إطلالة على العدد 303 من مجلة "البوابة"
الإثنين 05/أكتوبر/2015 - 02:26 م
طباعة
صدر اليوم الاثنين 5 أكتوبر 2015م العدد 303 من مجلة "البوابة" التي حمل عنوانها الرئيسي "المصير المرواغ.. هل تنقذ الحرب بشار الأسد؟"، والتي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز.!
وقال د.عبد الرحيم علي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير في مقاله الافتتاحي الذي جاء بعنوان: "مشاهد لا تنسى من قلب الوطن" هذا المقال أعيد نشره بعد أن قمت مؤخرًا بعدد من الجولات التقيت فيها العديد من المثقفين والشباب الغاضبين من أوضاع بعينها، أردت به التذكرة فقط بأوضاع مررنا بها لعل الذكرى تنفع المؤمنين فهؤلاء الذين يتحدثون عن سوء الأوضاع نسوا أننا منذ عام فقط لم تكن الكهرباء تستمر لساعتين في عز الشتاء، بينما لم يشهد هذا الصيف- رغم شدة حرارته- أي انقطاع في التيار الكهربائي، وذلك نتيجة عمل شاق ومضنٍ لإنشاء أكبر ثالث محطة كهربائية على مستوى العالم (محطة جبل عتاقة)، كان الجميع يقرأ يوميًا عن مقتل مواطنين في طوابير الخبز فأصبح يصل إلى منازلهم، عبر منظومة جديدة من اختراع الحكومة وليس أحد من خارج السلطة، كذلك إنهاء مشكلة طوابير البنزين وكذا أنابيب الغاز... إلخ".
وتابع: "لذلك أردت أن أسرد عددًا من المشاهد كي نتذكر ولا ننسى فنتحدث بشكل يحبطنا، فنحن ماضون بكل العزم في طريقنا نحو بناء بلادنا.
المشهد الأول:
قبل ثلاث سنوات من اليوم في أكتوبر ٢٠١٢، قبيل احتفالنا بوقفة عرفات المجيدة، كان الشعب المصري كله يشعر بالغضب والعار والاشمئزاز من مشهد حضور قتلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات احتفال القوات المسلحة بأعياد أكتوبر.
في ذلك اليوم ظهر الرئيس المخلوع، محمد مرسي العياط، راكبًا سيارة السادات المكشوفة ودار بها وسط استاد القاهرة؛ حيث احتشد أكثر من ٨٠ ألفًا من مؤيديه من أعضاء وكوادر جماعة الإخوان الإرهابية.
وبينما كرم مرسي العياط السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل في الصباح، كرم قاتله بعد دقائق عندما منحه حق الجلوس بجانبه أثناء الحفل.
لم يذكر يومها مرسي العياط- وطوال خطبته التي استمرت أكثر من ساعتين وسط تكبير وتهليل أنصاره- اسم الرئيس الراحل أنور السادات ولو مرة واحدة.
المشهد الثاني:
مرسي" يقيل النائب العام عبدالمجيد محمود من منصبه، ويعينه سفيرًا في الفاتيكان، ويقوم بتعيين نائب عام جديد يتيح له الانتقام من معارضيه، ثم يصدر إعلانًا دستوريًا يحصن فيه كل قراراته بما في ذلك تحصين الجمعية التأسيسية الإخوانية من الحل عن طريق القضاء.
المشهد الثالث:
حزب النور السلفي يؤيد بشدة الإعلان الدستوري المكبل للحياة السياسية، ويخرج نادر بكار، المتحدث باسم الحزب، في تغريدة له على حسابه في «تويتر» ليقول: "كل التأييد لقرارات الرئيس، من كان يريد قصاصًا بحق فليدعمها".
المشهد الرابع:
حازم صلاح أبو إسماعيل يعلن تأييده للإعلان الدستوري أيضًا، ويقوم هو وأنصاره بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي والمحكمة الدستورية العليا ليرهب الإعلاميين والقضاة الذين بدءوا حملة شعواء على الإعلان الدستوري وصاحبه.
المشهد الخامس:
حركة "قضاة من أجل مصر"، الإخوانية، تصدر بيانًا تعلن فيه تأييدها لقرارات المخلوع مرسي العياط.
المشهد السادس:
يزحف المصريون- شبابًا ونساءً ورجالًا وشيوخًا- نحو قصر الاتحادية لمحاصرته والتعبير عن رفضهم للإعلان الدستوري المكبل لحرياتهم، وتنطلق على الجهة الأخرى كلاب الإخوان والسلفيين السعرانة لتنهش في لحمهم، وتردى عشرة منهم قتلى، بجانب التنكيل بالمئات، وسط تهليل وتكبير من أنصارهما، ومباركة وإشراف من المخلوع مرسي وجماعته.
المشهد السابع:
٢٦ أبريل ٢٠١٣ حركة تمرد تبدأ حملة لسحب الثقة من الرئيس المخلوع محمد مرسي العياط، وجماعته، ويحتضنها الشعب المصري بكل طوائفه وانتماءاته.
