"النووي" الروسي يكشف حجم السلاح التقليدي لموسكو في الصراع السوري
الخميس 10/ديسمبر/2015 - 06:24 م
طباعة

على الرغم من أن تلويح الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" باستخدام السلاح النووي ضد تنظيم " داعش" كان مجرد تهديد، إلا أن خطورة الأمر دفع وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف، إلى توضيح كلام رئيسه بالقول :"لا داعي لاستخدام الأسلحة النووية ضد الإرهابيين، بإمكاننا القضاء عليهم بالأسلحة العادية".

وشدد على أنه بالإمكان القضاء على تنظيم "داعش" بسرعة، في حال تم تشكيل تحالف دولي واسع ضد الإرهاب في سوريا، يضم روسيا والولايات المتحدة، على أن يؤمن ذلك التحالف التغطية الجوية للقوات البرية المتمثلة بـ"جيش النظام" الذي يواجه التنظيم على الأرض، أنه لا داعي لاستخدام الأسلحة النووية ضد الإرهابيين ولكن ربط تحقيق هذا التحالف برحيل بشار الأسد سيساهم في تعزيز قوة "داعش" بدلاً من القضاء عليه، وإذا استمر طرح قضية الأسد بطريقة مصطنعة كعقبة على طريق تشكيل تحالف شامل لمكافحة الإرهاب، فلا مفر من اعتبار تصرف أولئك الذين يصرون على ذلك، كمساهمة غير مباشرة في الاحتفاظ بالظروف المواتية لتمدد داعش".
وأضاف "يجب على القوات البرية أن تنضم قبل كل شيء، إلى التحالف المناهض للإرهاب، وأن تعمل بدعم القوات الجوية إن القدرات الجوية المتوفرة تعد كافية، إذا قمنا بتوحيد قدرات التحالف بقيادة أمريكا وقدرات سلاح الجو الروسي وأن الأمريكيين أنفسهم سبق أن أقروا بضرورة انضمام قوات النظام إلى العملية البرية المشتركة ضد التنظيم .

هذا وسبق وأعلنت موسكو رسمياً عن استخدامها للغواصات في حربها بسوريا، فضلاً عما تقوم به من تجارب على أحدث أسلحتها التي كشف الرئيس فلاديمير بوتين القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن أن روسيا تواصل تجربتها على أرض الواقع وهو ما كشف عنه سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي في تقرير قدمه إلى بوتن عن تطورات العمليات العسكرية في سوريا والذي قال فيه: "إن الغواصة روستوف على الدون الموجودة شرق المتوسط على مقربة من الشواطئ السورية وجهت عددا من صواريخ كاليبر المجنحة بعيدة المدى إلى مواقع داعش وألحقت الكثير من الأضرار بمستودعاته للذخيرة ومصنع لإنتاج الألغام والبنية التحتية، وأن الجانب الروسي أحاط كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة علًما بخطة استخدام مثل هذه الأسلحة من الغواصة الروسية وأن القوات الموجودة في المنطقة وبناء على تكليف القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، قامت واعتبارا من الخامس من ديسمبر 2015م بتكثيف ضرباتها الجوية الصاروخية باستخدام القاذفات الاستراتيجية من الأراضي الروسية.

هذا ويعتبر العدوان الروسي على سوريا أول عملية عسكرية روسية خارج حدود الاتحاد السوفيتي السابق منذ نهاية الحرب الباردة، حيث عززت قواتها في سوريا من خلال استخدام ترسانة كاملة من الأسلحة في الصراع السوري تمثلت فيما يلى :
1- طائرات "سو 30" وتعتمد روسيا بشكل كبير على هذه المقاتلة، سوخوي من طراز "سو 30 إس أم"، حيث تزود بصاروخ ذي رأس حراري موجه ذاتياً، كما يمكن تزويد الصاروخ برأس موجه رادارياً، وتستخدم بغرض خوض المعارك القصيرة المدى، وتبلغ سرعتها القصوى 2 ماخ (وحدة سرعة الصوت)، ويمكن أن تحلق في ارتفاع أقصاه 17300 متر، كما تزود بمحركين نفاثين متطورين، وبإمكانها أن تحمل 26090 كيلوغراماً وتعتبر هذه الطائرة من أحدث نماذج السلاح الجوي الروسي، وتمتلك قدرة عالية على المناورة، كما باستطاعة هذه الطائرة حمل أسلحة وصواريخ فتاكة من شأنها إحداث تدمير كبير في المناطق المستهدفة.
2- "سو 34" وتمتلك هذه الطائرة مواصفات تقنية وتكتيكية تضمن تفوقها على مثيلاتها الغربية في بعض المؤشرات، وكانت قد صممت في العقد الأخير من الحكم السوفياتي لجعلها نسخة مطورة من الطائرة "سوخوي 27".وبحسب بعض المتابعين، فإن استخدام الطائرة في سوريا يعد أول مهمة لها لغايات القتل، وربما تكون قد أرسلت إلى هناك لغاية اختبارها في ظروف معركة حقيقية وأن "سو 34" زودت بمنظومة دفاع ذاتي "جو – جو"، وهو ما يعتبر من أهم ميزاتها.

