"نزار الحلبي".. الرئيس السابق لجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية "الأحباش"
الإثنين 31/أغسطس/2020 - 11:23 ص
طباعة
وُلِد الرئيس السابق للجمعية الشيخ نزار حلبي، في بيروت عام 1952.. يعرف بأنه أحد شيوخ الدين الإسلامي المعروفين في لبنان ورمز من رموز "الأحباش"، وأحد أبرز تلاميذ الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي.
تعليمه
تعرّف إلى الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي، منذ صغره فتربى على يديه وتلقى منه الدروس والمعارف والعلوم.. تلقى دراسته الابتدائية في "مدرسة أبي بكر الصديق"، ثم في "ثانوية عمر بن الخطاب". التحق بأزهر بيروت لينال الشهادة الأزهرية، ثم توجه إلى القاهرة ليدرس بجامعة الأزهر ليتخرج من كلية الشريعة والقانون عام 1975.
ثم عاد إلى بيروت وتولى مناصب عديدة منها الإمامة والخطابة والتدريس في مسجد برج أبي حيدر في بيروت وتدريس الفقه والتوحيد في عدد من المدارس اللبنانية وعضوية اتحاد العلماء في لبنان، وهو الرئيس السابق لرابطة الشباب المسلم في لبنان، وممثل دار الفتوى اللبنانية في بعثة الحج الرسمية في موسم 1403 هـ ، 1983م.
الحلبي والهرري
يعتبر نزار الحلبي من أبرز تلاميذ الشيخ عبدالله الهرري المعروف بالحبشي، فقد تلقي الحلبي من الحبشي الدروس والمعارف ودرس عليه في كتاب "الخريدة البهية" للشيخ أحمد الدردير المالكي، وكتاب "الجواهر الكلامية" للشيخ طاهر الجزائري، وكتاب "الدليل القويم على الصراط المستقيم" وكتاب "المختصر" وكتاب "الصراط المستقيم" و"زبد ابن رسلان" في الفقه الشافعي وغيرها من المؤلفات. كما أجازه محدث الديار المغربية فضيلة الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري إجازة عامة بكل مروياته ومؤلفاته.
وساهم الحلبي بنشر فكر الحبشي في لبنان وخارجها، وهو كان يمثل الوجه السياسي والاجتماعي للشيخ الحبشي في لبنان وخارجها.
في جمعية المشاريع
يعتبر الحلبي مؤسس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، والتي تمثل واجهة ونافذة للأحباش، فبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 أعاد الشيخ نزار الحلبي الحياة إلى جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، وهي جمعية تأسست عام 1930 بهدف مساعدة المحتاجين، وهي تمثل مجموعة من مؤسسات تربوية وثقافية.
وفي سنة 1983 تولى رئاسة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، وقد عمل مع إخوانه العاملين في الجمعية على تحديد الأهداف وبرامج العمل والانطلاق بها لتحقيق أهدافها النبيلة، وبناء المؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية والإعلامية والكشفية والرياضية وغيرها. وكان الحلبي مهتمًّا اهتمامًا متميزًا بتربية الشباب والنشء الصاعد، وبالتحذير من مخاطر التطرف والغلو في الدين.
وفي عهده توسع نشاط الأحباش في لبنان، فمنذ عام 1988، ساهم الحلبي في أن يكون للأحباش أو "المشاريع الخيرية الإسلامية" العديد من المساجد في بيروت ولبنان، منها مسجد برج أبي حيدر حيث يقع المقرّ الرئيسي لتحركات "الأحباش" في لبنان، ومسجد البسطا ومسجد زقاق البلاط، وهما حيّان شهيران في بيروت.
ولم تقتصر هيمنة "الأحباش" على مساجد بيروت، بل امتدت لتشمل مصلى الوالدين في بلدة بعاصير في منطقة إقليم الخروب في جبل لبنان (يقول الأحباش إنّهم هم من أسّسه)، و6 مساجد ومصليات في شمال لبنان هي: جامع الحميدي في محلة الميناء في مدينة طرابلس، مسجد الإمام الرفاعي في محلة باب التبانة في طرابلس، مصلّى القادرية في محلة باب الحديد في طرابلس، مصلّى الدبابسة في محلة الأسواق القديمة في طرابلس، جامع الطحام في طرابلس، ومسجد عقبة بن نافع في عكار.
وعمل خلال قيادته جمعية "الأحباش" على ترميم وتوسيع مسجد برج أبي حيدر وترميم مسجد زقاق البلاط، كما فعل الأمر نفسه في مساجد الشمال.
وفي نهاية من 1990 كانت هناك على مقربة من 250 ألف تابع للأحباش في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقديرات إعلامية.
الحلبي والوهابية
اشتهر الشّيخ نزار الحلبي بمواقفه الشّديدة ضد التطرّف، وكاد لا يترك مناسبة إلا ويعتلي المنابر وينبّه النّاس من مخاطر الحركات الوهابية التكفيريّة وحزب الإخوان وحزب التّحرير، ويدعو لنبذ التطرّف وانتهاج الاعتدال طريقًا، حتّى وصّف هذا الأمر، قائلًا في أحد خطاباته: "إنّ الاعتدال هو العمل بمقتضى شريعة الله تعالى وأهل الاعتدال هم الفرقة الناجية، وأما أهل التطرف فهم أهل الغلو الذي عواقبه وخيمة".
