التيار العلماني يرفض مظاهرة الغضب ضد الكنيسة ويطالب بتحديث التعليم والرهبنة

الإثنين 31/أغسطس/2015 - 08:57 م
طباعة التيار العلماني يرفض
 
في صورة مغايرة لما اعتاد عليها الاقباط من التيار العلماني بقيادة المفكر كمال زاخر عاد التيار العلماني الي ساحة الاعلام بمصر ببيان قوي يرفض مشروع مظاهرة تبناها عدد من الشباب القبطي واختاروا لها يوم 9 سبتمبر القادم حيث تقدموا إلى وزارة الداخلية ليطلبوا تصريحًا رسميًا بمظاهرة ترفع شعار أن شعب الكنيسة غضبان من الكنيسة وقد أعلن هؤلاء الشباب غضبهم من حالة الثراء التي يعيش فيها الاساقفة حيث لا يوجد اسقف واحد فقير وجميعهم بلا استثناء يعيشون في رفاهية ويمتلكون سيارات متعددة الماركات  في حين ان عظاتهم عن الزهد وجميعهم رهبان كذلك فانهم يستفزون الاقباط بسفرهم المتكرر للخارج للعلاج ويشعر الشباب بالعزلة عنهم كما ان هناك مشكال كثيرة متراكمة للاقباط مثل ملف الطلاق والزواج  وانغماس بعض رجال الدين في السياسية  وغيرها من المشاكل التي انتظر الشباب والاقباط من البابا تواضروس ان يحلها الا ان قداسته قام برسامة عدد اضافي من الاساقفة رسم البابا حوالي 18 اسقفا في 3 سنوات وهذا عدد كبير  وتجاهل تماما شعار البابا شنودة ( من حق الشعب ان يختار راعيه ) وفي الوقت الذي توقع الكثيرون ان ينحاز التيار العلماني الي مظاهرة الشباب لان التيار كانت هذه افكاره اصلا ايام البابا شنودة الا ان هناك تغير ملحوظ في فكر واسلوب كمال زاخر منسق عام التيار الذي يضع امال كبيرة علي البابا تواضروس ويتوقع منه حلول جذرية لكل المشاكل كما يحذر من رابطة المصالح التي تعرقل طريقه بمثل هذه المظاهرات لذلك اصدر بيانا موقع من مؤسسي التيار الاوائل يحذر من هذه المظاهرة ولم ينكر البيان المشاكل القائمة واقتراح اساليب حلول لمعالجتها وفيما يلي نص البيان ثم نبذة عن تاريخ تأسيس التيار العلماني 

