الجيش اليمني يحرر "جعار" من القاعدة.. والمبعوث الأممي يسلم هادي "مسودة حل"
الخميس 03/ديسمبر/2015 - 08:25 م
طباعة

استطاع الجيش اليمني تحرير مدينة "جعار" بمحافظة أبين من تنظيم القاعدة، فيما سلم المبعوث الأممي "مسوّدة حل" للحكومة اليمنية، مع تحذيرات بوجود تحرك من إيران لاستغلال أزمة اللاجئين اليمنيين.
الوضع الميداني:

تمكنت القوات الشرعية من أسر عدد من المتمردين الحوثيين في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء، الخميس، في حين تجددت الاشتباكات في محافظة مأرب وسط اليمن.
فقد أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" بمقتل مسلح حوثي واحد على الأقل، وأسر 3 آخرين عقب اشتباكات بين القوات الشرعية والمسلحين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح في "وادي وسط" بمحافظة الجوف.
وتمكنت القوات الشرعية من طرد الحوثيين من مواقع عدة من المحافظة، بعد معارك عنيفة خاضتها مع المتمردين الحوثيين ومليشيات علي عبد الله صالح.
في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات في منطقة صرواح غربي محافظة مأرب، وشهدت المنطقة معارك متقطعة بين قوات الشرعية من جهة وميليشيات الحوثيين وصالح من جهة أخرى.
وتركزت الاشتباكات في التلال المطلة على مركز مديرية صرواح، حيث تسعى قوات الشرعية إلى إحكام قبضتها على هذه المنطقة الحدودية مع العاصمة صنعاء.
وفي محافظة تعز جنوبي البلاد، تجددت المواجهات بين رجال الجيش الوطني والمقاومة من ناحية والحوثيين وميليشيات صالح من ناحية أخرى في منطقة المسراخ جنوبي مدينة تعز، وشن المتمردون قصفا عشوائيا مكثفا على قرى المنطقة، بالتزامن مع غارات نفذتها طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية على تجمعات للحوثيين في معهد الخطوة بمديرة حيفان جنوب شرقي تعز.
كما استعادت قوات الجيش الوطني مدعومة بالمقاومة الشعبية اليوم الخميس، مدينة جعار ثاني أكبر مدن محافظة أبين جنوب شرق صنعاء، من قبضة عناصر تنظيم القاعدة.
وقال مصدر محلي مسؤول طلب عدم ذكر اسمه، إن مواجهات مسلحة اندلعت بين قوات الجيش والمقاومة، ومسلحي التنظيم، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين لم يتسن تحديد أعدادهم.
وأكد المصدر أن قوات الجيش والمقاومة بمساندة اللجان الشعبية تمكنوا من استعادة السيطرة على المدينة عقب تلك المواجهات التي استمرت حتى فجر اليوم، وأن مسلحي التنظيم انسحبوا من المدينة بشكل كامل.
وأوضح المصدر أن قوات الجيش والمقاومة مدعومين باللجان الشعبية يخططون في الوقت الراهن للتقدم نحو مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، والتي ما تزال في قبضة تنظيم القاعدة، لتحريرها.
المشهد السياسي:

وعقب تداول أنباء عن وجود أزمة بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر يمنية قولها إن ما وصفته بحملة إعلامية واسعة "استهدفت دقّ إسفين في القيادة اليمنية، وتحديداً بين الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح"، على خلفية التعديلات الأخيرة التي أجراها هادي على الحكومة.
وقالت المصادر للصحيفة إن "المطابخ الإعلامية التابعة للمخلوع علي عبد الله صالح، احتفت بشكل كبير، بالتسريبات التي تحدثت عن رفض بحاح التعديلات الحكومية التي تضمنها القرار الرئاسي، وصورت بعض الأوساط الوضع بأنه على وشك الانهيار، سياسياً وعسكرياً ونهاية الطريق بالنسبة للقيادة الشرعية".
ونقلت الصحيفة عن تلك المصادر قولها إن "تلك الأطراف استغلت وجود قيادات أعلنت ولاءها للشرعية، وكانت ترتبط بالمخلوع صالح بطريقة أو بأخرى، في محاولة تأجيج التباينات الطبيعية في وجهات النظر وتحويلها إلى خلافات كبيرة وصلت إلى طريق مسدود، وطالبت هذه المصادر بعض الأسماء التي جرى استخدامها بمواقف أكثر شفافية لتدعيم موقف الرئيس هادي وحكومته، خاصة بعد أن باتت في واجهة الأحداث".
المسار التفاوضي:

سلم المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مسودة وثيقة حل إلى الحكومة اليمنية والتي ستجري على أساسها محادثات جنيف، إلا أن مصادر العربية أكدت أن الحكومة اليمنية لديها تحفظات وتعديلات على المسودة.
كما أن مصادر دبلوماسية في نيويورك أكدت صحة الوثيقة التي حصلت العربية على نسخة منها، مشيرة إلى أن الحكومة اليمنية لديها تحفظات وتعديلات على بنودها، وتتضمن الوثيقة الجديدة شبه النهائية التي سلمها ولد الشيخ أحمد إلى الحكومة بعد آخر محادثات له مع الحوثيين وأنصار المخلوع صالح في عمان، موافقة المتمردين على وقف شامل لإطلاق النار، لكنها لم تتحدث عن التزامهم بتنفيذ بقية القرار 2216 .
يذكر أن المشاورات ستجرى في منتصف الشهر الجاري بحسب مصادر خاصة للعربية. وسترتكز على قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بالإضافة إلى مخرجات الحوار الوطني الشامل.
وأبرز ما سيتم مناقشته هو التوصل لوقف دائم وشامل لإطلاق النار، والاتفاق على آلية انسحاب المجموعات المسلحة من المدن التي تم احتلالها وعلى الترتيبات الأمنية، والإعداد لخطة تسليم الأسلحة الثقيلة للدولة من قبل جميع الأطراف، وإعادة العمل بالمؤسسات الحكومي، والاتفاق على استئناف الحوار الوطني .
كما ستتم مناقشة إجراءات بناء الثقة الفورية والتي ترتكز على تحسين الوضع الانساني ورفع الحصار، وانعاش الاقتصاد اليمني وإطلاق المعتقلين من قبل جميع الجهات ووقف التحريض الاعلامي من جميع الأطراف.
المشهد الإقليمي:

فيما أكد الرئيس السوداني عمر البشير، في لقاء مع "العربية" أن بلاده جاهزة لإرسال لواء إضافي يضمُ 1500 عسكري، للمشاركة في استعادة الشرعية في اليمن.
وأكد البشير عشية مقتل أول جندي سوداني في تعز أن السودان ملتزمٌ بمساهمة فاعلة ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية حتى يحقق أهدافه.
وحول العلاقة مع إيران أبدى الرئيس السوداني انزعاجا من التمدد الإيراني في المنطقة العربية مؤكدا منع النشاط الثقافي والتبشيري الإيراني في السودان وإن كانت العلاقات الدبلوماسية ظلت قائمة.
الدور الإيراني:

كشفت شخصيات دبلوماسية تعمل في السفارة اليمنية بالصومال، أن السفير الايراني في مقديشو يسعى لاستغلال آلاف اليمنيين اللاجئين هناك إعلامياً وسياسياً بما يحرج الحكومة الشرعية لليمن٬ ويسيئ للتحالف العربي.
وبحسب ما أورده موقع "يمن برس"، اليوم الأربعاء، أفادت شخصيات من الجالية اليمنية أن سفير طهران يبذل جهود حثيثة في هذا الجانب وتواصل أكثر من مرة مع شخصيات دبلوماسية في السفارة الصومالية، محاولاً التأثير عليها وحثها على الظهور بموقف المؤيد لميليشيا الحوثي والمعارض للتحالف العربي خاصة المملكة العربية السعودية.
وذكرت أن السفير الإيراني عمل على إغراء مسؤولي اللاجئين بالمساعدات المادية والإنسانية التي ستقدمها طهران مستغلاً وضعهم الانساني. وأوضحت بأن سفير طهران حاول التأثير على السلطات الصومالية، لكنها ردت عليه وأبلغته أنها ضمن التحالف العربي، ولا يمكن السماح لإيران بتجاوز الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها.
وأكدت المصادر بأن تلك المحاولات باءت بالفشل والرفض من قبل السفير اليمني ورئاسة الجالية اليمنية، واللاجئين اليمنيين الذي أعربوا عن رفضهم لتلك المحاولات والعروض.
وذكرت المصادر أن اللاجئين اليمنيين أيضاً ردوا على تلك المحاولات بتأكيد وقوفهم مع التحالف العربي والحكومة الشرعية في اليمن، ورفضهم المطلق لكل تلك الأساليب.
كما أعربوا عن رفضهم للضغوطات التي تمارس عليهم من قبل سفارة طهران معتبرين ذلك مخالفة واضحة للأعراف الدبلوماسية المعروفة. ويتواجد في الصومال الألاف من اللاجئين اليمنيين الذين فروا إليها بسبب الحروب التي فجرتها مليشيا الحوثي وصالح داخل اليمن منذ أكثر من عام.
الوضع الإنساني:

فيما كشف تحالف "رصد" الحقوقي باليمن، 326 حالة انتهاك خلال شهر نوفمبر الماضي، نفذتها ميليشيات الحوثي وقوات صالح في محافظة الحديدة، وتنوعت بين قتل واختطاف واعتداءات وتسببت في قتل وغيره.
وقال المسؤول الإعلامي للتحالف غالب القديمي، إن "تهامة تعيش بين جرائم ميليشيات الحوثي والمخلوع وغياب تام للسلطة الشرعية، وإن محافظة الحديدة، أصبحت تعيش كابوس القتل والخطف والنهب والسلب والتشريد والتهديد والابتزاز".
وذكر "رصد" في تقريره الشهري، أن "جماعة الحوثي ارتكبت 326 انتهاك بحق المواطنين، بينها 5 حالات قتل، 60 حالة التسبب في قتل، 14 حالة اختطاف، 18 حالة اعتداء، 23 تسبب في إصابة، 5 حالات تهديد، بالإضافة إلى حالات الاعتداء على ممتلكات خاصة وعامة التي تمثلت شملت 62 حالة اعتداء على ممتلكات خاصة، تنوعت ما بين اقتحام منازل ومحال تجارية ومنظمات المجتمع المدني، و2 حالات استيلاء إحداها على منشأة تجارية والأخرى مقر منظمة مجتمع مدني".
المشهد اليمني:
سلم المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مسودة وثيقة حل إلى الحكومة اليمنية تحفظات متوقعة علي "مسودة حل" التي سلمه المبعوث الاممي للحكومة اليمنية، وسط استمرار معار الجيش والمقاومة الشعبية ضد القاعدة والحوثيين، في ظل أوضاع إنسانية صعيبة تضع صورة سوداوية لمستقبل اليمن في ظل عدم ظهور حل نهائي في الأفق القريب.