حمزة القعيطي.. أخطر قيادي بتنظيم القاعدة في اليمن
الإثنين 12/أغسطس/2024 - 10:00 ص
طباعة
حمزة القعيطي، أحد أخطر تنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية، كان المسئول المباشر عن العمليات الإرهابية، وتعتبره السلطات اليمنية والأمريكية المخطط والمدبر الرئيسي للهجمات التي حدثت في 2008 باليمن.
في التنظيم
وعقب قرار (23) من أعضاء تنظيم القاعدة من ضمنهم حمزة القعيطي، من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير 2006م.
كان القعيطي، من قيادات القاعدة الجديدة في اليمن، حيث يحظى بثقة في أوساط الشباب الجدد في التنظيم، وأنه يحاول قدر الإمكان أن يقارب بين العمليات، للحفاظ على الروح القتالية والمعنويات لدى الشباب.
وأصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب في 7 نوفمبر 2007م الحكم بالسجن 12 عامًا علي حمزة القعيطي بعد إدانته و35 من رفاقه بينهم جبر البناء المطلوب من قبل السلطات الأمريكية وجميعهم ينتمون إلى "خلية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب- بلاد اليمن" بالمشاركة والإعداد والتحضير للهجمات الانتحارية التي استهدفت المنشآت النفطية في مأرب وحضرموت في سبتمبر الماضي.
وكان مقرب من جماعة القاعدة توقع لمجلة "أبواب اليمنية" في عددها المزدوج "الثاني والثالث"2008، أن تكون كافة التفجيرات التي استهدفت مقرات أمنية ومناطق تابعة للشركات النفطية "من أعمال جماعة حمزة القطيعي"، الذي قال إنه "يختلف مع قاسم الريمي وناصر الوحيشي بحرصه على أي عمليات لإبقاء شباب التنظيم متحمسين خلافا للآخرين الذين لا يوافقون على عمليات ما لم تحقق نتائج نوعية".
كتائب جند اليمن
وأسس القعيطي، في منتصف 2007، خلية" كتائب جند اليمن" أو خلية (بتريم- محافظة حضرموت) والتي تُعد واحدة من أخطر خلايا القاعدة في اليمن، قبل القضاء عليه.
وكانت تضم كتائب جند اليمن، أكثر من أربعين عنصراً من أعضاء القاعدة منهم عبد الله باتيس وحسن بازرعة، ومحمود بارحمة، ومبارك بن حويل وخالد سعيد باطرفي زعيم تنظيم القاعدة بالمكلا، وضمت خلية القعيطي، وأربعة سوريين، وسالم محمد مقصف سعودي الجنسية ومطلوب لسلطات الأمن في اليمن والسعودية.
وكان من أخطر عناصر الخلية، المدعو صالح الشاوش، الذي يُعتبر من أخطر عناصر القاعدة، والذي حكم عليه بالإعدام في 18 أكتوبر 2010.
وكان صالح الشاوش قد أقر خلال محاكمته في الجلسة الماضية بمشاركته في سبع عمليات نفذها تنظيم القاعدة، واستهدفت نقاطاً عسكرية في حضرموت ومهاجمة معسكر للأمن المركزي في سيئون بشاحنة محملة بطنين ونصف من المتفجرات ومهاجمة مصافي النفط بصافر بمحافظة مأرب بثلاثة صواريخ كاتيوشا.
العمليات
وأشرف القعيطي، على عدد من العمليات الإرهابية في اليمن، فقد كان يقف وراء سلسلة من حوادث التفجيرات والعمليات الانتحارية التي شهدتها عدد من محافظات اليمن، ومنها العملية الانتحارية التي استهدفت فوجاً من السياح الإسبان في مأرب منتصف العام 2007م والتي أودت بحياة العديد من السياح.
وكانت معلومات أجهزة الأمن ذكرت أن منفذ العملية الانتحارية التي استهدفت السياح الإسبان يدعى عبده محمد سعد أحمد رهيقه، وأنه كان قد تم استقطابه إلى صفوف أعضاء القاعدة من قبل المدعو حمزة علي صالح الضياني الذي قام بأخذه إلى منطقة (عبيدة) ومن ثم تدريبه على قيادة السيارات وكيفية استخدامها في تنفيذ العمليات الانتحارية، ثم الهجوم الذي استهدف السياح البلجيكيين بحضرموت في يناير من هذا العام ونتج عنه مقتل سائحتين بلجيكيتين ومواطنين يمنيين اثنين.
