موسكو تكشف الستار عن الدول الداعمة للإرهاب .. وتجدد دعوتها لتعاون دولي لمكافحة الارهاب
الإثنين 16/نوفمبر/2015 - 11:49 م
طباعة

استخدمت موسكو أحداث باريس الارهابية في القاء الضوء على ضرورة التعاون البناء بين الدول الغربية وتوحيد الجهود لمواجهة خطر تنظيم داعش الارهابي، وتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه لا مفر من ضرورة التعاون وتبادل المعلومات الأمنية وتوحيد الجهود في شن غارات حقيقية وعاجلة على تنظيم داعش في سوريا، كاشفا عن تقديم معلومات عن قنوات تمويل الإرهاب وعرض عليهم صورا فضائية تظهر أبعاد اتجار داعش بالنفط، وضرورة وقف تجارة النفط غير الشرعية التي يمارسها الارهابيون.

وكشف بوتين النقاب عن تقديمه لمعلومات خطيرة تمس تمويل العناصر الارهابية للرؤساء والقادة المشاركين في قمة العشرين بتركيا، موضحا بقوله "عرضت صورا من الفضاء والطائرات تبين بوضوح أبعاد تجارة النفط ومشتقاته غير الشرعية، حيث تمتد قوافل السيارات والناقلات لعشرات الكيلومترات على مد البصر وتشاهد من على ارتفاع 4-5 آلاف متر. ويبدو ذلك كأنظمة أنابيب نفط، وأظهرت روسيا لتمويل الإرهابيين في سوريا من قبل أشخاص من 40 دولة، بما فيها دول من "مجموعة العشرين، وهذا الموضوع كان من المواضيع المحورية، خصوصا بعد الأحداث المأساوية المتمثلة باختطاف ومقتل الناس في باريس".
ولفت بوتين النظر الى أنه تم بحث ضرورة تنفيذ مشروع قرار مجلس الأمن الذي بادرت به روسيا والخاص بمنع التجارة غير الشرعية للقطع الأثرية التي يستحوذ عليها الإرهابيون من المتاحف والمناطق التي يسيطرون عليها، مع أهمية وقف النقاشات حول مدى فعالية النشاط الروسي والتحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة داخل سوريا، وتوحيد الجهود في محاربة الإرهاب، والاشارة إلى أن الوقت الآن غير مخصص للحديث عمن كان فعالا ومن ليس فعالا والوقت الآن ليس لاعتبار من هو أفضل ومن هو أسوأ، ولماذا كانت التصرفات السابقة أقل فعالية أو أكثر فعالية.. يجب الآن النظر الى الأمام، ويجب توحيد الجهود لمحاربة التهديد المشترك".
شدد بوتين على أن الطيارين الفرنسيين ضاعفوا في الآونة الأخيرة طلعاتهم العسكرية في سوريا، مضيفا بقوله " إذا نظرتم الى كمية الطلعات التي نفذها طيارونا الروس في الفترة الأخيرة فسيمكنكم فهم كثافة العمل العسكري".

أعلن الرئيس بوتين عن قيام روسيا بالاتصال بجزء من المعارضة المسلحة في سوريا واتفقت معها كي تكون بمنأى عن الضربات الروسية، مشيرا بقوله " أستطيع التأكيد أننا الآن أقمنا اتصالا في ساحة المعركة، اتصالا مع جزء، ليس الجميع بالطبع، بل مع جزء من المعارضة السورية المسلحة، والتي طلبت منا بنفسها عدم شن الضربات على المناطق التي تسيطر عليها، وتوصلنا الى هذه الاتفاق وننفذه"، وجزءا من المعارضة المسلحة يعتبر أن هناك إمكانية لبدء عمليات عسكرية كثيفة ضد المنظمات الإرهابية، وضد داعش خصوصا".
شدد بقوله " جزءا من المعارضة المسلحة تعتبر أن هناك إمكانية لبدء أعمال عسكرية فعالة ضد المنظمات الإرهابية، وقبل كل شيء ضد "داعش"، في حال الدعم الجوي، ونحن مستعدون لتقديم مثل هذا الدعم لهم، موضحا أن الحرب المشتركة بين الجيش السوري والمعارضة السورية ضد "داعش" من الممكن أن تصبح أساسا جيدا للتسوية السياسية القادمة، يتخيل لي أنه من الممكن أن يصبح ذلك قاعدة جيدة وأساسا جيدا للعمل القادم على ساحة التسوية السياسية".
أوضح أنه لم تكن هناك انتقادات عمليا خلال قمة مجموعة العشرين ضد العملية الجوية الروسية في سوريا، قائلا إنه "من الصعب لومنا حين يقولون لنا: أنتم توجهون ضرباتكم ليس الى هناك، ونحن نقول: قولوا لنا الى أين، سموا لنا الأهداف التي ينبغي ضربها، لكنهم يرفضون، فإذا كنا نضرب المكان الخطأ، فقولوا لنا إلى أين يجب أن نوجه ضرباتنا، لكنهم لايقدمون لنا أي معطيات، فكيف إذاً من الممكن توجيه الانتقاد لنا؟".

من جانبه أكد جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو تسعى إلى إقناع شركائها في مجلس الأمن الدولي بالقيام بخطوات مشتركة في مكافحة الإرهاب، والاشارة إلى انه تم مبادرة روسية تبني قرار حول وقف تهريب النفط وإقرار بند بشأن تجارة الآثار.
أشار إلى أن المبادرة الروسية لتوحيد الجهود في محاربة الإرهاب، والتي قدمت في الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي، لم يتسنّ الاتفاق عليها، وذكر أنها كانت عبارة عن قرار بصيغة عامة حول ضرورة توحيد جهود الجميع لمحاربة الإرهاب على ضوء الأحداث الجارية في الشرق الأوسط.

من جهة أخرى اقترح مجلس الاتحاد الروسي في رسالة يوجهها إلى برلمانات العالم والمنظمات الدولية تشكيل "أممية مناهضة للإرهاب" كإطار دائم للاتفاق على الجهود الجماعية في محاربة الإرهاب.
بينما أكد أوليج سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسية لشؤون محاربة الإرهاب أن هجمات باريس وبيروت تؤكد ضرورة تشكيل تحالف فعال لمحاربة تنظيم داعش، والتاكيد على أن روسيا تصر على ضرورة القيام بمحاربة الإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة، وكمثال على التعاون الدولي في هذا المجال قال إن استخبارات خمس دول شاركت في التحقيق قبل أولمبياد سوتشي بإمكانية تهديد إرهابي.