إطلالة على العدد 282 من مجلة "البوابة"
الإثنين 14/سبتمبر/2015 - 08:01 م
طباعة
صدر اليوم الاثنين 14 سبتمبر 2015م العدد 282 من مجلة "البوابة" التي حمل عنوانها الرئيسي " شريف إسماعيل المهمة الصعبة "، والتي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز.!
ورصد د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير في مقاله الافتتاحي الذي جاء بعنوان: " ورحلت حكومة محلب " مواقف حكومة محلب ورحيلها قائلا " رحلت حكومة المهندس إبراهيم محلب، وأتت حكومة المهندس شريف إسماعيل، وهى حكومة تسيير أعمال، من وجهة نظري، لأن مدة بقائها في السلطة لن تتجاوز شهرين، تجرى فيهما الانتخابات البرلمانية، ثم تتقدم باستقالتها لكى يقوم البرلمان -وفقا للدستور- بتشكيل حكومة أخرى.
وتابع "رحلت حكومة «محلب» بعدما أدت ما عليها من واجبات في ظروف دقيقة للغاية، وسط ضجيج وصخب لا يستحقه الرجل ولا حكومته، فقد خدموا البلاد في أصعب وأحلك الظروف، ولم يتوانوا في الدفاع عن مصالح الناس ليل نهار و الحقيقة أن خبر رحيل الحكومة لم يكن مستغربًا، فقد ناقش عدد من الوزراء في اجتماع عاصف يوم الأربعاء الماضي، عقب القبض على وزير الزراعة، قضية طرح الثقة في الحكومة عبر التقدم باستقالتها إلى الرئيس، وقد تخلل هذا الاجتماع العاصف بكاء البعض وارتفاع صوت البعض الآخر، احتجاجا على التعامل الإعلامي المهين مع الحكومة ووزرائها، عبر إطلاق الاتهامات الجزافية، التي طالت المجلس بكامله دون تمييز، في بعض وسائل الإعلام، وخصت وزراء بعينهم عبر وسائل إعلامية أخرى، وذلك عقب واقعة إلقاء القبض على وزير الزراعة بتهمة تلقى رشوة من رجال أعمال لتسهيل الاستيلاء على أراضٍ بغير حق.
وأشار إلى أن الأزمة أديرت، من وجهة نظري، بشكل خاطئ أعطت للجميع فرصة الطعن دون دليل في ذمة الحكومة، هيئة ووزراء، فاتحة الباب نحو مزايدة على الرئيس وخياراته، ما اضطر البعض من مستشاري الرئيس إلى التقدم بهذا الاقتراح الذي يريح الجميع، وهى تجربة يجب أن نستخلص منها الدروس في كيفية إدارة الأزمات السياسية بشكل عقلانى، بعيدًا عن الانفعال الذي يضر أكثر مما ينفع. لا يوجد بالطبع مواطن صالح في مصر يقف ضد مواجهة الفساد بشكل حازم وبمسئولية ترقى لرئيس الدولة نفسه، لكن مواجهة الفساد شيء وإطلاق العنان لوحش الشائعات يطال الشرفاء شيء آخر، فليس من قبيل رد الجميل أن يُتهم محلب وحكومته بالفساد ويودع هو وحكومته بهذه الاتهامات. كل التقدير لمحلب وحكومته، وأختتم مقاله بقوله " كل الاحترام لخيارات الرئيس القادم، وكل الأمل في انتخابات نيابية شريفة ومحترمة تقودنا إلى برلمان وطني قوى، تستحقه مصر ويستحقه المصريون.
ورصد الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي في مقال له تحت عنوان: " حيثيات اختيار رئيس حكومة " عدة مشاهد حول رحيل حكومة محلب قائلا : " المشهد (1)
وزير الزراعة فى طريقه من الوزارة إلى مجلس الوزراء، يستوقفه ضباط الرقابة الإدارية، يلقون القبض عليه، يسألهم: أنا عملت إيه؟ يرد أحدهم: انت عارف انت عملت إيه.
