السعودية تحبط تسلل الحوثيين.. وهادي يستلم مقترحات "جنيف2"
الإثنين 30/نوفمبر/2015 - 04:56 م
طباعة

يواصل التحالف العربي قصفه لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لهم، فيما تشهد تعز معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية والمتمردين، وسط غموض في موعد لقاء "جنيف2".
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، جددت مقاتلات التحالف استهداف مواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات المتحالفة معهم، في العاصمة صنعاء وضواحيها، وطالت الغارات المكثفة مواقع في منطقة الصباحة وفج عطان وجبل عيبان غرب العاصمة.
واستهدف طيران التحالف أيضًا نقيل يسلح بين صنعاء ومحافظات الوسط والجنوب، إضافة إلى معسكر النهدين ومنطقة الجرداء جنوب العاصمة ومنطقة ذهبان شمالها.
كما استهدف التحالف مخازن الأسلحة في جبل نقم إلى جانب معسكر الحفا شرق المدينة.
الغارات الجوية المكثفة في صنعاء وعدد من المحافظات تزامنت مع ارتفاع وتيرة المواجهات بين المقاومة الشعبية والميليشيات شمال محافظة الضالع؛ حيث أكدت مصادر المقاومة أنها استعادت السيطرة على منطقة يعيس ومرتفعات أخرى في الجهة الجنوبية من مدينة دمت التي تسيطر عليها الميليشيات، كما دارت اشتباكات عنيفة في نقيل الخشبة المطل على مدينة قعطبة.
وكان مصدر في المقاومة قد أفاد بأسر القيادي الحوثي البارز أبو الليث الغرباني.
وفي تعز، تتواصل المواجهات وتبادل القصف المدفعي بين الجيش الوطني والمقاومة وعناصر الميليشيات في مواقع شمال منطقة الشريجة.
أما في شبوة فقد قتل عشرة من المتمردين في مديرية عسيلان في كمين نصبته المقاومة الشعبية لاستهداف تعزيزات حوثية تحاول الدفع بها لاستعادة السيطرة على المحافظة.
وقالت مصادر محلية: إن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح انسحبت اليوم الاثنين، بصورة مفاجئة من معسكر "اللواء 119" في بلدة بيحان بشبوة.
وتقع بيحان وهي بلدة ريفية بين محافظتي مأرب وشبوة، واحتلها الحوثيون وقوات صالح في بداية عدوانهم على البلاد.
وقال مصدر محلي وشهود عيان لـ24: إن "ميليشيات المخلوع صالح انسحبت من بلدة بيحان في شبوة ونقلت مركباتها العسكرية من معسكر اللواء 119 ناحية بلدة عسيلان القريبة"، موضحين أن "النقاط التي كان الحوثيون وقوات المخلوع صالح ينصبونها في طرقات البلدة انسحبوا منها بصورة مفاجئة".
كما أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية أن حرس الحدود، بقطاع الحرث في منطقة جازان تمكنوا مساء الأحد من التصدي لمحاولة تسلل عناصر معادية عبر الحدود إلى المملكة، باستخدام أسلحة رشاشة وقذائف عسكرية استهدفت موقعي مراقبة تابعة لحرس الحدود.
وأكد أنه تم اعتراض الميليشيات وتبادل إطلاق النار معهم وإرغامهم على الفرار من حيث أتوا. وقد نتج عن تبادل إطلاق النار، بحسب المتحدث باسم الداخلية استشهاد 3 جنود هم مرعي عسعوس إبراهيم دراج، ومحسن محمد أحمد مريدي، وأسامة محمد علي العامري.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، تعهد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بمواصلة المعركة والانتصار، واستعادة اليمن وفرض النظام والقانون وإيقاف الانقلابيين، ومنع التدخل الإيراني من تحقيق أهدافه.
وأضاف هادي في خطاب بمناسبة الثلاثين من نوفمبر ذكرى الاستقلال أن اليمنيين يريدون دولة لا تحكمها الميليشيات ولا أصحاب النفوذ والاستحواذ، ولا أصحاب الحق الإلهي كما يدعون، ولا حكم العوائل وقصص التوريث.
وقال هادي: إن الخيار الذي تسير فيه حكومته يتمثل في إنهاء الوضع الانقلابي الذي نفذه الحوثيون وقوات صالح، ووقف التدخل الإيراني عن مراده وأهدافه.
وأشار إلى أن الشعب اليمني قدم تنازلات لتجنيب البلاد الحرب والدمار، غير أن جماعة الحوثيين تحالفت مع صالح وشنت حرباً على اليمنيين الذين استبسلوا في الدفاع عن حقهم في الحرية والحياة.
