"سنافي النصر"، واسمه الحقيقي عبدالمحسن عبدالله إبراهيم الشارخ، سعودي الجنسية، كان أعلى مسئول في "مجموعة خراسان"، التي تضم قدامى أعضاء تنظيم القاعدة، الذين انتقلوا إلى سوريا.

من مواليد محافظة شقراء في 24شوال1405هـ/ 12 يوليو 1985، أصدر جواز سفر له في تاريخ 21صفر1428هـ/ 11مارس 2007، وبعد 39 يومًا من إصداره غادر الأراضي السعودية في تاريخ 20ربيع الأول 1428هـ،  8 أبريل 2007ـ إلى البحرين ومنها إلى إيران ثم أفغانستان، بحسب بيانات وزارة الداخلية السعودية.

ينحدر "النصر" من عائلة جهادية بامتياز، إذ قتل أحد أشقائه في الشيشان، وقضى آخر في أفغانستان، واعتقل اثنان آخران عبد الهادي عبد الله إبراهيم الشارخ وعبد الرزاق عبد الله حامد إبراهيم الشارخ، مرة في "جوانتانامو"، كما قاتل والده الروس أيضًا في الشيشان.

غادر إلى أفغانستان عام 2007 ليقاتل في صفوف "القاعدة"، قبل أن يتبوأ منصبًا في التنظيم. ومع أنه لا وثائق كثيرة عن نشاطات له في الجهود العسكرية لـ"القاعدة"، تتحدث تقارير عن ظهوره في شريط صوّر هجومًا صاروخيًّا في باكتيكا، في جنوب شرق أفغانستان. وظهر أيضًا في الإعلام الرسمي لـ"القاعدة" في مقال له في مجلة "خرسان" تطرق فيه إلى مسألة السعوديات المعتقلات.

يعتبر أحد تلاميذ القيادي ومؤسس الفكر الجهادي عبد الله عزام ورفيق "أبو خالد السوري".

يعد "النصر" أبرز قيادات القاعدة الذي يمتلكون خبرة في نقل الأموال والمقاتلين من الجهات المانحة في منطقة الخليج إلى الشبكات الإرهابية بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.

وذكرت تقارير أمريكية متخصصة في متابعة الجهاديين، أن "النصر" على صلة قرابة بمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وأوضح أنه قبل انتقاله إلى سوريا كان "النصر" مسئول مجلس شورى القاعدة، والتي هي المسئولة عن وضع وتنفيذ استراتيجية وسياسات لتنظيم القاعدة. 

عمل " النصر" في شبكة تسهيل تنظيم القاعدة يقيمون في إيران، حيث كان دائم التنقل بين إيران ووزيرستان في أفغانستان، وعملا مع بعض داخل كتائب عبد الله عزام هناك في عام 2012 تولى المسئول عن الشئون المالية الأساسية لتنظيم القاعدة قبل أن تنتقل إلى سوريا في عام 2013.

وكان النصر يشغل في السابق مسئول التمويل في تنظيم القاعدة، وصنفته وزارة الخزانة الأمريكية باعتباره "إرهابياً عالمياً"، ويُعد خامس قيادي رفيع بـ"مجموعة خراسان" يلقى حتفه خلال الشهور الأربعة الأخيرة، بحسب بيان البنتاجون.

في فبراير 2009، أدرج نصر على القائمة في المملكة العربية السعودية من الـ 85 الإرهابيين المطلوبين والمتطرفين. وكان نصر رقم 12 على القائمة. وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.

واتهمت السلطات السعودية، عبد المحسن الشارخ، بتقديم أعمال لوجستية خلال وجوده في السعودية، وضمنها إيواؤه للمطلوب الإرهابي عبد الله الرشود أحد المطلوبين على قائمتي الـ19 والـ26 التي أصدرتها وزارة الداخلية السعودية (يُعتقد أنه قتل في العراق في 2004).

والشارخ أو "سناف النصر" متهم في التخطيط لعمليات اختطاف وقتل، داخل السعودية، بالتنسيق مع زميله الإرهابي صالح القرعاوي، إبان وجودهما في السعودية، ومساعدة قيادة التنظيم بتقديم الدعم المالي لهما.