المشهد الثامن:
تتصاعد حملة الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع مرسي العياط وجماعته ويدعو عدد من الحركات والأحزاب إلى ما سميناه «مليونية العودة إلى الميدان» يوم ١٧ مايو، حيث وقفت معلنًا من فوق منصة ميدان التحرير أننا سنعيد الرئيس وجماعته إلى السجون مرة أخرى، وسط دهشة كل المراقبين.
المشهد التاسع:
يخرج المصريون في ٣٠ يونيو بالملايين ليحتشدوا في الميادين الرئيسية للبلاد يدعون إلى رحيل الرئيس وجماعته، ويرفعون شعارهم الشهير «يسقط حكم المرشد» وسط دهشة من أنصار الإخوان وأشياعهم.
وفي ١ يوليو يصدر الجيش بيانًا يمهل فيه القوى السياسية ٤٨ ساعة للتوصل إلى حل سياسي، وفي ٣ يوليو يتوافق المصريون على خارطة طريق تتضمن عزل مرسي العياط وتعيين المستشار عدلي منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد وتعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
المشهد العاشر:
المصريون ينتصرون في معركة الإرهاب بعد تفويض السيسي والجيش بالمواجهة، وينتصرون في معركة الدستور على الرغم من خبث البعض، وتعمد آخرون العبث به ووضع مواد تعيق عمل الرئيس وتعطي للبرلمان الحق في سحب الثقة منه في سابقة هي الأولى في كل دساتير العالم.
المشهد الحادي عشر:
تأتي الانتخابات الرئاسية ويستجيب عبدالفتاح السيسي لنداء الملايين من أبناء الشعب المصري ويرشح نفسه ليحوز على ثقة ٩٧٪ من المصريين، لتبدأ أفراح المصريين التي لم تتوقف لأسابيع.
المشهد الثاني عشر:
نحن على أعتاب الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، الانتخابات البرلمانية، تلك التي يلتئم بها عقد الفرحة، عقد المستقبل، تأتي في أجواء يكافح فيها المصريون على جبهات عديدة ما بين جبهات الإرهاب والفساد، وجبهات البناء والتحدي. يقف المصريون، شعبًا وجيشًا وشرطةً وإعلامًا وقضاء، شامخين في وجه التحديات.
واختتم مقاله بقوله: "هي تاج العقد فانتبهوا لمن تلبسونه، هي طوق النجاة فانتبهوا في يد من تضعونه، هي آخر ما تبقى من خارطة المستقبل فاستعينوا بالله وكونوا حذرين وأنتم تختارون، لا تختاروا من باع البلاد وقت كنتم تحتاجون إلى من يشتريها، من ساهم في استحواذ الإخوان الإرهابيين عليها وأهانها ثم جلس يتفرج على أبنائها وهم يكافحون من أجل استعادتها، لا يخدعنكم أحد بماله أو بلحيته، فقد عانينا الكثير طوال السنوات الثلاث السابقة. ذكرتكم ببعضه لأن البعض الآخر يدمى القلوب، لأنه يمثل مقل وقلوب ودماء كل الذين استشهدوا دفاعًا عنا وعن مصر، احترموا تلك الدماء ولا تمنحوا أصواتكم إلا لمن صان الوطن ووضعه في عينيه وقت دقت طبول الحرب، أما الذين ولوا فرارًا فلا تنظروا لهم فلن نحتاجهم أمام التحديات الكبرى التي تواجهنا، أنتم تعرفون وجوههم جيدًا، عاد البعض منهم من سبات عظيم، ويقف البعض الآن كالثعلب ليثب على مستقبلكم ومستقبل أبنائكم فلا تمكنوهم، وإذا وجدتموهم أمام صناديق الاقتراع فلا تصوتوا لهم ومصر أمانه في أعناقكم وأنتم أهل الأمانة وكل عام وأنتم يقظون وفرحون بما آتاكم الله من نصر على الظالمين.
ورصد الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي في مقال له تحت عنوان: "العالم يأكل نفسه.. مصير بشار المراوغ" الأوضاع في سوريا قائلا: "أطفال صغار دخلوا مدرستهم في «درعا»... تفصلهم عن ثورة يناير التي أسقطت حسني مبارك أيام قليلة، كان الحماس لا يزال يدب في عروقهم بفعل ما شاهدوه على الشاشات، شعب يهتف ضد رئيسه فيسقط، كتب بعضهم «الشعب يريد إسقاط النظام وقبل أن يعودوا إلى بيوتهم ليمارسوا تفاصيلهم الصغيرة، وجدوا أنفسهم معتقلين، يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، ولأنهم لم يتحملوا ما تعرضوا له، مات بعضهم غدرا، تسلمهم أهلهم، وقبل الدفن، اكتشفوا أن تعذيبهم وصل إلى مرحلة تقطيع أصابعهم، فالنظام لا يسمح لأحد أن يكتب مطالبات بسقوطه، ومن يفعلها، فليس أقل من أن تقطع يده وحرص النظام على أن يرسل مندوبين عنه ليقدم واجب العزاء فيمن قتلهم، شباب درعا رفض العزاء، تظاهروا ضد النظام، فلم يكن من قوات الأمن الموجودة، إلا أن فتحت النار على الشباب الغاضب، فتحولوا في لحظات إلى قتلى، وقبل أن ينطلق الرصاص كان يمكن أن ينتهى كل شيء، أهالي الأطفال كانوا على استعداد أن يقبلوا عزاء النظام وينتهى الأمر، لكن بقعة الدم الصغيرة التي سالت من أطفالهم تحولت إلى بحر، فبدأت الثورة.. وبدأت الحرب.
