"مرجان سالم".. صاحب فتوى هدم الآثار
الخميس 06/أغسطس/2015 - 02:04 م
طباعة
قالت مصادر أمنية بوزارة الداخلية: إن القيادي الجهادي مرجان مصطفي سالم، صاحب فتوى هدم الأهرامات، المحبوس في سجن العقرب شديد الحراسة بمنطقة سجون طرة، لفظ أنفاسه الأخيرة، الأربعاء 5 أغسطس 2015، داخل محبسه، بعد هبوط مفاجئ في الدورة الدموية.
وأوضحت المصادر أن مرجان شعر بإعياء شديد، وأثناء نقله للمستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة، مشيرة إلى أن تقرير طبيب السجن أثبت أن الوفاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، فيما أخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق.
ويعد «مرجان» أحد المتهمين في القضية التي تحمل رقم 318 المعروفة بتنظيم الجهاد، المتهم فيها الراحل نبيل المغربي، الذي لفظ أنفاسه قبل شهرين فقط داخل السجن نفسه، ويعرف «سالم» بصاحب فتوى «هدم الأهرامات» التي أطلقها في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
كان اللواء حسن السوهاجي، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، تلقى إخطارا من مأمور سجن العقرب بطرة يفيد وفاة النزيل «مرجان سالم»، عقب هبوط حاد في الدورة الدموية، فيما اعتبرت مصادر جهادية أن حالة السجون «سيئة للغاية»، على حد وصفهم، ودللت المصادر على وجود حالتي وفاة في شهرين لمتهمين في نفس القضية التي وجهت لها الاتهام بالقيام أعمال عنف وتخريب، كما أشار مؤتمر صحفي لوزير الداخلية السابق محمد إبراهيم إلى تورط المغربي وآخرين ضمن تنظيم القاعدة في أعمال عنف.
يأتي ذلك بينما قالت مصادر بوزارة الداخلية: إن «سالم» كان يخضع لرعاية صحية جيدة داخل مصلحة السجون، وسبق نقله لتلقي العلاج أكثر من مرة؛ حيث إنه كان يعاني من مشاكل صحية في القلب، وأنه اتُّخذت الإجراءات القانونية عقب وفاة المتهم وعرض المحضر على النيابة العامة التي تولت التحقيق.
يذكر أن مرجان سالم ألقت أجهزة الأمن القبض عليه في 2 نوفمبر 2013، عقب فض الاعتصام المسلح في ميدان رابعة بتهمة تشكيل تنظيم إرهابي مع نبيل المغربي الذي توفي منذ أشهر قليلة ومحمد الظواهري القيادي الجهادي، وتم وضعهم في سجن العقرب، واشتهر «سالم» بأنه صاحب فتوى هدم الأهرامات التي أثارت جدلاً كبيرًا، وتعد وفاة سالم داخل سجن العقرب بعد شهرين فقط من وفاة قائد الخلية والقيادي نبيل المغربي بنفس السجن.
حياته
هو مرجان مصطفى سالم الجوهري، الشهير بعبد الحكيم حسان، أبو عمرو. وكانت أهم دراساته في مسائل الإيمان والاعتقاد، وأكثر من تلقى منه هذا الباب هو محمد عمر إلياس، ودرس علم الأصول والفقه وعلم الحديث- رواية ودراية- على أيدي جماعة من العلماء ـ علاوة على مشايخ الأزهر ـ وخاصة من المنتسبين إلى التيار السلفي.
سافر إلى الجزيرة واليمن، وجالس بعض المشايخ هناك، ودرس عليهم بعض الكتب والمسائل، ثم أكمل الطب وحده، نظرًا لسفره من الجزيرة لعدم استطاعته الإقامة بها.
وما زال منشغلًا بالطب وبعض التدريس والخطابة، إلى أن قرر الهجرة إلى أفغانستان، وفي أفغانستان شارك مع غيره من طلبة العلم في نشر العلم الشرعي بين المقاتلين الإسلاميين؛ حيث كانت له مشاركات في الدورات الشرعية التي كانت تقام لخدمة الجهاد والمقاتلين الإسلاميين وتأهيلهم، وخاصة في المسائل المتعلقة بأحكام الإيمان والكفر، مع تركيزه على فقه النوازل، وقد استفاد كثيرًا في هذه الفترة ممن خالطهم هناك، أمثال عبد الله عزام وعبد القادر بن عبد العزيز؛ والذي لازمه فتر طويلة.
