"ميشال عون".. عنوان الصراع في لبنان
الخميس 10/سبتمبر/2015 - 03:01 م
طباعة
أصبح الجنرال ميشال عون هو عنوان الصراع في لبنان، وأحد أهم أسباب فشل انتخاب رئيس للجمهورية منذ مايو 2014، في تأكيد حزب الله وقوى 8 آذار على انتخاب الرئيس، ومن ورائهم دعم إيراني، فيما يرفض تيار المستقبل وقوى 14 آذار انتخاب الميشال عون كرئيس للبنان، لتتسع الهوية ويقترب الوضع من الانفجار.
للمزيد عن الحوار اللبناني، اضغط هنا
موقف حزب الله
أكدت قيادات "حزب الله" على أن الجنرال ميشال عون، هو ممر إلزامي لانتخاب رئيس الجمهورية.
أكد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله «أن لا تغيير ولا تعديل في موقفنا» (حول الانتخابات الرئاسية)»، مشدداً على أن «(رئيس تكتل التغيير والإصلاح) ميشال عون مرشح طبيعي وقوي، وله قاعدة تمثيل عريضة، ونحن كنا وما زلنا وسنبقى ندعم هذا الترشيح»، لافتاً إلى أن «عبارة الممر الإلزامي للانتخابات لا تقدم ولا تؤخر ولا تغير ولا تمس ولا تضعف من قوة هذا التبني وهذا الالتزام».
وأعلن نصرالله لمناسبة انطلاق عمل «جامعة المعارف» أن هذه الجامعة «ليست بديلاً عن أي من الجامعات الأخرى». وتوقف عند «تعامل الفريق الآخر في لبنان مع موقفه الذي أطلقه خلال احتفال وادي الحجير الجمعة الماضي، قائلاً: «عندما تقول: إن العماد عون ممر إلزامي لانتخابات الرئاسة، فهذا لا يعني أنه لم يعد مرشحاً، هو ممر إلزامي سواء كان مرشحاً أو لم يكن مرشحاً، وأنا أثبته كممر إلزامي، وهم يريدون أن يفسروا الأمور هكذا».
تيار المستقبل
فيما جاء موقف تيار المستقبل معارضًا لموقف حزب الله، فقد أكد فؤاد السنيورة، ممثل تيار «14 أذار» في لصحيفة الحوار اللبناني، أن انتخاب رئيس الجمهورية هو الممر الإلزامي للخروج من النفق الحالي، لافتًا إلى أن وجود الرئيس يسمح بإصابة العديد من الأزمات بحجر واحد، وهو بمثابة «الشيفرة» التي لا يمكن من دونها فتح خزنة الحلول المتصلة بالملفات المطروحة على جدول أعمال الحوار.
وأعرب رئيس الوزراء اللبناني السابق عن اعتقاده أن التوافق على الرئيس يمكن أن يكون «صناعة وطنية»، إلا إذا كان البعض يعطي الأولوية لمآربه الخاصة أو لارتباطاته العابرة للحدود، بحسب صحيفة "السفير" اللبنانية.
وأوضح ممثل تيار"14 آذار" في الحوار، أن رئيس الجمهورية حتى يُقبل يجب أن يكون مقبولا، ليس فقط من طائفته بل من المكوّنات الأخرى أيضًا، بحيث يكون عابرًا للطوائف والمذاهب وقادرًا على التقريب بين المبتعدين، وصولًا إلى استقطاب الجميع نحو أرضية مشتركة.
وشدد السنيورة على أن شرط «القوة التمثيلية» لا يكفي لانتخاب رئيس الجمهورية، بل يجب أن يتحلى الرئيس المفترض بعناصر قوة من نوع آخر أيضا، كالحكمة والدراية والقدرة على القيادة.
وأكد السنيورة أن رفضه وصول رئيس التيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون إلى رئاسة لبنان لا ينبع من قرار مزاجي، وليست هناك من قضية شخصية معه، بل لدينا أسبابنا السياسية التي تجعلنا غير مقتنعين بانتخابه رئيسًا.
وأوضح السنيورة الانتباه إلى أن فلسفة وجود «التيار الوطني الحر» تستند إلى الدفاع عن السيادة والاستقلال، قائلا: «فأين هو حاليًا من مثل هذه القيم الوطنية؟ نعم.. لقد ساهم «التيار» مع آخرين في استعادة السيادة والاستقلال، ولكن هل حافظ عليهما وهل صان هذا الإنجاز؟». وشدد على أن المطلوب في نهاية المطاف التلاقي حول رئيس توافقي يوفق بين اللبنانيين ولا يكون عاملا من عوامل تفرقهم، «وتيار المستقبل منفتح على كل الخيارات التي يمكن أن تسلك هذا الاتجاه».
من هو ميشال عون؟
ميشال عون من مواليد 17 فبراير 1935، زعيم التيار الوطني الحر، وعسكري وسياسي لبناني ورئيس التيار الوطني الحر. كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 يونيو 1984 إلى 27 نوفمبر 1989، ورئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت في عام 1988.
تعليمه
درس عون المرحلة الابتدائية في مدرسة رسمية وتابع دروسه في "الفرير" (نوتردام) في فرن الشباك ثم في "القلب الأقدس" ببيروت؛ حيث نال شهادة في الرياضيات.
التحق بالمدرسة الحربية عام 1955 حيث تخرج 1958 ضابطا مدفعيا، وشارك في دورة تطبيقية على المدفعية في فرنسا خلال 1958-1959، كما تلقى دورة متقدمة في الاختصاص نفسه بالولايات المتحدة الأمريكية.
