"الوحدة" لإقصاء الأسد.. طموح يراود الفرقاء في مؤتمر المعارضة بالرياض
الإثنين 07/ديسمبر/2015 - 07:18 م
طباعة

يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد حاول أن يستبق اجتماع المعارضة السورية التي تستضيفه الرياض، بمغازلة المملكة العربية السعودية، حيث لم يستبعد التعامل مع السعودية التي لا تزال تعلن أنه لا مكان للأسد في مستقبل سورية، وتصرّ على شرط رحيله عن السلطة لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ عام 2011.
الأسد، قال في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نشرتها أمس (الأحد)، رداً على سؤال حول موقفه إذا دعي من قبل السعودية لمناقشة مستقبل بلاده، حيث قال إنه لا مستحيل في عالم السياسة، مؤكداً في الوقت ذاته أن اجتماع المعارضة في الرياض غداً لن يغير شيئاً على أرض الواقع.
الصراع الإقليمي على الكعكة السورية، مثلته تصريحات إيران التي أعلنت أمس، أن الأسد خط أحمر ورفضت التخلي عنه عسكرياً أو سياسياً، إلا أن السعودية تدفع من خلال المؤتمر باتجاه توحيد صفوف المعارضة وهو ما أكده وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، أنه ضروري لتؤدي المعارضة "دورا أكثر فاعلية في المحادثات"، وأن ذلك سيسهل عملية التخلص من الأسد.
اللافت أنه رغم أن هناك خلافات جوهرية بين المشاركين في المؤتمر إلا أنهم أجمعوا على استبعاد الأسد، إلا أن جدوى المؤتمر تظل محل نظر إذ لا يخفى على أحد عدم تفاؤل المُعارضون بعدم التوصل إلى حل بين طرفي الصراع، خصوصا بعدما فشلت مفاوضات مماثلة في تحقيق تقدم، حيث لا يتوفر حتى الآن شريك سياسي في سوريا يمكن أن يدخل عملية سياسية تُفضي إلى مرحلة انتقالية"، كما أن الجو الدولي قد لا يبدو بعد مهيأ لفكرة الحل السياسي في سوريا.

رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، لا يستطيع أن يخفي ما بداخله تجاه الرئيس الأسد، فيدافع عن حملة السلاح ضده بالقول، "يوجد 70 ألف مقاتل سوري معتدل" يواجهون نظامه ويمكن الاعتماد عليهم"، فيقول الأسد رداً على ذلك: "أين هؤلاء الذين يتحدث عنهم ليس هناك 70 ألفاً ولا سبعة آلاف ولا حتى عشرة مقاتلين، ومنذ بداية الصراع لم يكن هناك أي معتدلين، فجميعهم متطرفون".
ودافع الأسد عن تدخل الروس، حيث قال إنه يستهدف حماية سورية والعراق والمنطقة، بل أوروبا أيضاً، وأكد أن الغارات البريطانية والفرنسية على تنظيم "داعش" غير قانونية وتشكل دعماً للإرهاب، ملمحاً إلى أنه سيستخدم أي وسيلة متاحة لحماية المجال الجوي السوري بما في ذلك جميع الأنظمة الدفاعية التي سيحصل عليه.
إلى ذلك، وضعت الرياض اللمسات النهائية لمؤتمر المعارضة السورية، حيث من المقرر أن يلتقي ممثلون عن أبرز تيارات المعارضة السورية السياسية والعسكرية في العاصمة السعودية الرياض، غداً الثلاثاء 8 ديسمبر 2015، في محاولة للتوصل إلى رؤية موحدة قبيل الدخول في مفاوضات "محتملة" مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وللمرة الأولى منذ بدء النزاع السوري، يجتمع ممثلون عن التيارات المختلفة داخل المعارضة السورية والفصائل المقاتلة حول طاولة واحدة في الرياض، للبحث عن رؤية موحدة يحملونها إلى مفاوضات "محتملة" مع النظام، إلا أن اللافت أن المكون الكردي هو الغائب الأبرز، لعدم تلقيه أي دعوة للمشاركة.
السعودية أكبر الدول الداعمة للمعارضة التي تقاتل النظام السوري، تستضيف اللقاء في إطار توصيات مؤتمر فيينا حول سوريا، والذي انعقد في 30 أكتوبر بمشاركة 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية، في غياب ممثلين عن النظام السوري والمعارضة.
أبرز التيارات المشاركة في المؤتمر
1 – الائتلاف السوري المعارض

