بعد اغتيال محافظ عدن.. اليمن محطة صراع جديدة بين القاعدة و"داعش"
الأحد 06/ديسمبر/2015 - 12:26 م
طباعة

حالة من صراع النفوذ بين تنظمي "القاعدة" و"داعش" الإرهابيان في اليمن، مع تؤدي الي عرقة جهود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في معارها ضد الحوثيين، مع كل تقدم لجيش اليمني والمقاومة تظهر عمليات جديدة لـ"القاعدة" و"داعش" تهدد التقدم العسكري ضد الحوثين.
اغتيال محافظ عدن:

وقع تفجير صباح اليوم الاحد، ادي الي مقتل محافظ عدن في جنوب اليمن اللواء جعفر سعد، و8 من مرافقيه في تفجير تبناه تنظيم "داعش" الارهابي .
وذكر التنظيم الارهابي في بيان له، أنه فجر سيارة ملغومة أثناء مرور موكب المحافظ جعفر محمد سعد في منطقة بغرب مدينة عدن الجنوبية.
وقُتل المحافظ وثمانية من مرافقيه في استهداف لموكبه بسيارة مفخخة أثناء مروره قرب مبنى الاتصالات بمنطقة جولدمور بحي التواهي في المدينة.
وتوجد ثغرات أمنية في عدن إضافة إلى عدم اكتمال مؤسسات الجيش والأمن، وعدم الوصول لصيغة لدمج المسلحين في هذه المؤسسات.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كرم اللواء جعفر محمد سعد لقيادته عملية تحرير عدن ومنحه وسام الشجاعة لتحرير مدينة عدن من المليشيات الحوثية.
القاعدة تسيطر علي زنجبار:

وبالتوازي مع عمليات تنظيم "داعش" الارهابية، تمكن عشرات المسلحين من عناصر القاعدة مسنودين بعربات وآليات مدرعة الأربعاء الماضي، من السيطرة على مدينتي جعار وزنجبار بعد اشتباكات محدودة مع اللجان الشعبية المؤيدة للشرعية، قتل خلالها سبعة أشخاص وجرح العشرات.
وسقط ما لا يقل عن سبعة قتلى في الاشتباكات التي اندلعت بين مسلحي القاعدة واللجان الشعبية في جعار التي يقود المسلحين المنتشرين في أحيائها القيادي البارز في تنظيم القاعدة جلال بلعيدي وفق ما نقل عن شهود عيان في المدينة.
وأكد هؤلاء أن المسلحين سيطروا على عدد من المكاتب الحكومية ونشروا دوريات أمنية في الأحياء التي يسيطرون عليها كما بدأوا بفرض مظاهر الحياة على سكان المدينة وإجبار مالكي المحلات التجارية على الإغلاق عند مواعيد الصلاة.
وتبعد مدينتا جعار وزنجبار، عاصمة محافظة أبين، نحو 50 كيلومتراً من مدينة عدن لجهة الشرق. وكان تنظيم القاعدة سيطر عليهما في عام 2011 قبل أن يستعيدهما الجيش اليمني ويطرد مسلحي القاعدة منهما في يونيو 2012.
توعد تنظيم القاعدة اليوم الجمعة، بقتل قائد القوات الموالية للحكومة في جنوب اليمن، راصداً مكافأة مالية لهذا الغرض، في إطار سعي التنظيم إلى تثبيت حضوره في البلد الذي تمزقه الحرب.
وتوعد التنظيم في بيان عممه على المساجد أثناء صلاة الجمعة، بقتل عبد اللطيف السيد قائد "المقاومة الشعبية" في محافظة إبين.
وقوات "المقاومة الشعبية" مؤلفة من عسكريين سابقين ورجال قبائل سنية وانفصاليين جنوبيين يساعدون القوات الحكومية في طرد الحوثيين من المناطق الشاسعة التي سيطروا عليها منذ العام 2014.
واتهم التنظيم السيد بـ"ضرب المجاهدين وأذيتهم وطعنهم في ظهرهم"، ورصد مكافأة مالية قدرها سبعة ملايين ريال يمني (32500 دولار) "لمن يقتل عبد اللطيف السيد أو كان سببا في قتله". وحذر التنظيم من أن أي متعاون مع السيد سيكون "هدفاً مشروعاً" للتنظيم.
نفوذ القاعدة و"داعش":

من الملاحظ أن القاعدة و"داعش" يتشاركان مناطق نفوذهما في حضرموت ومأرب والبيضاء وشبوة وابين، وهي محافظات باليمن الجنوبي، وعناصر "داعش" تبحث فيها عن تأمين مساحة او مدينة كما في العراق وسوريا، تبدأ منها التوس في اليمن والجزيرة العربية.
أما بالنسبة للقاعدة فهو حريص على ترسيخ وجوده أولا فى كتلته الصلبة محافظة حضرموت وضمان حصوله على قبول شعبي فيها، واستغلال نافذتها البحرية على البحر الأحمر فى الحصول على بعض من احتياجاته اللوجستية، وتجنيب إمارته المنتظرة فرص حصارها من قبل أعدائها، ثم الانتقال لتوسيع مناطق نفوذه حسب متغيرات الوضع السياسي والعسكري.
وتصنف الولايات المتحدة تنظيم القاعدة في اليمن على أنه أخطر فروع التنظيم الدولي الذي يتزعمه ايمن الظواهري، إذ تمكّن في الأعوام الثلاثة الماضية، ومن خلال فرعه المحلي "أنصار الشريعة"، من السيطرة على مدن يمنية، في وسط وجنوبي البلاد، وأعلنها "إمارات إسلامية" .
ومن أجل التسليط الاعلامي لها واستقطاب مقاتلين القاعدة في اليمن، اتهم قيادة داعش للقاعدة بالردة ، فيما رد الاخيرة علي تنظيم الدولة واتهمهم بالتكفير، وهو ما يوضح حجم العداء بين التنظيمين والذي وصل الي ذروته لتمتد آثاره إلى فرعيهما باليمن، حيث دعا تنظيم داعش فى إصدار مرئي بعنوان "يا قاعدة اليمن إلى أين تذهبون" عناصر القاعدة في شبه جزيرة العرب لمبايعة "أبو بكر البغدادي"، متهما قائد التنظيم "قاسم الريمي" بجره إلى الانحرافات والتخاذل عن قتل المرتدين وتطبيق الشريعة.
صراع "داعش" والقاعدة:

تواجه الحكومة اليمنية بالإضافة الي حربها ضد الحوثيين، حربا شرسا ضد تنظيم القاعدة و"داعش" في البلاد، واللذان يخوضان صراع نفوذ علي الشهرة والاستحواذ في اهم معاقل القاعدة.
وكان لافتا ارتفاع وتيرة عمليات "داعش"، وعودة القاعدة إلى أبين مجددا، في الوقت الذي تشن فيه قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي حملة واسعة لتحرير محافظة تعز وفك الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثيين وقوات صالح عليها.
اليمن أرض خصبة لصراع النفوذ بين تنظمي القاعدة و"داعش" في ظل الصراع بين الحكومة والحوثيين وهو ما يتيح فرصة لنمو قوة ونفوذ الجماعات المتشددة فهل سيكون اليمن اسير لـ"داعش" و" القاعدة" في ظل الحرب ضد الحوثيين؟