وفي 15 أغسطس 2014، تبنى مجلس الأمن الدولي، بالإجماع، القرار رقم 1270، الذي تقدمت به بريطانيا على إدراج أسماء ستة قياديين متطرفين؛ اثنين من السعودية (منهم سنافي النصر) ومثلهما من الكويت، وأيضًا من سوريا، على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة، مما يؤدي إلى تجميد ممتلكاتهم ومنعهم من السفر، خصوصًا أن خمسة منهم يعملون تحت لواء جبهة النصرة، وأخرى تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وتقول عناصر من "جبهة النصرة": إن سنافي النصر وصل إلى سوريا عبر إيران قادمًا من أفغانستان، في 2013 بتوجيه من قيادة "القاعدة"؛ حيث التحق بجبهة النصرة في اللاذقية، بعد مبايعة محمد الجولاني زعيم النصرة لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.

وقد وصل مع عدد من قادة التنظيم في بعثة أوفدها زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، تعد أيضًا الكويتي محسن الفضلي الذي قُتل بغارات أمركية قبل أشهر.

وقام بتنظيم طرق لمجندين جدد للسفر من باكستان إلى سوريا عبر تركيا، بالإضافة إلى مساعدة عمليات القاعدة الخارجية في الغرب.

وكانت مهماته في قيادة تنظيم "خراسان" ليست واضحة تماماً، ويبدو أنها تبدلت مع الوقت. اضطلع بدور قتالي في إدلب واللاذقية وحولهما، وعين أمير الساحل في اللاذقية. وتظهر مساهماته العسكرية في الجروح العميقة التي يعانيها نتيجة قذيفة مدفعية في معركة الأنفال في اللاذقية عام 2014.

وصفه الأمريكيون بأنه أحد أهم الاستراتيجيين لـ"القاعدة" في سوريا، بعدما رأس مجلسًا صغيرًا يقدم الإرشاد عن السياسات الاستراتيجية والتخطيط، وعمل مستشارًا كبيرًا لزعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني ومساعديه الكبار.

كان الشارخ يشارك في القتال مع جماعة النصرة، وتعرض إلى إصابة قوية، في 19 مارس 2014، حيث تواترت أنباء عن مقتله، إلا أنه جرى علاجه هناك، وعاد مع التنظيم مرة أخرى، في أدوار إدارية وليست عسكرية، مما أدى إلى ملء فراغه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).

وقد غرد على توتير، في 19 مارسي 2015، قائلا: "مضت على إصابتي سنة وها هي معركة إدلب أسأل الله أن يفتح علينا وأن يرزقنا شهادة في سبيله".

وارتبط عبد المحسن الشارخ بعلاقة قوية مع أبو خالد السوري، وهو أحد أعضاء تنظيم القاعدة سابقا، وأحد رفاق أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي (قيادي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، وأبلغ أبو خالد السوري بأنه مهدد بالقتل، وذلك قبل شهر من اغتياله في عملية انتحارية بحلب، مطلع 2014.

وإلى جانب انخراطه في القتال كان (سنافي النصر) ناشطا جداً على مواقع التواصل الاجتماعي. وله مقالان أحدهما بعنوان (ما قبل النفير) والآخر (ما بعد النفير).

حمل العديد من كتابات "سنافي النصر" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، العداء لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

واتهم عبد المحسن الشارخ، "داعش" باغتيال أبي خالد السوري بتخطيط من المخابرات البريطانية، قائلا في 29 ديسمبر 2014: "الشيخ أبو خالد السوري رحمه الله الذي قتلته المخابرات البريطانية بأيدي مقاتلي جماعة الدولة".

كما اعتبر "داعش" أحد حلفاء وأذرع تركيا في سوريا والعراق، قائلا في تغريده له على "تويتر"، في 11 يوليو 2014: "قاتلنا الجيش التركي في أفغانستان؛ حيث إنه كان مع الناتو وها هو يحمل سلاحه آمنًا في ظل دولة الخلافة أين الولاء والبراء؟".

واعتبر عبد المحسن الشارخ أن "داعش" هي أداة لمحاربة المجاهدين في سوريا، وتبع أسلوب الجيش الباكستاني في مواجهة المجاهدين عبر حصر في مناطق محددة لسهولة استهدافهم وقتلهم بطائرات بدون طيار.