بعد إقامة معسكرات قتالية قرب حدودها.. الإرهاب في "ليبيا" يُربك "تونس"

الأحد 01/نوفمبر/2015 - 12:55 م
طباعة بعد إقامة معسكرات
 
في ظل مخاوف دول الجوار الليبي من تمدد وتوغل التنظيم الإرهابي داعش، في ليبيا، باتت الدول المجاورة تتأهب لمنع اختراق داعش لحدودها، وقالت وزارة الداخلية التونسية إنها توصلت إلى معلومات بأن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا ركز معسكرات لتدريب عناصره على فنون القتال في عدد من المناطق القريبة من الحدود التونسية، وأن الأمر أصبح خطيرًا ويتطلب مزيدًا من الحذر.
بعد إقامة معسكرات
وتزايدت مخاوف تونس من مخاطر الجماعات المسلحة خلال الفترة الماضية بعد تمدد مقاتليه إلى مدينة صبراتة التي لا تبعد عن الحدود التونسية سوى 70 كيلومترا، الأمر الذي دفع بالسلطات إلى تدعيم منظومتها الدفاعية، وتتوخى تونس حاليًا أقصى درجات التأهب واليقظة لمواجهة الخطر المتنامي للجماعات الجهادية وفي مقدمتها تنظيم داعش.
وكان عدد من المحللين للأحداث الجارية في المنطقة، حذر تونس مسبقًا من تمدد الجماعات المتشددة، داعيًا الحكومة التونسية إلى توخي أقصى درجات التأهب واليقظة لمواجهة الخطر المتنامي للتنظيم الذي بات يتمركز في مناطق لا تبعد سوى 70 كلم عن الأراضي التونسية.
وليد الوقيني المكلف بالإعلام في وزارة الداخلية، ذكر أن تنظيم داعش في ليبيا الذي بسط سيطرته على مناطق قريبة من الحدود التونسية يمتلك نفس إمكانيات التنظيم الأمّ في سوريا والعراق، ملاحظًا أن جهاديي التنظيم يمارسون حرب العصابات التي يجد الجيش النظامي صعوبة في مواجهتها.
وتواجه ليبيا حالة من الفوضى الغير مسبوقة؛ حيث انتشرت فيها الجماعات الإرهابية المسلحة؛ نظرًا لعدم استقرار البلاد، منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، وقد بدأت الجماعات المسلحة تتوسع وتتوغل، مستغلة الحالة المأساوية التي تشهدها البلاد، مع عدم وجود نظام يحكم ليبيا؛ حيث تنقسم إلى حكومتين وبرلمانين وجيشيين؛ ما أدى إلى تمدد الصراعات بين الطرفين، وسمح لتوغل الجماعات الإرهابية يومًا بعد الآخر.
وتشهد ليبيا كذلك تواجد عدد كبير من الجهاديين التونسيين الذين يتسللون إليها عبر الشريط الحدودي الجنوبي الشرقي؛ حيث يتلقون تدريبات على فنون القتال في معسكرات تقع في الصحراء ليعودوا بعدها إلى البلاد للقيام بهجمات على مؤسسات سيادية ومنشآت سياحية.
ويقيم داعش- وفق متابعين- معسكرات قريبة من الحدود التونسية لتدريب جهادييه على فنون القتال؛ ما أدى إلى توخي حذر الحكومة التونسية والوحدات الأمنية في الحدود التونسية الليبية، والتي استعدت لمواجهة خطر التنظيم الذي تزايدت مخاطره على تونس.
وكانت وزارة الدفاع التونسية أعلنت مسبقًا عن دعم منظومتها الوقائية والدفاعية؛ قَصْدَ الرفع من جهوزية الجيش على الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا من خلال تركيز “كتيبة عسكرية وأمنية ومنظومة مراقبة إلكترونية، على الشريط الحدودي للتصدي لأيّ خطر إرهابي".
بعد إقامة معسكرات
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع المقدم بلحسن الوسلاتي قال: إن وزارة الدفاع اتخذت الإجراءات اللازمة على الحدود مع ليبيا عبر تركيز كتيبة عسكرية وأمنية للتصدي لأيّ خطر إرهابي، وحفر سواتر وخنادق على الحدود، والإعداد لتركيز منظومة مراقبة إلكترونية، مضيفًا أن تونس ستتسلم من الولايات المتحدة الأمريكية مروحيات قتالية من نوع "بلاك هوك"؛ لتكون جاهزة للعمل في العام 2015 وبداية 2016 ملاحظًا أن وجود تنظيم داعش على بعد 70 كيلومترا من الحدود التونسية يؤكد جدية الخطر بالنسبة إلى تونس.