كما درَّس باليمن، في بعض المعاهد الشرعية الأهلية، بعد أن هاجر إليه، وذلك بعد نشوب القتال بين تنظيمات المجاهدين الأفغان.
ثم عاد إلى أفغانستان مع بداية حكم الطالبان، بعد أن تنقل بين عدة دول، ومحاضرا ومدرسا، إلى أن قامت أمريكا بحملتها على أفغانستان .
عضو مجلس شورى جماعة الجهاد سابقًا
محمد الظواهري
صدر ضده أحكام عسكرية في قضية "العائدين من ألبانيا"، القضية رقم 8 لسنة 98 بالسجن المؤبد، وهي نفس القضية الصادر فيها حكم بالإعدام ضد أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة.
وقضية، رقم 18 لسنة 93 والمعروفة بـ"تنظيم طلائع الفتح" التي واجه فيها عددا من الشباب الإسلامي العائد من أفغانستان بعد التدريب إلى مصر، تهمة إعادة إحياء تنظيم الجهاد في مصر للقيام بعمليات إرهابية .
الجدير بالذكر أن قضية "العائدون من ألبانيا" الذين ينتمى غالبيتهم إلى جماعة الجهاد، وأقلية منهم إلى تنظيم "القاعدة"، تضمنت 107 متهمين، تم محاكمة 44 منهم حضورياً والباقون يحاكمون غيابياً، وأُطلق عليهم اسم "العائدون من ألبانيا". تم إطلاق سراحه بعفو صحى بعد الثورة بعام.
فتواه الشهيرة
في نوفمبر 2012، دعا مرجان سالم الجوهري إلى "تحطيم الأصنام والتماثيل التي تمتلئ بها مصر"، مؤكدًا أن "المسلمين مكلفون بتطبيق تعاليم الشرع الحكيم" .
ودعا الجوهري لتحطيم تمثال أبو الهول والأهرامات والتماثيل في مصر، وذلك على غرار ما قامت به حركة طالبان إزاء تمثال بوذا في أفغانستان.
وقال الشيخ الجوهري: إنه "يجب تحطيم الأصنام والتماثيل التي تمتلئ بها مصر، والمسلمون مكلفون بتطبيق تعاليم الشرع الحكيم، ومنها إزالة تلك الاصنام كما فعلنا بأفغانستان وحطمنا تماثيل بوذا"، وذلك في لقاء سابق له مع قناة "دريم" المصرية مساء السبت 11 نوفمبر 2012 .
وأضاف: "ونحن مكلفون بتحطيم الأصنام، وسنحطم تماثيل أبو الهول والأهرامات لأنها أصنام ووثن تُعبد من دون الله".
وأضاف الجوهري: إن "الله عز وجل أمر نبيه (محمد) الكريم بتحطيم الأصنام، وعندما كنت ضمن حركة طالبان قمنا بتحطيم تمثال بوذا، رغم أن الحكومة هناك فشلت في تحطيمه".
وفي المقابل، قال نائب رئيس حركة النهضة التونسية الإسلامية الشيخ عبد الفتاح مورو، مخاطبًا الجوهري: "من أنتم حتى تقومون بذلك؟ فهل قام سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه حينما جاء إلى مصر بتحطيم التماثيل؟".
وأضاف مورو: أن "النبي حطم التماثيل في عهده؛ لأنهم كانوا يعبدونها، أما أبو الهول والأهرامات فليس هناك أحد يعبدها، وبالتالي فأنت مخطئ وفكرك خطأ ومخالف للشرع".
يشار إلى أن شيخًا سلفيًّا آخر هو الداعية محمد حسان دعا في وقت سابق إلى "طمس وجوه التماثيل وتغطيتها بالشمع".
عرض الوساطة لحل الموقف في سيناء
في الأول من نوفمبر 2013، أكد مرجان سالم، أن هناك علاقة تربطهم بالتنظيمات الجهادية في سيناء وقائمة على الاحترام المعنوي، مؤكدًا أن توقف أحداث سيناء مرتبط بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وانتقد سالم في تصريحات قتل الجيش لعناصر الجهاد بسيناء، قائلا: "كيف يتم قتلهم دون تحقيق، هذا ظُلم بيِّن يقع على الجهاديين في سيناء ويزيد الأمر سوءًا، فهم يتهمونهم بقتل جنود رفح أين الدليل والبينة على أنهم قتلوا"، حسب قولهم.
