التحالف يدفع بقوات لتحرير تعز.. وبحاح يعلن عودة الحكومة

الإثنين 16/نوفمبر/2015 - 04:27 م
طباعة التحالف يدفع بقوات
 
يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع غموض الموقف حول المفاوضات والتي متوقع أن تنعقد في منتصف نوفمبر الجاري.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
أعلن قائد المنطقة العسكرية الرابعة في اليمن، الاثنين، انطلاق عملية عسكرية واسعة، بالتعاون مع قوات التحالف العربي، لاستعادة كامل السيطرة على محافظة تعز الجنوبية، من ميليشيات الحوثي، ورفع كامل الحصار عنها.
وقال قائد المنطقة العسكرية اليمنية الرابعة، أحمد اليافعي، لـ"سكاي نيوز عربية" إن هدف العملية هو فك الحصار عن تعز، وتحريرها، وتمهيد الطريق إلى صنعاء. موضحا أن عملية الاستعادة ستتم عبر ثلاثة محاور.
وقد أرسلت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، الذي تقوده السعودية، تعزايزت عسكرية لتعز من محورين، وهما المحور الجنوبي والغربي، فيما أغارت طائرات التحالف على تجمعات ومواقع للحوثيين في مناطق متفرقة من مدينة تعز.
وأكدت مصادر عسكرية أن القوات الداعمة للشرعية أحرزت تقدما محدودا في الجبهة الحدودية الفاصلة بين مديرتي المضاربة (لحج) والوازعية (تعز).
واستهدفت طائرات التحالف في ساعات الصباح الأولى، مواقع الميليشيات في دير باشا وجامعة تعز غرب المدينة، كما قصفت منزلي القياديين الحوثيين علي عبده وعبدالعزيز السعودي ودمرت مخزنا للذخيرة وآليات عسكرية أخرى في منطقة مقبنة غرب محافظة تعز على الطريق الرابط مع الحديدة، كما استهدف مواقع الميليشيات في منطقة قصر الشعب ومطار تعز ومنطقة الزند ومدينة النور شرق مدينة تعز.
إضافة إلى قصفها مواقع عسكرية أخرى تابعة للواء خمسة وثلاثين في منطقة المخا على الشريط الساحلي للمدينة.
وأكدت مصادر المقاومة أن القصف والاشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مسلحا حوثيا وجرح العشرات.
وفي جنوب غرب مدينة تعز، تواصلت المواجهات في المنطقة الواقعة بين نجد قسيم ومديرية المسراخ، تم خلالها دحر الميليشيات في هذه المناطق ومحاصرة من تبقى منهم لتأمين الطريق الرابط مع عدن.
وفي محافظة مأرب، قالت مصادر للمقاومة والجيش الوطني، إن تقدما كبيرا أحرزته المقاومة في المناطق الغربية لمديرية صرواح بالتزامن مع تكثيف طائرات التحالف غاراتها على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في منطقة ماس التابعة لمديرية مجزر شمال المحافظة، حيث استهدفت طائرات التحالف مواقع تابعة للميليشيات في هذه الجبهة وأدت إلى إحراق وتدمير مخازن أسلحة وآليات عسكرية.
كما اندلعت اشتباكات بين الميليشيات والمقاومة سيطرت خلالها الأخيرة على بعض المواقع وأسرت العديد من عناصر الميليشيات.
تأتي هذه التحركات العسكرية المكثفة شمال مأرب، بالتزامن مع مواجهات بين الطرفين في محافظة الجوف شمال شرقي مأرب، في إطار خطط لفتح جبهة بهدف استعادة السيطرة على الجوف القريبة من محافظة صعدة معقل الميليشيات الحوثية.
أما في محافظة الضالع، فتستمر المواجهات بين الطرفين وسط أنباء عن دحر الميليشيات من منطقة الزيلة ومقتل العشرات منهم.
فيما ذكرت تقارير اخبارية سعودية، أن وزارة الحرس الوطني بالمملكة دفعت بقوات إضافية على مستوى عالٍ من التدريب والتجهيز؛ إلى منطقة نجران الحدودية مع اليمن، "لتأمين سلامة الحدود ضد تجاوزات الحوثيين وعبثهم. وأوضحت صحيفة "سبق" السعودية الالكترونية أن القوات الإضافية التي انطلقت من مقرّ تمركزها من خشم العان وصلت، فجر اليوم، إلى منطقة نجران. ونسبت الصحيفة إلى قائد القوة الثالثة والثلاثين والوحدات الإضافية العميد عقاب بن غازي بن عميرة القول إن القوات ستشارك في الدفاع "عن أرض الوطن، وتلبية نداء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز".   وأشارت الصحيفة السعودية إلى أن وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، كان أكد في أكثر من تصريح صحفي، أن قوات الحرس على أتم الاستعداد والجاهزية للمشاركة في الحماية والذود عن حدود الوطن. وتشهد الحدود اليمنية السعودية معارك وقصفا مدفعيا وصاروخيا متبادلا بين القوات السعودية من جهة والحوثيين .

