لقاء فيينا.. قائمة الجماعات الإرهابية قبل مصير الأسد
الخميس 12/نوفمبر/2015 - 03:28 م
طباعة

مع اقتراب اجتماع "فيينا" لبحث الأزمة السورية، في إطار سلسلة اللقاءات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في البلاد، هناك مساعٍ للتوافق على "رسم خريطة القوى المسلحة" في سوريا، وعددها بالمئات، لتميز غثّها عن سمينها، والاتفاق على ما هو "إرهابي" وما هو "معتدل" من بين صفوفها، وهو ما يشير إلى أن اللقاء سيكون للتوافق على قائمة لجماعات الإرهابية في سوريا قبل الحديث عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
قائمة بالجماعات الإرهابية

وتجتمع نحو 20 دولة وهيئة دولية يوم السبت المقبل في العاصمة النمساوية، فيينا، في محاولة لدفع خطة سلام في سوريا، تبدأ باتفاق لوقف إطلاق النار بين النظام السوري وبعض الجماعات المعارضة.
ويوم أمس الأربعاء، باشرت مجموعات عمل في فيينا جلساتها لوضع قائمة بالتنظيمات الإرهابية في سوريا، في ظل تباينات حادة بين الأطراف الدولية حول من يجب تصنيفه ضمن الجماعات الإرهابية. ذلك أنه ومع اتفاق بين كل القوى الدولية والإقليمية حول تصنيف جماعتي «داعش» و«جبهة النصرة» كجماعات إرهابية، هناك خلافات حول مجموعات أخرى تراها بعض الدول «معارضة سورية مسلحة»، بينما تصرّ دول أخرى على ضمها إلى قائمة المجموعات الإرهابية.
ويهدف الاجتماع إلى الفصل بين الإرهابي والمعارض السوري المعتدل الذي يحمل السلاح؛ وذلك لتحديد خطة عمل مشتركة بين قوات الدول التي تنفذ مهام التصدي للإرهاب حاليًا على الأراضي السورية، وأيضًا تحديد قائمة مواقع الجماعات الإرهابية التي يجب العمل معًا للقضاء عليها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن بلاده تريد التوصل في محادثات فيينا، إلى اتفاق يضع قائمة بالجماعات الإرهابية التي تنشط في سوريا.
وقال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند: إن الأطراف الدولية المدعوة إلى اجتماع فيينا تعكف حالياً على وضع لائحة بالجماعات "الإرهابية" التي لن يكون لها مقعد على طاولة المفاوضات مع النظام السوري، بل ستكون هدفاً عسكرياً للتحالف الدولي، محذراً من أن بعض الدول قد تضطر إلى التخلي عن دعم حلفائها على الأرض. وتوقع الكثير من "المساومات" بين الأطراف الدولية حتى يتم وضع اللائحة التي تميز بين "جماعات إرهابية" يجب قطع كل الصلات معها، من جهة، وبين "معارضة معتدلة" يجب القبول بها في البحث عن حل سياسي للأزمة السورية، من جهة ثانية.
وتضع إيران، على لسان وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، تحديد ماهية المجموعات الإرهابية كمدخل أساسي لمواصلة العمل على طريق الخروج بتسوية سياسية للأزمة السورية، بينما يرى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ذلك "خطوة للأمام" على طريق الحل السياسي.
خلاف متوقع