كما تسببت صورة بثها قيادي في ميليشيات الحوثي الأحد تجمعه بالقيادي في جماعة الإخوان المسلمين في اليمن قائد قوات الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر- بحالة من الجدل في صفوف قيادات وأعضاء الجماعة في اليمن.
وبث القيادي علي البخيتي الذي وصل الرياض السبت، صورة برفقة علي محسن الأحمر القيادي في جماعة الإخوان، وشن ناشطون إخوان هجوماً عنيفاً على قائد قوات الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر، المقيم في المملكة العربية السعودية التي طرد إليها، عقب احتلال الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء في الـ 21 من سبتمبر العام 2014.
وشن القيادي في جماعة الإخوان الذي فرّ إلى تركيا خالد الأنسي هجوماً حاداً على علي محسن الأحمر على خلفية مصافحته للقيادي الحوثي علي البخيتي، منتقداً بعض المبررين للقاء وكتب الأنسي "توقفوا عن البحث عن تبريرات سخيفة للقاء علي محسن الأحمر بالبخيتي"، مؤكداً أن الأفضل من البحث عن المبررات أن تبحثوا عن ماهية الرسالة التي نقلها البخيتي من المخلوع إلى علي محسن الاحمر، وهل من ثمة صفقة قادمة بين المخلوع وبين علي محسن الأحمر وعلى حساب من؟".
وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها تقارب بين حزب الإصلاح والحوثيين، فقد سبق ذلك ذهاب قيادات في حزب الإخوان للقاء بزعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي في صعدة، فيما عرف بلقاء التعايش والسلام.
وأعلن الإخوان موقفاً محايداً من محاصرة الرئيس هادي مطلع العام الحالي، بعد أن توغلت ميليشيات الحوثي وحليفهم علي صالح نحو عدن؛ ليمد الرئيس يده للخليج العربي؛ من أجل مساندته في مواجهة التمدد الإيراني لتنطلق عاصفة الحزم في أواخر مارس الماضي، وبعد عشرة أيام من القتال والغارات المكثفة على الميليشيات أعلن حزب الإخوان تأييده لعاصفة الحزم ببيان ركيك.
ويعاني الحزب الإسلامي الذي أنشأ على خلفية جهادية، باعتبار أن الكثير من قياداته هم قادة في تنظيم القاعدة الذين عادوا من أفغانستان مطلع تسعينيات القرن الماضي، بحالة من التشرذم، فالكثير من تيارات الحزب أعلنت موقفاً قوياً في دول التحالف في حين أن أخرى تمارس ما يقول قياديون في الحزب إنها عملية تطبيع مع حلفاء طهران في اليمن.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، أكد أحد أعضاء الفريق التفاوضي في الحكومة اليمنية أن الخلافات بين الفرقاء اليمنيين بشأن جدول أعمال مباحثات "جنيف2" لإيجاد حل للأزمة اليمنية تؤخر انطلاق المفاوضات.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر رفض الكشف عن هويته نفيه ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المحلية عن تحديد موعد 13 ديسمبر المقبل لبدء المفاوضات بين الحكومة اليمنية من جهة والحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى.
ورغم أن المصدر لم يكشف عن طبيعة الخلافات فإن رئيس وفد الحكومة عبد الملك المخلافي قال السبت الماضي- في بيان نشره على صفحته بتويتر-: "سنذهب إلى السلام وسنبذل كل ما يجب من أجل ذلك رغم أن الطرف الآخر لم يحدد فريقه للأمم المتحدة".
فيما قالت مصادر سياسية يمنية رفيعة: إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تسلم، أمس، مسودة الملاحظات الخاصة على مشروع الأجندة التي اقترحها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لمشاورات جنيف بين الأطراف اليمنية.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن تلك المصادر، قولها: إن هناك الكثير من الملاحظات المطروحة بخصوص الأجندة، وإن العملية ما زالت تمر بمرحلة ماراثونية من المشاورات التي يجريها المبعوث الأممي مع مختلف الأطراف، إضافة إلى المشاورات الداخلية التي تجريها القيادة اليمنية الشرعية، ممثلة في الرئيس هادي ونائبه، خالد محفوظ بحاح، مع القوى السياسية اليمنية والهيئة الاستشارية الوطنية.
