بيت الله محسود.. مؤسس حركة طالبان الباكستانية
الأحد 18/أغسطس/2024 - 10:31 ص
طباعة
علي رجب
في مثل هذا اليوم الخامس من أغسطس 2009 توفي بيت الله محسود الزعيم المؤسس لحركة طالبان باكستان.
هو بيت الله محسود الزعيم المؤسس لحركة طالبان، التي تأسست في ديسمبر 2007.
حياته وتعليمه
ولد "بيت الله محسود" عام 1970 في قرية لاندي دهوك في منطقة بانو في وزيرستان بباكستان، وينتمي إلى قبيلة محسود التي تعد أكبر قبائل منطقة جنوب وزيرستان ويمثل أفرادها 60% من سكان المنطقة البالغ عددهم 700 ألف نسمة.
لم يلتحق بيت الله بأي مدرسة حكومية أو دينية، بيد أنه صار زعيمًا ذا نزعات سياسية بالفطرة، وسيطر على ساحة من أهم ساحات "الحرب على الإرهاب".
انضمامه لحركة طالبان
انضم بيت الله، إلى حركة "طالبان" عام 2004، حيث أصبح جزءاً من خلاف داخل "طالبان" الباكستانية، بعد تعيين عبدالله محسود، الذي ينتمي لذات قبيلة بيت الله محسود، أكبر قبائل منطقة وزيرستان الجنوبية، على الحدود الباكستانية الأفغانية، رئيسًا للحركة، وقيامه باختطاف صينيين، ما اعتبره بيت الله، دخولا في معارك غير مبررة، ليبدو بذلك قائدا معتدلا، وحاولت إسلام أباد، استغلال هذا الخلاف، فمنحت بيت الله أموالا، تقدر بمبلغ 20 مليون دولار، كما تقول صحيفتا "ديلي تايمز"، و"ذا نيشن" الباكستانيتان؛ ما جعله أقوى رجل في وزيرستان الجنوبية. وتعهد محسود، بموجب اتفاقه مع الجيش الباكستاني في شباط عام 2005، بعدم استهداف الجيش أو أجهزة الدولة، وبعدم منح "إرهابيين" أجانب، ملجأ، ولكن الاتفاقية لم تنص على أن يلقي السلاح، أو يقوم بتسليم المقاتلين الأجانب، أو أن يمتنع عن القيام بعمليات عبر الحدود إلى أفغانستان.
عندما قتل شقيقه عبد الله في تبادل لإطلاق النار في أواخر يوليو 2007 في منطقة زهوب بإقليم بلوشستان، أصبح بيت الله قائدًا وحيدًا لا منازع له في منطقة جنوب وزيرستان وما حولها، ثم تولى قيادة الحركة.
وتتبنى حركة طالبان باكستان أجندة عالمية تتضمن التصدي للولايات المتحدة وبريطانيا، كما تهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وطرد الجيش الباكستاني من المناطق القبلية.
ظهوره إعلاميًّا
بدأ اسم بيت الله بالظهور في الصحف اليومية المحلية والعالمية بعدما فرض الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف حالة الطوارئ في البلاد؛ بهدف التخلص من القضاة المعارضين لإعادة انتخابه رئيسا للبلاد، وبدا ملثمًا طول الوقت.
يقود محسود ميليشيا عالية التدريب تضم حوالي 20 ألف مقاتل في منطقتي جنوب وشمال وزيرستان التي تقدر مساحتهما بحوالي 2700 كيلومتر مربع، ويعتقد أنه يعمل تحت قيادته حوالي 3000 مقاتل أجنبي، أغلبهم من آسيا الوسطى.
أميرًا لطالبان
انتخب محسود مؤخرًا أميرًا لحركة طالبان الباكستانية ليصبح قائدًا لكل القبائل التي تكن تعاطفا لحركة طالبان، وقائدًا لكل رجال القبائل من جنوب وزيرستان إلى باجور؛ ما جعله الرجل الأقوى والأكثر نفوذًا في منطقة القبائل.
ومع نهاية عام2005، أشارت التحقيقات تشير إلى تورط بيت الله، في حوادث تفجير، في منطقة راولبندي.
