الجنرال الإيراني حسين همداني.. صانع المليشيات
الإثنين 12/أكتوبر/2015 - 02:51 م
طباعة
العميد حسين همداني من قيادة النخبة في الحرس الثوري الإيراني له خبرة كبيرة وطويلة في الحرب غير المنظمة، وهو من بين القيادات المؤسسة للحرس الثوري في المحافظات الغربية الإيرانية أي همدان وكردستان وكرمنشاه.
حياته:
ولد همداني، في شهر "دي" 1929 شمسي- يناير 1951 م، في مدينة همدان هي مدينة إيرانية وعاصمة محافظة همدان، باقليم كردستان الايراني. وهو من مؤسسي الحرس الثوري الايراني، وشارك في الثورة الاسلامية ضد الشاه. متزوج ولديه أربع أبناء، ولدان وبنتان.
يدين بالولاء التام للمرشد الاعلي للثورة الاسلامية ايه الله السيد علي خامنئي، كما انه من اهم المدافعين عن الثورة الاسلامية والنظام الحاكم في ايران، منذ 1979.
في الحرس الثوري:
يعتبر همداني نائب الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، و هو قائد “فيلق محمد رسول الله” في الحرس الثوري الإيراني”، المسؤول عن حماية العاصمة طهران، والذي يعتبر من المناصب العسكرية المرموقة في النظام العسكري الايراني، لأن من يستلم الدفاع عن العاصمة فهو بمثابة حامي البلاد كلها والنظام برمته.
كما يعد المسؤول عن العمليات التي ينفذها لواءا “الفاطميين” والزينبيين” اللذان أرسلتهما إيران لمساندة نظام الأسد، فضلاً عن عمليات حزب الله اللبناني.
قام بتأسيس الحرس الثوري في محافظتي همدان وكردستان الإيرانيتين، كما سبق أن لعب دوراً رئيساً في قمع الانتفاضة الكردية مطلع الثمانينات.
حرب الـ8سنوات:
ويعتبر همداني من أهم قادة حرب الـ8 سنوات بين العراق وإيران (1980-1988)، فقد قائد الفرقة 32 انصار الحسين في محافظة همدان، وقائد الفرقة 16 قدس في محافظة كيلان، ثم مساعد قائد العمليات في مقر القدس
وبعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية، تولي الجنرال همداني، قائد مقر النجف الاشرف وقائد الفرقة 4 بعثت، ثم رئيس اركان القوة البرية لحرس الثورة الاسلامية، ثم نائب قائد قوات التعبئة"البسيج"، والمستشار الاعلى لقائد قوات الحرس الثوري، واخيرا قائد فيلق محمد رسول الله (ص) في طهران.
الثورة الخضراء:
برز نجم همداني بقوة نتيجة مساهمته الحاسمة في قمع المعارضة الإصلاحية في طهران خلال الاحتجاجات التي سميت “بالثورة الخضراء” التي اندلعت ضد تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح محمود أحمدي نجاد عام 2009 عبر قيادته لفيلق “محمد رسول الله”، التي كانت مهمته في حينه فرض الأمن وقمع أي انتفاضة في العاصمة الإيرانية طهران.
ووقع رسالة تهديد مع 27 قائداً من “الحرس الثوري” يهدد فيها الرئيس الايراني محمد خاتمي بالكف عن المضي بسياساته الإصلاحية وانفتاحه على الغرب. كما ساهم في قمع الثورة الخضراء الأمر الذي أدى في حينه إلى إدراج اسم همداني في قائمة العقوبات الدولية على إيران مع 32 مسؤولاً آخرين، في 14 أبريل 2011.
وكان همداني يُعد من أهم قادة العسكريين في "حرب الشوارع"، كما شغل منصب مسؤول العمليات الخارجية في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، لكنه ترك منصبه بعد مشاكل مع قائد قوات التعبئة الشعبية “الباسيج” حسين طائب، الذي كان مسؤولاً عن استجواب زوجة سعيد إمامي، ضابط وزارة الاستخبارات الذي تمت تصفيته في زنزانته والذي كان متهما بتنفيذ "الاغتيالات المسلسلة" ضد الكتاب والشعراء والمثقفين المعارضين للنظام، إبان عهد حكومة خاتمي الإصلاحية في أواخر التسعينيات.
وكان يشغل قبل مقتله في سوريا، مستشار القائد العام للحرس الثوري ونائب قائد فيلق الإمام الحسين (ع)، صاحب قيادات كبيرة في الحرس من قبيل همت وأحمد متوسليان وحميد باكري.
وتشير تقارير اعلامية الي انه، تم اقالته قبيل اسابيع من منصبه كقائد لـ“فيلق محمد رسول الله” في الحرس الثوري الإيراني”، بعد اخفاقات قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا.
في سوريا:
وعقب اندلاع الصراع المسلح في سوريا، في نهاية 2011، ارسل كنائب لسليماني من أجل الإشراف على الدفاع عن العاصمة دمشق، مركز الأسد وأنقذ حكمه من السقوط في عام 2012. ويشير خبراء إلى أنّ الأسد يعظم دور همداني في سوريا وليس دور الجنرال قاسم سليماني.
