الجيش اليمني والمقاومة يتقدمان في تعز.. وهادي يعود الي عدن
الثلاثاء 17/نوفمبر/2015 - 09:51 م
طباعة

يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع عودىة الرئيس اليمني الي عدن للإشراف علي عملية تحرير تعز، مع غموض الموقف حول المفاوضات والتي متوقع أن تنعقد في منتصف نوفمبر الجاري.
الوضع الميداني

نفذ التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، مند الاثنين، 23 ضربة جوية استهدفت تنظيم داعش في سوريا والعراق، بما في ذلك منشآت نفطية، يستخدمها التنظيم المتشدد.
وذكرت قوة المهام المشتركة، التي تقود عمليات التحالف، في بيان، نشر الثلاثاء، أن ست ضربات نفذت قرب ثلاث مدن سورية، واستهدفت عدة مواقع قتالية، إلى جانب وحدة لفصل النفط والغاز قرب البوكمال، وثلاث منشآت نفطية قرب دير الزور تابعة للتنظيم المتشدد.
واستطاعت قوات الشرعية في اليمن تحقيق انتصارات ميدانية عسكرية، بعد استعادة السيطرة على مركز "الوازعية" جنوبي غرب تعز، عقب يوم من بدء عملية عسكرية لتحرير المحافظة، والتي تشهد مواجهات وتقدماً لقوات الشرعية على أكثر من جبهة.
وفي السياق ذاته، استعاد الجيش الوطني في الجبهة الجنوبية سيطرته على طريق منطقة "نجد قسيم"، المؤدية إلى مناطق "الضباب" جنوب مدينة تعز، اليوم الثلاثاء، بعدما كانت قد سيطرة مليشيات الحوثي والقوات المنشقة الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح على جزء منها قبل أسبوعين.
وفي سياق آخر مرتبط بالمواجهات في محافظة صعدة، معقل الحوثيين شمالي البلاد، نفذ التحالف اليوم غارات على أهداف في مديريتي "سحار" و"ساقين"، كما تعرضت أهداف في مديريتي "رازح" و"غَمِر" الحدوديتين لقصف مدفعي وصاروخي من قبل القوات السعودية، وفقاً لمصادر تابعة للحوثيين.
وفي محافظة الحديدة، أعلن الحوثيون عن مقتل ستة من عناصرهم، وإصابة خمسة آخرين، في قصف من بوارج التحالف، قالوا إنه استهدف قوارب للصيادين، في منطقة "الخوخة"، ولم يتسن الحصول على تفاصيل من مصادر مستقلة.
وتمكنت المقاومة الشعبية من استعادة السيطرة على معسكر العمري شمال باب المندب، بعد معارك شرسة قتل فيها العشرات من الطرفين، حيث لجأت الميليشيات إلى زراعة كميات كبيرة من الألغام لإعاقة تقدم المقاومة في تلك الجبهة.
في الضالع، أكدت مصادر محلية أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني أكملا تطهير منطقة موريس بعد معارك عنيفة مع المتمردين تمهيداً لاستعادة مدينة دمت.
وإلى مأرب، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين رجال المقاومة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على جبهتين منفصلتين، الأولى في منطقة الجدعان شمال المحافظة باتجاه معسكر اللبنات، حيث يسعى الجيش والمقاومة لاستعادة السيطرة على مدينة الحزم مركز محافظة الجوف، والأخرى في جبهة صرواح التي تشهد اشتباكات وقصفاً متبادلا ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
فيما اوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف العربي لـ"العربية.نت"، أن صفقة الذخائر التي أعلن عنها مؤخراً بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية تأتي في إطار تعزيز القوات الجوية السعودية، قائلاً إن "امتلاك القوات الجوية لهذا النوع من الذخائر الموجهة والدقيقة سيزيد ويعزز بدوره من قدراتها في دقة الاستهداف وتجنب الآثار الجانبية لأي عمليات جوية".
وذكر عسيري أن وجود مثل هذه الذخائر إنما يعزز من قدرة القوات الجوية للتحالف على إصابة أهدافها بدقة دون أضرار جانبية، مشيراً إلى أن ذلك يأتي "منسجماً مع محددات العمل العسكري في اليمن بتجنب الآثار الجانبية كما يتم منذ بدء العمليات، وعدم استهداف المناطق السكانية والمحافظة على البنية التحتية".
المشهد السياسي:

بحث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يوم الثلاثاء، آخر التطورات الميدانية خلال اجتماع طارئ عقده مع مسؤولين حكوميين في مقر إقامته بالقصر الرئاسي في مدينة عدن (جنوباً)، والتي وصلها فجر اليوم. وهذه هي العودة الثانية لهادي إلى مدينة عدن منذ اندلاع الحرب أواخر مارس الماضي، حيث زارها في سبتمبر الماضي لمدة 4 أيام، قبل أن يغادرها في 27 من الشهر نفسه متوجهاً إلى نيويورك لإلقاء كلمة اليمن أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وحضر اجتماع، اليوم، نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، وعضو مجلس الشورى اللواء حسين محمد عرب، ووزراء الخارجية المُكلّف رياض ياسين، والتخطيط والتعاون الدولي محمد الميتمي، والأشغال العامة وحي آمان، والمالية منصر القعيطي، والزراعة أحمد الميسري، والمياه الدكتور العزي هبة الله شريم. وناقش هادي، خلال الاجتماع، آخر تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية وملف الإغاثة والإعمار وعودة الأمن والاستقرار إلى كافة أرجاء اليمن، مؤكداً أن المدن اليمنية كافة في طريقها إلى التحرر من سيطرة مليشيا "أنصار الله" (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وأضاف أنّه آن الأوان للتخلص من هذا الكابوس الذي دمّر اليمن وقتل الأبرياء وشرّد الآلاف من أجل فرض سياسية دخيلة على مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا.
كما اعلن فرع حزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة إب اليمنية انشقاقه على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتأييده لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورفضه استمرار صالح في تحالفه مع المتمردين الحوثيين.
واعتبر الحزب، في بيان صدر عن قيادة فرع محافظة إب، الرئيس هادي رئيسا شرعيا للمؤتمر الشعبي العام.
ووصف البيان المتمردين الحوثيين بـ"العصابة الطائفية الخارجة عن الدستور والقانون والملطخة أيديها بدماء عشرات الآلاف من أبناء القوات المسلحة والأمن والشعب اليمني عامة".
فيما وصل نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح، اليوم الثلاثاء، إلى أبوظبي، قادماً من الرياض، في زيارة رسمية يلتقي خلالها قيادة الدولة والمسؤولين في دولة الإمارات، لبحث العلاقة الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
وسيناقش نائب الرئيس اليمني خلال الزيارة عدداً من الملفات المهمة على الساحة اليمنية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع العسكرية والسياسية في اليمن، ودعم عملية التفاوض التي ترعاها الأمم المتحدة وملفي إعادة الإعمار والإغاثة.
الوضع الانساني:

وعلي صعيد الضوع الانساني، كشف تقرير أصدره مركز دراسات مستقل بصنعاء عن قيام جماعة الحوثي الانقلابية بارتكاب 41 انتهاكاً ضد الإعلام في اليمن خلال أكتوبر الماضي.
وذكر التقرير، الذي أصدره مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، انتهاكات الانقلابيين التي تعرض لها إعلاميون ونشطاء التواصل الاجتماعي وتوزعت بين حالات اختطاف وإصابة واعتقال وتهديد ومحاولة قتل واقتحام ونهب منازل ومكاتب وتفجير منازل واعتداء بالضرب واقتحام وتوقف بث إذاعات محلية إلى جانب حجب مواقع إلكترونية.
كما أشار إلى أن 20 انتهاكاً طال صحافيين وعاملين بوسائل إعلامية، بينهم 4 انتهاكات للمؤسسات الإعلامية و17 لناشطي وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للتقرير فقد توزعت الانتهاكات بين حالات اختطاف بلغت 25 حالة و4 حالات اقتحام ونهب وحالاتي اعتقال، وحالاتي تهديد وحالاتي توقف إذاعات عن البث وحالة واحدة لكل من حالات إصابة ومحاولة قتل واعتداء بالضرب وتفجير منزل وحجب موقع ومنع النيابة من التحقيق مع أحد الصحافيين المختطفين.
كذلك توزعت تلك الانتهاكات على 8 محافظات يمنية، في طليعتها محافظة إب بـ14 خرق بنسبة حوالي 34% من إجمالي التعديات، ثم محافظة صنعاء بـ11 انتهاكا وبنسبة 27% من إجمالي العدد.
ودعا مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي إلى احترام العمل الإعلامي وتهيئة الجو المناسب للعمل الإعلامي المهني الحر، وعدم الزج به في المهاترات السياسية التي تمر بها البلاد وتلفيق التهم بالعمالة وزعزعة الأمن .
وادان التقرير ممارسات قيادات في مؤسسة الثورة للصحافة - التي يسيطر عليها الحوثيون - من تهديد باعتقال وحبس الصحافيين المطالبين بتغيير قيادة المؤسسة وتعيين قيادة ذات كفاءة ومهنية باعتبارها أكبر المؤسسات الإعلامية باليمن .
واستنكر قيام جماعة الحوثي بمنع رئيس النيابة من زيارة الصحافي صلاح القاعدي المختطف في 28 من أغسطس الماضي من قبل المتمردين.
ولا يزال مصير 13 صحافياً مجهولاً حتى اليوم، مع استمرار اختطافهم منذ ما يقارب خمسة أشهر من قبل الحوثيين. وتفيد أسر المختطفين من الصحافيين أنهم يتعرضون للتعذيب في المعتقلات المتواجدين فيها.
المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تتهرب وتتلمص من المشاورات، موضحاً أنها "لا تريد الحل السلمي".
وكشف ياسين عن مشاورات يجريها الرئيس لإعادة افتتاح مطار عدن في الأيام القليلة القادمة وقال ياسين في تصريح خاص لـ 24 عقب وصوله إلى عدن اليوم الثلاثاء إن "الميليشيات تتهرب من المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة للوصول إلى حل سلمي، فيما تعيش حالة من التخبط والتناقض".
وبين ياسين أنه لم يتم تحديد موعد للمشاورات حتى الآن، "كون الميليشيات لم تقدم معلومات حول المشاركين من طرفها، ولم تظهر أي تجاوب مع الدعوة الأممية للحل السلمي".
وعن عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن قال ياسين: "الرئيس عاد اليوم إلى عدن اليوم برفقة 5 وزراء وكان في استقبلنا أبطال القوات الإماراتية الموجودة هناك"، مؤكداً أن الرئيس باق في عدن.
المشهد اليمني:
عودة الرئيس اليمني الي عدن مع تقدم الذي نحرزه القوات اليمنية بدعم من التحالف، في ظل تأكيد وزير الخارجية رياض ياسين علي تهرب الحوثيين من الجلوس في التفاوضات، يشير الي ان الأمور تسير الي الحسم العسكري، مع غموض مصير الحل التفاوضي.