كما أظهرت التحقيقات النيابية اليمنية، أن خلية (القعيطي) بمدينة (تريم – حضرموت)، سبق لها وأن نفذت أو شاركت في تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في مناطق مختلفة من اليمن، ومنها تلك العملية التي استهدفت مدرسة (7 يوليو) المجاورة للسفارة الأمريكية بصنعاء في مارس من العام الجاري 2008م والتي استخدمت فيها تلك القذائف الأوروبية التي سبق الإشارة إليها، إلى جانب الهجوم الذي استهدف مبنى السفارة الإيطالية في أبريل 2008، غير أنها أخطأت الهدف لتسقط في ساحة المعهد الجمركي، وكذا الهجوم على مجمع سكني يسكنه أجانب بمنطقة حدة، ثم الهجوم الذي استهدف مصافي النفط بعدن في الثلاثين من يونيو الماضي.
وشاركت مجموعة القاعدة التي تم الإجهاز عليها في (تريم) إلى جانب خلية مأرب التي كان يقودها ناصر الوحيشي في الإعداد والتنفيذ للعديد من العمليات الإرهابية الأخرى، ومنها العملية الانتحارية التي استهدفت معسكر الأمن بمدينة سيئون في يوليو الماضي وقُتل خلالها جندي من الأمن، كما أصيب 13 جنديا آخرين، بالإضافة إلى ست نساء من المنازل المجاورة للمعسكر.
كما حمزة القعيطي، المسئول المباشر عن العمليات الإرهابية، التي استهدفت السفارة الأمريكية في مارس 2008، والمجمع السكني للأجانب بحي حدة، ومبنى الجمارك.
محاكمة كتائب جند اليمن
وفي 12 مارس 2009 مثل أمام محكمة البدايات الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب أمس الأربعاء ستة عشر متهمًا بالانتماء إلى تنظيم القاعدة بينهم سعودي من أصل يمني وأربعة سوريين، بتهمة تشكيل عصابة مسلحة والقيام بتنفيذ ثلاث عشرة عملية مسلحة. واتهمت النيابة عضاء الخلية بتشكيل عصابة مسلحة للقيام بأعمال إجرامية واستهداف بعض المصالح الأجنبية والمنشآت الحيوية والنفطية منها السفارة الأمريكية التي أخطئوها وأصابوا مدرسة 7 يوليو، واستهداف السفارة الإيطالية التي أخطأوها وأصابوا المعهد الجمركي، إضافة إلى استهداف المجمع السكني بحدة وقتل السيّاح البلجيك في منطقة دوعن بمحافظة حضرموت ومهاجمة نقاط أمنية في حضرموت، وتفجير أنبوب النفط التابع لشركة "توتال" الفرنسية، ومعسكر الأمن المركزي في سيئون ومهاجمة الشركة الصينية في الخشعة ومهاجمة مواقع أخرى يمنية وأجنبية. وضمت قائمة المتهمين وأغلبهم من العائدين من العراق ( راوي حمد الصعيري – 22 عاماً، هيثم سعد الكنية أبو قاسم – 21 عاماً، خالد باتيس الكنية أبو زيد – 32 عاماً، حسام العمودي الكنية أبو محمد – 25 عاماً، سلطان الصعيري – 25 عاماً، علي العكبري – 24 عاماً، محمد باعويضان- 26 عاماً، سعيد سنكر – 24 عاماً، محمد الوهيبي سوري الجنسية – 25 عاماً، محمود درويش سوري الجنسية – 23 عاماً، محمد المشهراني سوري الجنسية – 30 عاماً، عدنان الشطي سوري الجنسية – 20 عاماً، عبد الله باوزير سعودي الجنسية – 27 عاماً، جمال جابر – 26 عاماً، أحمد باغزوان الكنية أبو محمد – 35 عاماً، مسعد النهدي الكنية أبو محمد – 40 عاماً ).