"أسامة حافظ".. الوريث الجديد لإمارة الجماعة الإسلامية
الإثنين 10/أغسطس/2015 - 09:48 م
طباعة
وضعت الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد حالياً الجماعة الإسلامية – أحد أقدم الكيانات الإسلامية التي مارست العنف في تسعينات القرن الماضي، وقدمت في أعقابها مراجعات فكرية لنبذ العنف – في مأزق، حيث اضطرت الجماعة إلى تفويض مفتيها العام أسامة حافظ، الذي كان يتولى منصب النائب الأول لعصام دربالة الذي وافته المنية في سجن العقرب أمس (الأحد)، رئيساً للجماعة التي تعاني حالياً من توقيف العديد من قادتها بسبب ضلوعهم في عمليات عنف وتحريض عليه في أعقاب ثورة 30 يونيه 2013 التي أنهت حكم جماعة "الإخوان".
ونصت لائحة الجماعة الإسلامية الداخلية، على أن يتولى النائب الأول لرئيسها مقاليد الجماعة، حال غياب رئيسها لأى سبب، على أن يتم تنصيبه في جمعية عمومية، إلا أن الجماعة نظراً للظروف الأمنية الحالية قررت تفويض حافظ في منصب الرئيس، ويعتبر حافظ من ضمن الأجنحة التي لا تميل إلى التصعيد، ويصنفه عدد من الخبراء بأنه من ضمن الأجنحة المعتلة داخل الجماعة.
ولم يشارك حافظ في أي تظاهرات خلال الفترة الماضية، والتزم الصمت تجاه العديد من الأحداث، إلا أنه أظهر خلال حديث هاتفي معه مؤخراً عدم رضاه عن الكثير من الأمور بينها عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، إلا أنه قاد هو وعبود الزمر خلال الفترة الأخيرة محاولات تقريب وجهات النظر بين "الإخوان" والدولة إلا أن تلك المحاولات فشلت.
وتولى حافظ الفتوى داخل الجماعة، وعرف عنه درايته بالعلم الشرعي، رغم دراسته للهندسة، ما جعله موضوع قبول للعديد من عناصر الجماعة، ولفتت العديد من التقارير الإعلامية أنه على علاقة نسب مع المتهم الرئيس في اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث أنه زوج شقيق خالد الإسلامبولي، الذي نفذ فيه حكم بالإعدام، إلا أننا لم نتأكد من دقة هذه المعلومة.
وأوضح حافظ خلال حديث متلفز، أن الجماعة لا تخشى الإفصاح عن قناعتهم بضرورة تطبيق الشريعة، وإقامة الحدود، وهو ربما ما أعطاه مزيدًا من النفوذ داخل الجماعة، وتحدثت تقارير على أن حافظ شارك في الاحداث التي وقعت في اعقاب اغتيال السادات حينما حاولت الجماعة السيطرة على مديرية أمن سوهاج، وبالفعل سيطروا على المدينة فترة لكنها كانت قصيرة جداً بعد تدخل الأمن.
ويمكن إجمال تاريخ أسامة حافظ الذي يطلق عليه العديد من خبراء الحركات الأصولية، أحد الصقور التاريخية للجماعة الإسلامية، تخرج في كلية الهندسة، وتولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، خلال الانتخابات الأولى التي أجرتها الجماعة الإسلامية في 2011.
وتحدثت تقارير إنه كان أحد أبرز المعارضين للتظاهرات التي دعت لها الجماعة خلال الذكرى الأولى لفض اعتصاميْ رابعة العدوية والنهضة، أو دعوات الثورة الإسلامية التي دعت لها الجبهة السلفية.
لكن يبقى التساؤل حول موقف حافظ من تمرد الجماعة الإسلامية، التي دعت موخرًا إلى سحب الثقة من دربالة، وإعطائها إلى القيادات التاريخية للجماعة كرم زهدي وناجح إبراهيم، خاصة أن مصادر من داخل الجماعة قالت إن هنالك علاقات قوية تربط حافظ بتلك القيادات.