انتقادات سورية لازدواجية مواقف الغرب.. ودعوات لتوحيد الجهود لمحاربة داعش
الأحد 06/ديسمبر/2015 - 08:31 م
طباعة


بشار الاسد
لا يزال الاهتمام الدولي مستمرًا بشأن متابعة تداعيات الغارات الروسية والفرنسية والبريطانية على معاقل تنظيم داعش في سوريا، وسط اتهامات بعدم قدرة الغارات البريطانية على ملاحقة عناصر داعش، والتأكيد على انا لغارا الروسية وحدها كفيلة بملاحقة التنظيم واضعاف قدراته العسكرية.
من جانبه قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الضربات الجوية البريطانية على تنظيم داعش ستفشل في هزيمة التنظيم الإرهابي وسخر من استراتيجية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المنطقة.
أوضح الأسد في مقابلة مع صنداي تايمز البريطانية إن استراتيجية كاميرون ستجعل الوضع أسوأ، وسيفشلون ثانية، وأنه من أجل إضعاف تنظيم داعش لا يمكن استئصال جزء من السرطان ولكن يجب استئصاله بالكامل، وهذه الضربات الجوية البريطانية أشبه باستئصال جزء من السرطان وهذا سيجعله ينتشر في الجسم بشكل أسرع."
وسخر الأسد من تأكيدات كاميرون أن هناك ما يصل إلى 70 ألف مقاتل من المعارضة المدعومة من الغرب في سوريا يريدون التوصل لحل سياسي للحرب الأهلية في البلاد ويمكنهم استعادة السيطرة على أراض من الجهاديين الذين أضعفتهم الضربات الجوية، مضيفا بقوله " هذه حلقة جديدة من مسلسل ديفيد كاميرون الهزلي الطويل أين هم؟ أين هم السبعين ألف معتدل الذي يتحدث عنهم. ليس هناك 70 ألفا."

عمليات مستمرة للجيش السوري ضد الارهابيين
وأشاد الأسد بالدعم الروسي للشعب السوري والحكومة السورية، مؤكدا أن دعم موسكو إلى جانب الدعم القوي والراسخ لإيران، لعب دورا مهما جدا في صمود الدولة السورية في محاربتها للإرهاب، إلا أن القول إنه دون هذا الدور، فإن الحكومة أو الدولة كانت ستنهار، أمر افتراضي، فمنذ بداية الصراع في سورية، كان هناك رهانات على انهيار الحكومة، في البداية كانت المسألة مسألة بضعة أسابيع، ثم أصبحت بضعة أشهر ثم بضع سنوات، وفي كل مرة، كان ذلك مدفوعاً بنفس التفكير القائم على الرغبات وليس على الحقائق".
يأتي ذلك في الوقت الذى يعارض فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نظام الأسد.
من جانبه قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري السياسة الخارجية للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن الشعب السوري وحده هو الذي يحدد مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد مضيفا أن هذا الأمر يمثل "الخط الأحمر" بالنسبة لطهران.
أكد ولايتى الرئيس السوري الأسد يعتبر الخط الأحمر للجمهورية الإسلامية فهو الذي انتخبه الشعب السوري، مضيفا بقوله " الشعب السوري هو فقط من يجب أن يقرر مصيره ولا أحد آخر خارج الحدود السورية يمكنه الاختيار بدلا من الشعب السوري."
وقال ولايتي أيضا إن إيران يجب أن تحاول تخفيف التوترات بين تركيا وروسيا. وأسقطت تركيا طائرة حربية روسية الشهر الماضي قائلة إنها انتهكت المجال الجوي التركي أثناء قيامها بمهمة في سوريا.
أضاف بقوله "تصاعد التوترات لا يفيد المنطقة، يجب ألا ننحاز لأي طرف ومن واجبنا تهدئة التوترات بين هذين البلدين."