ومع مطلع 2006، أشارت تقارير إلى أن محسود يجمع نوعًا من الضرائب في وزيرستان، وأن القوات التابعة له، باتت قوية ومتخصصة، ولديه جماعات من الانتحاريين، وجماعات لاغتيال أنصار الحكومة، أو المتعاونين مع الأمريكيين، وهذا زاد من قوته في قبيلته، ووسط الميليشيات المسلحة.
وعند تلك المرحلة، بدأ الجيش بمراجعة حساباته، ولكن عبر بدء البحث عن قيادات منافسة، وليس عبر إعادة النظر في سياسة التحالف مع "طالبان"، ومحاولة التأثير فيها.
وتراجع محسود رسميًّا عن اتفاقه مع الجيش، بعد هجوم القوات الحكومية، على المسجد الأحمر، العام الماضي، وقام باحتجاز 242 جنديا، تم الإفراج عنهم لاحقًا، مقابل إطلاق سجناء تابعين له لدى الحكومة، بعضهم متهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات انتحارية، وهو ما أهله- على ما يبدو- ليصبح "رئيس "طالبان الموحدة"، في باكستان.
وفي 30 أغسطس 2007 احتجزت الميليشيا التابعة لمحسود نحو 243 جنديًّا باكستانيًّا لمبادلتهم ببعض مقاتلي الحركة المعتقلين لدى السلطات الباكستانية.
ويحظى محسود بشعبية في أوساط القبائل، ويوصف بأنه استعاد القانون والنظام في المنطقة وخلصها من شرور اللصوص وقطاع الطرق الذين كانوا يثيرون الرعب فيها.
القبض عليه
خصصت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة مالية بقيمة خمسة ملايين دولار أمريكي مقابل الإدلاء بأي معلومات من شأنها أن تؤدي إلى معرفة مكانه والقبض عليه.
وتعتقد السلطات الباكستانية أن مسلحين تابعين لمحسود هم وراء اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب بينظير بوتو.
وشارك بيت الله في قيادة بعض الهجمات عبر الحدود ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، وهدد بالهجوم على الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة.
مقتله
في 5 أغسطس 2009 أصاب صاروخان من درون يعتقد أنها أمريكية، منزل حمي بيت الله، مالك إكرام الدين محسود، وقتلت زوجة محسود الثانية، وقد توفي اثنان آخران في التفجير وأصيب بجروح أربعة أطفال في المجمع السكني، الذي كان يقطنه 40 شخصاً.
وقد ارتفعت وتيرة الهجمات الصاروخية الأمريكية المستهدفة لمنطقة محسود في جنوب وزيرستان بعد يونيو 2009، عندما أعلنت باكستان عن بدء شن هجوم على المنطقة، وهي التي كانت تعارض، في العلن، الهجمات الجوية من قبل.
وقد أكدت تقارير استخباراتية باكستانية أن محسود قتل يوم 5 يوليو 2009 في هجوم صاروخي نفذته طائرة أمريكية بلا طيار في منطقة نائية من مقاطعة وزيرستان الجنوبية.
فيما أعلنت حركة طالبان باكستان يوم 25 أغسطس 2009 أن زعيمها بيت الله محسود توفي متأثرا بجروح أصيب بها في غارة أمريكية في الخامس من نفس الشهر على منطقة القبائل على الحدود الأفغانية الباكستانية.
وقد تضاربت الأنباء حول مصير محسود إثر هذه الغارة؛ إذ أعلن مسئولون باكستانيون وأمريكيون مقتل محسود في الغارة دون تقديم أي دليل على ذلك، في حين نفت الحركة صحة الخبر.
وكان بعض المراقبين قد رأوا في إصرار طالبان على أن بيت الله محسود ما زال حيا محاولة لإخفاء انقسامات داخل الحركة حول القيادة.
وفي ديسمبر 2009، قام همام خليل البلوي بعملية تفجير استهدفت قاعدة للمخابرات المركزية الأمريكية وقتل سبعة منهم في إقليم خوست الأفغاني وضابطا أردنيا، أقر البلوي في تسجيل له قبل القيام بالعملية أنه نفذ العملية نكاية في المخابرات الأردنية والأمريكية، وأنه نفذ العملية ثأرًا لمقتل محسود.