أنجم تشودري.. الداعية البريطاني المتشدد المثير للجدل
الأربعاء 05/أغسطس/2015 - 10:07 م
طباعة
أُدين أنجم تشودري، الداعية البريطاني المتشدد، بتهمة الدعوة لدعم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بحسب شرطة العاصمة البريطانية سكوتلاند يارد.
حياته
أنجم تشودري من مواليد 1967، باكستاني الأصل، يمتلك شودري في شخصيته القدرة على المحادثة بشكل مرح، والانزلاق إلى مواعظه بشكل سريع، وحس ساخر، ولك أن تتخيل كيف يأسر الشباب بمواعظه الصاخبة العاطفية. وهو يقسم العالم بين الأبيض والأسود.
ودرس القانون في جامعة ساوثامبتون، وكان يعرف باسم "اندي" وكان شخص سيئة السمعة.
في التنظيم
بعد تخرجه واستكمال الدراسات في القانون، عمل سابقًا كمحام، واختير كرئيس جمعية المحامين المسلمين في بريطانيا، كما عمل متحدثًا باسم الجماعة الإسلامية "الإسلام لبريطانيا" إلى أن حُظرت في 14 من يناير 2010 من قبل الحكومة البريطانية.
ويؤمن بالخلافة الإسلامية منذ 1300 عاما حتى دمرها الغرب الاستعماري، والتي بدأت منذ ظهور النبي محمد- صل الله عليه وسلم- حتى الخلافة العثمانية عام 1924، ويؤمن بأن الشريعة يمكن أن تطبق على قطاع واسع من البشرية.
كما كان احد قيادات المنظمة الإسلامية "المهاجرون"، أو "إسلام فور يو كي" التي حظرتها بريطانيا عام 2010، والتي أسسها الشيخ اللبناني المتشدد عمر بكري محمد فستق في 2005.
ويقول شودري أنه تعلم الكثير عن الإسلام على يد الشيخ عمر بكري محمد.
ونظمت الجماعة "المهاجرون"، عدة مظاهرات معادية للغرب من بينها مسيرة تظاهرية محظورة في لندن أدت إلى استدعاء تشودري إلى المحكمة. تم حلّ المنظمة لاحقًا بعد أن أخذت الحكومة البريطانية بحظرها.
كان تشودري حاضرا عند انطلاقة المنظمة التي هدفها خلافة منظمة "المهاجرون" والتي سميت "أهل السنة والجماعة" التي حُظرت هي الأخرى. بعد ذلك، أصبح تشوردي المتحدث الرسمي باسم منظمة "الإسلام لبريطانيا".
وكان لديه خلال العديد من اللقاءات مع رجال الدين والجماعات الاسلامية المتشددة، على مدى السنوات ال 10 الماضية.
مواقفه
أشاد أنجم تشودري، بهجوم 11 سبتمبر 2001، والذي استدف برجي التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".
كما حمل الحكومة البريطانية مسئولية تفجيرات لندن 7 يوليو 2005، وهي سلسلة عمليات انتحارية متزامنة حدثت في لندن مستهدفة المواطنين نفذها إسلاميين متشددين، قاموا بـ 4 تفجيرات انتحارية، ثلاثة منهم حدثت في قطارات لندن تحت الأرض، والانفجار الرابع حدث في حافلة نقل عام تتكون من طابقين ، أسفرت الهجمات عن مصرع 50 شخصا وإصابة ما يقرب من 700 آخرين.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الداعية أنجم شودري الذي قال من قبل أن راية الإسلام سترفرف فوق البيت الأبيض. كما يري أن بريطانيا ستصبح دولة مسلمة تخضع للشريعة الإسلامية في 2050، على الرغم من أنه ذكر في السابق أن بريطانيا ستصبح مسلمة 2010.
واشاد أنجم شودري، الهجوم على صحيفة شارلي ابدو الفرنسية، قائلا: "الهجوم له ما يبرره من النواحي الشرعية"، مضيفا هذا الهجوم من شأنه ان يُعلم العالم كيف ان المسلمين يحبون نبيهم على حد قوله، لافتاً الى ان «فرنسا اعتادت التحرش بالمسلمين والتضييق على المساجد في باريس». واستشهد شودري بواقعة قتل رجل لزوجته على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأنها كانت تسب النبي.
تأييد لـ"داعش"
يرفض شودري كل ما يقال عن ممارسات تنظيم داعش للقتل، ودافع عن عمليات الذبح التي تقوم بها، ويقر بأن أبوبكر البغدادي “خليفة لكل المسلمين وأمير المؤمنين”. وحاورته صحيفة “الجارديان” مستعرضة آراءه في مجالات مختلفة، وعلقت بأنه يحمل “أفكارا بغيضة”، ولكنه مثل العديد من مئات المسلمين البريطانيين، يؤمن بالقتال في سوريا والعراق مع داعش وجماعات جهادية أخرى.
وكانت بعض التقارير أشارت إلى أن العديد من البريطانيين الجهاديين يريدون العودة إلى وطنهم، ويزداد إحباطهم بمرور الوقت بسبب الخلافات الداخلية بين المسلحين الإسلاميين هناك.
اعتقاله
وكانت الشرطة قالت في بيان لها إن تسعة أشخاص ألقي القبض عليهم في سبتمبر الماضي للاشتباه بانضمامهم إلى منظمة محظورة ودعمها، وذلك بالمخالفة للفصلين الحادي عشر والثاني عشر من قانون الإرهاب لسنة 2000، وتشجيع الإرهاب، بالمخالفة للفصل الأول من قانون الإرهاب لسنة 2006.
وجهت إلى تشودري اتهامات باستغلال محاضراته الدينية على الإنترنت في التشجيع على تأييد التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مساحات كبيرة من سورية والعراق.
وقالت رئيسة وحدة الجريمة ومكافحة الإرهاب في «هيئة الادعاء الملكية» سو هيمينغ «بعد تحقيق أجرته قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة وجهنا اليوم اتهامات لأنجم تشودري ومحمد ميزا نور الرحمن».
ونفى تشودري، لـ" CNN " أن تكون الإجراءات البريطانية المضادة للإرهاب مؤخرا قد طالته قائلا: "أنا لا أمثل خطرا على أحد، وإن كنت أشكل بالتأكيد تهديدا سياسيا وأيديولوجيا. وأنا على ثقة بأنني قادر على دحض حجة أولئك الذين يقرعون طبول الحرب ضد الدول الإسلامية، وأظن أن ديفيد كاميرون قد خسر هذه المواجهة لأنه يعجز عن تبرير سبب مقتل جنود الجيش البريطاني في العراق وأفغانستان دفاعا عن الحرية في حين يُحرم منها المسلمون في بريطانيا".
ولم يوافق تشودري على اتهامه بـ"جذب الناس إلى الإسلام المتشدد" قائلا: "ليس هناك إسلام متشدد أو غير متشدد، فالمرأة إما أن تكون حبلى أو لا تكون، إذا التزم المرء بالإسلام فعليه أن يتبع القرآن وسنة النبي محمد، ولن تجد شيئا مما أقوله إلا ويستند إلى التعاليم الإسلامية."
محاكمته
وعقب إدانته من المقرر أن يمثل تشودري، ومحمد رحمان 32 عاما، وآخرون أمام محكمة ويستمنستر.