كانت تونس اتفقت مع نظيرتها الأمريكية في فبراير الماضي، على تزويد وزارة الدفاع التونسية في النصف الثاني من عام 2015 بـ8 طائرات من طراز بلاك هوك؛ من أجل تعزيز قدراتها على مقاومة المتطرفين، وأن المروحيات ستخصص لنقل الجنود وللقيام بعمليات هجومية ضد مخابئ الخلايا الجهادية المتحصنة بالمرتفعات.
ومع مجريات ما يحدث في ليبيا، بدأت تونس في بداية العام تبدي استعداداتها في إنجاز منظومة وقائية ودفاعية متكاملة تمتد على طول الشريط الحدودي مع ليبيا لوقف تسلل الجهاديين إلى داخل البلاد تشمل خنادق وستائر رملية ومنظومة مراقبة إلكترونية تضم رادارات أرضية ثابتة ومتحركة، وأجهزة كاميرا مثبتة على أبراج مراقبة، إضافة إلى مراقبة جوية باعتماد طائرات دون طيار تكون كفيلة بإحكام وحدات الجيش سيطرتها على الحدود وتدعيم المنظومة الدفاعية الموجودة.
وجاءت المنظومة الوقائية والدفاعية ضمن حزمة من الإجراءات أعلن عنها رئيس الحكومة الحبيب الصيد، في أعقاب هجوم على فندق بمدينة سوسة السياحية خلف 38 قتيلًا و39 جريحًا من السياح الأجانب، نفذه جهادي تونسي تابع لتنظيم الدولة وتلقى تدريبات في معسكرات تقع في الصحراء الليبية.
وتدعم المنظومة الوقائية والدفاعية، قدرات الجيش على إحكام السيطرة على الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا للتوقّي من مخاطر الجماعات الجهادية التي باتت تتهدد تونس دولةً ومجتمعًا.
بعد إقامة معسكرات
كان رئيس الحكومة التونسي، الحبيب الصيد، كشف عن أن لديهم معلومات بوجود خطر، مشددًا على أنه تم أخذ تلك المعلومات بعين الاعتبار، وعلى أن الحكومة تقود جهودًا لحماية تونس من تقدم تنظيم داعش، وتشمل تشييد ساتر ترابي بطول 200 كيلومتر على الحدود مع ليبيا، إضافة إلى تعزيز المراقبة والانتشار العسكري؛ حيث يضم تنظيم داعش بين صفوفه حوالي 5000 آلاف جهادي تونسي.
وكان أكّد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أن تونس تُعتبر البلد الوحيد الذي يتحمل المخاطر التي يمثلها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتشددة على الحدود الليبية.
كما بين السبسي أنّ الدول الغربية تتحمل مسئولية في ظهور تنظيم داعش المتشدد على الساحة العربية والإقليمية وفي الأوضاع بكل من العراق وسوريا وأفغانستان، متهمًا الغرب بالفشل في حل قضايا هذه البلدان، مؤكدًا أن تونس ضد انقسام ليبيا وضد التدخل الخارجي لفض أزمتها.
ووفق متابعين، فإن تنظيم داعش يحظى حاليًا بدعم خارجي سياسي ومادي من طرف دول آسيوية وأوروبية كبرى، والتي تعمل حاليًا وكل أسبوع على نقل عدد من عناصر من هذا التنظيم من سوريا إلى ليبيا عبر طائرات وبواخر خاصة.
والجدير بالذكر أن تونس قد أعلنت في 29 سبتمبر 2015 انضمامها للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم الدولة وتعزيز تعاونها الاستخباراتي مع واشنطن، في مسعى إلى حشد دولي من شأنه أن يعزز قدراتها العسكرية والأمنية في مكافحة مخاطر جهاديي تنظيم الدولة؛ الأمر الذي جعل تونس أكثر استهدافًا من قِبَل جهاديي التنظيم، بعد انضمامها إلى التحالف الدولي.

شارك