البيان

البيان
تقدم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صفتها الوطنية وانتماءها لتراب هذا الوطن على صفتها الروحية (الدينية)، لتؤكد أن ايمانها غير منقطع الصلة بمصريتها، ولذلك ظلت بامتداد تاريخها واحدة من قلاع حماية هذا الوطن، وتصر في صلاتها اليومية على الصلاة من أجل النيل والزروع والمعوزين حتى تصل الى الصلاة من أجل الرئيس والجند والوزراء، وتضع كل من له طلبة أمام الله، ومن أجل السلام والنماء والمحبة وحماية الوطن من الحروب والمتاعب والغلاء والفناء وسيف الأعداء، ولم تتوقف عن هذا الدور حتى اليوم، ولعل موقفها المبدئي من ثورة 30 يونيو جاء تأكيداً لهذا، رغم ان اللحظة وقتها كانت غائمة، والمخاطر كانت تدق أبوابها وتهدد سلامها، وهو الأمر الذى استنفر قوى الشر والمتربصين بالوطن فراحوا يستهدفونها غير مرة، وفي يقينهم أن تعويق الكنيسة عن اداء دورها ومسيرتها سينتهى إلى تعوبق مسيرة استرداد الوطن وإعماره والخروج به من النفق الذى امتد طويلاً.
ومن اللافت أنه بينما يمر الوطن بمرحلة انتقالية دقيقة، يصارع فيها العديد من القوى المتربصة به وبمشروعه الحضاري، تمر الكنيسة بمرحلة انتقالية مثيلة، وتواجه ضغوطاً لإعاقة خروجها والانتصار على المعوقات متعددة المصادر، سواء من تيارات الجمود التي ترفض التواصل مع الكنائس الأخرى وتعويض السنين التي أكلها الجراد، وتحديث أدواتها بما يتفق واحتياجات رعيتها وأجيالها الجديدة، أو من تيارات المصالح التي تشكلت في عصور مضت، أو من يعتبرونها المعوق الأساسي أمام تحقيق رؤيتهم وسعى اختطاف الوطن في ردة حضارية مدمرة.
ولما كان البابا البطريرك وفقاً للتراتبية الكنسية هو الرمز الذى يمثل الكنيسة ويجلس على كرسي تدبيرها فيكون استهدافه أقصر الطرق للنيل منها، خاصة وأنه جاء يحمل رؤية مغايرة لما استقر عند المتنفذين فيها، فاقتربوا في مسعاهم مع من يستهدفونها من خارجها.
وقد أعلن قداسته عن سعيه لضبط مؤسسات الكنيسة الأساسية؛ التعليم والرهبنة والإدارة، واتجه لفتح قنوات للتواصل مع الكنائس الأخرى، تحقيقاً لوصية رب الكنيسة المسيح، أن يصير الكل في واحد، الأمر الذى أزعجهم فكان تحالف الجمود والمصالح وتصفية الحسابات.
وعليه فقد تعرض قداسة البابا تواضروس لسلسلة من الممارسات الضاغطة وغير المتسقة مع طبيعة الكنيسة ، بدأت مع السيدة التي قاطعته في محاضرته في اجتماعه الإسبوعى فكان أن انتهرها باعتبار أن للكنيسة قدسيتها واحترامها، فتم تسويق هذه الواقعة على أنها خلل في تعامل البابا مع رعيته، لتتكرر مجددا في شكل مظاهرة من بعض مضارى الأحوال الشخصية في نفس الاجتماع بعد أسابيع، فيقطع البابا محاضرته وينصرف حتى لا تتصاعد الأمور الى مصادمة وتتولى ماكينة التشويه استثمار هذا الحدث في تشويه صورة البابا، فيعلن البابا إيقاف الاجتماع لتدق القوى المتربصة طبول التشويه بأنه يقطع صلته بالناس، فيعاود البابا عقد الاجتماع موزعاً على أماكن متعددة، فيتم الإعلان عن مظاهرات احتجاجية حاشدة وغاضبة، الأمر الذى يكشف عن استهداف تم الترتيب مسبقا له لخلخلة الثقة في البابا ربما تمهيداً لتصعيد أكبر يستهدف تحجيم وتقليص وربما هدم خطوات البابا الجادة والضرورية لتحديث ادارة الكنيسة وتطوير أدواتها للتواصل مع الناس والرعية.
على أن هذا دعمته بعض الممارسات داخل المقر البابوي والتي افرزها غياب المعلومات المتعمد وغياب الخبرة المناسبة في الدوائر المحيطة بقداسة البابا، والتي أدت إلى تأخر أو تباطؤ خطوات التصحيح الحازمة، والاعتماد على من هم محل ثقة وبعضهم لم يقو على مقاومة اغراءات بعض مراكز القوى التي تشكلت في عصر سابق.
