وسط دعم آلاف الأمريكيين لـ"داعش".. أصوات بالكونجرس تطالب ببقاء الأسد
الأربعاء 02/ديسمبر/2015 - 12:38 م
طباعة

حالة من التخوف تشهدها مراكز الأبحاث وصناعة القرار الأمريكي وسط ارتفاع المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، عكست هذه المخاوف على صناع القرار في مجلس النواب الأمريكي" الكونجرس" بالإبقاء علي الأسد لتكرار سيناريو العراق وليبيا.
آلاف الأمريكيين مع "داعش"

بلغ الدعم لتنظيم "داعش" الإرهابي، في أمريكا مستوى غير مسبوق؛ إذ بلغ عدد المتعاطفين مع التنظيم عدة آلاف بالولايات المتحدة، وارتفع عدد الاعتقالات المتعلقة بالإرهاب في عام 2015، مقارنة بالأعوام الأخرى منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر العام 2001، وفقًا لتقرير صادر عن برنامج "التطرف" بجامعة جورج واشنطن الأمريكية، بحسب (CNN) .
وأشار التقرير إلى أن مجندي "داعش" من الذكور يبلغ متوسط أعمارهم 26 عاماً، وحدد ما لا يقل عن 300 أمريكي يدعمون نشاط "داعش" على وسائل الإعلام الاجتماعية، وينشرون الدعاية نيابة عن التنظيم الإرهابي، وذكر أن موقع "تويتر" هو المنصة المفضلة لهؤلاء.
وبالإضافة إلى الأشخاص الذين يدعمون "داعش" على وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في وقت سابق أن لديه أيضًا 900 تحقيق مفتوح بشأن المتطرفين العنيفين محليًّا، وغالبية هؤلاء على صلة بـ"داعش".
وفي أعقاب سلسلة هجمات باريس التي راح ضحيتها 130 شخصاً إلى جانب إصابة 352 آخرين، ركز مكتب التحقيقات الفيدرالي على مائة تحقيق من أصل 900، وفقاً لمدير المكتب، جيمس كومي.
ويُذكر أن أصعب مهمة لمؤسسات إنفاذ القانون الفيدرالية هي تتبع هذه التهديدات وتحديد الأولويات، من بين أولئك الذي يُعتقد أنهم يشكلون خطرًا فعليًّا بشن هجمات مماثلة وآخرين ممن يتابعون دعاية "داعش".
وبينما شهدت الولايات المتحدة حملة من الاعتقالات بلغت حوالي 15 اعتقالاً، جراء أنشطة ذات صلة بـ"داعش" في عام 2014، ارتفع ذلك العدد إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، إذ اتهمت السلطات الأمريكية 56 شخصاً على الأقل حتى الآن في عام 2015.
الشباب في المقدمة

وأوضح التقرير، أن الـ71 شخصًا الذين قُبض عليهم لتورطهم أو رغبتهم في الانضمام لـ"داعش" منذ بروز نفوذه في أوائل عام 2014، فهم إما مواطنون أمريكيون أو مقيمون دائمون بالولايات المتحدة، وكان المشتبه به الأصغر سناً، يبلغ من العمر 15 عاماً. وتنوعت جرائم هؤلاء بين نشر الدعاية إلى السعي بجدية للحصول على الأسلحة والتعاون مع متآمرين لتنفيذ هجوم داخل الولايات المتحدة.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) أعلن في مايو أن العديد من الشبان في ولاية مينيسوتا ممن تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 21 عامًا، اعتقلوا ووجهت إليهم تهمة محاولة الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
كما أن التدقيق بقضايا المعتقلين بارتكاب جرائم تتعلق بـ"داعش" يعطي لمحة عن دوافعهم، إذ سعى 27 % فقط بالتآمر لتنفيذ هجوم في أمريكا، وكان أكثر من نصفهم يريد السفر أو محاولة السفر إلى الخارج للانضمام إلى التنظيم في سوريا أو العراق.
ورغم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يعتقد أن اتجاه المقاتلين الأجانب من الولايات المتحدة إلى سوريا والعراق يتراجع، إلا أن مسئولين أمريكيين يقدرون سفر أكثر من 250 أمريكياً للانضمام لـ"داعش"، وأن العشرات منهم نجحوا فعلًا بالانضمام إلى صفوف التنظيم، في حين لاقى 20 شخصاً حتفهم خلال مشاركتهم بالصراع.
الكونجرس يحذر