مقتل عشرات من عناصر داعش
تأتي هذه التصريحات على خلفية اختلاف وجهات النظر بين الدول الغربية على بقاء أو رحيل الأسد، حيث تريد إيران وروسيا أن يبقى الأسد في السلطة لحين إجراء انتخابات في حين تقول القوى الغربية والعربية إنه يجب أن يرحل.
وعلى صعيد العمليات العسكرية كشفت مصادر عن مقتل 32 على الأقل من مقاتلي تنظيم داعش واصابة 40 آخرون في محافظة الرقة السورية في سلسلة من الضربات الجوية التي يعتقد أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذها مستهدفا داعش، إلى جانب رصد 15 تفجيرا أصابت مواقع تابعة للتنظيم في ريف محافظة الرقة وبالقرب من مدينة الرقة عاصمة المحافظة. والرقة معقل داع شفى سوريا.
ويشهد ريف اللاذقية الشمالي حاليا اشتباكات مكثفة مع بداية عملية عسكرية باتجاه جبل النوبة حيث شملت الاشتباكات مناطق برج القصب و الكوم أيضا على جانبي طريق حلب اللاذقية، في ضوء تقارير تشير إلى أن الجيش السوري والفصائل التابعة له حققا تقدما ملموسا في المحور الآخر باتجاه عكو في الريف الشمالي الشرقي.

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون
من جانبه اكد المحلل السياسي وخبير السياسات الأمنية والاستراتيجية بعمان عامر السبايلة أنه بالرغم من اجماع كافة القوى على ضرورة محاربة تنظيم داعش عبر استراتيجية فاعلة الا ان الخلاف على شكل هذه الاستراتيجية بدا واضحاً منذ البداية، ومنذ بدء التحالف الدولي ظهرت حالة التخبط في شكل هذا التحالف وأهدافه وحتى في نمط عمله وقدرته الفعلية على وضع حد لتمدد تنظيم داعش.
أكد على أن حالة التخبط رسخت القناعة بعدم وجود استراتيجية حقيقية قادرة على مواجهة المخاطر القادمة، الأمر الذي وضع كثيرًا من الدول أمام تحد حقيقي لا يمكن السكوت عنه او التعامل معه وفق منطق الانتظار، في ظل هذا التخبط جاء الدخول الروسي الى المشهد السوري عبر بوابة مكافحة الإرهاب واعتبار أن تجفيف منابع الإرهاب المتشكل في سوريا وملاحقة امتداداته وتفريعاته المتعددة بات أمراً لا يقبل التأجيل، مشيرًا إلى أن معظم الدول وخاصة العربية التي رحبت وشاركت في التحالف الدولي وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع الواقع الجديد وفي ظل استمرار غياب اي استراتيجية امريكية وجدت كثير من الدول نفسها تنساق للموقف الروسي الذي بدا وكأنه الموقف الوحيد القادر على اتخاذ اجراءات حقيقية على الارض. جاءت أحداث باريس الاخيرة لاحقاً لتعلن بداية انتقال هذا التحرك الى الدول الأوروبية وأهمها فرنسا التي وجدت نفسها في خانة المتضرر الاول من معادلة السكوت على التنظيم، لتتبعها بريطانيا ومن المتوقع أن تقوم كثير من الدول بخطوات مشابهة.

أكد في تحليل لشبكة CNN أن الأحداث على الأرض أصبحت هي من تفرض تشكيل الاستراتيجية القادمة، وتفرض على الدول ضرورة اتخاذ مواقف حقيقية في إطار المواجهة التي باتت لا تستثني أحداً، لكن في خضم هذه الاخطار يبقى السؤال المنطقي يتمحور حول قناعة الجميع بحجم هذا الخطر المشترك، ولأن خطر تنظيم داعش يطال الجميع فما الذي يمنع اليوم أن تتوحد الجهود للوصول إلى صيغة مواجهة موحدة دون التفكير بالمكاسب السياسية التي قد يكسبها او يُحرم منها أحد الاطراف.
أكد السبايلة أن استراتيجية مكافحة الارهاب لا يمكن ان تكون استراتيجية فردية ولا يمكن الحصول على نتائج إيجابية في هذه المواجهة الا بتوحيد الجهود لا بتعددها، فالمواجهة مع الارهاب وصلت مرحلة حاسمة لا يمكن السكوت عنها، مما يتطلب تحركًا نوعيًا تجاه تجسير هوة الخلافات بين التحالف الدولي والتحرك الروسي الذي بات يعتبر أمراً واقعاً ولابد من استيعابه والتعامل معه وفقاً لكثير من الأدبيات السياسية الجديدة التي باتت دولًا رئيسية في المحور الأمريكي تتعامل معها من باب الواقع الجديد .