ويعتبر من أبرز مكونات المعارضة السورية في الخارج ومن المقرر أن يرسل 20 ممثل عنه الى مؤتمر الرياض، الائتلاف السوري المعارض، كما يضم الائتلاف عددا من الشخصيات والأحزاب والمكونات العرقية المتنوعة، وممثلين عن عدد من الفصائل العسكرية، لكنه يتهم برغم ذلك بأنه لا يمثل كافة الفصائل المقاتلة الفاعلة على الأرض.
وتأسس الائتلاف في نوفمبر 2012 في الدوحة، بموجب اتفاق بين المجلس الوطني السوري وقوى معارضة أخرى. وحظي باعتراف رسمي من أكثر من 120 دولة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي استضافته مراكش نهاية 2012 بوصفه "ممثلا وحيدا للشعب السوري"، ويرأسه حاليا خالد خوجة المستقر في تركيا.
وشارك الائتلاف مع وفد من النظام السوري في جولتي مفاوضات عقدت في نهاية 2013 ومطلع 2014 في جنيف بإشراف الأمم المتحدة، دون تحقيق أي تقدم. ويتمسك الائتلاف بشرط رحيل الأسد عن السلطة وبمقررات "جنيف 1" الصادرة في 2012 والتي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.
2 – ائتلاف "مؤتمر القاهرة"

كما يشارك في المؤتمر، جماعات معارضة يطلق عليها، "مؤتمر القاهرة" الذي انبثق عن لقاء استضافته القاهرة يناير الماضي بمشاركة معارضين من توجهات مختلفة. وجمع في يونيو قرابة 150 معارضا يعيشون داخل سوريا وخارجها، بينهم قوى كردية. ومن أبرز مؤسسيه المعارض البارز هيثم مناع. وقال مناع إن عشرين شخصية سيمثلون هذا التجمع في الرياض.
3 - "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي"

كما يشارك في المؤتمر، "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي"، وهو ائتلاف تم تأسيسه في 2011 وتضم أحزابا قومية ويسارية وكردية وشخصيات وطنية، أبدت رفضها للتدخل الخارجي في سوريا منذ اندلاع النزاع. ومع أنها تعد من أبرز مكونات المعارضة المقبولة من النظام، تعرض عدد من قيادييها للاعتقال في السنوات الثلاث الماضية، أبرزهم عبد العزيز الخير ورجاء الناصر. وهي من القوى التي شاركت في لقاءات استضافتها موسكو في العامين 2014 و2015. وبحسب المنسق العام حسن عبد العظيم، ستشارك هيئة التنسيق في مؤتمر الرياض بعد تلقيها دعوة.
ولم يتضح ما إذا كانت مكونات أخرى من معارضة الداخل، كـ"تيار بناء الدولة السورية" الذي يرأسه المعارض لؤي حسين والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير برئاسة قدري جميل، قد تمت دعوتها للمشاركة في هذا المؤتمر، ومن المرجح كذلك أن تتم دعوة مجموعة من الشخصيات المعارضة المستقلة، وبينها ناشطون ورجال أعمال لكن أسماءهم لم تعلن بعد.
4 - الفصائل المسلحة

من المتوقع مشاركة 15 ممثلا عن الفصائل المقاتلة في مؤتمر الرياض، وفق مصدر سياسي معارض، بينهم:
أ - "جيش الإسلام":
وهو الفصيل المسلح الذي يسيطر على النافذ في ريف دمشق، حيث تلقى دعوة للمشاركة في اجتماع الرياض، من دون أن يعلن إذا كان ينوي تلبية هذه الدعوة أم لا.
ب – "الجبهة الجنوبية":
ومن المرجح أن تكون الجبهة الجنوبية، التي تتلقى دعما غربيا وتنشط في جنوب سوريا، في عداد الفصائل التي تمت دعوتها، إلا أنها لم تعلن ذلك رسميا، بينما رفضت حركة "أحرار الشام"، الفصيل الاسلامي الأكثر نفوذا في سوريا، التعليق على تقارير نشرتها صحف سعودية حول دعوتها للمشاركة في مؤتمر الرياض. ولم يصدر عنها أي موقف رسمي بهذا الصدد.
ويغيب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكري، وحدات حماية الشعب الكردية، عن الاجتماع على الرغم من الدور العسكري البارز الذي لعبته الوحدات ميدانيا في مواجهة تنظيم "داعش"، بمساندة من الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن. وأكدت مصادر كردية أن الحزب لم يتلق أي دعوة.
ولم تتلق "قوات سوريا الديمقراطية" التي تضم فصائل كردية وعربية وتمكنت من طرد تنظيم "داعش" من مساحات واسعة في شمال شرق سوريا في الشهرين الأخيرين أي دعوة للمشاركة في مؤتمر الرياض.