وجاء في عريضة الاتهام أن حمزة القعيطي أحد الفارين من معتقل المخابرات مطلع العام 2006م نجح في تشكيل هذه الخلية تحت مسمى "كتائب جند اليمن" في خيمتين نصبتا في صحراء حضرموت، ونفذت عمليات بقيادته وشخص آخر يدعى عبد الله باتيس في حضرموت وصنعاء وعدن، سقط فيها أربعة قتلى بينهم سائحتين بلجيكيتين وجرح اثني عشر جنديًّا وثلاثين تلميذة في المدرسة التي سقطت فيها قذائف الهاون بالقرب من السفارة الأمريكية بصنعاء. وبين الادعاء أن حمزة القعيطي الذي صدر بحقه حكم قضائي في تفجير المنشآت النفطية في مأرب وشبوة بالسجن 12 عاما، كان يزود المتهمين بالسلاح من محافظة مأرب عن طريق شخص يدعى عائض، في حين كان يرسل اثنين من المتهمين أحدهم عبدالله باوزير إلى المملكة لإحضار المال من أشخاص ينتمون لتنظيم القاعدة، فيما كلف أحد المتهمين بتمويل المتهمين من المجموعتين بالغذاء، كما استقطب السوريين عندما كانوا في رحلة سياحية إلى حضرموت. وعرض القعيطي على المتهم السابع بتفجير شنطة دبلوماسية مفخخة في سياح في باب اليمن بالعاصمة صنعاء لكن لم تنفذ العملية التي كان يخطط لها بسبب اقتحام الجيش الشقة التي استأجروها في مدينة تريم، وأمر المتهم العاشر بالسطو على بنك التسليف التعاوني الزراعي بسيئون، وأن من بين مجموعته سعوديين هما أبو عسكر السعودي وعبدالله العتيبي. وشملت المضبوطات التي ذكرها ممثل الادعاء 43 كيس بارود أسود وأربع أسطوانات غاز ودراجات نارية وأدوات كهربائية ولحام وبانات ونفاخ هوائي وكلبات ومجرفه وقواعد للصواريخ صنع محلي وملابس نسائية وطابعة وستة قذائف مدفعية و25 قذيفة صاروخية وأدوات مكتبية وقوالب تي إن تي وصواعق واثنين أحزمة ناسفة وأربع شوائل تحتوى على رصاص وقذائف آر بي جي.
وفي يوليو 2010، خففت الشعبة الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة والإرهاب بصنعاء حكم الإعدام بحق اثنين من أصل ستة من أفراد خلية تريم "كتائب جند اليمن" المنتمية لتنظيم القاعدة وحبس عشرة آخرين ما بين 8- 15 سنة بينهم أربعة سوريين وسعودي من أصل يمني.
حيث قضى الحكم الذي أصدرته المحكمة اليوم برئاسة القاضي "محمد الحكيمي" بتخفيف حكم الإعدام يحق "هيثم سعيد مبارك ين سعيد وخالد مسلم سلام باتيس" وذلك بحبسهما 12 سنة، فيما أيدت حكم الإعدام يحق كل من "راوي أحمد سالم الصيعري، وسلطان علي سليمان الصيعري، وسعيد نايف سنكر وعلي محمد العكبري".
وخففت المحكمة السجن على أربعة سوريين من 15 سنة و12 سنة إلى 10 سنوات وترحليهم من اليمن بعد انقضاء المدة المحكومين بها وهم "محمد الوهيبي، محمود أحمد درويش، محمد خليل الشطي وشقيقة عدنان الشطي"، وكذا تخفيفها الحكم من عشر سنوات إلى 8 سنوات بحق "حسام محمد العمودي"، ومن 12 سنة إلى 8 سنوات بحق "أحمد مطهر باغزوان".
مقتله
في 11 أغسطس 2008، قتل حمزة القعيطي، في مواجهات مع الأمن اليمني في مدينة تريم، محافظة حضرموت.
وتوعد تنظيم القاعدة والذي يطلق على نفسه تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن بالانتقام لمقتل حمزة القعيطي ورفاقه الأربعة، وقال بيان التنظيم: "إننا نتوعدكم بعملية انتقامية عما قريب بإذن الله، والخبر ما ترون لا ما تسمعون".