مشهد (2)
محلب يقف في مؤتمر صحفي إلى جوار رئيس الوزراء التونسي، يقتحمه صحفي إخواني موَجَّه يسأله عن تورطه في قضية القصور الرئاسية، فيترك المؤتمر وعلى وجهه علامات الضيق، والتوتر.
مشهد (3)
اتصال تليفوني بين رئيس الوزراء والرئيس عبدالفتاح السيسي، ومصادر مطلعة تشير إلى أن السيسي كان غاضبًا ومستاءً وعنيفًا مع الرجل الذى لم يكن على قدر مسئولية اسم مصر في مؤتمر صحفي مذاع على الهواء.
مشهد (4)
محلب يجلس بين وزرائه، من حامت حولهم شبهات الفساد، يلحون في عدم خروجهم وحدهم من الحكومة، لأن خروجهم معناه نهاية مستقبلهم السياسي، إذ لا معنى له إلا أنهم فاسدون، وإلا فلِمَ يتم الاستغناء عنهم.
محلب يستجيب لوزرائه، ويصدر بيانا يبرئ ساحتهم من قضايا الفساد، ويستجيب لاقتراح أن تكون الحكومة كتلة واحدة، فإما أن تخرج كلها، أو أن تبقى كلها.
مشهد (5)
يجلس محلب مع الرئيس السيسي، ويتم الاتفاق على أن تقدم الحكومة استقالتها، ليس مهما من طلب، هل محلب هو من وضع الاقتراح الذى دخل به الاتحادية، وهو أن تخرج الحكومة جميعها أو تظل كلها، وهو ما لم يعجب الرئيس، فطلب أن تتقدم الحكومة باستقالتها، أم أن السيسي هو من طلب دون أن يستمع من رئيس وزرائه شيئا.. الأمر يتساوى، خاصة أن أمراض الحكومة وزلاتها وأخطاءها وإخفاقها، كان يمثل عبئا على أعصاب الجميع.
مشهد (6)
يكلف الرئيس عبد الفتاح السيسى المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول في حكومة محلب، بتشكيل الحكومة الجديدة، ويمنحه أسبوعا فقط، يدير خلاله محلب ورجاله أعمال الحكومة، في إشارة إلى أن الرئيس لا يغلق الباب تماما وراء ما مضى، ولكنه يستعين بمن عملوا في حكومة محلب.
مشهد (7)
وتابع وبدأت بورصة الترشيحات في العمل.. قوائم جاهزة بمن سيخرجون من الوزارة، توقعات بأن يتم التحقيق مع عدد من الوزراء، وفتح ملفات فسادهم... كل هذا دون أن يجلس شريف إسماعيل مع أحد أو يتشاور مع أحد، ودون أن تكون هناك معلومات دقيقة، اللهم إلا المعلومات التى تسربها جهات أمنية بعينها، ترى أنه من مصلحتها أن يتم الإبقاء على وزراء بأعينهم، ودخول وزراء محددين.
يمكن أن يكون لدينا أكثر من مدخل لقراءة ما جرى فى لمح البصر، فلم يكن أحد يتوقع أن يتم التغيير بهذه السرعة، وبهذا الشكل الحاد، كل التحليلات السياسية كانت تشير إلى أن الرئيس متمسك بحكومة محلب حتى الانتخابات البرلمانية، وأنه يمكن أن يجرى تغييرات بسيطة، كعملية جراحية يطهر بها ما لحق بالحكومة بعد قضية وزير الزراعة، وهى القضية التي لا نستطيع إطلاقا أن نتجاهل تأثيرها على مجريات الأحداث الآن، وهو ما يشير إلى أن الرئيس السيسى ليس عنيدا، بل يتجاوب مع التقارير التي تصله، تحديدا عن رد فعل الشارع على ما ينسب للحكومة، وهذه حسنة في حد ذاتها، فقد مضت على مصر عصور، كان التغيير لا يحدث فيها إلا لمجرد أن الرئيس يمارس نوعًا من العناد، ولا يريد أن يتجاوب مع ما يحتاجه الناس.