وللحلبي رؤية في فكر ابن تيمية وأتباع التيار السلفي "الوهابية"، ويقول نزار حلبي أحد تلامذة الحبشي: "إن الوهابية تعيث في الأرض فسادًا، ويقع على رأس إدارتها وتوجيهها رجل غليظ القلب، إنه المدعو ابن باز الذي شوه الحقائق بفتاويه الفاسدة.. فتاريخ ابن باز سترويه كتب الصهاينة وتعلمه لأجيالها على اعتبار أنه أحد أبرز العملاء الذين سعوا لتحقيق الأطماع الصهيونية.. نجد كيف أن ابن باز كان جاهزًا دائمًا لإصدار الفتاوى التي يرضى عنها الشيطان ويرضى عنها الصهاينة، فهم أحبابه وأصحابه، وهو عميلهم المطيع (منار الهدى 30: 34).
وزعم نزار حلبي أن أتباع ابن تيمية يعتبرون كتبه قرآنا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنها هي الخيط الذي يهتدي به المتطرفون من الجماعات الإسلامية الإرهابية المنتشرة في مصر والجزائر، وأن فكره امتداد لعقيدة الخوارج الذين يكفرون من يحكم بالقوانين الوضعية، وأنها هي السبب في إصدار فتوى بقتل السادات وهي التي أسهمت في تكريس أعمال العنف ومنها محاولة اغتيال رئيس جمهورية تونس (منار الهدى 7: 45-47).
وكان منذ الثمانينيات ينبّه الحلبي من مخططات الإخوان والوهابية من التّستّر تحت شعار الخلافة الإسلامية، حتّى وصفهم قائلًا في إحدى كلماته: "كم من أناس انحرفوا عن جادة الإسلام يتستّرون بالدين، ويثيرون القلاقل في البلاد العربية تحت شعار تطبيق الشريعة الإسلامية، بدل أن يدعموا الأمة ضد العدو الصهيوني، وكم من أناس فتنهم المال فصاروا ألعوبةً بيد هذا العدو وأدواته". وفي خطبته الأخيرة قبل اغتياله قال: "من يريد للمسلمين أن يتحولوا إلى وثنيين لن نسكت لهم، من يريد للمسلمين أن يتحولوا إلى عقيدة ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب وابن باز عقيدة اليهود أحبابهم لن نسكت لهم ولو على جثثنا والله العظيم".
الحلبي وسوريا
هناك علاقة وثيقة بين رئيس جمعية "الأحباش" نزار الحلبي والنظام السوري، أسهم ذلك في انتشار "الأحباش" في لبنان، فكانت المخابرات السورية تدعم الأحباش لمواجهة التيارات الراديكالية والأصولية السنية في لبنان.
وهذا الدعم أسهم في أن تكون الأحباش في 1990، من أقلية سنية إلى أكبر مؤسسة دينية سنية في لبنان، وساعد النمو هناك أيضًا في الاستيلاء والسيطرة على العديد من المساجد البارزة في الغرب بيروت.
ويقول النائب السابق بالبرلمان اللبناني سليم دياب: "الجميع يعلم أن المسئولين في جمعية "الأحباش" كانوا برفقة رستم غزالي "مسئول لبنان في المخابرات السورية" وكان معروفًا من الجميع بعلاقتهم مع النظام السوري وكان ذلك بشكل علني، أي في الشارع والصالونات، ولم يكن لديهم ما يخفونه"، مشيرًا إلى أنه "عندما كان النظام السوري مقرباً من النظام اللبناني والأجهزة اللبنانية كانت آنذاك جمعية "الأحباش" مقربة من الأجهزة اللبنانية".
من أقواله
له العديد من الأقوال؛ حيث يقول: "كم من أناس انحرفوا عن جادة الإسلام يتسترون بالدين ويثيرون القلاقل في البلاد العربية تحت شعار تطبيق الشريعة الإسلامية، بدل أن يدعموا الأمة ضد العدو الصهيوني، وكم من أناس فتنهم المال فصاروا ألعوبة بيد هذا العدو وأدواته".
ويقول:" إن الاعتدال هو العمل بمقتضى شريعة الله تعالى وأهل الاعتدال هم الفرقة الناجية، وأما أهل التطرف فهم أهل الغلو الذي عواقبه وخيمة".
ويقول: "عظموا شأن العلم وقفوا عند حدود الاستقامة، وتحروا الحلال واتركوا الطمع في الدنيا وإياكم والاشتغال بالقيل والقال فإنه مفسد ومضر".
ويقول: "من يريد للمسلمين أن يتحولوا إلى وثنيين لن نسكت لهم، من يريد للمسلمين أن يتحولوا إلى عقيدة ابن تيمية ومحمد ابن عبدالوهاب وابن باز عقيدة اليهود أحبابهم لن نسكت لهم، ولو على جثثنا والله العظيم، فإن السلف الصالح ومنهم مصباح التوحيد الإمام علي رضي الله عنه قال: من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود".
اغتياله
يوم الخميس في 31 أغسطس 1995 اغتيل على يد متطرفين في عملية إرهابية إجرامية. وقد سار في جنازته الآلاف، وبكاه اللبنانيون الذين عرفوا منهاجه وصفاته وأخلاقه.
للمزيد عن جمعية المشاريع الإسلامية اضغط هنا