تولسي غابارد النائب عن الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي
مع ارتفاع موجة الدعم من الآلاف الأمريكيين تجاه "داعش"، حذرت النائب عن الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي تولسي غابارد، من خطر تكرار السيناريو العراقي أو الليبي في سوريا في حال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، فيما دعت واشنطن تركيا لإغلاق الحدود.
وتابعت غابارد في تصريحات لقناة "سي ان ان"، أن مثل هذا التطور للأحداث سيؤدي إلى تعزيز مواقع "داعش" وسيسمح للتنظيم بالاستيلاء على مساحات أوسع من الأراضي، بالإضافة إلى تنامي الخطر المحدق بالمنطقة.
وتساءلت: "إن نظرنا إلى الماضي القريب، عندما رأينا الإطاحة بصدام حسين في العراق من قبل الولايات المتحدة، فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة هي تعزيز قدرات التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة" واستيلاؤها على مزيد من الأراضي. وكان تطور الأحداث في ليبيا شبيهًا، بعد الإطاحة بالقذافي، إذ تحولت البلاد إلى معقل لـ"داعش" وهو يسعى لتوسيع نفوذه".
وتابعت: "وقد يحصل شيء مماثل في سوريا في حال نجحت الولايات المتحدة في إسقاط حكومة الأسد. وسيكون بإمكان "داعش" في هذا الحال أن يدخل من الباب الأمامي وأن يوسع سيطرته على كامل الأراضي السورية، وهو أمر سيمثل خطرًا مباشرًا هائلًا على المنطقة، وسيؤدي إلى تنامي أبعاد الأزمة الإنسانية".
واعتبرت النائب الديمقراطية أن تركيا فعلت أكثر لدعم تنظيم "داعش" مما تفعله لمحاربته.
وأضافت: "تبقى حدودهم (الأتراك) مع سوريا مفتوحة، وذلك بالإضافة إلى ما يقدمونه من دعم مباشر وغير مباشر للتنظيم وللمتطرفين الآخرين، يؤكد أن أنقرة ليست بجانبنا (في الحرب ضد الإرهاب)".
واعتبرت أن الأولوية الرئيسية بالنسبة لأنقرة تكمن في قمع الأكراد وإسقاط حكومة الأسد؛ ولذلك هي تورد الأسلحة والذخيرة للجماعات التي تشاطرها هذين الهدفين، مثل تنظيم "جبهة النصرة".
وعلى الرغم من أن مواقف غابارد حول سوريا تختلف عادة عن وجهة نظر واشنطن الرسمية، إلا أنها تأتي هذه المرة على خلفية تشديد الضغوط الأمريكية على تركيا؛ من أجل إغلاق الحدود التركية السورية.
المشهد الأمريكي

الرئيس الأمريكي باراك أوباما
حالة من القلق والانزعاج من قبل مراكز الابحاث وصانعة القرار الأمريكي مع ارتفاع موجهة الدعم والتعطف من قبل الأمريكيين، وخاصة فئة الشباب في دعم والانضمام لصفوف "داعش"، وهو ما أتى إلى ارتفاع الأصوات المحذرة من إسقاط نظام السوري برئاسة بشار الأسد، فيما يتجاهل صاحب القرار في البيت الأبيض هذ الأصوات المتصاعدة والمحذرة من "داعش"، ويسير في طريق واحد تكرار النموذج العراقي والليبي بإسقاط الدولة وتسليمها إلى ميليشيات متناحرة، فهل سينتصر أصوات الأمريكيين على صاحب القرار في البيت الأبيض؟