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، أعلن خالد بحاح، رئيس الوزراء اليمني المقيم بالرياض، أمس الأحد، أن حكومته ستعود لليمن "لممارسة مهامها"، وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ". جاء ذلك خلال زيارة بحاح التفقدية لجزيرة سقطرى بعد تعرضها لإعصاري "تشابالا وميغ" اللذين أوقعا 26 قتيلاً في الجزيرة وفي جنوب شرق البلاد.
وبقيت جزيرة سقطرى بمنأى عن المعارك التي يشهدها اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين.
وأضاف "بحاح" أن "عودة الحكومة بكامل أعضائها إلى أرض الوطن قريبا، وأن حكومته تعي حجم المعاناة الكبيرة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني المناضل والصابر في مختلف المحافظات". ولم يعلن رئيس الوزراء اليمني إن كان ينوي الإقامة في عدن ثانية كبرى المدن اليمنية.
وكشف قيادي في جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، أن مؤسس الحركة، حسين الحوثي، الذي لقي مصرعه في 2004 درس في مدينة قم "الايرانية، وتأثر بثورة الخميني". وأوضح صادق الشرفي، في ندوة عقدت في العاصمة الايرانية طهران، تحت عنوان "ماذا تريد أنصار الله؟" إن الحوثي ربى أعضاء الجماعة على مبادئ الثورة الايرانية التي قادها الخميني"، وفق ما اوردته وكالة أنباء "تسنيم" الايرانية. وقال الشرفي ان "حسين الحوثي كان متأثرا بأفكار الثورة الاسلامية، وان الرجل أكمل دراسته في قم المقدسة وكان يعرف روح الثورة الاسلامية، وعلى هذا الأساس بدأ بتربية جيل جديد من الشباب في هذا المضمار". وهاجم القيادي الحوثي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وزعم أنه كان "حامياً للسعودية ونظام الرئيس الراحل صدام حسين الذي وصفه بـ"البائد". وتنفي جماعة الحوثي اي ارتباط لها بإيران، وتزعم أنها حركة يمنية "اصيلة" نابعة من وسط "الشعب اليمني"، في حين تتهمها الحكومة الشرعية بأنها ذراع إيران في اليمن وتهدف لزعزعة استقرار البلاد وامن المنطقة. 

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
جع الحوثيون عن الالتزامات التي قطعوها للأمم المتحدة بالانخراط في المباحثات مع الحكومة الشرعية دون قيد أو شرط حيث عادوا إلى التمسك بالنقاط السبع التي تمخضت عنها مشاورات مسقط على الرغم من رفض الحكومة اليمنية لها.
ونقلت مصادر إعلامية حوثية عن الناطق الرسمي باسم الجماعة ورئيس وفدها إلى مسقط محمد عبدالسلام رفضه أي دور للرئيس هادي وحكومة بحاح في المرحلة المقبلة قائلا إن “مسألة رئاسة هادي منتهية ولن نقبل بعودته رئيسا وأن الشعب اليمني لا يثق في الحكومة الحالية وهي غير مؤهلة وغير قادرة ولا دور لها في ما يخص مخرجات الحوار الوطني”.

وحسم الناطق باسم الحوثيين موقف جماعته من أبرز القضايا الخلافية والمتعلقة بالجيش ومسلحي الجماعة في الفترة القادمة قائلا “لا يمكن القبول بأي شيء يمس الجيش واللجان الشعبية كمؤسسة عسكرية وطنية”.

وجدد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تأكيداته على موافقة الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين على عقد جولة جديدة من المباحثات في جنيف غير أنه لم يعلن عن موعد المشاورات المزمعة الذي كان مقررا في منتصف الشهر الجاري.

وكانت الميليشيا الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح قد صعدت في الأيام الماضية من هجماتها على مدينة تعز إضافة إلى سعيها للسيطرة على مناطق كانت المقاومة اليمنية قد تمكنت من تحريرها.

وتؤكد الأنباء سعي الحوثيين لاستعادة عدد من المدن المحررة والاقتراب من عدن الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا على المدينة الاستراتيجية كما تشير الأنباء إلى اقترابهم من الضالع ومناطق البترول في شبوة.

وتشير مواقف الحوثيين وتصريحاتهم الأخيرة المتعلقة بجنيف 2 وفقا لمحللين سياسيين إلى عدم جديتهم في التوصل إلى حل سياسي حقيقي للأزمة اليمنية.

ويرى خبراء استراتيجيون أن الحوثيين وحليفهم صالح قرأوا تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول قرب انتهاء العمليات العسكرية في اليمن خارج سياقها الحقيقي معتبرين أنها بمثابة انتصار لهم خاصة في ظل حالة الارتباك التي تعيشها الحكومة، في ما يتعلق بالخلاف حول تركيبة وفدها الذي سيشارك في مفاوضات جنيف.

المشهد اليمني:

لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مع الحكومة اليمنية لعقد جولة المفاوضات الجديدة في موعدها، دون وضوح أي رؤية حول موقف الحوثيين من اللقاء، مع تفاقم الوضع الإنساني- يشير إلى صعوبة نجاح مفاوضات جنيف، فهل سينجح المبعوث الأممي في جمع فرقاء الصراع اليمني على طاولة التفاوضات

شارك