قبائل الخولان تفتح جبهة في صنعاء والحوثيون إلى التفاوضات
السبت 21/نوفمبر/2015 - 04:48 م
طباعة

يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع عودة الرئيس اليمني إلى عدن للإشراف على عملية تحرير تعز.
الوضع الميداني:

وعلى الصعيد الميداني، يستعد الجيش اليمني والمقاومة الشعبية معززين بقوات التحالف، للتوجه نحو مدينة تعز جنوبي اليمن، بعد تمكنهما مساء أمس من تجاوز أهم البوابات الرئيسية لها.
وقالت مصادر محلية وفقاً لموقع "المصدر أونلاين" اليمني: إن حشداً عسكرياً للآليات والجند يتبع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والتحالف، اليوم السبت، على مشارف مدينة الراهدة استعداداً لتحريرها.
وتمكن الجيش والمقاومة بمساندة جوية وبرية للتحالف، مساء أمس من تحرير منطقة الشريجة بلحج، جنوب شرق تعز، وأحد أهم البوابات الرئيسية لمحافظة تعز.
وأعلن قبل ثلاثة أيام عن عملية عسكرية بمشاركة كتائب من المنطقة العسكرية الرابعة وتشكيلات من المقاومة وكوادر من التحالف، تهدف إلى تحرير تعز وفك الحصار عنها تحت مسمى "نصر الحالمة".
فيما فتحت في صنعاء جبهة جديدة في منطقة بني ظبيان التابعة لقبائل الخَوْلان شرق العاصمة؛ حيث تصدر رجال القبائل لتعزيزات عسكرية كانت ميليشيات الحوثي وصالح أرسلتها للالتفاف على مأرب من الجهة الجنوبية الشرقية لصنعاء.
من جانبها أكدت مصادر قبلية "للحدث" أن قبيلة بني ظبيان التي يقودها محافظ صنعاء عبدالقوي الشريف صدت تعزيزات الميليشيات وخاضت اشتباكات معها في الليلة الماضية، في حين رفضت بقية قبائل خولان السماح للقائد الميداني الحوثي أبوعلي الحاكم التواجد في مناطقها، كما رفضت طلباً له السماح بمرور الميليشيات بمناطقها، وتعد هذه أقرب جبهة تفتح من العاصمة صنعاء.
في هذه الأثناء تمكنت المقاومة الشعبية وقوات الجيش من اجتياز عقدة الألغام التي زرعها الحوثيون في طريق تقدمها من لحج والوصول إلى أول مناطق محافظة تعز وسط البلاد.
وأكد قيادي في المقاومة أن قوات الجيش حققت تقدمًا في المناطق الجغرافية التابعة لتعز بعد معارك استمرت خمسة أيام.
وذكر المصدر أن قوات الجيش سيطرت على منطقة حاميم، وعدد من الجبال المطلة على مدينة الراهدة أولى المناطق الجغرافية التابعة لتعز، من الناحية الجنوبية.
كما قالت مصادر عسكرية: إن الجيش السوداني أجرى مناورات عسكرية على ساحل البحر الأحمر في عملية أطلق عليها مسمى "نيران السواحل"٬ في مؤشر على إطلاق التحالف العربي لعملية تحرير السواحل اليمنية، بحسب ما أفاد موقع "يمن برس" الإخباري، اليوم السبت.
وأضافت أن "المناورات العسكرية التي أجراها الجيش السوداني شاركت فيها وحدت خاصة من القوات البرية والجوية والبحرية السودانية، بالتنسيق مع الجيش السعودي".
ويجري الجيش السوداني تدريبات روتينية كل عام٬ إلا أنها المرة الأولى التي يتم إشراك سلاح المدفعية والمعدات الثقيلة في المناورات العسكرية البحرية.
وأوضحت المصادر أن قوات خاصة من الصاعقة السودانية ومشاة البحرية والبرية شاركت في المناورات٬ وأن تنسيق سعودي سوداني رفيع المستوى أشرف على تنفيذ المناورات العسكرية.
وفي سياق آخر أعلنت المقاومة الشعبية عن إزالة 5 آلاف لغم من منطقتي الشريجة وكرش بمحافظة لحج كانت ميليشيات الحوثي قد زرعتها في طرقات ومداخل المدينتين.
ويأتي ذلك فيما أشارت تقديرات إلى أن أكثر من 100 ألف لغم زرعها الانقلابيون في عدة محافظات يمنية منذ مارس الماضي.
وقبل عدة أشهر شكلت دول التحالف عشر فرق متخصصة لنزع الألغام في المناطق المحررة.
ومطلع الشهر الجاري، كشف تقرير لمركز التدريب الوطني لمكافحة الألغام بعدن عن نزع 10 آلاف لغم مضاد للدبابات ومضاد للأفراد بمحافظتي عدن ولحج، مشيرًا إلى سقوط 1150 قتيلًا وجريحًا؛ بسبب الألغام خلال ثلاثة أشهر.
هجوم لـ"داعش":

