الأُصولي "سعيد عارف".. القيادي الأبرز بالقاعدة في العالم
الخميس 17/سبتمبر/2015 - 09:26 م
طباعة
أكد مسؤولون فرنسيون، اليوم الخميس 17 سبتمبر 2015، مقتل القيادي الارهابي الجزائري سعيد عارف (49 عاما)، في مايو الماضي، خلال غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار في أفغانستان، ويعد عارف الهارب من الجيش الجزائري أحد أهم مجندي المقاتلين الأجانب لحساب التنظيمات الإرهابية في سوريا.
في القاعدة:
ولد الجهادي سعيد عارف في عام 1965 في مدينة وهران بالجزائر، كان ضابط في الجيش الجزائري.
يُعَدّ عارف من أبرز القادة في التنظيمات الإرهابية في العالم، وبدأ نشاطه في الأوساط الإسلامية المتطرفة إبان التسعينيات
وعقب تركه الجيش الجزائري في التسعينيات القرن الماضي والتحاقه بـ"الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر والتي دخلت في صراع دموي مع الجيش الجزائري لمدة 10 سنوات، ثم هرب من الجزائر الي أفغانستان.
مع انضمامه إلى معسكرات القاعدة في أفغانستان، حيث تعرف إلى قادة الشبكة آنذاك، وبينهم أسامة بن لادن، وكان صديق وزميل أبو مصعب الزرقاوي مؤسس تنظيم القاعدة في العراق.
واستخدم سعيد عارف خلال تحركاته اسما حركيا هو سليمان شباني وفي بعض الاحيان عبد الرحمن.
وعقب غارات الولايات المتحدة الامريكية علي أفغانستان في 2001، تمكن من الفرار والاحتماء في باكستان، وجد ملاذا في منطقة القوقاز، وتشارك في مقاتلي الشيشان.
وانضم سعيد عارف إلى مجموعة مقربة الي القاعدة بالشيشان، وذهب إلى معسكرات التدريب في وادي بانكيسي ( ووادي بانكيسي يقع في جورجيا، وهو منطقة جبلية على الحدود مع الشيشان وروسيا، يقطنها أقل من 10 آلاف من الشيشانيين الكيست، ملاذ آمن للجهاديين ومركز رئيسي لتدريب المقاتلين المتشدّدين وتصديرهم إلى العالم)، حيث التقى المقاتلين الجهاديين الآخرين من فرنسا، مناد بن شلالي، الملقب بـ "الكيميائي" والعقل المدبر لشبكات الشيشان في فرن، وشلالي معروفا بين اصدقائه العرب باسم «الكيميائي» بسبب خبراته الخاصة التي تعلمها خلال تدريبه في معسكرات القاعدة في افغانستان. وعندما عاد الى فرنسا في عام 2001، اقام مختبرا في غرفة بمنزل والده وبدأ في انتاج مادة الرايسين، وهي واحدة من اكثر المواد السامة القاتلة المعروفة، وذلك طبقا للمحققين.
عودته إلى أوربا:
عاد سعيد عارف إلى أوروبا واستقر في ألمانيا، حيث كان القائد الحقيقي للحركة الاسلامية في فرانكفورت، التي تم تفكيكها في يناير 2000وكانت تخطط لتنفيذ اعتداء على كنيسة أو سوق الميلاد في ستراسبورج بشرق فرنسا.
اعتقاله:
وفي مطلع السنوات 2000 اعتقل عارف في سوريا وتم تسليمه الي فرنسا، وجرت ملاحقته قضائيا في فرنسا لمشاركته في شبكات لإرسال مقاتلين إلى الشيشان، وضلوعه في خطط تستهدف بصورة خاصة سوق عيد الميلاد في ستراسبورج (شرق) وبرج إيفل.