ابتعث في يوليو 1978 لمتابعة دورة أركان في مدرسة الحرب العليا بباريس، وعاد منها في يوليو 1980 ومنح على إثرها رتبة "ركن".
التجربة السياسية
دخل عون في مواجهات دامية مع الجيش السوري في لبنان ثم مع قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
ترأس سنة 1988 بوصفه قائد الجيش اللبناني حكومة عسكرية بمرسوم من الرئيس أمين الجميل في اليوم الأخير من ولايته، بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلفه، وكان هو في حينه قائد للجيش اللبناني، وقام الرئيس الجميل بتسليمه السلطة بعد أن شكل الحكومة العسكرية التي أصبحت في مواجهة الحكومة المدنية التي يرأسها بالنيابة الرئيس سليم الحص، وقد استقال الوزراء المسلمون من الحكومة بعد تشكيلها بساعات وبذلك أصبح للبنان حكومتان.
وقد عين في الحكومة بالإضافة إلى كونه رئيسًا لها وزيرًا للدفاع الوطني والإعلام مع احتفاظه برتبته العسكرية في الجيش. وفي 4 أكتوبر 1988 كلف بمهام وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة ووزارة الداخلية بالوكالة وذلك طيلة مدة غياب الوزير الأصيل.
لم يتنازل عون عن رئاسة الحكومة الانتقالية رغم التوقيع على وثيقة الوفاق الوطني، وتنصيب الرئيس إلياس الهراوي رئيسًا للبنان.
اتفاق الطائف
في أغسطس 1989 تم التوصل في الطائف بوساطة السعودية إلى اتفاق الطائف الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية، ولكنه رفض الاتفاق بشقه الخارجي، وذلك لأنه يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية ولا يحدد آلية لانسحابه من لبنان. وبعد معارك ضارية تم إقصائه من قصر بعبدا الرئاسي في 13 أكتوبر 1990 بعملية "لبنانية / سورية" مشتركة، حيث قام الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود (صار رئيسا للجمهورية لاحقا)- وبمؤازرة من الجيش السوري- بقصف قصر بعبدا، فأرغم عون على الخروج من القصر بخطة أمنية فرنسية أشرف عليها السفير الفرنسي في بيروت.
ولجأ عون إلى السفارة الفرنسية في منطقة الحازمية ببيروت يوم 13 أكتوبر 1990، ومنها تم ترحيله في 29 أغسطس 1991 برا إلى شاطئ ضبية، ومنها إلى قبرص، ومنها إلى باريس عبر بارجة حربية فرنسية.
العودة إلى لبنان
انتهت فترة منفى عون في فرنسا وعاد إلى بيروت في 7 أغسطس 2005، وأسس في 18 سبتمبر 2005 حزب التيار الوطني الحر.
ترشح عون للانتخابات النيابية اللبنانية فحصدت كتلته 21 نائبًا من مجموع 128 نائبا هم عدد أعضاء البرلمان اللبناني.
علاقة رسمية مع تيار المستقبل
فتح عون حوارًا مع المملكة السعودية عبر سفيرها في لبنان، إلا أن هذا الحوار توقف بعد عودة السفير إلى المملكة بسبب الوضع الأمني، ومع ذلك استمرت علاقة عون بتيار المستقبل (حليف السعودية) تأخذ طابعًا جديّا، وخاصة بعد اللقاء الذي حصل مع سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، في فرنسا حيث زاره عون، ومن ثم استمرت اللقاءات بين نادر الحريري، إحدى أبرز الشخصيات في المستقبل وجبران باسيل صهر عون. ويقال: إن هذه العلاقة المستجدة هي من ساهم في تذليل بعض العقبات لتشكيل حكومة الرئيس تمام سلام.
التحالف مع "حزب الله"
وقّع في 6 فبراير 2006 وثيقة تفاهم مع حزب الله فدخل بقوة في الاستقطاب الثنائي بين كتلة الموالاة وكتلة المعارضة، ومنذ ذلك الحين يعد التيار الوطني الحر أبرز القوى المشكلة لفريق 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه).
خاص العديد من المعارك السياسية رفقة رموز المعارضة، ومن بينها ما يعرف بـ"ملف شهود الزور" المرتبط بالمحكمة الدولية المخصصة للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
تحسنت علاقة عون بسوريا بعد سنوات من العداء السياسي، وزارها فالتقى رئيسها بشار الأسد في 3 ديسمبر 2008.
مرشح للرئاسة
لم يعلن عون ترشحه لرئاسة الجمهورية بشكل صريح، لكنه لمح إلى ذلك في مقابلته التلفزيونية الأخيرة. ويؤكد كثر من فريق الثامن من آذار أن حزب الله يؤيد عون بشكل كامل؛ وذلك بسبب وعد قطعه له أمين عام حزب الله حسن نصر الله، بأن "ما قام به في حرب تموز عندما وقف إلى جانب حزب الله، هو دين في أعناق قيادة الحزب حتى يوم الدين".
ويبقى الجنرال ميشال عون عنوان الصراع في لبنان، في ظل التنافس على رئاسة الجمهورية بين "تيار المستقبل- السعودية" و"حزب الله- إيران"، ويبقى الاستقرار اللبناني رهينة سياسية، في ظل دفع فاتورة المواقف من كل الطرفين لمرشحي الرئاسة اللبنانية والمواقف الاقليمية والدولية، فهل سيكون "عون" كلمة السر في استقرار لبنان أم العودة إلى زمن الحرب الأهلية؟