مجددًا الأسد تحت قصف الولايات المتحدة وموسكو تتلاعب مع واشنطن في صفقة رحيله

الخميس 19/نوفمبر/2015 - 02:25 م
طباعة مجددًا الأسد تحت
 
 لا يسلم الرئيس السوري بشار الأسد من تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية بإقصائه عن السلطة والتي دائمًا ما يرددها المسئولون الأمريكيون بشكل شبه يومي، على الرغم من أنها لا تترجم على أرض الواقع منذ بداية الثورة السورية في 15-3-2015م في ظل وجود شبكة من المصالح بين روسيا والولايات المتحدة، تتشابك لمنع رحيله. 
مجددًا الأسد تحت
 الرئيس الأمريكي باراك أوباما دائمًا ما يربط مصير الصراع في سوريا برحيل الأسد، وهو الأمر الذي أكد عليه مجددًا بقوله: "إن الحرب في سوريا لا يمكن أن تنتهي بدون رحيل الرئيس بشار الأسد، وإن احتمالات مشاركة الأسد في انتخابات مقبلة مستبعد ولا يمكنني أن أتصور وضعًا يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة، وإن الوصول إلى تسوية سياسية سيقود إلى القضاء على داعش، وإن إيران وروسيا سيتعين عليهما عند مرحلة ما اتخاذ قرار إن كانتا ستختاران دعم الأسد أو الحفاظ على الدولة السورية".
حديث أوباما دائمًا ما يردده المسئولون الأمريكيون في ظل الحديث مؤخرًا عن صفقة يتم عقدها مع روسيا تتضمن مرحلة انتقالية قد لا يشارك فيها الأسد، وهو أمر ألمح إليه ديمتري مدفيديف رئيس الوزراء الروسي، قائلا، "إن بلاده تقاتل من أجل مصالحها القومية في سوريا، وليس من أجل بشار الأسد، وثانيًا نحن لدينا طلب بالتدخل من السلطات الشرعية في سوريا. وهذا هو الأساس الذي ننطلق منه، وإن روسيا تدافع عن نفسها في سوريا ضد تهديد قدوم المتطرفين إلى أراضيها، وإنه ليس من المهم بالنسبة لروسيا من سيرأس سوريا في المستقبل، طالما أنه ليس تنظيم داعش، ولا نريد أن يقود تنظيم داعش سوريا.. يجب أن تقودها سلطات مدنية شرعية؛ لأن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر من سيقود سوريا، وأن روسيا حاليًا تعمل على أساس أن الأسد هو الرئيس الشرعي".
مجددًا الأسد تحت
 هذا في الوقت الذي أكد فيه مسئول أمريكي بالبيت الأبيض عقب لقاء بين الرئيسين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين التي تجري في منتجع أنطاليا التركي، بأن أوباما وبوتين "اتفقا على الحاجة إلى عملية انتقال سياسي يقودها السوريون، تسبقها مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين المعارضة السورية والنظام، إضافة إلى وقف لإطلاق النار وأن الرئيسين أجريا محادثات بَنَّاءة استمرت نحو 35 دقيقة، وأن إيجاد حل للحرب في سوريا هو أمر إلزامي أصبح أكثر إلحاحًا بعد الهجمات الإرهابية المروعة في باريس، وأن أوباما رحب بجهود جميع الدول لمواجهة تنظيم داعش في سوريا".
 الحديث الأمريكي والتشاور مع روسيا حول مستقبل الأسد يوازيه شكوك غربية في أن التدخل الروسي في سوريا يهدف إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسد؛ حيث لم تبدِ روسيا بشكل صريح تمسكها التام ببقاء الأسد كشخص عندما طرحت ما أسمته أفكاراً لمرحلة انتقالية، لم تشر فيها صراحة إلى بقاء الأسد أو ترؤسه تلك المرحلة؛ حيث أكد مسئول كبير في الكرملين استمرار الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة حول السبل التي يجب اللجوء اليها لمواجهة تنظيم داعش حتى بعد المحادثات بينهما.
مجددًا الأسد تحت
وقال يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية على هامش قمة مجموعة العشرين: "إن موسكو وواشنطن تتقاسمان الأهداف الاستراتيجية المتقاربة جدًّا حول القتال ضد تنظيم داعش، ولكن الخلافات حول سبل تحقيق ذلك لا تزال ماثلة، وإن موسكو غاضبه لرفض الولايات المتحدة استضافة وفد روسي بقيادة مدفيديف لمناقشة المسألة السورية، وإن هذا سلوك غبي؛ فالأمريكيون يكشفون عن ضعفهم عندما يتخذون قرارات كهذه، أو يرفضون إجراء محادثات، وإن العملية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا لم يكن لها تأثير مطلقًا على تنظيم "داعش"، والتدخل الروسي هو فقط الذي غير الوضع". 
وقالت آن باترسون، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط: "إن الإدارة الأمريكية تسعى لتأسيس مرحلة انتقالية في سوريا بدون بشار الأسد، وإن الغارات الروسية تستهدف المعارضة السورية المسلحة حتى الآن، وليس تنظيم الدولة، وإن واشنطن تعلم أن الهدف من الغارات الروسية هو دعم نظام الأسد، وسنعقد مشاورات خلال القادمين بهدف تشكيل حكومة انتقالية ورحيل الأسد".
مجددًا الأسد تحت
وكان إد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، قد انتقد سياسات الإدارة الأمريكية التي وصفها بالفاشلة، والتي أدت إلى توسع تنظيم الدولة، وأن روسيا تضطلع بالدور المؤثر في سوريا، كما أن الطائرات الروسية تستخدم أسلحة إيرانية؛ ما يشكل انتهاكًا للقوانين والمواثيق الدولية، وهاجم روسيا قائلا، "إن دعمها لبشار الأسد يتناقض مع مزاعمها بالعمل على إقامة دولة ديمقراطية في سوريا، وإن حل الأزمة السورية يكمن في مرحلة انتقالية ودعم المعارضة المعتدلة، واعتماد عقوبات جديدة على حزب الله، الذي يعمل بالوكالة لإيران في سوريا".
مجددًا الأسد تحت
 مما سبق نستطيع أن نؤكد على أنه لا زالت شبكة المصالح بين روسيا والولايات المتحدة تتشابك مع بعضها البعض؛ لمنع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وإن تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية هي جزء من الصفقة التي تخطط لها مع روسيا التي لا زالت تتلاعب بالجميع من أجل مصالحها في الشرق الأوسط. 

شارك