبر مقتله والتي أكدت فيه الرئاسة الأفغانية أنه مقتول منذ عام 2013، وفقًا لما أكدته الرئاسة الأفغانية؛ الأمر الذي تكتمت عليه حركة طالبان دون الإعلان عن أي تفاصيل أو أخبار حول الملا عمر، واكتفت باختيار خليفة له بعد مشاورات مجلس شورى الحركة، ووقع الاختيار على ملا "أختر محمد منصور" زعيمًا للحركة.
فوز "أختر منصور"
كانت مصادر أفغانية، أكدت أن هناك 3 قادة بارزين مرشحين لخلافة زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر، بعد إعلان كل من الولايات المتحدة والاستخبارات الأفغانية عن وفاته في ظروف غامضة في باكستان منذ أكثر من عامين.
وكان ترشح لخلافة الملا عمر 3 قادة بارزين في الحركة، الأول نجل الملا عمر، الملا سردار يعقوب، الذي تخرج في مدرسة دينية في مدينة كراتشي الباكستانية.
والمرشح الثاني هو النائب الأول لزعيم الحركة الملا أختر منصور، الذي حظي بتولي زعامة طالبان.
أما المرشح الثالث فهو القائد العسكري الميداني في طالبان الملا ذاكر قيوم، المعتقل السابق في سجن جوانتانامو ومدير العمليات العسكرية الحالية في أفغانستان.
انتخب مجلس شورى طالبان ملا أختر منصور خليفة لزعيم طالبان المقتول الملا عمر.
من هو "أختر منصور"؟
أدرج اسم "أختر محمد منصور شاه محمد" في القائمة في 25 يناير 2001 بصفته وزير الطيران المدني والنقل في نظام الطالبان، وبذلك يدخل في نطاق أحكام قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1267 (1999) و1333 (2000) في ما يتعلق بأعمال سلطات الطالبان وأنشطتها.
عضو بارز في طالبان
أختر محمد منصور شاه محمد عضو بارز في قيادة حركة الطالبان. وقد أعيد إلى أفغانستان في سبتمبر 2006 بعد اعتقاله في باكستان.
وهو ضالع في أنشطة الاتجار بالمخدرات، وكان ناشطًا في أقاليم خوست وبكتيا وبكتيكا في أفغانستان حتى مايو 2007، وكان أيضًا "حاكم" الطالبان على قندهار حتى مايو 2007.
شارك بنشاط في الأعمال المناوئة للحكومة، ولا سيما تجنيد الأفراد لصالح حركة الطالبان لقتال الحكومة الأفغانية والقوة الدولية للمساعدة الأمنية.
وكان أختر محمد منصور شاه محمد نائب رئيس مجلس الشورى الأعلى لطالبان حتى منتصف عام 2009.
ويعمل عضوًا في مجلس قيادة الطالبان وكُلف بتولي رئاسة الشئون العسكرية في "مجلس غِردي جَنغل" التابع لحركة الطالبان قبل تعيينه نائبًا لمحمد عمر في مارس 2010. وحتى عام 2010.
رئيس لمجلس الشورى المدني للحركة
كان "أختر" مسئولًا بصفة مباشرة عن أنشطة الطالبان في أربعة أقاليم في جنوب أفغانستان، وعُين رئيساً لمجلس الشورى المدني لحركة الطالبان في أوائل عام 2010.
وكان منصور اختير حتى عام 2009 نائبًا للملا عبد الغنى برادر عبد الأحمد ترك في المجلس الأعلى لطالبان.
وبعد اعتقال الملا برادر في فبراير 2010، أصبح مؤقتًا المسئول عن المجلس الأعلى لطالبان.
غموض حول مقتل "عمر"
امتنعت حركة طالبان الأفغانية، اليوم الخميس، عن التعليق على وفاة زعيمها الملا عمر، وقالت إنها لا تعلم شيئاً عن أي جولة ثانية لمباحثات السلام تردد أنها ستجري في إسلام آباد هذا الأسبوع.
وأكدت الرئاسة الأفغانية أمس الأربعاء 29 يوليو 2015، وفاة زعيم حركة "طالبان"، الملا محمد عمر، في أبريل من العام 2013، في باكستان، واعتبرت أن الطريق أمام إجراء محادثات للسلام أصبحت ممهدة أكثر من قبل.