وأضاف سالم: "ما يحدث من الجيش في سيناء خيانة، كيف يسمح لطائرة إسرائيلية أن تدخل وتقتل الجهاديين، وتعترف بذلك طبقًا لجريدة معاريف الإسرائيلية"، بحسب المصري اليوم.
وأشار أن "قضية سيناء لن تُحل بالضرب بالصواريخ، فهذا غباء سياسي، والجيش لا يسعى إلى إيجاد حلول؛ لأنه يريد أن تظل القضية كما هي معلقة، ولن تحل إلا بطرق سياسية وليست أمنية، وللأسف هو منح الفرصة للكثيرين للتعاطف مع الإخوان"، موضحًا أن أحداث سيناء لن تنتهى "إلا بعودة محمد مرسي"، حسب "سالم".
وأوضح أن علاقتهم طيبة بما في سيناء وعلى استعداد للتواصل معهم للتهدئة ونزع فتيل الأزمة، لكن هذا لن يتم إلا إذا طلب منهم رسميًا، حينها لن يمتنعوا عن إجراء مصالحة.
وذكر أن أسباب الأزمة في سيناء هو "الانقلاب العسكري" وعزل مرسي واعتقال المتظاهرين، حسب قوله، موضحًا أنه "في حال عودة مرسي ستتم التهدئة، كما أن هناك مطالب لهذه العناصر من أهمها أن تتم معاملتهم على أنهم مواطنون درجة أولى، وألا يتم تهميشهم أو تنتهك حقوقهم، وأن يتم توفير جميع الخدمات لهم؛ لأنهم للأسف مظلومين، فسيناء بلاد مظلومة يجب أن يُرفع عنها الظلم.
وفي نفس السياق قال الشيخ مرجان سالم، خلال مداخلة هاتفية له مع الإعلامي محمود الورواري في برنامج الحدث المصري المُذاع عبر شاشة العربية الحدث: إن الجهاديين في سيناء متعاطفون مع الرئيس السابق محمد مرسي. وأكد القيادي بالسلفية الجهادية، أنهم لم يقوموا بعقد صفقات مع أحد نهائياً، مشيرًا إلى أن الجيش المصري له اليد الكبرى فيما يحدث الآن بسيناء من أحداث، على حد قوله. وتابع: مستعد للتدخل والوساطة مع الجماعات والتنظيمات بسيناء حال طُلِبَ مني ذلك؛ لأنهم يحترمونني احتراماً معنويًّا. على حد تعبيره.
الدعوة لقتال الشيعة
في مايو 2013، أقر مرجان سالم بالتوقيع على بيان يطالب أتباع أهل السنة في العالم بالجهاد ضد حكومات البلاد التي يسيطر عليها الشيعة كإيران وسوريا ولبنان، وتنفيذ عمليات مسلحة ضد هذه الحكومات؛ بحسب قوله.
وأشار سالم- خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "90 دقيقة" الذي يُذاع على قناة المحور- إلى أنهم يهدفون من خلال بيانهم مقاتلة من وصفهم بـ "أعداء أمة الإسلام" الذين يساندون النظام السوري.
وأتبع: "يجب أن تهب شعوب السنة لمقاتلة الرئيس السوري بشار الأسد، والحكومة الإيرانية واللبنانية الممثلين للشيعة"، مستطرد: "جهاد الشعوب يثبت دوما نجاحه كما حدث خلال جهادنا في أفغانستان ضد السوفييت".
جدير بالذكر أن 20 قياديًّا من السلفية الجهادية قد وقعوا بيانًا قالوا فيه: إن مساندة الشيعة للدولة في سوريا ليس إلا محاولة منهم إلى تمزيق الدول الإسلامية إلى دويلات ليسهل عليهم اختراقها، ويطالبون بالجهاد ضد تلك الدول، ومن بين من وقعوا على البيان: المهندس محمد الظواهري والشيخ مرجان سالم، والشيخ جلال أبو الفتوح، والشيخ توفيق العفني.
تحذير الجيش
في 20 مايو 2013، حذر مرجان سالم من تدخل الجيش لتحرير الجنود السبعة المتخطفين في رفح، مشددًا على ضرورة التعقل والروية في حل هذه المشكلة.
