معركة سلفية إخوانية حول "أردوغان" وتحويل الصراع السياسي إلى"ديني"

الأحد 06/ديسمبر/2015 - 04:01 م
طباعة معركة سلفية إخوانية
 
لا تكاد تهدأ وتيرة معركة بين الدعوة السلفية وزراعها السياسية حزب النور وبين جماعة الاخوان وحلفائها من الجماعة الاسلامية وغيرها، الا وتنشب معركة جديدة، وأسباب تلك المعركة الجديدة تصريحات ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية حول الموقف من الصراع التركي الروسي والموقف من رجب طيب أردوغان، ذلك الموقف الذي حول الصراع الروسي التركي من صراع سياسي بين بلدين الى صراع ديني وخلاف مذهبي، حيث قال الدكتور ياسر برهامي "إن الحديث عن رفضه لضرب روسيا لتركيا لا يعنى دعمه لأردوغان.
ياسر برهامي نائب
ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية
وأضاف برهامي فى بيان على الموقع الرسمي للدعوة السلفية، أن الدعوة السلفية تختلف مع أردوغان من أجل دعوته للعلمانية وموقفه مِن اختيار الصدام المؤدى إلى الفوضى في مصر بدعمه للإخوان مع أنه لم يختره لتركيا.
وأوضح برهامي أنه لا يصح تكفير رجب طيب أردوغان، كما لا يصح أن يُقال عمن يدعو للعلمانية والليبرالية أن منهجه إسلامي.
ومن هنا تجددت المعارك الكلامية بين جماعة الإخوان وأنصارها وبين الدعوة السلفية، بعدما انحاز الشيخ ياسر برهامي لتركيا في أزمتها الأخيرة مع روسيا بسبب إسقاط الأولى مروحية لموسكو.
من ناحيته، تساءل محمد جلال القصاص، القيادي الموالي لجماعة الإخوان، "لماذا اصطف برهامي مع تركيا ضد روسيا مع أن تركيا إخوانية الهوى؟"، مضيفا في كلمة عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك: "هل تراه يصل ودا مع تركيا والإخوان على حساب علاقته مع النظام الحالي؟".
جاء ذلك في الوقت الذى سخر فيه عبد الله الشريف، أحد القيادات السلفية المناصرة لجماعة الإخوان من عدد المقاعد التي حصل عليها النور في الانتخابات قائلا: "عدد المقاعد التي حصل عليها النور في البرلمان مثل عدد الكراسي في منزلنا بس إحنا عندنا ترابيزة وهم لأ".
الشيخ أحمد الشريف،
الشيخ أحمد الشريف، عضو الهيئة العليا لحزب النور
وردا على محمد جلال القصاص، أكد الشيخ أحمد الشريف، عضو الهيئة العليا لحزب النور، في بيان له "ردى على حضرتك أن هذا ليس اصطفافا فهذا شرع ودين وعقيدة وعبادة"، مضيفا أن تركيا ليست أردوغان، تركيا بلد من بلاد الإسلام، تركيا ليست بأردوغان صارت إخوان ومصر لم تصبح بمرسى إخوان، وتركيا ليست إخوانية الهوى نظامها فقط إخواني الهوى، لو البلاد بمزاج الحكام فعليك بالرضا بهوى مصر ومزاج النظام".
وأضاف ردا على انتقادات مناصرة الدعوة السلفية لتركيا في الأزمة الأخيرة من قبل جماعة الإخوان: "عندما ننتقد الإخوان لسنا بذلك ننقد الإسلام، وعندما ندافع عن تركيا ليست علامة على حب النظام، فنحن ندافع عن سوريا مع بغض بشار والنظام، ونحب العراق مع بغض الشيعة والمالكي والنظام، ونحب ليبيا وليس عندهم دولة ولا نظام، ونبغض روسيا وعندهم دولة ونظام".
