أبو نبيل الأنباري.. زعيم "داعش" في ليبيا
الأحد 15/نوفمبر/2015 - 02:56 م
طباعة
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، السبت 14 نوفمبر الجاري، مقتل "وسام نجم عبد الزايد زوبيدي" المعروف بأبو نبيل الأنباري زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي بليبيا، في غارة أن الجيش الأمريكي قام بغارة جوية ليلة الجمعة بمدينة درنة الليبية.
حياته
أبو نبيل الأنباري مواطن عراقي اسمه الحقيقي، من مواليد السبعينيات، وقد شارك في الكثير من عمليات داعش الإرهابية في العراق، وكان من مؤسسي التنظيم مع أبو مصعب الزرقاوي.
وأبو نبيل الأنباري وهو تركماني العرق وليس أنباريًّا بل هو العفري من أهالي تلعفر العراقية، والتي ينتمي إليها جزء كبير من قيادة تنظيم "داعش".
التحق بكلية الشرطة العراقية إبان عهد صدام حسين، وأصبح ضابط شرطة حتى الاحتلال الأمريكي للعراق، فانشق وانضم إلى فرع تنظيم القاعدة "التوحيد والجهاد ببلاد الرافدين".
في تنظيم القاعدة
كان أبو نبيل الأنباري ضابط شرطة، وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق انضم لتنظيم «التوحيد والجهاد»، في عهد «أبو مصعب الزرقاوي»، وأصبح بعدها أحد أشرس قيادات التنظيم التي قاتلت أجهزة الأمن لدرجة أنه قتل زوج شقيقته؛ لأنه كان شرطيًّا، وتدرج أبو نبيل في المسئوليات حتى تولى إمرة قاطع حزام بغداد قبل اعتقاله وسجن في سجن "بوكا" السيئ السمعة.
ورغم ما يعرف عنه من دموية إلا أن سجناء سابقين عايشوا أبو نبيل خلال فترة سجنه يقولون إنه كان يتقن كتابة الشعر وتذوقه ويجيد إلقاءه ويحفظ منه الكثير.
كما درس "الأنباري" العلوم الشرعية خلال سجنه في "أبو غريب"، مثل معظم زملائه بالقاعدة في السجون.
سجن بوكا والبغدادي
تعرَّف أبو نبيل الأنباري على زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي في سجن بوكا الأمريكي في أم القصر بمحافظة البصرة.. أطلق سراحه الأمريكيون ثم زُجَّ به لاحقاً في سجن أبو غريب الذي تمت مهاجمته، وفرَّ منه مئات السجناء كان هو واحداً منهم.
وكان أبو نبيل الأنباري ضمن قيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وقاد الأنباري هجوم التنظيم على مدينتي تكريت وبيجي، بعد سقوط الموصل، وتمكن من طرد قوات الحكومة العراقية والقوات الموالية لها، ليعين بعدها من قبل البغدادي واليًا على محافظة صلاح الدين في شهر يونيو 2014، حتى خروج مسلحي الجماعة من معظمها وفقدانه لتلك الولاية في أبريل 2015.
ووصفه الأنباري بأنه «يعتبر من أكثر عناصر (داعش) إجرامًا وقتلاً وسلبًا للمواطنين".
في ليبيا
وفي نوفمبر 2014 أرسل البغدادي، أبو نبيل لقيادة التنظيم في ليبيا، أو "ولاية شمال إفريقيا" ومقرها مدينة درنة الليبية التي باتت جزءاً من أرض "الخلافة".
جاء إرسال الأنباري إلى ليبيا بعد مقتل اليمني أبو البراء الأزدي أمير داعش بليبيا في الغارات الجوية، التي قام بها الطيران المصري على معاقل التنظيم الإرهابي.
ووصول الأنباري إلى درنة الليبية الساحلية كان غامضًا، وما إذا كان وصلها عن طريق البحر أم جوّا، بينما ترجح تقارير إعلامية أن يكون عبر الأراضي التركية سواء من العراق أو سوريا، ومنها اتجه إلى ليبيا إما بحرًا أو جوًّا.
وجاء إرسال الأنباري إلى درنة الليبية، ليكون التنظيم قادرًا على تحقيق النجاحات التي حققها في سوريا والعراق مع الإخفاقات التي سجلها التنظيم في بداية تأسيسه، قبل أن يعلن سيطرته على مدينة سرت الليبية.
وإعلان « دولة الخلافة» بدأ مشروع التمدد في ليبيا يحظى باهتمام أكبر.. فهي غنية بالنفط والسلاح، وضرورية لتشتيت الحلف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي لن يستطيع قتالها في كل هذه البلدان.
كما ينظر تنظيم الدولة إلى ليبيا على أنها «دار هجرة جديدة للمهاجرين» تبقى ملاذًا آمنًا في حال تم التضييق مستقبلًا على سوريا، وهي كذلك مصدر للتجنيد وفيها حاضنة سكانية، فهناك لدرنة مثيلات كثر في ليبيا، ونسبة ليست قليلة من المجتمع الليبي مهيأة قبليًّا ودينيًّا لاحتضان تنظيمات إسلامية.
وتشير تقارير أمريكية إلى أن الأنباري ظهر في الفيديو الذي أظهر إعدام أقباط مصريين في فبراير 2015 الماضي.
مقتله
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقتله 14 نوفمبر 2011، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، بيتر كوك، في بيان رسمي: إن «التقييم ما يزال جاريًا للضربة التي نفذتها طائرات من طراز (إف-15)»، لافتًا إلى «احتمالات قوية لمقتل وسام نجم أبوزيد الزبيدي والشهير بـ(أبو نبيل)».
ووصف البنتاجون «أبو نبيل» بأنه قائد تنظيم «داعش» في ليبيا، مشيرًا إلى احتمالات أن يكون القيادي القتيل هو نفسه المتحدث الذي ظهر في شريط فيديو لذبح 21 من المسيحيين المصريين على أحد الشواطئ الليبية في فبراير الماضي.
واعتبر البيان أن مقتل أبو نبيل سيضعف قدرات "داعش" على تحقيق أهدافها في ليبيا، بما في ذلك تجنيد أعضاء جدد للتنظيم، وإنشاء قواعد والتخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة.
وأقر الناطق الأمريكي بأن الضربة الأمريكية لم تكن الأولى ضد الإرهابيين في ليبيا، إلا أنه وصفها بـ«الأولى ضد قيادي لتنظيم داعش في ليبيا»، مشيرًا إلى أنها «تظهر تصميم بلاده على ملاحقة هذا التنظيم في أي مكان يعمل فيه». وأشارت الصحيفة إلى أن الزبيدي كان أحد كبار المسئولين الأمنيين في داعش بالعراق قبل أن ينتقل إلى ليبيا.