القاعدة تحافظ على مواقعها في المغرب العربى والصحراء الكبرى و"داعش" تتراجع
السبت 05/ديسمبر/2015 - 04:52 م
طباعة


فيما يبدو على انه بداية تتمدد وانتشار جديد لتنظيم القاعدة في المغرب العربى والصحراء الكبرى بعد أن فقد تنظيم الدولة "داعش " بريق بيعته وانتشاره هناك اعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بقيادة الجزائري عبد المالك دروكدال ان جماعة "المرابطون" الجهادية التي يقودها الجزائري مختار بلمختار انضمت الى صفوفه وانهما شاركا في تنفيذ الهجوم الذي اودى بحياة 19 شخصا في فندق راديسون في باماكو. وقال زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال الملقب بابي مصعب عبد الودود في تسجيل صوتي تم بثه يوم الجمعة 4-12-2015م على المواقع الجهادية "نبشر امة الاسلام بانضمام اسود الاسلام وابطال النزال في كتيبة المرابطين الى تنظيم قاعدة الجهاد في المغرب الاسلامي ان الجهاديين سطروا وحدتهم بمداد الدم وكتبوا حروفها الاولى بدم شهيدين في مكان غير عادي اسمه فندق راديسون بقلب عاصمة العدو باماكو وهو ما يستلزم وحدة سائر "المجاهدين".
جماعة "المرابطون" هى الاخرى خرجت للتأكيد على التحالف الجديد من خلال تسجيل صوتي نشره مركز سايت الاميركي المتخصص في رصد المواقع الجهادية قائلة "اننا نعلن عن انضمامنا لاخواننا وأحبابنا في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي للوقوف صفا واحدا ضد العدو الصليبي المحتل كما ندعو جميع اخواننا المجاهدين في كل مكان للتوحد تحت كلمة التوحيد والوقوف صفا واحدا ضد عباد الصليب ونرفض ان يكون الجهاد ضحية اختلافنا". هذا التاكيد هو تتويج لما اشارت اليه سابقا اثناء في تبنيها لهجوم فندق راديسون الى أن هذا العمل نفذ بالتنسيق مع امارة الصحراء في تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي". وايضا ما سبق وأعلن عنه المختار بلمختار، انه جدد مبايعته في مايو 2015م لتنطيم القاعدة نافيا ولاءه لتنظيم الدولة الاسلامية و ان التنظيمين الجهاديين سيكونان سيفا واحدا لنحر عدوهم الأول فرنسا الصليبية وعملائها في المنطقة".

ورصد أبوالفضل الإسناوي الباحث المتخصص في الشئون المصرية والجزائرية، وسكرتير تحرير مجلة السياسة الدولية شبكات العنف "الجهادية" فى المغرب العربى بعد ما كشفت ممارسات تنظيمات العنف في الجزائر، وتونس، والمغرب عن خريطة معقدة تنطوي علي دوائر متشابكة أكثر مما تقوم علي روابط تنظيمية فيها ويتمثل أهم هذه التنظيمات التي أصبح انتشارها الجغرافي أوسع نطاقا في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم أنصار الشريعة، وتنظيم "المرابطون"، بالإضافة إلي تنظيمات وليدة ومنشقة عن تلك التنظيمات الرئيسية وتقوم خريطة التنظيمات الجهادية في الدول الثلاث علي منطقة تمركز رئيسية لكل منها في واحدة من هذه الدول، تتفرع منها كتائب وسرايا تخضع لقيادة المركز. وقد فرضت البيئة السياسية المضطربة في المنطقة تغييرا في هيكلية هذه التنظيمات، فتحولت من الشكل الهرمي إلي العنقودي "اللامركزي"، الذي يسمح لأمراء الخلايا النائمة والناشطة منها بحرية المبادرة واتخاذ القرار، والذي يؤدي في الوقت نفسه إلي حرية في حركة ونشاط أفرادها دون اللجوء للقيادة المركزية أحيانا، وذلك للقيام بعمليات نوعية يصعب اكتشافها. وتحرص هذه التنظيمات علي تحويل أغلب كياناتها إلي تنظيمات سرية، تحمل أفكار التنظيم، وأهدافه العامة ومنها :
1- تنظيمات العنف في الجزائر
وينتشر أتباع تنظيم القاعدة في الجزائر في عدة ولايات، أهما: غرادية، والمنيعة، وتبسة، وقسنطينة، وجيجل، وسكيكدة في الشرق. وينطلق هذا التنظيم الذي يأخذ من الجزائر نقطة تمركزه الرئيسية إلي كل من المغرب، وموريتانيا، ومالي، وأجزاء من تونس. وتتمثل هذه الإمارات الثلاث في:
أ- إمارة الوسط
ب- إمارة الصحراء
ت- الإمارة الشرقية
2- التنظيمات الجهادية الفاعلة في تونس:

وتعد تيارات السلفية الجهادية أخطر هذه التنظيمات، ويرجع الانتشار السريع وزيادة أعداد هذا التيار إلي عدة أسباب منها تغلغل المئات من عناصر السلفية الجهادية المرتبطين بتنظيم القاعدة أو بفروعها في المناطق التي يقطنها الطبقات الشعبية والهشاشة الأمنية، وضعف وجود مؤسسات أمنية قوية، خاصة في الأحياء الشعبية التي جعلت من بعض الأطياف السلفية، لا سيما الجهادية منها، تعوض دور الدولة، وتقيم سلطاتها المحدودة علي مناطق تعدها شبه محررة.
وتتجسد السلفية الجهادية التونسية في ثلاثة تنظيمات هما
أ- أنصار الشريعة
ب- تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
ت- حزب التحرير الإسلامي

3- التنظيمات الجهادية في المملكة المغربية:
,يعد المغرب في الوقت الحالي أقل دول المغرب العربي الثلاث من حيث وجود وانتشار التنظيمات الجهادية، وبالتالي هي الأقل أيضا تعرضا لهجمات إرهابية أو اختراقا لحدودها ويرجع ذلك إلي استقرار وضعها السياسي الداخلي بين حزب العدالة والتنمية (إخوان المغرب) وحكومة عبد الإله بنكيران.
وتتمثل أهم التنظيمات الجهادية بالمغرب فيما يلى:
أ- القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي
ب- أنصار الشريعة

هذا التحالف والتشابك يكشف عن أن منطقة الصحراء والساحل الشمالى الافريقى أصبحت مجالا خاصا لحركات جهادية التى ترى نفسها جزءًا من تنظيم القاعدة الأم، على الرغم من أن تنظيم "داعش " حاول إختراق هذا الخط بعد إعلان أمير "جماعة المرابطون عدنان أبو الوليد الصحراوي مبايعته للبغدادي، في حين بقي حليفه المختار بلمختار أمير "جماعة الملثمون" على ولائه لتنظيم القاعدة ولازال هناك تيارا جهاديا ثالثا في منطقة الساحل والصحراء لا هو مع القاعدة ولا مع تنظيم داعش ، ويمكن تسميته باسم: "الجهاديون المحليون" مثل "جماعة أنصار الدين" بقيادة إياد أغ غالي، وهي تنظيم جهادي مكون من أبناء قبائل الإفوغاس الطارقية، ويطالبون بإنصاف السكان المحليين وتطبيق الشريعة الإسلامية في مناطقهم ويضاف إلى هذه الجماعة حركة جهادية محلية أخرى، وهي "جبهة تحرير ماسينا"، بقيادة الشيخ "محمد كوفي"، وتتألف أساسا من مقاتلين من قبائل الفلان الإفريقية، وترفع بدورها مطالب محلية. والحركتان سلفيتان جهاديتان وتتعاونان مع الحركات الجهادية الأخرى وإن كانت مطالبهما محلية بخلاف القاعدة وتنظيم داعش
ومع عدم الحسم في تموقع الحركتين في سياق التوجهات التي تعرفها الجهادية العالمية وما يطغى عليها من استقطاب بين القاعدة وتنظيم داعش فإنه من المحتمل أن تكون الحركتان أقرب للقاعدة منهما لتنظيم الدولة، فقد سبق ان نسقتا جهودهما مع القاعدة ثم إن أنصار الدولة الإسلامية يرفضون أي نشاط جهادي في مناطقهم لا يقاتل تحت رايتهم.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن القاعدة لازالت قادرة على التمدد في المغرب العربى والصحراء الكبرى على حساب داعش على الرغم من الرخم الذى أحدثه التنظيم الدموى عقب ظهوره بدولته المزعومة وخليفته الوهمى .