وردا على سخرية عبد الله الشريف من قلة مقاعد حزب النور بالبرلمان، أكد عضو الهيئة العليا لحزب النور أنه يكتب من تركيا عن مقاعد حزب النور في البرلمان المصري، ويرى أن كراسي الصالون في بيتهم مثل عدد النواب، وزيادة في منزلهم ترابيزة، أبارك له المنزل الواسع الفسيح الذى يسع مقاعد البرلمان، وأذكره بمقاعد الإخوان في البرلمان المصري عام 2000 دولة مبارك، فقد كان عدد نواب الإخوان 17 نائبا، وكتبت يافطة كبيرة من الجماعة في ميدان فيكتوريا بالإسكندرية، في مصر قضاة لا تخشى إلا الله ".
وتابع: "ليتك تسأل الإخوان عدد مقاعدهم في برلمان 95 وبرلمان 90، وليتك تسأل الرئيس التركي عن تجربته، وتسأله عن معلمه أربكان الذى حكم عليه بالإعدام، وتسأله عن شفاعة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وتسأله عن تدخل الرئيس ضياء الحق رحمه الله، وتسأله عن بلدية إسطنبول وبداية الصعود، ونحن مع الصمود والصعود وضوح وطموح، ولا تسخر بِنَا وتستهزئ كفاكم أذى".
تامر عزت القيادي
تامر عزت القيادي السلفي
وبدوره وجه تامر عزت القيادي السلفي رسالة إلى شباب التيار السلفي قائلا لهم: "‏تركيا ليست ‏أردوغان، ومصر ليست ‏السيسي، ومن يدعم ‏روسيا لأنه يكره أردوغان فهو خائن، ومن يستجير بأمريكا ويحتمى بأوروبا لأنه يكره السيسي فهو خائن، بل حينما يكون الخيار بين تدخل أجنبي صهيوني صليبي وبين مسلم أيا كان صفته فأغمض عيناك واختار المسلم وإن كان فيه العبر فتركيا في القلب".
جدير بالذكر أن الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أصدر فتوى قال فيها إنه لا يجوز دعم روسيا ضد تركيا، كما أفتى بعدم جواز الفرح بضرب روسيا لتركيا.
وقال برهامي في فتواه على الموقع الرسمي للدعوة السلفية "أنا السلفي" "لا يجوز لمسلم بحالٍ أن يتمنى أو يفرح بضرب أو قتل كافر لمسلم؛ فضلاً عن أن يأمره بذلك أو يحرِّضه عليه لعداوةٍ بينه وبيْن المسلم، ونحن نختلف مع "أردوغان" مِن أجل دعوته للعلمانية ومن أجل موقفه مِن اختيار "خيار الصدام" المؤدى إلى الفوضى في مصر مع أنه لم يختره قط لبلاده.
واذا عدنا لحقيقة الدولتين روسيا وتركيا فكلاهما بهما مواطنون مسلمون وكلاهما نظام حكمهما علماني ديموقراطي، فلما يتم تحويل الصراع الى صراع ديني ان لم يكن الاخوان والسلفين لهم عقيدة واحدة في الحكم على الاشياء رغم ما يبدو على السطح من خلاف ظاهري وليس حقيقي، فعقيدة الولاء والبراء هي التي تحكم منهجية التيار الاسلامي على اختلاف فصائله، وليس شيء آخر وهنا تتماهى منطلقات النور السلفي مع جماعة الاخوان وليس هناك فارق بينهما في الايديولوجيا الحاكمة ولكن الفارق في تكتيكات المعارك، فكلاهما يريد اعادة انتاج دولة الخلافة ويختلفون في طرق اعادتها، وكلاهما ينتقد الديموقراطية والعلمانية ويختلفون في اساليب النقد، وكلاهما يريد فرض رؤيته وايديولوجيته السلفية ويختلفون في اساليب فرضها، فالخلاف بين الاخوان والسلفيين خلاف في المظهر وليس خلاف في الجوهر وهذا ما اوضحته جليا هذه المعركة الاخيرة، فالإخوان والسلفيين يتبنون الموقف الامريكي ذاته، وكل منهما يقدمه بطريقته الخاصة.

شارك