جولة جديدة للمعارضة السورية بالرياض.. وتقارير تكشف عن تنامي المقاتلين في "داعش"
الثلاثاء 08/ديسمبر/2015 - 11:27 م
طباعة


محاولات لطرح حلول جديدة مع المعارضة السورية
لاتزال الأزمة السورية تفرض نفسها على الساحة الاقليمية والدولية، في ضوء محاولات استضافة ممثلي المعارضة السورية المسمى بـ "المعتدلة"، في ضوء محاولات تركيا في إقامة منطقة عازلة لدعم المعارضة وتقديم كل الدعم لها بالرغم من اعتراض روسا وإيران وسوريا لهذا المطلب، في الوقت الذى تسعي فيه المعارضة إلى موقف موحد بشأن المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب الأهلية لكن غياب بعض النشطاء البارزين وقوة كردية رئيسية عن اجتماعها بالرياض يظهر أن الوحدة لاتزال بعيدة المنال.
ومن المنتظر أن تستضيف السعودية المحادثات غدًا الأربعاء للاتفاق على خطة قبل محادثات دولية مزمعة، وتنظر القوى الداعمة لجماعات المعارضة المنقسمة إلى الجمع بينها في مكان واحد على أنه خطوة ضرورية لإنهاء الحرب الأهلية التي بدأت باحتجاجات ضد الأسد في 2011 وسرعان ما تدخلت فيها قوى سنية وشيعية متنافسة بالشرق الأوسط.
من جانبها انتقدت إيران الداعمة الرئيسية للأسد بالمنطقة الاجتماع الذي يعقد في السعودية قائلة إنه يهدف للإضرار بالجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي للحرب التي أسفرت عن مقتل 250 ألف شخص وتسببت في تشريد 12 مليونا.
كانت قائمة المدعوين لمحادثات الرياض تضم في البداية 65 شخصا ولكن طرأت زيادة كبيرة على هذا العدد. ويقول منتقدون إنها لن تؤدي في النهاية الى اجتماع يشمل كل الأطياف، ولم توجه الدعوة الى الإدارة الكردية التي تدير أجزاء كبيرة من شمال سوريا. ولا يثق مقاتلو المعارضة بغرب سوريا في وحدات حماية الشعب الكردية وهي الفصيل الكردي الرئيسي وتقول إنها تتعاون مع الحكومة السورية.

تسليح المعارضة عقبة امام الحلول السياسية
وعلى الجانب الآخر جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوته في اقامة منطقة عازلة شمال سوريا، موضحا إن بلاده تصر على إقامة "مناطق آمنة" في شمال سوريا والتنفيذ السريع لمقترحات بتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة.
يأتي ذلك في الوقت الذى كشفت فيه الصحيفة الألمانية "دير تاغس شبيجل" أن الحفاظ على وحدة سوريا أمر غير ممكن بسبب الاختلاف الكبير في مصالح الأطراف المعنية، وأن سوريا في نهاية الأمر ستقسم إلى أجزاء، سيكون جزءٌ منها تحت سيطرة الأسد والعلويين، وجزء آخر للسنة، وبينهما ستكون هناك قواعد روسية وإيرانية.
أكدتا لصحيفة أن هذه النتيجة لن تؤدي إلى الاستقرار وسيستمر الوضع ساخنا بسبب الصراع الديني بين السنة والشيعة، موضحا أن اختلاف مصالح أطراف الصراع، مشيرا إلى أن روسيا وإيران في سوريا بغرض عدم السماح بانهيار البلد نهائيا، وفي الوقت نفسه يريد الغرب أن يرى "الأسد في الجحيم".
نوهت الصحيفة أن إسرائيل وروسيا لم تذهبا إلى توحيد الجهود، مضيفا أن الإسرائيليين يستهدفون تحركات حزب الله ويكتفون بالقول إنهم لا يقلقون الروس، والاشارة إلى أن القوات الجوية الألمانية والبريطانية تنسق عملياتها تحت قيادة مركزية تشرف عليها الولايات المتحدة، أما الفرنسيون فهم يتحركون حسب الظروف.
كما أوضحت الصحيفة أن الأتراك لا ينسقون تحركاتهم مع الناتو، نظرصا لأنهم يحاربون الأكراد بالدرجة الأولى، أما السعودية فهي مشغولة باليمن، خاصة وأن "أوباما يخشى قيادة الأمور مثل خشية القطة من الماء"، حسب تعبيره.
وفى سياق آخر كشف مسئول سابق في المخابرات البريطانية أن سوريا أصبحت حاضنا عالميًا واضحا لجيل جديد من المتشددين بعدما زادت الجماعات الإسلامية عدد مجنديها الأجانب أكثر من المثلين إلى 31 ألفا خلال 18 شهرا، والاشارة إلى أنه في خضم الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا ينتهي المطاف بأغلب المقاتلين الأجانب في جماعات متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينتهج تفسيرا متشددا للإسلام لتبرير هجماته على خصومه ولفرض حكم قمعي للغاية على مساحات كبيرة من الأراضي الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا.

مواطنون سوريون يتمنون السلام لبلادهم
وقال ريتشارد باريت الرئيس السابق لمكافحة الإرهاب العالمي في المخابرات البريطانية التي يطلق عليها اختصارا "إم.آي.6" "بلغت الدولة الإسلامية في نجاحها ما حلمت به غيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى التي أصبحت الآن تقليدية وقديمة مثل القاعدة."
وقال باريت في تقرير ارسل عبر البريد الالكتروني "رغم الجهود الدولية المتواصلة لاحتواء الدولة الإسلامية ومنع تدفق متشددين إلى سوريا فإن عدد المقاتلين الأجانب زاد للضعف."
ويري مسؤولو مخابرات غربيون إن المقاتلين الأجانب الذين ينضمون للمتشددين في سوريا يشكلون تهديدا للأمن القومي لما يكتسبونه من خبرات قتالية في سوريا فضلا عن تشددهم قبل عودتهم بسهولة إلى اوروبا وتنفيذ هجمات، وكتب باريت في تقريره قائلا "حتى إذا اصبح تنظيم الدولة الإسلامية مشروعا فاشلا في تدهور مستمر فإنه سيستمر في التأثير على تحركات أتباعه وقد يصبح أكثر خطرا مع اقترابه من نهايته.
قال باروت "في ظل تغيير الدولة الإسلامية لتركيزها من إحكام السيطرة على إراض إلى مهاجمة أعدائها الأجانب في بلدانهم أو استهداف مصالحهم في أي مكان فإن طبيعة مجنديها الأجانب ستتغير، موضحا أن أغلب المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون على سوريا عرب من الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن أعدادا كبيرة تأتي من تونس والسعودية والاتحاد السوفيتي السابق بينما سافر نحو خمسة آلاف من الاتحاد الاوروبي.
جاء في عنوان التقرير إن ما يتراوح بين 27 إلى 31 ألف مقاتل أجنبي سافروا إلى سوريا والعراق مقارنة بما يقدر بنحو 12 ألفا ذكرهم باريت في تقرير في يونيو حزيران 2014.
وجذب المتشددون في سوريا مقاتلين من 86 بلدا تمتد من النرويج وحتى اوزبكستان وزيادات مستمرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاتحاد السوفيتي السابق.
وقال باريت إن حوالي ستة آلاف من تونس و2500 من السعودية و2400 من روسيا سافروا الى سوريا مضيفا أن خمسة آلاف من أوروبا يضمون نحو 3700 من أربع بلدان وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا سافروا إلى سوريا.