فيما أعلن مصدر عسكري يمني في اللواء 135 بحضرموت ارتفاع حصيلة قتلى الجيش أثر الهجوم الذي شنه مسلحون على ثكنات عسكرية في حضرموت شرق عدن إلى 12 قتيلاً و31 جريحاً، ومقتل 15 عنصراً من القاعدة المهاجمين بينهم انتحاري.
وقال مصدر عسكري في غرفة عمليات اللواء 135 لـ 24: "إن قتلى الجيش جراء هجوم شنه مسلحون من القاعدة على ثكنتين عسكرتين في بلدة شبام ووادي سر ارتفع إلى 12 قتيلاً و31 جريحاً". وكشف المصدر عن مقتل 15 عنصراً من المهاجمين من عناصر القاعدة.
وتبنى تنظيم داعش الإرهابي أمس الجمعة الهجوم الذي وقع على ثكنات تابعة للجيش اليمني في شرق البلاد.
وبحسب بيان تناقلته حسابات موالية له على موقع تويتر، فإن الهجوم الذي وقع في ولاية حضرموت على 3 ثكنات للجيش تم فيه استهداف القوة المساندة بعبوات ناسفة وتدمير أربع آليات عسكرية.
وتابع البيان أن انتحارياً يدعى بتار العدني فجر نفسه بسيارة مفخخة وقتل على إثرها الشعرات من قوات الإسناد. وختم البيان بأن الاشتباكات لا تزال مستمرة.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، أعلنت جماعة الحوثي أنها ستتجه اليوم السبت إلى سلطنة عمان للقاء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعد حصولها على موافقة الأمم المتحدة حول ملاحظاتها حول حوار سويسرا.
وفي بيان نشره المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام على صفحته الخاصة في فيس بوك، اليوم السبت، أشار إلى أن الأمم المتحدة ردت إيجابياً حول الملاحظات التي وضعوها على مسودة وأجندة الحوار، بالإضافة إلى طلب الأمم المتحدة مناقشة النقاط المختلف عليها للوصول إلى حوار سيعقد في المرحلة المقبلة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.
وتابع البيان إلى أنه وفقاً لما ذكر "سنغادر مطار صنعاء الدولي اليوم إلى العاصمة العمانية مسقط".
وكان ولد الشيخ زار طهران لإقناع إيران بالضغط على حلفائها الحوثيين لتقديم تنازلات تساعد على عقد المفاوضات المرتقبة في جنيف والانصياع لقرار مجلس الأمن القاضي بإنهاء الانقلاب، وسحب المسلحين من المدن ومؤسسات الدولة وتسليم الأسلحة الثقيلة.
المشهد اليمني:
عودة الرئيس اليمني إلى عدن مع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية بدعم من التحالف، مع بدء اللعب على دور القبائل في حسم معركة صنعاء وتحريرها من يد الحوثيين، مع موافقتهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.. هل سينج المبعوث الأممي في الخروج من نفق الدم في اليمن؟