وأشار لكن الأهم من ذلك أننا أمام نظام يمتلك حساسية مفرطة تجاه الفساد، لقد تورطت حكومة محلب في ملفات فشل كثيرة، وكانت سببًا في ممارسات سحبت من شعبية السيسى، وأشير هنا تحديدًا إلى الملفات الاقتصادية التي لم تحرز الحكومة فيها نجاحا ملحوظا، وكانت هناك أسباب عديدة تدعو الرئيس إلى أن يتخلص من هذه الحكومة، بل إن حملات هجوم طاغية تعرضت لها رأس محلب والذين يعملون معه، دون أن يكون هناك أي تجاوب لكن عندما تماست الحكومة مع قضية فساد، صدر القرار سريعا، في إشارة واضحة للجميع، بأن الفساد هو الجريمة الوحيدة التي لن تغتفر، ولن يصمت الرئيس عليها، يمكن أن تكون الحكومة لديها رؤية معينة، أداؤها فيه بعض القصور، بعض الوزراء لا يستطيعون السيطرة على ألسنتهم، فيتورطون في تصريحات تقلب الرأي عليهم، ولأنهم محسوبون على النظام، فيجلبون اللعنة على النظام، لكن كل هذا تم استيعابه، وعندما ظهر الفساد، تحول إلى اللقمة التي وقفت في زور النظام، فلم يمررها.
وقال يمكن أن تشكك فيما أقوله، ولديك الحق فى ذلك تماما، فإذا كان النظام جاد فى التغيير، فلماذا يستعين بواحد من وزراء حكومة محلب؟ ألم يكن من الأولى أن يختار وجها من خارج الكادر الذى احترق، خاصة أن شريف إسماعيل لم يحظ بترحيب كبير من قطاعات كثيرة، وقد يكون لكثيرين ممن اعترضوا عليه لديهم الحق، فهو لا يملك تاريخا سياسيا، ولم يكن له حضور كبير فى الحياة العامة، وهو ما لا نستطيع أن نحاسبه عليه، فهو فى النهاية رجل تنفيذى، إطار عمله وتخصصه بعيد عن صخب الحياة السياسية لكن لماذا نتعامل طول الوقت مع ما يجب أن يكون، ونغفل أننا أمام واقع التعامل معه أولى، فقد أصبح لدينا الآن رئيس وزراء جديدًا، يمكنك بسهولة أن تتعرف عليه وعلى تاريخه، إذا بحثت قليلًا على محرك البحث جوجل.
وأختتم حديثه بقوله "كل ما نستطيعه أن ننتظر فقط ويمكننا أن نرسم سيناريوهات لمستقبل الحكومة الجديدة، نتنبأ بنجاحها أو فشلها وقد يكون ما عندى مختلفًا.. فنحن نتابع أعمال الحكومات انتظارًا فى اليوم الذى نشيعها فيه، هكذا قدرنا.. أما أنتم فليس أمامكم إلا أن تتمنوا للحكومة النجاح، فالفشل لم يعد خيارًا.. بل انتحار.
وتناولت المجلة العديد من التقارير والأخبار المهمة، منها: حماس تعقد لقاءات مكثفة مع أردوغان وقيادات الإخوان .. فيلم وثائقى يرصد تدريب الاطفال فى معسكرات حماس بدعم إيرانى .. وتدمير 90% من قوة التنظيمات الإرهابية بسيناء.. البنوك العربية تعلن الحرب على داعش .. الفساد أخطر من الإرهاب.. وحوار مع المنسقة الاعلامية لمفوضية اللاجئين مروة هاشم: 300ألف لجئ سوري في مصر مسجل منهم 131 ألفًا فقط.