يرى مراقبون أنه سيكون هناك خلاف متوقع بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية، والمشاركة في اجتماع فيينا، حول القائمة السوداء للجماعات الإرهابية في الصراع السوري.
فأول الخلافات المتوقع حول القائمة ستكون من قبل تركيا؛ حيث يعمل الرئيس رجب طيب أردوغان على إدراج "وحدات الحماية الكردية" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وهو التصنيف الذي لا توافق عليه الولايات المتحدة وروسيا اللتان توفران دعماً لوجستيًّا للتنظيم الذي يُعد الخصم الأشد لتنظيم "داعش" في الشمال السوري، وحقق نجاحات كبيرة في مواجهته، خاصة في مدينة عين العرب "كوباني".
وتركيا التي اضطرت بعد ضغوط المجتمع الدولي للنظر إلى "داعش" كفصيل إرهابي، ما زالت تحتفظ بقنوات مفتوحة مع "النصرة" و"أحرار الشام" وغيرهما من الفصائل الجهادية المتطرفة.
كما أنه سيكون هناك خلاف بين روسيا وواشنطن حول إدراج بعض وحدات من "الجيش السوري الحر" الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الإرهاب، وتحديداً الفصائل التي تقاتل في محيط مدينتي حماه وإدلب؛ بسبب ارتباطها بتنظيم "القاعدة".
ومن المتوقع أن يحدث خلافات بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية في فيينا حول تنظيم "أنصار الشام" الذي تموله وتدعمه السعودية منذ سنوات، ولكن قد تتراجع الرياض عن دعمه، كما تعتبر السعودية حزب الله والميليشيات الشيعية والتنظيمات شبه العسكرية المؤيدة للنظام السوري، هي الإرهاب بعينه، وبخلافهم، لا أحد ممن يحملون السلاح في سوريا، يستحق أن يدمغ بخاتم الإرهاب.
فيما ترى إيران جرياً على تقييم النظام السوري وحزب الله، أن كل من يحمل السلاح ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إرهابياً، وهي وإن أصدرت بين الحين والآخر، تلميحات تشفُّ عن قدرٍ من الاستعداد لقبول التمييز بين جماعة مسلحة وأخرى، إلا أنها في سلوكها ومواقفها العامة، لا تميز أحداً عن الآخر.
أما جماعة الإخوان المسلمين والتي تصنف كجماعة إرهابية في مصر والإمارات والسعودية وسوريا، فتعتبرها قطر الرهان الأكبر والحصان الرابح في سوريا، فالدوحة تحتفظ بتحالف استراتيجي مع جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، بمن في ذلك إخوان سوريا، لم تخف موقفها الرسمي الداعم والمؤيد لـ "أحرار الشام" الذراع السياسية والعسكرية للإخوان في سوريا.
فيما تبقى الإمارات ومصر والأردن الأكثر توافقاً مع القراءة الروسية للمشهد السوري عموماً، وللجماعات المتشددة والمسلحة بشكل خاص.
قائمة الإمارات الإرهابية

وفي محاولة لتصور ما قد تكون عليه قائمة لقاء فيينا الإرهابية نسترشد بأهم الجماعات المسلحة في سوريا والتي جاءت في القائمة الإرهابية التي وضعتها الإمارات؛ حيث ضمن من سوريا كلاًّ من تنظيم وجماعة الإخوان المسلمين، وكتيبة أبو ذر الغفاري، لواء التوحيد، كتيبة التوحيد والإيمان، كتيبة الخضراء في سورية، سرية أبوبكر الصديق، سرية طلحة بن عبيدالله، سرية الصارم البتار، كتيبة عبدالله بن مبارك، كتيبة قوافل الشهداء، كتيبة أبو عمر، كتيبة أحرار شمر، كتيبة سارية الجبل، لواء أبوالفضل العباس، كتيبة الشهباء في سورية، كتيبة القعقاع، لواء عمار بن ياسر، كتيبة سفيان الثوري، كتيبة عباد الرحمن في سورية، "جبهة النصرة" فرع تنظيم القاعدة في سوريا، كتيبة عمر بن الخطاب، حركة أحرار الشام، كتيبة الشيماء في سوريا، كتيبة الحق في سوريا، وكتائب عبدلله عزام.
القائمة وخط المعارك

وتخشى بعض الأطراف المعنية بالوضع الميداني في سوريا أن تُؤدي "القائمة السوداء" إلى قلب التوازنات والتموضعات في ميدان المواجهات في سوريا، بحيث تتحول بعص الفصائل الحليفة لأنظمة إقليمية إلى جماعات إرهابية، في مقابل انضمام جماعات أقل أهمية إلى قائمة الحاضرين على طاولة المباحثات الخاصة بتحديد مستقبل سوريا.
تحديد الجماعات الإرهابية سيكون من شأنه التسريع من إنهاء شلال الدماء الهادر في سوريا، وسيكون له نتيجة قوية ومباشرة في تغير النتائج الميدانية والحسابات العسكرية على الأرض، وهو ما يجعل غالبية الجماعات التي تحارب في سوريا أهدافًا للقوى التي ترفع شعار محاربة الإرهاب؛ لذلك جميع الأطراف تسعى إلى الحفاظ على تحالفاتها وتجنب حلفائها أن يندرجوا ضمن القائمة، فهل ستتنجح فيينا في التوصل إلى قائمة سوداء للجماعات الإرهابية في البلاد لتكون الخطوة الأبرز والمقدمة لإنهاء الصراع؟