حسين همداني.. "العقل المدبر" للحرس الثوري الإيراني بسوريا
السبت 10/أكتوبر/2015 - 08:33 م
طباعة
تلقى الحرس الثوري الإيراني صفعة جديدة على الأرض السورية، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني، مقتل قائد قواته في سورية، اللواء حسين همداني، خلال اشتباكات في ضواحي حلب، الخميس الماضي، وهو الأمر الذي تطلب البحث عن همداني والتعرف على تاريخه العسكري.
وهمداني كما تصفه العديد من التقرير، هو العقل المدبر، و"المنظر الاستراتيجي" لعمليات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ويعرف العميد همداني بأنه أحد القادة الأوائل لقوات الحرس الثوري الإيراني إبان الحرب مع العراق، ومن مؤسسي قوات حرس الثوري في همدان، وقد تولى لفترة قيادة الفرقة 27 محمد رسول الله، وعاد لتولي قيادة فرقة "محمد رسول الله"، بعد أن تحولت إلى فيلق "محمد رسول الله".
وحسين همداني شارك في الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988 وتولى منصب نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في 2005، ويعرفه الحرس الثوري الإيراني، أنه أدى دورا مصيريا في التخطيط للمعارك الدائرة في سوريا لتثيبت نظام الأسد، وتقديم الدعم اللازم للقضاء على الجماعات الإرهابية المعادية لنظام الأسد.
وأشارت تقارير استخباراتية إلى أن همداني يُعد من أهم القادة العسكريين في "حرب الشوارع"، وأنه ترأس سابقا "الفيلق 27" في الحرس الثوري، وتم تكليفه بمهام منسق قوات الحرس الثوري في سورية، كما برز نجم الرجل بقوة بعد الحديث عن إجهاضه المعارضة الإصلاحية في طهران خلال "احتجاجات الثورة الخضراء"، بعيد الانتخابات الرئاسية في عام 2009، حيث يُعرف عنه أنه وقع رسالة تهديد مع 27 من قيادات الحرس الثوري تهدد الرئيس الإيراني محمد خاتمي إذا لم يتوقف عن سياساته الإصلاحية وانفتاحه على الغرب.
همداني شغل منصب مسؤول العمليات الخارجية في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، لكنه ترك منصبه بعد مشكلات مع حسين طائب، الذي كان مسؤولا عن استجواب زوجة ضابط وزارة الاستخبارات سعيد إمامي، الذي يعتقد أنه قد "تمت تصفيته في زنزانته، وكان متهما بتنفيذ الاغتيالات المسلسلة ضد الكتاب والشعراء والمثقفين المعارضين للنظام"، إبان عهد حكومة خاتمي الإصلاحية في أواخر التسعينيات.
كان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وقائد قسم العمليات الخارجية في الحرس الثوري، قد عين همداني منسقا بين قوات الحرس الثوري والمليشيات الأفغانية والباكستانية، بالإضافة إلى المليشيات العراقية وحزب الله اللبناني التي تنتشر في سورية، وقد تناقلت عدد من المواقع عن أن همداني أقيل من منصبه في سورية، لأسباب تتعلق بفشله في العمليات التي يخوضها الحرس الثوري والمليشيات الشيعية ضد معارضي نظام الأسد، ولكنه حافظ على منصب جديد في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية كمسؤول عن إرسال المعدات اللوجستية إلى سورية.
ويمكن رصد المناصب التي تولى همداني قيادتها خلال الفترة الأخيرة، وهي:
1 - قائد الفرقة "32 أنصار الحسين" في محافظة همدان.
2 - قائد الفرقة "16 قدس" في محافظة كيلان.
3 - مساعد قائد العمليات في مقر القدس.
وبعد الحرب العراقية الإيرانية تولى المهام التالية:
1 ـ قائد مقر النجف الأشرف وقائد الفرقة 4 بعثة
2 ـ رئيس أركان القوة البرية لحرس الثورة الإسلامية
3 ـ نائب قائد قوات التعبئة
4 ـ المستشار الأعلى لقائد قوات حرس الثورة الإسلامية
5 ـ قائد فيلق محمد رسول الله في طهران
وجاء في بيان الحرس الثوري الإيراني، أن اللواء همداني، قتل في ضواحي مدينة حلب، شمال سورية، على يد عناصر تنظيم "داعش"، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل حول كيفية مقتله، وأضاف البيان: "العميد همداني لعب دوراً مصيريًا في الدفاع عن مقام السيدة زينب، وتقديم الدعم لجبهة المقاومة الإسلامية في حربها ضد الإرهابيين في سورية، حيث تعتمد إيران على فكرة الدفاع عن المقامات الشيعية ودعم المقاومة مبدان أساسيان لتبرير تدخلها العسكري في سورية.
وذكرت وكالة "دفاع برس" التابعة للقوات المسلحة في تقرير لها أن "همداني كان المستشار الأعلى لقوات الحرس الثوري"، وقالت إنه أشرف على تأسيس ميليشيات سورية تسمى "كشاب" تضم شباناً موالين للنظام من العلويين وأهل السنة والمسيحيين والإسماعيليين، وذلك لحثهم على المقاومة على طريقة ميليشيات "الباسيج" الإيرانية.
كانت مصادر قالت لوكالة أنباء "رويترز" الأسبوع الماضي إن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا منذ أواخر (سبتمبر) للمشاركة في هجوم بري كبير مقرر في غرب وشمال غربي سورية، وذلك في أكبر انتشار للقوات الإيرانية حتى الآن.