تصاعد نفوذ "طالبان" يدفع بالجنود الأفغان للاستسلام
الإثنين 16/نوفمبر/2015 - 04:33 م
طباعة

بدا لافتاً تصاعد نفوذ حركة "طالبان" الأفغانية، خلال الفترة الماضية، الأمر الذي برره مراقبون أن الحركة، ربما تكون قد حصلت على دعم من دول إقليمية، تخشى تصاعد نفوذ تنظيم "داعش"، بعدما بدأ الكثير من أنصار "طالبان" يبايعون زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي تحت إغراء المال فضلاً عن الانتصارات الميدانية التي لا يزال التنظيم الإرهابي يحققها في سورية والعراق، فضلاً عن ضعف الحكومة الأفغانية وعدم قدرتها على مواجهة "داعش".
ملاحظة تصاعد نفوذ "داعش" عكسه تنفيذ التنظيم عمليات استيلاء على مساحات واسعة من المناطق في أفغانستان، بينها مدبنة "قندوز" التي سيطر عليها التنظيم الأيام الماضية حتى تمكنت القوات الأفغانية المدعومة بقوات الناتو تحرير المدينة، فضلاً عن قيام التنظيم بعمليات نوعية أسقطت العديد من القوات الأفغانية بين قتلى وجرحي.
التطور الجديد في قدرات "طالبان" أظهره إعلان الحركة في بيان لها أمس الأحد أن 150 عنصر من قوات الأمن الأفغانية بينهم 10 من قادتها استسلموا للحركة في منطقة، "جلم باف"، في ولاية "فارياب" في شمال أفغانستان.

الحركة التي شهدت تطورات خلال الفترة الماضية رجّح العديد من الخبراء أنها ربما تؤدي إلى انقسام الحركة، حيث أعلن الملا اختر منصور زعامته للحركة، بعد إعلان وفاة الملا عمر المؤسس الاول للحركة، الأمر الذي دفع قيادات تاريخية في الحركة القول إن تولي منصور ليس شرعي.
وزعمت "طالبان" إن عدد من استسلم من قوات الأمن الأفغاني في شمال وجنوب البلاد، تجاوز 200 عنصر خلال الأيام القليلة الماضية، وأن استسلام هؤلاء الأشخاص جاء بعد أن صعد مسلحو الحركة هجماتهم على مواقع القوات الأفغانية في المنطقة وهرب العشرات من أفرادها من أمام طالبان واستسلم هذا العدد للحركة بالأسلحة والذخائر.
وليست حادثة استسلام أفراد القوات الأمنية الأفغانية هو الأول من نوعه في البلاد حيث استسلام قرابة 180 من عناصر الأمن الأفغاني للمسلحين في الآونة الأخيرة في منطقة وردج، التابعة لولاية بداخشان الواقعة في أقصى شمال شرق البلاد.
وكما هو معروف عن الحركة، فإنها تضخم من حجم عملياتها، إلا انها أردت هذه المرة إثبات صدق حديثها، حيث نشرت الحركة أسماء القادة المستسلمين للحركة من القوات الأفغانية كالتالي: "سعید الله، والملا محمد، ولقمان، ومحمد شاه، واسد الله، وملا عبد الرحیم، وعطا مراد، وخال محمد، وعبد المقیم وحاجي محمد".

وحاول البيان إظهار قوة عناصر "طالبان" حيث قال إن المنطقة استولى عليها مسلحو الحركة بعد فرار الكثير من عناصر القوات الأفغانية واستسلام هذه المجموعة من القوات الأفغانية للحركة حيث توجد ۲۱ نقطة أمنية و۵۵۰۰ منزل و12 قرية.
وجاء ذلك بعد يوم من استسلام نحو 50 عنصراً من الجيش الأفغاني لطالبان في مديرية سنكي والتحاقهم بالحركة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية مما يرفع عدد أفراد الأمن الأفغاني المستسلمين للحركة خلال فترة أقل من أسبوع إلى 215 شخصا بحسب المصادر الرسمية.
حاكم الإقليم، میرزا خان رحیمی، أكد استسلام عنصر الجيش والتحاقهم بـ"طالبان" في مديرية، سنكي، أمس مشيرا إلى فتح تحقيق في الحادثة لمعرفة دوافع استسلام هذا العدد من أفراد الأمن الأفغاني بالمسلحين.
ويعتبر هلمند في الجنوب الأفغاني من الأقاليم الأكثر توتراً في الجنوب الأفغاني وشهدت عدد من مديرياته سلسلة مواجهات بين القوات الأمنية والمسلحين في الآونة الأخيرة.

في السياق، فنَّدت حركة طالبان في أحدث تصريحات رسمية الأنباء التي تناولتها بعض وسائل الإعلام والتي أفادت بمواصلة المواجهات والاقتتال بين مسلحي الحركة وداعش في ولاية زابول بالجنوب الأفغاني.
وبعث الناطق الرسمي باسم حركة طالبان يوسف أحمدي ببيان أكد فيه أن المواجهات التي اندلعت بين الحركة ومسلحي داعش قبل 6 أيام انتهت بعد 24 ساعة من المواجهات ولم تحدث مواجهات واقتتال بعد ذلك معتبرا ما تناولته وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنها دعايات لا أساس لها من الصحة.
وفند أحمدي أنباء وتقارير بعض وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية التي تفيد بمواصلة المواجهات بين الطرفين وقال إن وسائل الإعلام الغربية أفادت السبت الماضي بأن المواجهات بين الطرفين لا تزال مستمرة بين فصائل الحركة، وأضاف أن مسلحي الحركة يستولون على المنطقة ولا يوجد مبرر للحرب والتقاتل في الوقت الحالي.
ويذكر هنا أن مواجهات مسلحة بين مسلحي الحركة ومقاتلي داعش اندلعت قبل 6 أيام بهدف تحرير مواطنين من قبضة الدواعش.