وأشرف همدان علي تأسيس ميليشيات سورية تسمى "كشاب" تضم شباناً موالين للنظام من العلويين وأهل السنة والمسيحيين والإسماعيليين، وذلك لحثهم على المقاومة على طريقة ميليشيات "الباسيج" الإيرانية.
وبحسب وكالة "دفاع برس" التابعة للقوات المسلحة الايرانية، ساهم همداني بتشكيل 14 مركز "باسيج" سوري في 14 محافظة، بهدف تصدير أفكار الثورة الإيرانية إلى سوريا.
وكان همداني قائد العمليات العسكرية للحرس الثوري في سوريا ومسؤول التنسيق بين فيلق "فاطميون" الأفغاني ولواء "زينبيون" الباكستاني والمليشيات العراقية وحزب الله اللبناني التي تقاتل الي جانب الاسد في سوريا.
وكان ابرز تصريحاته في عام 2014 ، عندما قال إن الرئيس بشار الأسد يقاتل بالنيابية عن إيران، كاشفاً عن استعدادات إيرانية لإرسال 130 ألف مقاتل من “الباسيج” الى سوريا للقتال الى جانب الأسد. وعاد الهمداني للتصريح بتكوين 42 لواء و138 كتيبة في سوريا تقاتل لصالح بشار الأسد، زاعماً أنها تتكون من عناصر “علوية وسنية وشيعية تحت شعار حزب الله السوري”.
كما أفادت تقارير حقوقية دولية، بتورط همداني في مساعدة نظام الأسد على قتل المتظاهرين السلميين، واتهم بأنه العقل المدبر لتورط إيران في دعم النظام السوري.
الصراع مع سليماني:
يري العديد من المراقبين ان الجرنال همداني تم التخلص منه في سوريان من قبل قادة الحرس الثوري الايراني، مسؤول رفيع في المعارضة الإيرانية قال لـ"أخبار الآن" إن الغامض كان إعلان الحرس الثوري الإيراني في بيانه مقتل الجنرال همداني ليل الخميس خلال اشتباكات في ضواحي حلب على يد تنظيم داعش، فيما المناطق التي تقدمت فيها داعش في ريف حلب تلك الساعات، كانت بمجملها تخضع للثوار وليس نظام الأسد !
فقد نقل المرشد الإيراني علي خامنئي العام الماضي، مهام مسؤولية فيلق القدس في الحرس الثوري من قاسم سليماني إلى نائبه حسين همداني، بعيد فشل سليماني في إقناع أطراف التحالف الوطني العراقي الموافقة على التمديد لنوري المالكي، ما أزعج خامنئي وعدّه فشلاً من سليماني في إدارة الملف العراقي وفق ما تقتضيه مصلحة إيران. وهو ما تسبب منذ ذلك الحين بدك إسفين بعلاقة سليماني مع غريمه ومنافسه الجديد.
فيما أفادت مصادر إيرانية قبل مقتل همداني بخمسة أيام، أن طهران أقالت اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية.
وأفادت وكالة “سحام نيوز” المقربة من الإصلاحيين أن إقالة همداني جاءت بضغوط من حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي له دور مباشر في إرسال القوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية للقتال في سوريا.
وذكرت تقارير اعلامية ايرانية ان "همداني" يتمتع بشعبية كبيرة ليد "الحرس الثوري الايراني" وقوات"الباسيج" وهو يعتبر من صقور الحرس الثوري ويحسب علي جناح المتشددين في الحرس الثوري.
مقتله:
ويوم الجمعة 9 أكتوبر 2015، أصدر الحرس الثوري الإيراني، بيانا أعلن فيه عن مقتل قائد قواته في سوريا، اللواء حسين همداني، خلال اشتباكات في ضواحي حلب ليلة الخميس.
وجاء في البيان، أن اللواء همداني قتل ليل الخميس في ضواحي مدينة حلب، شمال سوريا، على يد عناصر تنظيم "داعش"، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل حول كيفية مقتله. وأضاف البيان أن العميد همداني لعب دوراً مصيريا في الدفاع عن مقام السيدة زينب، و"تقديم الدعم لجبهة المقاومة الإسلامية في حربها ضد الإرهابيين في سوريا" حيث أن "الدفاع عن المقامات الشيعية" و"دعم المقاومة" مازالتا الحجتان الرئيسيتان لإيران لتبرير تدخلها العسكري في سوريا وعمليات القتل ضد الشعب السوري.
مؤلفاته:
بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، والتي كان همداني، قائدا لمنطقة “بازي دراز” في الجبهة الغربية، جمع مذكراته في هذا المعركة في كتاب سماه "تکلیف است برادر" او "واجب يا اخي".
الجنرال همداني:
يعد الجنرال همداني صانع المليشيات واحد ابرز صقور الحرس الثوري الايراني، ومتخصص في حرب الشوراع والعصابات، وهو ما وضح جليا من خلال سيرته القوية عبر صناعته لمليشيات وقوات"الباسيج" في عدد من الدول والتي تعتبر من أهم المليشيات المسلحة في العراق ولبنان وسوريا، وأفغانستان وباكستان.