وذكر مكتب الرئيس، أشرف غني، في بيان له اليوم، أن الحكومة الأفغانية خلصت إلى نتيجة مفادها وفاة زعيم الحركة الإسلامية المتشددة، استناداَ إلى ما وصفها البيان بـ"معلومات من مصادر موثوقة"، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وأكد جهاز المخابرات الأفغاني أن زعيم حركة طالبان، الملا محمد عمر، مات قبل سنتين.
وقال الناطق باسم المخابرات الأفغانية حسيب صديقي الأربعاء: إن "الملا عمر توفي في مستشفى بكراتشي في أبريل 2013 في ظروف غامضة".
وكان مسئول استخباراتي أكد اليوم أن الملا محمد عمر توفي قبل عامين و4 شهور، في أحد مستشفيات مدينة كراتشي الباكستانية، بعد إصابته بمرض "غير معروف".
كانت حركة طالبان قد نشرت رسالة منسوبة للملا عمر قبل عام، تضمنت تهنئته المسلمين بـ"عيد الفطر"، وقعها باسم "خادم الإسلام أمير المؤمنين".
وقد أثارت تلك الرسالة حفيظة أنصار تنظيم "داعش"، بعد أن أعلن زعيم التنظيم، أبوبكر البغدادي، نفسه "أميراً للمؤمنين".
ولم تعلق طالبان على هذه المزاعم التي أطلقتها مصادر حكومية رفيعة واستخباراتية، واكتفت بنشر السيرة الذاتية الخاصة به على موقعها احتفالا بمرور 19 عاما على تولي عمر زعامة الحركة.
حركة "طالبان" و"الملا عمر"
فيما وصفت الحركة، زعيمها المُلا عمر، بكونه ظريفًا يحب الدعابة ويكره التظاهر، وذلك في تقرير عن سيرته الذاتية نشرته على مواقعها.
وقالت الحركة: "يتحلّی الملا محمد عمر المجاهد إلى جانب صمته بصفة الظرافة والدعابة أيضاً، ولا يتعالی على أحدٍ مهما كان أصغر أو أقلّ منه، وتعامله مع أصحابه تعامل حبٍّ وشفقة وإخلاص مفعم بالاحترام المتقابل، ومعظم حديثه في مجالسه يكون عن الجهاد".
وتابع التقرير: "يتمتع الملا محمد عمر المجاهد كشخصية قيادية بمواصفات خاصة. هو على العكس من المسئولين والقادة الكبار في العالم يكره التظاهر، ولا يشتاق إلى الحديث مع الناس إذا لم تكن هناك ضرورة للحديث، إلا أنّ حديثه في أوقات الضرورة يكون رصيناً ومدروساً ومعقولاً. فعلی سبيل المثال حين كانت الحملة الإعلامية الأمريكية في اشتدادها في بداية الهجوم الأمريكي للقضاء على الإمارة الإسلامية وبقصد التأثير علی معنويات المجاهدين، وكانت جميع قنوات الإعلام الغربي المسموع والمرئي وقفاً على الهجوم الأمريكي، طمأن الملا محمد عمر المجاهد شعبه ضدّ تلك الإشاعات الشيطانية بروح مطمئنة وواثقة بالكلمات البسيطة التالية المفعمة بالمعاني الكبيرة فقال: إنّ الله تعالي قادر على كل شيء، ولا فرق عند الله تعالي بين قوة أمريكا وقوة نملة".
وأضاف التقرير: "الملا محمد عمر المجاهد بصفته مؤسس (حركة طالبان) وأحد قادة المسلمين يولي اهتماماً كبيرا بقضايا الأمة الإسلامية، فهو دافع دوماً عن المسجد الأقصی قبلة المسلمين الأولی وعن قضية المسلمين الفلسطينيين الحقة، وعن القضايا الإسلامية المماثلة الأخری في شرق العالم وغربه، ويعتبر تحرير المسجد الأقصی من الصهيونيين مسئولية شرعية لكل مسلم، إنه قائد متألم بألم الأمة الإسلامية، ولا يكتفي بالأخوّة مع المسلمين والمواساة، والإيثار، والتعاون في حدود الشعار فقط، بل أثبت التزامه بهذه القيم في ميدان العمل أيضاً في كل وقت".