عمان صديقة إيران تعرض الوساطة بين الرياض وطهران

السبت 14/نوفمبر/2015 - 08:54 م
طباعة عمان صديقة إيران
 
في تطور جديد، اعتبره مراقبون محاولة من قبل سلطنة عمان التوسط بين القوى الدولية الأساسية لتقريب وجهات النظر لحل الأزمة السورية، حيث أعرب وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي، استعداد حكومة بلاده للتوسط بين الرياض وطهران بخصوص الأزمة في سورية "إذا طلب الطرفان ذلك".
وتُقيم عمان علاقات طيبة مع طهران والسعودية، الأمر الذي يؤهلها إلى لعب دور الوسيط، حيث احتضنت عمان لفترة المفاوضات بين طهران والدول الست الكبرى حتى تمكنت من تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة وتم توقيع الاتفاقية.
وقالت عمان إنها علاقاتها مع إيران "جيدة"، فيها صدقية ومودة ولا توجد خلافات، وقالت في اكثر من محفل أنه من واجب الجميع في كل مكان أن تكون علاقات الدول في ما بينها إيجابية وجيدة، وتتسم بالمصالح المشتركة ولا تكون طرفاً ضد طرف أو طرف يستفيد وطرف لا يستفيد، وقالت إنها تحترم الجميع والجميع يحترمها، ولا فائدة من أن تكون هناك استقطابات أو تجمعات إقليمية على حساب طرف أو طرف آخر.

عمان صديقة إيران
واعتبرت التدخل الإيراني في الشأن العربي، مسألة توصيفها يختلف من طرف إلى طرف، وإنها لا تتدخل في هذه التوصيفات، لكن وفقاً للقانون الدولي ومثلنا وقيمنا الإنسانية والإسلامية ينبغي ألا يتدخل أحد في الشؤون الداخلية للآخرين.
وأكد بن علوي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين، أن وجود علاقات مستقرة بين الرياض وطهران أمر مهم للغاية بالنسبة لبلاده، موضحاً أنها ستساهم في وضع أسس لتفاهمات بخصوص ملفات عديدة في المنطقة مثل سورية واليمن. وأشار إلى أنه يلمس اختلافات في المواقف بين السعودية وإيران، مؤكداً في الوقت ذاته أنه متفائل بخصوص إيجاد حلول لهذه الخلافات.
وعن الوضع في سورية، قال بن علوي، إن "الحلول الدبلوماسية هي الأداة الوحيدة لحل النزاع، وإن استمرار الحرب ليس الحل الأمثل لهذه الأزمة". وعن اللقاء الأخير الذي جمعه مع الرئيس السوري بشار الأسد قال: "هذه المباحثات تطرقت إلى آفاق جديدة لحل النزاع السوري".

العلاقات العمانية مع إيران وأميركا

العلاقات العمانية
ولا تشارك سلطنة عمان في العملية العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة الرياض في اليمن، التي اعتبرتها إيران "خطرة"، ما أدى إلى زيادة التوتر في المنطقة، وقد أكدت وسائل إعلام إيرانية أن طهران طلبت مساعدة السلطنة من أجل وقف "فوري" لضربات التحالف الذي يستهدف المتمردين الحوثيين الشيعة الذين تدعمهم إيران.
وتثير العلاقات بين مسقط وطهران في بعض الأحيان غضب الدول الخمس الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، لكن بإمكان عمان أن تكون وسيطا مهما مع إيران بالنسبة لجاراتها من الدول العربية أو الغرب، بحسب عدد من الخبراء.
كما تحظى مسقط بثقة الولايات المتحدة التي ترتبط معها باتفاقات عسكرية، فبعد توقيع الاتفاق حول النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى، أشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بسلطنة عمان، نظرا "لدورها المهم في إطلاق المحادثات". فالإدراة الأمريكية أبدت بشكل سري رغبتها في بدء حوار في السلطنة مع إيران العام 2011.

عمان صديقة إيران
كما لعبت مسقط دور الوسيط بين طهران وواشنطن للإفراج عن معتقلين، بينهم ثلاثة شبان أمريكيين اعتقلتهم إيران في 2009، وإيرانية أفرجت عنها واشنطن في 2012.
ويحرص السلطان قابوس بن سعيد الذي يحكم عمان منذ 1970 على إقامة علاقات جيدة مع ايران؛ لأن "الجار لن يبتعد أبدا"، وفقا لأستاذ التاريخ في جامعة السلطان قابوس والخبير في العلاقات بين البلدين محمد سعد المقدم.
كما ساعدت إيران السلطنة مطلع سبعينيات القرن الماضي، بإرسالها قوات شاركت في قمع تمرد الانفصاليين في إقليم ظفار. وبالإمكان تفسير هذا التقارب جزئيا، بواقع أن غالبية العمانيين تتبع المذهب الأباضي، الأمر الذي يسمح لعمان بتخطي المسالة السنية الشيعية التي تؤثر في سياسة دول أخرى في المنطقة.
لكن التبادل التجاري يغذي العلاقات، وخصوصا في ظل ارتفاع حجمها في العامين الأخيرين من نحو 200 مليون دولار إلى أكثر من مليار، بحسب سفير إيران لدى السلطنة أكبر سيبويه.
وأضاف السفير فب تصريحات سابقة: "نتوقع أن تتطور العلاقات التجارية بشكل قوي في 2015"، مشيرا إلى توقيع العديد من العقود في الفترة الماضية.

شارك