نجاح صفقة "جبهة النصرة".. هل تنجح لبنان في تحرير العسكريين لدى "داعش"؟
الثلاثاء 01/ديسمبر/2015 - 02:55 م
طباعة

أخيراً وبعد نحو 16 شهراً من الإنتظار والدموع التي ترافقت مع مفاوضات شاقّة جدّاً، تمت صفقة الافراج عن16 عسكري لبناني كانوا مختطفين لدى جبهة "النصرة" فرع تنظيم القاعدة في سوريا، كانت أسرتهم في أغسطس 2014.
16 عسكريًّا حرًّا

أعلنت المديرية العامة للأمن العام في لبنان، أن عملية تحرير الـ16 عسكرياً الذين كانوا مختطفين لدى جبهة "النصرة" تمت ظهر اليوم"، مؤكدين أنهم "في عهدة الأمن العام".
وأشارت المديرية عبر موقعها الرسمي عبر "تويتر" إلى أسماء العسكريين المحررين وهم: الرقيب جورج الخوري، المعاون بيار جعجع، الجندي أول ناهي عاطف بوقلفوني، الرقيب أول ايهاب الأطرش، الجندي ريان سلام، العريف سليمان الديراني، العريف ميمون جابر، العريف أحمد عباس، العريف وائل حمص، العريف زياد عمر، العريف محمد طالب، الدركي لامع مزاحم، الدركي عباس مشيك، الدركي ماهر فياض، الدركي جورج خزاقة، والدركي رواد بودرهمين".
وأضافت: "إذ نشكر كل الذين ساهموا في إنجاز هذه العملية الإنسانية والوطنية، والتي أدّت إلى عودة العسكريين إلى وطنهم وذويهم، نؤكد أنها لن تألو جهداً في العمل على استعادة العسكريين المخطوفين لدى "داعش".
وأسرت جبهة النصرة الجنود خلال هجوم شنته على بلدة عرسال مع تنظيم الدولة الإسلامية في أغسطس عام 2014. ويعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يحتجز تسعة جنود لا يشملهم الاتفاق.
وفي وقت سابق ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه تم تسليم جثة جندي لبناني قتل في الأسر لدى جبهة النصرة إلى الصليب الأحمر والمديرية العامة للأمن العام اللبنانية.
ونقلت الوكالة عن بيان لمديرية الأمن العام "في إطار متابعة قضية العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وبنتيجة المفاوضات استلمت دورية من المديرية العامة للأمن العام والصليب الأحمر اللبناني جثة الجندي الشهيد محمد حمية وسيصار إلى تسليمها إلى المراجع المعنية."
وقال مصدر أمني إن تسليم الجثة كان أول خطوة في الاتفاق. وحمية هو أحد أربعة جنود قتلتهم جبهة النصرة بعد أسرهم في الهجوم على عرسال.
أما المفرج عنهم الـ 13 من السجون اللبنانية، فان القاسم المشترك بينهم عدم صدور أي احكام في حقهم، الأمر الذي سهّل اتخاذ قرار الإفراج عنهم، وهم: شابان لبنانيان، شابان فلسطينيان، أربعة شبان سوريين، بالاضافة إلى خمسة نساء هن: العراقية سجى الدليمي طليقة "الخليفة" أبو بكر البغدادي الذي تزوّجها لمدة شهر وأنجبت له ابنة تدعى هاجر وأُوقفت على أحد حواجز الشمال في نوفمبر 2014، اللبنانية جمانة حميد التي أُلقي القبض عليها اثناء قيادتها سيارة مفخخة بما يزيد عن 100 كلغ من المتفجرات في فبراير 2014 كانت متجهة من عرسال نحو اللبوة في منطقة البقاع الشمالي، والسورية علا العقيلي زوجة القيادي في "داعش" أنس جركس الملقب بـ"أبو علي الشيشاني" والتي أُوقفت في ديمسبر 2014 في منطقة الشمال وزوجة شقيق جركس السورية ليلى عبد الكريم النجار، بالاضافة الى سمر الهندي.
بنود الصفقة:

وفي التفاصيل الصفقة ذكرت مصادر، أنه مع حلول مساء السبت الماضي، اكتملت كل عناصر صفقة التبادل بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم و"جبهة النصرة" برعاية القطريين وضمانتهم المباشرة.
وأعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في تصريح له من نقطة تبادل العسكريين المحررين في البقاع، أنّ "صفقة التبادل تمّت بشروط تحفظ السيادة وأقل من ذلك لا يمكن". وأكّد الإستعداد للتفاوض مع تنظيم "داعش" لتحرير العسكريين لديه إذا وجدنا من نتفاوض معه.
وردّاً على سؤال حول قرار السجناء المفرج عنهم البقاء في لبنان، أكّد إبراهيم أنّه يمكنهم البقاء في لبنان، لأنّ لبنان بلد الحرية". وأضاف: "لا داعي للشكر هذه واجباتنا".
وتقول مصادر أمنية إنه جرى التفاوض على اتفاق الإفراج بوساطة قطرية ومن المتوقع أن يتضمن إطلاق سراح 13 إسلاميا محتجزين في السجون اللبنانية وبينهم سجى الدليمي طليقة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي.
وامضي المدير العام للأمن العام، ليلة السبت الأحد في مقر المديرية العامة للأمن العام، أعطى الأوامر لكل فرق الأمن العام بالتصرف على أساس أن الاتفاق سيُنفّذ اعتباراً من فجر الأحد من دون الالتفات الى محاولات فرض شروط جديدة. اتخذ هذا القرار بحضور ممثل قطر وبمعرفة من كانوا يتولون المفاوضات عن "النصرة" في تركيا.
وتلا ممثل مؤسسة "لايف" الناشط الحقوقي نبيل الحلبي بنود الإتفاق الذي تمّ بين الدولة اللبنانية الممثلة باللواء إبراهيم والوساطة القطرية و"جبهة النصرة" في مسألة الافراج عن العسكريين. وبنود الإتفاق هي:
- فتح ممر الزامي آمن بين مخيم اللاجئين وعرسال بشكل دائم، ما سيؤدي إلى تخفيف عملية الإحتقان بين اللاجئين والقوى الأمنية.
- تأمين إغاثة بشكل شهري إلى اللاجئين في عرسال من خلال الهيئات الإنسانية.
- إجلاء الجرحى المدنيين وتسهيل دخولهم إلى مشافي عرسال، حيث سيتمّ الإطلاع على لائحة بأسماء الجرحى وتسوية أوضاعهم للمعالجة داخل الأراضي اللبنانية.
- تأمين المواد الطبية وتجهيز مشفى عرسال.
- جعل منطقة وادي حميد منطقة آمنة.
- متابعة الأوضاع الإنسانية والقانونية للاجئين.
وعلى الرغم من هذه المبادرة في محاولة منه لوضع "النصرة" في الزاوية واحراجها وصولاً إلى إظهارها في موقع المعرقل للاتفاق في مقابل الالتزام الحرفي للحكومة اللبنانية بكل البنود، وعلى الرغم من إلحاح القطريين، حاولت "النصرة" اضافة مطالب جديدة أبرزها إثارة قضية تسوية الأوضاع القانونية للشيخ مصطفى الحجيري الملقّب بـ"أبو طاقية"، غير أن اللواء ابراهيم، اعتبر أن هذا المطلب وغيره (نقل الجرحى الى تركيا بدل عرسال) هي مطالب تعجيزية مخالفة لنص الاتفاق وتلامس الخطوط الحمراء التي رسمتها خلية الأزمة اللبنانية.
وقد سلّمت السلطات اللبنانية 13 سجيناً، بينهم 5 نساء لـ"جبهة النصرة"، فيما أفرجت الأخيرة عن 16 عسكرياً كانت تحتجزهم منذ العام 2014. كما سلمت أيضاً جثة الجندي محمد حمية الذي كانت أعدمته رمياً بالرصاص في أيلول العام 2014.
الخطوة التالية:

وقال اللواء عباس إبراهيم مدير مديرية الأمن العام اللبنانية الثلاثاء إن حكومة لبنان مستعدة للتفاوض مع تنظيم "داعش" على الإفراج عن تسعة جنود يحتجزهم التنظيم منذ أغسطس 2014.
وقال إن فرحة إفراج جبهة النصرة عن 16 من أفراد الجيش والشرطة اللبنانيين الثلاثاء لم تكتمل بسبب التسعة المحتجزين.
وأضاف "نحن مستعدون للبدء بعملية تفاوض مع داعش حول تسعة عسكريين معتقلين لديها إذا وجدنا من نتفاوض معه".
المشهد اللبناني:

تحرير 16 عسكريا من يد جماعة "جبهة النصرة" هو تأكيد علي قوة وصلابة الاجهزة الامنية وتوافق القوي السياسة اللبنانية في التوصل الي هدف، بتحرير الرهائن العسكريين.
الجانب الأخر اظهر قوة وعلاقة قطر وتكريا بالجماعات المسلحة في سوريا وفي مقدمتها "جبهة النصرة" والتي تصنف كجماعة ارهابية.. هل سينجح الحطوة التالية بالافراج عن 9 عسكريين لدي "داعش" بعد نجاح الافراج عن الاسري لدي جبهة النصرة؟