تصعيد جديد بين موسكو وأنقرة.. ودعوات تركية للتصالح
الثلاثاء 08/ديسمبر/2015 - 09:28 م
طباعة


تورت مستمر بسبب اسقاط الطائرة الروسية
تتصاعد الأزمة الروسية التركية يومًا بعد يوم، في ضوء الخطوات التي يقدم عليها الطرفين، في إطار المحاولات التركية للتهرب من الاعتذار عن إسقاط الطائرة على الحدود السورية التركية، وعدم تقبل السلطات الروسية لأى خطوة بدون اعتذار، يأتي ذلك في الوقت الذى أكد فيه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا يمكنها "عند الضرورة" أن تفرض "عقوبات" على روسيا ردا على العقوبات التي اتخذتها موسكو عليها إثر إسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية على الحدود السورية.
وجاءت هذه التصريحات، بعد أن سبق وأعلنت موسكو عقوبات بحق تركيا استهدفت أساسا السياحة والزراعة والطاقة والمقاولات والأشغال العامة. ويمكن أن تكلف هذه العقوبات تسعة مليارات دولار بحسب تقديرات أعلنها نائب رئيس الوزراء التركي المكلف بالاقتصاد محمد شيمشك.
وعلق داود أوغلو أن تركيا لن تكون "في وضع صعب بسبب مثل هذه الأمور"، مضيفا أن الحكومة تحضر "خططا بديلة".
ورغم التوتر المتبادل مع موسكو، ضاعفت أنقرة منذ بداية الأزمة تصريحاتها المهدئة إزاء روسيا مبدية الاستعداد للحوار، أضاف بقوله نحن مستعدون لأي نوع من اللقاء وتبادل الآراء مع روسيا ، لكننا لن نسمح أبدا أن يملى علينا أي شيء".

مولود جاوش أوغلو
من جانبها ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو نشرت العديد من المروحيات المقاتلة ومروحيات النقل في قاعدة ايريبوني الروسية في أرمينيا بالقرب من تركيا. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن وزارة الدفاع أن هذه المروحيات كانت في قاعدة بمدينة كراسنودار الروسية وأنه سيتم نقل المزيد من المروحيات المقاتلة للقاعدة الروسية في أرمينيا بحلول نهاية العام الجاري.
وتعد روسيا حليفا عسكريا لأرمينيا، وتنشر موسكو الآلاف من جنودها في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة وتسعى من خلال هذا الوجود العسكري في أرمينيا لتحقيق عدة أهداف منها الحيلولة دون وقوع صراع بين أرمينيا وأذربيجان اللتين تتنازعان على منطقة مرتفعات ناجورني كاراباخ "كره باغ" الذي أعلن انفصاله عن أذربيجان.
وعلى إثر التوتر أيضا بين البلدين، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الروسي لدى أنقرة بشأن ما وصفته "استفزازات" قام بها جندي روسي كان على متن سفينة تابعة للبحرية الروسية أثناء مرورها في مضيق البوسفور، وأفادت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء بأن الجندي تم تصويره أمس الأحد وهو يحمل قاذفة صواريخ أثناء إبحار السفينة في المضيق الذي يمر عبر مدينة اسطنبول التركية.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد وصف قيام بحار روسي بحمل قاذف صاروخ أرض/جو على كتفه لدى عبور سفينته الحربية مضيق البوسفور بأنه استفزاز. وأظهر مقطع مصور عرضه تليفزيون تركي البحار وهو يحمل القاذف عل كتفه في موضع إطلاق خلال عبور سفينة الإنزال الروسية سيزر كونيكوف "قبالة سواحل مدينة اسطنبول لدى إبحارها من البحر الأسود إلى بحر مرمرة.

اوغلو يتوعد موسكو
من جانبه أكد الكاتب والمحلل التركى طورهان بوزكورت أن العقوبات التجارية التي فرضتها روسيا على بعض السلع التركية بدأت تلقي بثقلها ويتم الشعور بها في المناطق النائية من البلاد حتى لو في إطار زمني ضيق، حيث تنتاب التجار الذين يبيعون منتجات لروسيا حالة من الاستياء بدءًا من الصعوبات الزراعية في منطقة "كومولجو" بمدينة أنطاليا جنوب البلاد وصولًا إلى مصدري الجلود في منطقة "زَيْتين بُورنو" بإسطنبول.
أشار إلى أنه ينبغي أنه في الوقت الذي تراجع فيه حجم صادرات تركيا بقيمة تتراوح من 14 إلى 15 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي فلا شكّ في أن ثمن صرف النظر عن روسيا سيكون ثقيلًا.
ركز على أن العقوبات الروسية ستبدأ اعتبارًا من الأول من يناير 2016، وإذا لم يتم تجديد تأشيرات العاملين في مواقع البناء ستضطر الخطوط الجوية التركية إلى نقل عشرات الآلاف من العاطلين من موسكو إلى إسطنبول، أما المبادرة إلى قطع الغاز الطبيعي بعد الزعم بلغة دبلوماسية إن ثمة عطلاً في الأنابيب ستكون بمثابة مصيبة وكارثة كبرى بالمعنى التام. كل ذلك لن يضطرنا إلى البقاء في الظلام فحسب، بل ستشهد الصناعات التركية حالة من التدهور أيضًا.
اضاف "إذا ما وضعنا في الاعتبار حجم السوق والثقل الموجود في قيم المبيعات للشركات التركية والأبواب الاقتصادية الأخرى التي فتحت في آسيا، فعندها يمكن القول إنه لا بديل لروسيا، بل لا يمكنكم أيضًا أن تضعوا أفريقيا كبديل لروسيا، إذ بلغ انخفاض حجم الصادرات من خانة العشرات إلى السالب بسبب سياسة تركيا المفلسة تجاه كل من ليبيا ومصر، موضحا على أهمية روسيا لتركيا وانه لا يوجد بديل عنها لكل ما سبق توضيحه.