تضارب المعلومات بشأن مسئولية غارات جوية أصابت مواقع للجيش السوري
الإثنين 07/ديسمبر/2015 - 11:35 م
طباعة

مع تزايد الغارات الجوية للدول الغربية على معاقل تنظيم داعش في سوريا، وانتشار طائرات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا، اشتكى الجيش السوري من استهداف أحد مقاره من قبل الغارات الجوية، وتضاربت الأنباء بشأن مسئولية الجهة التى قامت بقصف موقع للجيش السوري.
واتهم التحالف العسكري، الذي تقوده الولايات المتحدة بأنه نفّذ غارة جوية أسفرت عن قتلى على معسكر للجيش في محافظة دير الزور، وقالت دمشق إن أربع طائرات للتحالف قتلت ثلاثة جنود وأصابت 13 آخرين في محافظة دير الزور في شرق البلاد مساء أمس، واصفة ذلك بالعمل العدواني، وهذه هي المرة الأولى التي توجه فيها الحكومة السورية مثل هذا الاتهام للتحالف.

ونقلت تقارير عن مسئول عسكري أمريكي أن بلاده متأكدة من مسئولية روسيا عن غارة على معسكر للجيش السوري، كانت دمشق قد اتهمت التحالف الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم "داعش" بالمسؤولية عنها، ونفى المسؤول الأمريكي - الذي طلب عدم الكشف عن اسمه – تماما اتهامات الحكومة السورية بأن طائرات التحالف، الذي تقوده بلاده قتلت ثلاثة جنود وأصابت 13 في محافظة دير الزور بشرق سوريا أمس وهو ما ذهب إليه أكثر من مسؤول أمريكي آخر.
وطالبت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمن بالتحرك الفوري إزاء هذا العدوان، الذي بات الأول من نوعه منذ بدء غارات التحالف في سبتمبر من العام الماضي، وجاء في بيان للخارجية أن "العدوان على إحدى الوحدات العسكرية السورية يشكل إعاقة للجهود الرامية لمكافحة الإرهاب ويؤكد مجددا أن التحالف الأمريكي يفتقد إلى الجدية والمصداقية من أجل محاربة الإرهاب بشكل فعال".
وأدانت الحكومة السورية هذا العدوان السافر من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والذي يتناقض بشكل صارخ مع أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة".
ووجهت الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي حول الغارة. وشددت على أن دمشق تطالب مجلس الأمن بالتحرك الفوري إزاء هذا العدوان واتخاذ الإجراءات الواجبة لمنع تكراره.
واستهدف القصف خطا أماميا يفصل بين قوات الجيش السوري ومقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، في منطقة تماس، وأصاب عربتين ومستودع ذخيرة أيضا.
بدوره نفى التحالف الدولي بقيادة واشنطن مسؤوليته عن الغارة التي استهدفت معسكر الجيش السوري في دير الزور.
يأتي ذلك في الوقت الذى استغل فيه مسلحو تنظيم "داعش" الإرهابي الغارات التي شنها التحالف الدولي مؤخرا على القوات السورية، لتعزيز مواقعهم.
ونقل شهود عيان قيام عناصر "داعش" بدأوا فورا بعد الموجة الثانية من الضربات، هجوما مكثفا باتجاه جنوب غرب المنطقة.
وتم الكشف عن إطلاق 24 قذيفة باتجاه مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية، فيما استهدفت الضربات الأساسية خلفية الفوج 68 من الجيش السوري، وأن الحديث يدور عن أربعة طائرات على الأقل، كما توجد أسباب حقيقية للاعتقاد بأن مجموعة بريطانية-فرنسية موحدة تقف وراء الغارة، مشيرا الى أنه في حال تقصدها مسبقا فإنهم لم يكونوا يملكون معلومات كافية. إذ أنهم ربما كانوا يعولون على تراكم عتاد عسكري كبير هناك، فيما لم يكن في المنطقة غير معسكر تدريب لقوات الإنزال السورية فقط.
ونقلت تقارير أجنبية عن العقيد الأمريكي ستيف وورن المتحدث باسم المتحالف: "رأينا التقارير في وسائل الإعلام، لكننا لم نوجه أي ضربات في هذه المنطقة من ريف دير الزور، بل ضربنا موقعا يبعد 55 كيلومترا منها".
من جانبه قال بريت مكجورك مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" نفى أن تكون طائرات التحالف قصفت معسكرا للجيش السوري، واصفا التقارير عن تورط التحالف بغير "الصحيحة، مشيرا إلى أن التحالف لم يشن غارات في أي منطقة في محيط 55 كيلومترا من المعسكر.
أما الكولونيل ستيف وارين، المتحدث باسم التحالف في بغداد أكد إن المقاتلات التابعة لهم نفذت أربع غارات في دير الزور يوم أمس الأحد جميعها على آبار للنفط، كانت ضرباتنا على بعد 55 كيلومترا تقريبا جنوب شرقي عياش. لم نضرب أي مركبات أو أهداف شخصية. ليس لدينا ما يشير إلى أن جنودا سوريين كانوا على مقربة من مكان ضرباتنا."
على الجانب الآخر كشفت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية وثيقة سرية مسربة تعود لداعش تكشف بعض التفاصيل عن خطط التنظيم الإرهابي لبناء أسس ما يدعي أنه "دولة الخلافة".

ونشرت "الصحيفة وثيقة سرية مكونة من 24 صفحة وتحمل عنوان "مبادئ في إدارة الدولة الإسلامية". وتضم الوثيقة المذكورة مبادئ النظام التربوي والإعلامي لداعش، وآليات دعايته، وعلاقاته "الخارجية"، والتحكم في تجارة النفط والغاز، كما تصور الوثيقة نظاما شديد التعقيد لتسيير معسكرات تنقسم إلى إعدادية وخاصة للأطفال وتدريبية لمسلحين محترفين.
نوهت الصحيفة إلى أن هذا البرنامج يبرز مدى جدية تعاطي التنظيم الإرهابي مع قضية بناء أسس الدولة. وبحسب "ذي غارديان" فإن التحدي الذي يواجهه الائتلاف الغربي مع داعش لا ينحصر في تنفيذ مهمة قتالية عادية، لأن هذا التنظيم لا يمكن اعتباره مجرد جملة من المسلحين.
وتنقل الصحيفة عن ستينلي ماكريستال أحد جنرالات الاحتياط الأمريكيين، قوله إن الغرب بتعامله مع داعش كـ"عصابة من المجانين العاديين" قد يجازف في الوقوع في خطر سوء تقدير قواه.
وتمت الإشارة إلى أ، وثائق داعش الصادرة عنه على مدار الأشهر الخمسة الأخيرة تركز على إجراءات الأمن والتعبئة والتجنيد، الأمر الذي يدل على تنامي "أعراض البارانويا" في صفوف التنظيم الذي فرض حظرا على شبكات الـ Wi-Fi الخاصة وأعلن عفوا عاما على الهاربين من ساحات القتال، وذلك على ما يبدو للنقص في عدد جنود التنظيم .