بعد تفجير الطائرة الروسية وأحداث باريس الدامية ..هل يستجيب مجلس الأمن لطلب توحيد جهود مكافحة الارهاب؟
الثلاثاء 17/نوفمبر/2015 - 07:59 م
طباعة


بوتين
في إطار المحاولات الفرنسية لتوحيد جهود الدول الغربية لمكافحة الارهاب، ومحاصرة تهديد تنظيم داعش، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند انه يبذل قصاري جهده من اجل توحيد الجهود لمواجهة خطر تنظيم داعش، وانه يسعي لعقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لوضع استراتيجية جديدة لمواجهة الجماعات الارهابية.
وفى الوقت نفسه دعت وزارة الخارجية الروسية مجلس الأمن، من دون تأخير، إلى اتخاذ قرار لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب لوقف التهديدات الإرهابية الدولية، وضرورة الموافقة على المشروع الروسي المقدم في 30 سبتمبر حول تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب على أساس معايير ومبادئء القانون الدولي وبنود ميثاق الأمم المتحدة".

داعش يهدد العالم
أشارت الوزارة إلى أنه "بناء على توجيهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نخطر بهذا جميع الشركاء الدوليين ببدء الأجهزة المختصة الروسية البحث عن المجرمين"، مؤكدة أن عمل هذه الأجهزة سيستمر حتى الكشف عن جميع المتورطين أينما كانوا وتقديمهم إلى العدالة، والاشارة إلى أن تحركات موسكو ضد الإرهاب بعد تفجير الطائرة الروسية في سيناء سيكون وفقا لحق الدول في الدفاع عن نفسها الموثق في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
من جانبها اكدت الرئاسة الروسية، والاشارة إلى أن بوتين وأولوند تباحثا التنسيق بين جيشي البلدين في محاربة الإرهاب في سوريا، والاشارة إلى أن الزعيمين سيلتقيان في موسكو في 26 من نوفمبر لمواصلة التشاور بشأن مكافحة الإرهاب.
واتفق الرئيسان الروسي والفرنسي على زيادة التعاون بين قواتهما المسلحة ووكالاتهما الاستخبارية في عملياتهما في سوريا، في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها باريس، وتحطم الطائرة الروسية، وهو ما دعا الرئيس الروسي إلى مطالبة الجيش الروسي بوضع خطة مشتركة مع فرنسا لإجراء عملية مشتركة في سوريا من البحر والجو ضد الإرهاب.
وخاطب بوتين رئيس الأركان العامة "علينا أن نضع خطة للعمليات المشتركة مع الفرنسيين في البحر وفي الجو، متوجها إلى قائد الطارد الصاروخي الروسي "موسكو" المتواجد حاليا أمام سواحل سوريا، حيث يشارك في ضمان تموين القوات الروسية وإجراء العمليات الاستطلاعية: "في القريب العاجل ستصل إلى المنطقة التي تعملون فيها مجموعة سفن حربية فرنسية بقيادة حاملة طائرات، ويجب إقامة اتصالات مباشرة بالفرنسيين والتعاون معهم بصفتهم حلفاء".
وأكد الرئيس الروسي أن الهدف من الغارات الروسية على مواقع التنظيمات الإرهابية في سوريا، يكمن في الدفاع عن مواطني روسيا، وقال بوتين متوجها إلى قادة الوحدات القتالية المشاركة في العملية الذين شارك بعضهم في الاجتماع عبر دائرة مغلقة: "إنكم، بتنفيذ المهمات القتالية في سوريا، تعملون على حماية روسيا ومواطنيها. وأنا أريد أن أشكركم على خدمتكم وأتمنى لكم النجاح".

غارات جوية على معاقل داعش فى الرقة
يأتى ذلك في الوقت الذى طلب وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان من دول الاتحاد الأوروبي "مشاركة عسكرية متزايدة" في بعض مواقع العمليات في الخارج، داعيا إلى "دعم" فرنسا في مكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا، واستشهد لودريان ببند في المعاهدات الأوروبية ينص على التضامن في حال تعرض إحدى دول الاتحاد لعدوان وقال خلال اجتماع لوزراء الدفاع الاوروبيين في بروكسل إن فرنسا لا يمكنها أن تبقى وحيدة في هذه المواقع.
كلك أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أن ألمانيا تعتزم تقديم مساعدات شاملة لفرنسا في مكافحة الإرهاب عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس واشارت فون دير لاين قبل لقائها بنظرائها الأوروبيين في بروكسل: "سوف ننصت بشكل دقيق للغاية لما تقوله فرنسا لنا ونحلل بعناية أيضا ما تطلبه مننا". وتابعت فون دير لاين قائلة: "بالطبع سوف نبذل كل ما في وسعنا من أجل تقديم المساعدة والدعم".
من جانبه أكد وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، التقارير الأمريكية والفرنسية التي تفيد بأن موسكو استخدمت في الهجوم قاذفات طويلة المدى، وصواريخ كروز، وأضاف أن الطائرات الروسية أطلقت صواريخ على مواقع التنظيم في الرقة، معقله القوي، ودير الزور شرقي سوريا، بينما استهدفت القاذفات المنطقة الشمالية.
وقال رئيس الأركان للرئيس الروسي الذي كان يزور مركز القيادة في وزارة الدفاع الروسية، إن القوات الجوية شنت 2300 طلعة في سوريا خلال الثماني وأربعين ساعة الماضي.

اولاند
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء مشاركة قاذفات استراتيجية روسية بعيدة المدى في توجيه الضربات إلى مواقع "داعش" في سوريا، موضحا أن الحديث يدور عن طائرات " تو-160" و"تو-95 إم إس" و"تو-22 إم3" تابعة للطيران الروسي بعيد المدى، وأن 12 قاذفة روسية استراتيجية من طراز "تو-22 إم 3" شاركت فجر الثلاثاء 17 نوفمبر في توجيه الضربات إلى معاقل "داعش" في الرقة شمال سوريا، وكذلك قامت طائرات "تو-160" و"تو-95 إم إس" بإطلاق 34 صاروخا مجنحا على مواقع الإرهابيين في ريفي حلب وإدلب.
وشاركت أيضا طائرات "تو-160" و"تو-95 إم إس" في سياق مشاركتها في العمليات بسوريا بقيت في الجو لمدة تجاوزت 8 ساعات، فيما قطعت طائرات "تو-22 إم3" مسافة تجاوزت 4500 كيلومتر.
كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد حذر في وقت سابق، "بانتقام وشيك" من تنظيم داعش عقب إعلان التأكيد بأن سبب تحطم الطائرة الروسية في مصر الشهر الماضي كان قنبلة زرعت فيها.
وأمر البحرية الروسية بالتواصل مع حاملة الطائرات الفرنسية الموجودة في المنطقة، والتعامل مع الفرنسيين باعتبارهم حلفاء، موضحا أن روسيا قد تطور خطة مشتركة بشأن سوريا مع البحرية الفرنسية.
يأتى ذلك في الوقت الذى كثفت فيه كل من روسيا وفرنسا من الضربات الجوية لمعاقل تنظيم داعش الارهابي،