ولا يمكن أن نغفل وجود تكتلات تستهدف البابا ومشروعه التحديثي داخل أروقة المجمع المقدس، ويسعون بشكل محموم لحشد الأساقفة حولهم، لتكون جبهة مقاومة تسعى لإرهاب البابا والضغط عليه، وربما التصعيد لفرض وصاية منهم على حركة البابا وقراراته.
ويبقى لنا بعض من ملاحظات على المشهد وهى في مجملها منتج لمنهج التجريف الذى استقر خلال العقود الماضية ويحتاج الى مراجعة :
ـ انعدام فرص الحوار بل وانعدام آليات الحوار ومطاردتها وتكريس نسق الالتفاف حول شخص أو اشخاص.
ـ سطحية تداول مشاكل الكنيسة وتحويلها إلى مصادمات إعلامية، وعدم الانتباه لتأكيد هوية الكنيسة الآبائية حسب المسيح.
ـ اختزال الكنيسة في الإكليروس – رجال الدين -  فقط واستبعاد الشعب واعتباره تابعاً، بينما الوضع الأصيل أن الكنيسة هي الشعب، والاكليروس هم خدام للشعب، وهذا الاستبعاد أسهم في اختفاء الأبوة والتلمذة رغم كونهما الأساس الذى تقوم عليه الكنيسة، و فتح غيابهما الباب للصراعات والأزمات وتعويق خدمة ورسالة الكنيسة. 
ـ اعتبار أن تعليم النصف قرن الأخير هو تعليم الكنيسة حصرياً ، دون مراجعة أو تحقيق لاهوتى أكاديمى، وعدم الالتفات الى تعاليم الآباء بامتداد تاريخ الكنيسة خاصة الخمسة قرون الأولى، رغم أنها الأساس الذى تقوم عليه الكنيسة.
وهى ملاحظات نضعها أمام المجمع المقدس واراخنة الكنيسة لتصحيحها حتى تعود الكنيسة إلى منهجها الصحيح في التعليم والرعاية والأبوة.
وعلى جانب آخر نعلن كتيار علمانى ومعنا شباب الكنيسة وجموع الأقباط المستنيرين رفضنا التظاهر داخل الكاتدرائية ونرفض كل محاولات تعويق مشوار التحديث الكنسى ونطالب مجمع الآباء الاساقفة بالمبادرة بإصدار بيان واضح يدعم المشروع التنويري ويتبنى خطوات اصلاحية واضحة وجادة في مقدمتها :
• حل مشكلة الأحوال الشخصية، على أرضية آبائية ومنهجية مسيحية متكاملة كتابياً وليتورجياً وآبائياً.
• وضع نظام مالي عصري للكنيسة يفي بمفهوم الجسد الواحد، ويفصل بين أموال الكنيسة ومخصصات الأب الأسقف وفق قوانين المجامع المسكونية والكنسية.
• سرعة انشاء الدوائر المتخصصة المعاونة للبابا في تدبير وادارة الكنسية.
• تفعيل دور الشعب في إدارة أمور الكنيسة، وفي اتخاذ القرارات كل في تخصصه ومجاله.
• السماح للأراخنة بالمشاركة في أعمال المجمع المقدس، كمراقبين في مرحلة أولى ومشاركين في مرحلة تالية، وفق ترتيب كنيسة الرسل والعديد من الكنائس الأرثوذكسية.
• تحديث منظومة التعليم اللاهوتى تأسيساً على تسليم الآباء المحقق والعلوم الإنسانية الحديثة والتواصل مع الجامعات ذات الصلة في الكنائس الأرثوذكسية الأخرى في العالم.
• تحديث منظومة الرهبنة، لتعود الى دورها في دعم الكنيسة ومدها بعناصر الخدمة المؤهلة روحياً وعلمياً ونفسياً، وعودتها الى دورها البحثي والتنويرى.
ووفقاً للقانون رقم 107 لسنة 2013 بشأن ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ  ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺐ ﻭﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ في ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ـ المادة الخامسة يحظر الاجتماع العام لأغراض سياسية في أماكن العبادة أو في ساحاتها أو في ملحقاتها، كما يحظر تسيير المواكب إليها أو التظاهر فيها
نطالب الدولة باحترام خصوصية باحة الكاتدرائية التى لا يجوز أن تكون محلاً للتظاهر، والالتزام بتطبيق القانون فيما يتعلق بمنع التظاهر داخل دور العبادة وملحقاتها.