وقال الشيخ مرجان– في اتصال هاتفي بـ"جملة مفيدة"-: "الخطأ يرتكب في سيناء منذ أكثر من 25 عامًا، فيما يخص التعامل مع هذه المنطقة، ولكن يجب أن نتعامل بشيء من الحكمة والتعقل والروية لا بالحل العسكري".
وأضاف: "تدخل الجيش عدة مرات، وكانت النتيجة قتل سبعة وحرق جثثهم، نحن لا نريد أن نحرق البلد، خاصة أن المسجونين حكم عليهم بالإعدام والمؤبد ظلما وزورا، بعد أن اقتحموا عليهم البيوت وانتهكوا الحرمات".
وشدد مرجان على أن اختطاف الجنود ليس مبررًا حتى لو كان المسجونون تم الحكم عليهم بالزور، وقال: "على الرغم من أن اختطاف الجنود أمر محزن، ولكن يجب أن نعالج أسباب الأزمة، ونفرج عن المظلومين، ونكف عن حملات الاعتقال والحملات العسكرية التي تقتل الأبرياء".
معركته ضد الأزهر
في مايو 2013، قال الشيخ مرجان سالم، إنه حذر من الذهاب للكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد القيامة؛ لأن هذا يتنافى مع العقيدة الإسلامية.
وأضاف أن الأزهر لا يمثل الإسلام في شيء، واصفًا زيارة شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، أنه أمر غير مهم، خاصة بعد قيام القائمين عليه بتبديل دين الإسلام منذ 100 سنة، على حد زعمه.
ودعا "مرجان" القائمين على شئون الأزهر بمناظرة علنية شرعية على الهواء، حتى يظهر الحق من الباطل؛ لأن المشاركة في الاحتفال ضد الإسلام مخالفة للدين والعقيدة.
وأوضح في حواره لـ"فيتو" أنه يرفض زيارة قبر الجندي المجهول؛ لأن وضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول ليس من الإسلام، وإنما بدعة جاء بها النصارى، وتعظيمًا وثنيًّا لا علاقة له بالشرع، وبالتالي هي تصرفات جاهلية لا يجب السكوت عليها أو السماح بها، وإذا كان البعض يرى أنه بذلك يراعى حق الشهيد المجهول أو يتذكره، فرد ذلك يكون لأولادهم وأسرهم.
وأضاف "سالم": "أنا طالبت بهدم وتدمير كل الأصنام على أرض المسلمين، وطالبت الرئيس محمد مرسي بذلك إذا كان يقول إنه حاكم مسلم، وللأسف ما زالت هذه الأوثان تعبد من دون الله، أما كونها آثارا وحضارات فنحن لا نحترم الكفار مثل الفراعنة، فكيف نحترم حضارة من ادعى الألوهية من دون الله، وصدقه قومه، وقال عنه المولى عز وجل: "فاستخف قومه فأطاعوه، إنهم كانوا فاسقين".. ثم إن النبي- صلى الله عليه وسلم- أمر بهدم كل الأصنام، والحديث في ذلك صحيح، بل إنه فعل ذلك في زمن الاستضعاف كما ثبت في مسند الإمام أحمد في حديث علي.
القبض عليه
وفي نوفمبر 2013، أعلنت وزارة الداخلية: إن قوات الشرطة ألقت القبض على مرجان سالم الجوهري أحد قيادات السلفية الجهادية، في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 1 نوفمبر 2013 بأحد شوارع القاهرة.
وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية داهمت منزل سالم، وأخذت جهاز "لاب توب" وبعض الأوراق والمسودات الخاصة ببعض الكتب والمقالات التي كان يكتبها القيادي بالسلفية الجهادية، وينتظر نشرها خلال أيام.
وكان مرجان سالم، اشتهر في وقت سابق بعد دعواه المثيرة للجدل لهدم الأهرامات بزعم أنها أصنام.
وفاته
فيما أعلنت مصادر أمنية بوزارة الداخلية أن القيادي الجهادي مرجان مصطفى سالم، صاحب فتوى هدم الأهرامات، المحبوس في سجن العقرب شديد الحراسة بمنطقة سجون طرة، لفظ أنفاسه الأخيرة، الأربعاء 5 اغسطس 2015، داخل محبسه، بعد هبوط مفاجئ في الدورة الدموية.