تقدم للمقاومة في تعز.. وسط تحذير من تفاقم الوضع الإنساني
الأربعاء 25/نوفمبر/2015 - 07:34 م
طباعة

يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، مع زيارة وفد من قبائل مأرب إلى دولة الإمارات وسط اتهامات لجماعة الإخوان بالتخاذل في معارك تعز.
الوضع الميداني:

تمكنت المقاومة الشعبية يوم أمس الثلاثاء من تحقيق تقدم نوعي هو الأكبر منذ بدء المعارك على جبهة كرش الشريجة.
ووفقاً لموقع "عدن الغد" شنت المقاومة فجر أمس الثلاثاء هجوماً من عدة محاور على مدينة الشريجة والمناطق المجاورة لها، وبعد اشتباكات دامت لأكثر من ساعة تمكنت المقاومة من التقدم بهذه المناطق وسيطرت على بلدة الشريجة وتقدمت صوب مدينة الراهدة القريبة.
وحققت المقاومة تقدماً في هذه المناطق وسيطرت على مدينة الشريجة والمناطق المحيطة بها بشكل كامل واستعادت كافة المواقع التي كانت ميليشيا الحوثي قد سيطرت عليها الإثنين، وباتت تمضي في طريقها صوب مدينة الراهدة.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة في منطقة ماس بمديرية مجزر شمال مأرب، ومنطقة المخدرة شمال غرب، حسب مركز "سبأ".
وأسفرت المواجهات عن قتلى وجرحى من الحوثيين والموالين لصالح، لم تُعرف حصيلتهم.
وشنت طائرات التحالف مساء أمس، مخزن أسلحة وعتاد وآليات عسكرية تابع للحوثيين والموالين لصالح.
ويقول الجيش الوطني بمأرب، إنه بصدد الإعداد لمعركة تحرير بقية أجزاء مأرب التي لا تزال خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي وصالح وهي مديريتي صرواح ومجزر.
بالتزامن مع التقدم المتواصل للقوات المشتركة و"المقاومة" والتحالف في تعز، دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى «وقف القتال في المدينة والجلوس إلى طاولة المفاوضات وإزالة أسباب الاقتتال والتناحر». ونشر اقتراحاً عبر «فايسبوك»، داعياً من وصفهم بـ «الخيرين من أبناء المحافظة» إلى العمل على «إخراج كل الميليشيات، من كل الأطراف بما في ذلك قوات التحالف والمقاومة». كما اقترح «أن تتحمل السلطة المحلية ورجال الأمن والجيش المسؤولية وتسيير شؤون المحافظة».
في عدن، أكدت مصادر أمنية أمس عودة نحو 500 عنصر من «المقاومة» من معسكر تدريبي في أرتيريا، تشرف عليه قوات التحالف، ومن المقرر أن يتم توزيع هذه القوة على مراكز الشرطة في المدينة المحررة، وفي تكرار للحوادث الأمنية التي تشهدها المدينة أعلنت المصادر ذاتها أن «مسلحين مجهولين سطوا على فرع أحد المصارف المحلية في حي المنصورة ونهبوا خمسين مليون ريال» (الدولار=215 ريالاً).
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، استأنف مطار عدن الدولي جنوب اليمن اليوم الأربعاء، حركة الملاحة الجوية بعد توقف دام نحو ثمانية أشهر جراء المواجهات المسلحة التي دارت بين الحوثيين مدعومين بقوات المخلوع صالح من جهة وقوات الجيش والمقاومة الشعبية من جهة أخرى.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وجه فور عودته من العاصمة السعودية الرياض إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، منتصف الأسبوع الماضي، باستئناف نشاط مطار عدن الدولي.
وأكد مدير عام مطار عدن الدولي طارق عبده على استئناف رحلات الطيران التجارية التابعة لطيران اليمنية، الأربعاء، من خلال أولى رحلات الشركة اليمنية التي ستقل مسافرين من عدن إلى عمان، وقال: إن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية ستصل، اليوم، مطار عدن قادمة من عمان لنقل الجرحى من عدن إلى الخرطوم.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، قال نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحاح إن الحكومة اليمنية جاهزة ومستعدة للسلام بنوايا صادقة.
وأشار بحاح خلال لقائه يوم الاربعاء في العاصمة السعودية بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أن حكومته حريصة على ايقاف الحرب في أقرب وقت ممكن.
وأضاف بحاح "ان جميع قوى التحالف تسعى إلى عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن كوننا جميعا أمام فرصة مواتية لصنع سلام حقيقي ودائم، وعلى الوفد الحكومي الرسمي أن لا يعود من مهمته المقبلة إلا بذلك، فالجميع على أتم الاستعداد لتقديم ما يمكن من أجل استعادة الدولة وترسيخ الأمن والاستقرار في كل أرجاء الوطن"، بحسب وكالة سبأ.
ولفت بحاح إلى أن ما يحدث في اليمن "أن هناك طرف واحد هو المعتدي وهو من يمارس الإرهاب بقتل المدنيين في مختلف المحافظات والمدن اليمنية وهو من تسبب في الدمار الذي لحق بعدد من المحافظات".
وتابع "ان مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية هم من يتحملون استمرار نزيف الدم والدمار الذي حل باليمن منذ بداية الحرب، وأن انقلابهم على الدولة ومؤسساتها أوجد الفراغ وأتاح الفرصة للجماعات الإرهابية كي تنشط في عدة مناطق في البلاد".
من جانبه قال ولد الشيخ أنه التقى بالطرف الآخر من الحوثيين وصالح، واكد اعترافهم بالقرارات الأممية، وأنه سيجري خلال المشاورات القادمة بحث الآلية العملية لتنفيذ تلك القرارات لإنهاء الحرب التي تعيشها اليمن منذ انقلاب جماعة الحوثي صالح على الدولة وإسقاط العاصمة صنعاء.
الوضع الإنساني:

اتهم مسئول كبير بالأمم المتحدة جماعة الحوثيين باليمن بعرقلة تسليم إمدادات إنسانية للمدنيين بمدينة تعز وحذر من أن ما يصل إلى 200 ألف شخص يعيشون في "حصار فعلي" بالمدينة.
ويحاول مناصرون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مدعومون بقوات التحالف العربي انتزاع السيطرة منذ شهور على المدينة التي تقع على بعد نحو 205 كيلومترات جنوبي العاصمة صنعاء من الحوثيين ودارت اشتباكات أوقعت مئات القتلى وشردت كثيرين.
وقال ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق إغاثات الطوارئ إن القتال المستمر على مدى شهور جعل حوالي 200 ألف مدني في حالة حصار فعلي وبحاجة لمياه الشرب والعلاج وغيرهما من المساعدات اللازمة لإنقاذ حياتهم وحمايتهم.
وأضاف في بيان صدر في نيويورك أمس الثلاثاء "جماعة الحوثيين واللجان الشعبية تغلق طرق الإمداد وتواصل إعاقة توصيل الإمدادات الإنسانية الطارئة لمدينة تعز".
وتابع قائلاً "رغم المحاولات المستمرة من جانب وكالات الأمم المتحدة وشركائنا في جهود الإغاثة الإنسانية للتفاوض على سبل توصيل الإمدادات للناس لاتزال شاحناتنا متوقفة عند نقاط التفتيش ولم يسمح بدخول إلا كميات محدودة جدا من المساعدات".
وقتل ما لا يقل عن 5700 شخص في الصراع الذي بدأ بعد أن زحف الحوثيون المدعومون من إيران صوب مدينة عدن الجنوبية في مارس مما اضطر هادي لمغادرة البلاد وأدى إلى تدخل قوات عربية بقيادة السعودية.
المشهد اليمني:
بعد عودة الرئيس اليمني إلى عدن مع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية بدعم من التحالف، وبدء اللعب على دور القبائل في حسم معركة صنعاء وتحريرها من يد الحوثيين، مع موافقتهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.. هل سينجح المبعوث الأممي في الخروج من نفق الدم في اليمن؟