وتابع: لقد فصلنا ذلك في معالجاتنا للأزمة التي تشهدها سوريا الآن، يقف العالم على طرفين متناقضين ومتضادين، التحالف الأول تقوده روسيا ويضم كلا من الصين وإيران والعراق وسوريا، والثاني تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ويضم كلا من فرنسا وألمانيا وبريطانيا بجانب الدول العربية، التي أعلنت بوضوح موقفها من الضربات العسكرية التي تشنها في سوريا، ومنها السعودية وقطر، إلى جانب تركيا التي تقف بوضوح شديد ضد النظام السوري وبادرت القوات الروسية بتوجيه ضربات موجعة وواضحة الأهداف والملامح لتمركزات داعش في سوريا، وهي الضربات التي لا يستطيع أحد في العالم أن يعارضها، فقد عقدت عدة دول على رأسها أمريكا قمة لمواجهة داعش على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وشدد "لكن الدول التي تعارض النظام السوري، وترفض تمامًا أن يبقى بشار الأسد، والتي عملت على إزاحته في وقت سابق، أعلنت رفضها التام للضربات العسكرية، ٧ دول وفي بيان رسمي طالبت روسيا بالتوقف فورًا عن عملياتها العسكرية، معتبرة ما يحدث تدخلًا في الشأن الداخلي السوري.
دع عنك تفاهة هذا المنطق، فهي منذ شهور تتدخل في الشأن الداخلي السوري، انتهكته، ونصّبت أنفسها أوصياء على الشعب، ورغم أنها حولته إلى مجرد لاجئين يموتون على شواطئ العالم، إلا أنها تعتقد أنها كانت تساعده، وتحميه من النظام الذي لم يكف عن القتل والمصير الآن ليس مصير الشعب السوري، فمصيره يبدو أمامنا واضحًا تمامًا، لا وجود تقريبا لما يسمى الشعب السوري، اللهم إلا مؤيدي بشار الأسد، وهؤلاء ليسوا في مأمن على الإطلاق، بل يتخطفهم الموت القادم مرة من ميليشيات داعش، ومرة من عصابات الجيش الحر، الذي صنعته المخابرات الدولية ودربته، ومولته قطر والسعودية.
واختتم مقاله بقوله: "المصير الآن ليس فقط مصير بشار الأسد، فهو حتى الآن مصير مراوغ، لا يستطيع أي محلل سياسي أن يقول كلمة فصلًا فيه، توقعنا ألف مرة أن تكون نهاية بشار كأي طاغية، يقتله شعبه في الشارع كما فعلوا مع معمر القذافي، أو يظفر به خصومه فيعدمونه مثل صدام حسين، أو يلقون به في السجن فيلقى حتفه فيه، وتوقعنا ألف مرة أن يهرب متخفيا بعيدًا عن الأذى، تفتح له أي دولة حليفة ذراعيها، فيأمن فيها، بعد أن يكون بدد شمل شعبه، أو يختفي تمامًا فلا يعرف له أحد طريقًا، حتى يتلاشى ذكره، وتوقعنا أيضًا أكثر من مرة أن ينتصر، وأن تعينه قبائله على خصومه، فينهى الثورة ضده، ويتمكن من حكم سوريا آمنًا مطمئنًّا والآن نحن أمام صراع من نوع تقليدي، لا جديد فيه، بؤرة متوترة، تفزع العالم، تتحرك الدول لتنهي هذا التوتر، فتجد نفسها متورطة في حرب، تضع أمامها هدفا، قد يكون تافهًا، لكن النتائج لن تكون كذلك أبدا.. وهذه هي الأزمة التي نواجهها جميعًا، لن يبقى بشار طويلا، ولن تظل الأوضاع في سوريا طويلا على ما هي عليه، لكن المؤسف أن أوضاعا كثيرة في المنطقة لن تستمر أيضًا، ولن يكون بعيدًا أن تختفى دول كاملة من الوجود، وتزول أنظمة كثيرة من على الخريطة، فهذه هي قواعد الحرب التي لن يستطيع أن يهرب منها أحد.
وتناولت المجلة العديد من التقارير والأخبار المهمة، منها: تصريحات خاصة للدكتور يونس مخيون أكد فيها على أن الحزب قرر التكفير عن دعمه للإخوان بدعمه للرئيس السيسي؛ لأنه يحكم بالشريعة.. ضبط إخواني اعتلى المنبر بالمخالفة للتحريض ضد الدولة بدمياط .. روحاني يهدد السعودية "زمن الدبلوماسية والأخوة انتهى".. المواطن السوري بين مطرقة النظام وسندان الإرهاب.. وملف عن حرب أكتوبر المجيدة ..