"داعش" .. وتهديد مصير "القاعدة" في الصومال

الأربعاء 25/نوفمبر/2015 - 05:41 م
طباعة داعش .. وتهديد مصير
 
يبدو أن لغة "البقاء للأقوى" هي التي تسود الآن بين الجماعات المسلحة بنيجيريا، وفي ظل ما تشهده الدول العربية والأوروبية من عمليات إرهابية، تتسابق تلك التنظيمات الجهادية على أولوية تبني العمليات الإجرامية، وبالأخص بين تنظيم "القاعدة" و"داعش"، وتعتبر هذه التنظيمات الإرهابية من أكثر الجماعات التي تتولي عمليات التفجيرات والإرهاب في العالم بأكمله.
داعش .. وتهديد مصير
ومع توالي الأحداث الإرهابية واحدة تلو الأخرى، يسرع التنظيمان بتبني تلك العلميات، كنوع من استعراض عضلاته ليبين للعالم قدرته على التوغل والتمدد دون محاربته.
ومع الصراعات القائمة بين تنظيمي القاعدة وداعش، حذرت حركة الشباب الإسلامية الصومالية المحسوبة على تنظيم "القاعدة"،  من أنها ستذبح أي عنصر يغير ولاءه من التنظيم إلى نظيره "داعش" على حد وصفهم، وسط ظهور عدة تقارير تتحدث عن أن بعض الفصائل تعرضت لعقاب بسبب القيام بذلك.
وقال المسؤول في حركة الشباب أبو عبدالله، في بيان للحركة: "إذا قال أحد ما إنه ينتمي إلى حركة إسلامية أخرى، فاقتلوه مباشرة سنذبح أي شخص، إذا قوض الوحدة".
وتحارب حركة الشباب منذ فترة طويلة في شرق إفريقيا للإطاحة بالحكومة المدعومة دوليا في مقديشو والتي تحميها قوة من الاتحاد الأفريقي قوامها 22 ألف جندي.
ويعتبر هذا التحذير نوعًا من محاولة سطو تنظيم القاعدة على العالم، ورغبتها في سد الطريق أمام تمدد داعش في المنطقة وضمن نطاق حدودها التي تريد إقامتها لدولة الخلافة وفقا لنظرتها المتطرفة للإسلام.
كانت مجموعة من فصائل حركة الشباب، قامت منذ قبل بمبايعة تنظيم داعش مؤخرًا، لكن هذا التحرك الذي رآه الكثير من الخبراء مفاجئا لم يكسب زخما كبيرا، وتعرضت تلك الفصائل لهجمات كما تم اغتيال بعض قادتها.
والجدير بالذكر أن الفترة السابقة شهدت انحياز واضح من قبل الشباب لتنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذى أدى إلي تخوفات وسط صفوف القاعدة من أن أعضائها سوف يلحقون بهذا التنظيم، على غرار جماعة بوكو حرام النيجيرية التي بايعته قبل أشهر.
كما أن هناك العديد من الجماعات المسلحة أعلنت في الفترة الماضية ولائها لتنظيم داعش، ومن ضمنهم  جماعات إرهابية في آسيا.
داعش .. وتهديد مصير
ويقول متابعون إنه خلال الرسائل المتبادلة بين التنظيمين المحظورين عالميا، ظهر مدى هو الخلاف المنهجي بينهما إلى درجة أنهما تبادلا الشتائم عبر مقاطع فيديو كانت قد انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأت الخلافات بين التنظمين فور تمدد تنظيم داعش في العراق وسوريا، ففي أعقاب ذلك دعا قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري داعش إلى مبايعته، لكن زعيمها أبو بكر البغدادي رفض وعليه رفضت القاعدة إعلان تنظيم الدولة للخلافة.
وكان محور خلاف أعضاء التنظيمين الإرهابيين حول مدى التأثير والهيمنة على الحركات الجهادية العالمية، وعلى التمويل وعلى إمكانية كسب مقاتلين جدد، وأيضا المكانة والهيبة بين صفوف المليشيات المتطرفة.
وفى وقت سابق هاجم  أبو محمد العدناني، المتحدث باسم داعش، زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري موجها له انتقادات لاذعة.
وقال العدناني في كلمته "عذرا أمير القاعدة".. الدولة ليست فرعا تابعا للقاعدة ولم تكن يوما كذلك بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين كما أنتم اليوم جنود تحت سلطات الملا عمر."
وتنافس التنظيمان في استعراض القوة وتنفيذ العمليات الدموية في الأسابيع القليلة الماضية بهدف تأكيد زعامة كل تنظيم لما يطلقون عليه حمل راية الجهاد في العالم.
وسبق أن هاجم "الظواهري" أبو بكر البغدادي، قائلا: "تحملنا الكثير من الأذى من جماعة أبا بكر البغدادي، وخلف نفسه على المسلمين بغير مشورة، وكل همه جمع البيعات وشق الصفوف".
وقال الظواهري، في تسجيل صوتي له، إن البغدادي لم يلتفت إلى قنابل إسرائيل في غزة وكل همه هو الخلافة، مطالبا كل من بايع تنظيم "داعش" التبرؤ من بيعته.
داعش .. وتهديد مصير
وتدعو القاعدة إلى الجهاد الدولي، وهاجمت أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول، أبرزها هجمات 11 سبتمبر 2001، وتبع هذه الهجمات شن الحكومة الأمريكية حربًا على الإرهاب، وتشمل أهداف القاعدة إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية وإنشاء خلافة إسلامية جديدة، وتعتقد القاعدة أن هناك تحالفًا مسيحيًا - يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام، وتصنف القاعدة كمنظمة إرهابية من قبل كل من مجلس الأمن والأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية للاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الأمريكية وأستراليا والهند وكندا وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وهولندا والمملكة المتحدة وروسيا والسويد وتركيا وسويسرا. 
بينما تنظيم داعش يتبنى الفكر السلفي الجهادي، ويهدف أعضاءه إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، ينتشر في العراق وسوريا، وزعيمه هو أبو بكر البغدادي.
وكان لداعش صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة حتى فبراير عام 2014، حيث إنه بعد صراع طويل استمر لمدة ثمانية أشهر قطع تنظيم القاعدة كل العلاقات مع داعش ردًا على وحشيتها وما قيل "الاستعصاء سيئ السمعة".
ويرى مراقبون أن التنظيم الإرهابي داعش بات يجتذب العديد لصفوفه نظرًا لنشاط التنظيم براديكالية أكثر من القاعدة، لذلك فإن الأخيرة لديها تخوفات من حدوث انشقاقات بين صفوفها ومبايعة التنظيم الإرهابي "داعش"، كذلك يهدد تنظيم "داعش" وجود القاعدة في الصومال.

شارك