وذكرت الداخلية الفرنسية، بعد اعتقاله، ان سعيد عارف التقى بالشيان بمجاهدين افغان قدامى وردت اسماؤهم في التحقيقات في (الفروع الشيشانية) التي اعتقل افرادها في ديسمبر 2002في رومانفيل وكورنوف (باريس) بينما كانوا يعدون لاعتداءات في فرنسا بمواد كيميائية على ما يبدو.
وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية أن "مسيرة سعيد عارف الذي تدرب على كل التقنيات الإرهابية تسمح باعتباره أحد الإرهابيين الاكثر تدربا على القتال الذين واجهتهم بلادنا منذ سنوات".
وفي مايو 2005 ذكرت مصادر أمنية إسبانية أن سعيد عارف اعترف أمام القضاء الفرنسي بالتخطيط مع بعض مساعديه لتنفيذ هجوم كيماوي ضد القاعدة العسكرية الأمريكية «روتا» الموجودة في قادش بجنوب إسبانيا، وأضافت المصادر أن الاعتراف جاء ليؤكد شكوك السلطات الإسبانية والفرنسية في أن الخلية التي يتزعمها الأصولي سعيد عارف خططت للقيام بهجوم من هذا النوع، لكن المصادر اشارت الى عدم تقديم المشتبه فيه تفاصيل عن التخطيط للاعتداء. واعترف عارف بهذه الاقوال أثناء التحقيق معه في فرنسا حيث يتهم بالتخطيط لهجوم لم ينفذ ضد السفارة الروسية في باريس بالتعاون من عناصر أخرى ألقي القبض عليها عام 2002 .
وبعد عدة جلسات محاكمة حكم عليه عام 2007 بالسجن عشر سنوات، وأطلق سراحه في ديسمبر ،2011 وكان من المفترض إبعاده من فرنسا، غير أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طالبت بعدم تسليمه إلى الجزائر حيث كان يواجه خطر التعذيب.
وفرضت عليه بالتالي الإقامة الجبرية في فندق في بريود بوسط فرنسا، وأرغم على المثول أربع مرات في اليوم في مركز الدرك المحلي في المدينة الصغيرة، حيث كان يتم تصويره مرارا ماشيا في الشارع بلحيته البيضاء الطويلة وملابسه الرياضية.
وكان يجري مقابلات مع الصحافة المحلية يؤكد فيها أن "العمليات الانتحارية ذات البعد الاقتصادي هي أفضل وسيلة كفاح متاحة للإسلاميين" ما جعله عرضة لمزيد من الملاحقات.
في سوريا:
وفي مايو 2013 سرق سيارة زوجة ابن صاحب الفندق الذي يقيم فيه، وهرب من فرنسا إلى بلجيكا ثم إلى تركيا ومنها إلى سوريا.
وفي سوريا عرف بانه أبرز القيادات العسكرية لتنظيم "جبهة النصرة" الفرع السوري لتنظيم القاعدة العالمي، و أصبح من قادة مجموعة "جند الأقصى" الموالية لجبهة النصرة، في ريف اللاذقية بالساحل السوري.
كما كان سعيد عراف من أهم المنظمين الرئيسيين لاستقبال المقاتلين الأجانب في سوريا، وخاصة الفرنسيين أو من يتحدثون الفرنسية.
وأفادت تقارير اعلامية، أن سعيد عارف أنه متورط مع مجموعة "جند الخلافة" فرع داعش في الجزائر، التي قتلت الفرنسي هيرفي غورديل.
علي قوائم الإرهاب:
وفي أغسطس 2014 أدرجته الولايات المتحدة على قائمتها السوداء لكبار الإرهابيين الدوليين، كما أدرجته الأمم المتحدة على قائمتها للمتطرفين الخاضعين لعقوبات بسبب ارتباطهم بالقاعدة، وكانت الشرطة الدولية أنتربول تبحث عنه.
مقتله:
قتل سعيد عارف في غارة جوية لطائرة دون طيار في 26 مايو 2015، قرب جبل الأكراد بريف اللاذقية، وأكد مسؤولون أمنيون فرنسيون مقتل عارف في 17 سبتمبر2015.