التأسيس

التأسيس
يروي الكاتب الكبير مدحت بشاي احد مؤسسي التيار العلماني  قائلا بدا الامر  عندما رأى مجموعة من الكتاب وبعض أصحاب الأدوار المجتمعية والإعلامية التنويرية عبر مواقع وجودهم ومن خلال مشاركاتهم المتميزة في ندوات ومؤتمرات، أو الكتابة في الإصدارات الصحفية المختلفة في مجالات الدعوة للإصلاح والتغيير بشكل عام والمؤسسات الدينية بشكل خاص، فكان الاتفاق على دعم تلك الجهود عبر استحداث كيان اجتماعي يتم الاتفاق على مسماه وأهدافه وخطة التحرك والمأمول من جهود من قبل المجموعة المؤسسة... وتم الاتفاق على مسمى "التيار العلماني" للكيان الفكري الجديد- إن صح التعبير- في تلك الآونة، والمقصود بوصف "العلماني" هنا أنهم مجموعة تنتمي للجماعة الوطنية المسيحية في الكنيسة المصرية من غير "الإكليروس" أصحاب الرتب الكهنوتية المختلفة، وقالوا بوضوح إنهم لا يمثلون الملايين من العلمانيين ولا يتحدثون باسمهم، ولا يجمعهم أي توجه أيديولوجي أو سياسي أو حزبي، إنما جمعهم هدف واحد ومهم من وجهة نظرهم وهو دعم الدور الكنسي الوطني والإنساني المجتمعي عبر إقامة حوار عام حول أطر تم تحديدها للانطلاق في تلك الفترة بالكنيسة وبرجالها من حيز مربعات الاكتفاء بإنشاد معلقات النحيب والشكوى في فناءات الكنائس الضيقة حول مدى الظلم الواقع على المواطن المسيحي وألوان التمييز التي يعيش تبعاتها في التعيين والترقي في المصالح والدواوين الحكومية والجامعات وكل مؤسسات الدولة، وفي مجال إقامة وترميم دور العبادة وغيرها من المطالب المتكررة عبر الحقب الزمنية المتتالية، إلى رحابة الوطن وإعلان الوجود الإنساني والاجتماعي والسياسي لذلك المواطن؛ ليشارك بشكل إيجابي دون قيود سلطانية كهنوتية تفرض مفاهيم من نوعية "وطني كنيستي" و"أب اعترافي قائدي" و"البابا والمطارنة وكلائي في الوطن" و"ابن الطاعة يكفيه لطم الخدود" و"المقر البابوي بابه موصود يا ولدي" و"ورأيك السياسي اختزله في التصفيق لدخلة جمال مبارك المباركة ومش مهم تصلي !!" و"مدارس أحد لدرس الابن الضال يا رب يحفظوه!".. إلى آخر تلك النصوص والمحفوظات العتيدة وتعاليم المطالعة الرشيدة في مسائل الإدارة الكنسية.. نعم، كانت الجوانب الإدارية والتنظيمية هي أهم ما نناقشه في كل فعالياتنا ذات الطابع الموضوعي والعلمي ..
تم تأسيس التيار العلماني في شهر سبتمبر 2006، وكان الهدف الواضح والمعلن تطوير آليات عمل المؤسسة الدينية المسيحية و"الإصلاح" وهو ما أثار حفيظة أهل الفكر الجامد المتمرس، فثاروا ونددوا وشجبوا وأعلنوا إطلاق سهامهم الغبية صوب أعضاء "التيار العلماني" بقولهم إن الكنيسة ليست فاسدة وفي انتظار من يصلح شئونها لاكتساب تعاطف الشارع المسيحي، وعلى مدى تلك السنين كان الرد أن الكنيسة في النهاية. 
مؤسسة يديرها ويقوم بتفعيل دورها مجموعة من البشر "والبشر قد يجانبه التوفيق أو يصيب وهم في النهاية يشكلون كائن حي يعيش وسط مجتمع أكبر، والكائن الحي لكي يبقى حياً لا بد له من تفاعلات يومية تتبدل وفق معطيات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي.. وكانت المواجهات صعبة والمقاومة لفكر التيار تشكل حصاراً لوجودهم وللسياقات المتاحة لهم للعمل، ووصل الأمر لإعلان من جانب قيادة كنسية، دعوهم إنهم مجرد بوم ينعق في سماء الكنيسة، وهو ما دفعني لإصدار كتاب عنونته "أقباط على أجنحة البوم" ضمنته الرد الوافي الموضح لتفاصيل وصلات النعيق (أقصد بالطبع إنجازات تلك الجماعة الإصلاحية وتوصيات مؤتمراتها وعرض جانب كبير من الأوراق البحثية التي قدمها مجموعة رائعة من المتخصصين في مجالات مختلفة من أعضاء التيار ومن خارجه..).
وعلى فكرة "التيار العلماني" مجرد امتداد لفكر عدد من أصحاب الرؤى الإصلاحية، أذكر أنه في الفترة التي كنت أكتب فيها بشكل شبه دوري في جريدة الأخبار، ومع عدد من كتاب التيار العلماني كان يكتب بشكل دوري الإصلاحي الرائع الذي سبقنا جميعا وتعلمنا منه الكاهن إبراهيم عبد السيد صاحب العديد من المؤلفات الهامة في مجال دعم تطوير الأداء الكنسي، ومن ينسى كتب ومقالات د. سليمان نسيم، وسليمان قلادة وغيرهم.. بل والغريب أننا في حوارنا مع الكنيسة، طالبنا بتطبيق ما سعى إليه قداسة البابا شنودة الثالث من إصلاحات وكتبها وهو علماني -وأيضا وهو أسقف للتعليم- عبر أعداد مجلة "مدارس الأحد" التي كان يرأس تحريرها

شارك