وذكرت مصادر أن القيادة اليمنية الشرعية تتعرض لضغوط دولية للقبول بالمشاركة في مفاوضات مباشرة مع المتمردين الحوثيين وبإيقاف الحرب، غير أن المصادر ذاتها أكدت أن القيادة اليمنية تطالب بضمانات دولية لتنفيذ المتمردين للقرار الأممي، وتؤكد أن المشاورات «لن تتجاوز موضوع تطبيق القرار الأممي 2216»، وأن «جانب الشرعية، حتى اللحظة، يضغط على تنفيذ قرار مجلس الأمن، أولاً، قبل الدخول في مفاوضات مباشرة للعودة للعملية السياسية».
وتشترط الحكومة اليمنية أن تقوم المفاوضات المرتقبة بناء على القرار الدولي 2216 الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من جميع المدن، فيما يشترط الحوثيون "نقاط اتفاق مسقط السبع" كأساس للمفاوضات، وهو ما ترفضه الحكومة وتقول إنه التفاف على القرار الأممي.
فيما طالب نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالسعي بقوة من أجل تنفيذ القرارات الأممية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216, وإلزام قادة الميليشيا بقبولها وتنفيذها بما يضمن حقن دماء اليمنيين وإيقاف الحرب.
وأكد بحاح خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء الأحد في باريس، عن تطلع السلطات الشرعية في اليمن للوصول إلى سلام يوقف نزيف الدم والدمار الذي تتسبب به ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح. وقال، إن حكومته وعلى الرغم من كل المكاسب العسكرية التي تحققت والعمليات التي تمت لتحرير عدد من المدن اليمنية بمساندة دول التحالف العربي، إلا أنها ما زالت تسعى لإيقاف الحرب والبدء في مرحلة سلام حقيقي ودائم، والترحيب بأي مشاورات جادة وصادقة مع الانقلابيين.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية سباء، أن الجانبين ناقشا خلال اللقاء مستجدات الأوضاع في اليمن والمرحلة المقبلة في ظل الظروف الحالية التي تشهدها البلاد.
من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة الحرص على إيقاف الحرب في اليمن والعودة للمسار السياسي بصورة سليمة تضمن حقوق الشعب في المشاركة، مجدداً التأكيد على أن الأمم المتحدة، لن تألو جهداً في سبيل الوصول لحل دائم وخلق سلام بين الأطراف كافة، وإيجاد آلية مناسبة لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة باليمن.
الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الإنساني، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مهرجان "رد الجميل" في مدينة عدن لصالح أسر الشهداء اليمنيين؛ وذلك تقديراً لتضحيات الشهداء من أجل نصرة الحق والذود عن حياض اليمن، وتعزيزاً لقدرة أسرهم من بعدهم على مواجهة ظروف الحياة وتلبية احتياجاتهم.
وتضمنت فعاليات المهرجان توزيع الملابس المتنوعة خاصة للأطفال والمستلزمات الضرورية لأسر الشهداء، وخصصت الهيئة 12 قطعة ملابس لكل أسرة وحسب اختياراتها من إحدى المحال التجارية الشهيرة في عدن ويستمر المهرجان حتى الرابع من ديسمبر.
وقال تقرير لهيئة الهلال الاحمر: إن "هذه الفعالية تأتي ضمن مبادرات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي النوعية على الساحة اليمنية، والتي لبت جميع متطلبات الشعب اليمني في المجالات كافة، وعززت استجابة الهيئة تجاه الأوضاع الإنسانية في اليمن، ووفرت رعاية خاصة للفئات الضعيفة وأصحاب الحاجات وفي مقدمتهم أسر الشهداء، كما تؤكد هذه المبادرة شمولية النظرة الإنسانية لمساعدات الهلال الأحمر في اليمن وحرصها على تنويع برامجها لتغطي جميع مجالات الحياة الأساسية".
وأشاد محافظ عدن، اللواء جعفر محمد سعد، بمبادرة الهلال الأحمر الإماراتي تجاه أسر الشهداء، وقال إن "الهيئة أكدت أنها تتبنى قضايا حيوية حيال الأزمة اليمنية وضحاياها، وتقف بجانبهم في هذه الظروف الحرجة وخططت برامجها ومشاريعها بعناية ولم تغفل أي جانب من ضروريات الحياة في اليمن".
المشهد اليمني
بعد عودة الرئيس اليمني إلى عدن مع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية بدعم من التحالف، وبدء اللعب على دور القبائل في حسم معركة صنعاء وتحريرها من يد الحوثيين، وسط مباحثات تمهيدية لعقد مؤتمر جنيف2 بحضور الأطراف المعنية.