3- "سو 24" و"سو 25" وتشكلان عماد القوات الروسية المنتشرة في سوريا، وفي حين كانت القوات السورية تمتلك الطائرة "سو 25" منذ سنوات، إلا أن روسيا أدخلت على هذه الطائرة التعديل والتطوير، حتى تستطيع خوض المعارك ليلاً، وهو ما تفتقده المقاتلات السورية.
4- قنبلة كاب وتستخدمها روسيا في سوريا، وهي سلاح روسي ذكي وفائق الدقة، وهي مزودة برأس يوجه بالليزر أو عن طريق نظام الملاحة الفضائية الروسي (غلوناس)"، ويصف الخبراء هذا الرأس بأنه رأس للتوجيه المعقد (ليزري + غلوناس) وتقذف القنبلة من حمالتين في الطائرة إحداهما خارجية والأخرى داخل جسم الطائرة، ويصل وزنها إلى 250 كيلوغراماً، وطولها 3.2 أمتار، فيما يبلغ قطرها 285 ملم، ومن صفات الرأس المقاتل أنه يحتوي على شظايا ومتفجرات شديدة الانفجار، حيث يصل وزن الرأس المقاتل إلى 127 كيلوغراماً والقنبلة "كاب 250" استخدمتها الطائرات الروسية من طراز "سو 34"، و"سو 24" في سوريا.

5- نظام "بانتسير إس 1" وهو عبارة عن شاحنات مضادة للطائرات موجهة بالرادار، تحمل الصواريخ والمدافع، ومهمتها الدفاع عن قاعدة الطيران الروسية، حيث تستطيع مضادات الطائرات هذه الدفاع عن مناطق صغيرة فقط حول المطار، ما يعني أن تأثيرها محدود، لكن لا بد من استخدامها لكي ترسل إشارات للقوى الجوية الأخرى في سوريا كي تبقى بعيدة عن القاعدة الروسية.
6- مجموعة من السفن الحربية في المتوسط، بعضها مزود بصواريخ "أرض – جو" لضرب الأهداف بعيدة المدى.
7- "كاليبر إن كا" وهى صواريخ ، أطلقتها أربع سفن حربية روسية، من بحر قزوين، 26 صاروخاً مستهدفة 11 هدفاً داخل الاراضي السوريّة و هذه الصواريخ من عيار 3 أم 14، المعروفة بـ"أس أس – أن – 30 آي ساغاريس"، في حين أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن تلك الضربات نفذتها باستخدام منظومة "كاليبر إن كا".
8- أسطول بحر قزوين الروسي والذى يضم السفينتين الصاروخيتين "تتارستان" و"داغستان"، والسفن الصاروخية الصغيرة "سفياجسك" و"أوغليتش" و"فيليكي أوستيوغ" وسفناً وزوارق مدفعية وزوارق إنزال وجميعها تشارك في الدعم اللوجيستى للحرب الروسية في سوريا .
9- عشرات الطائرات من دون طيار
10-الأقمار الصناعية الروسية التي تراقب العمليات وتوجهها
11- أنظمة صواريخ مضادة للطائرات "س 400" قرب الحدود مع تركيا.

ورغم أن القوات الروسية لم تتدخل برياً بشكل مباشر إلا أن الجيش السوري الموالي لنظام بشار الأسد يستخدم الأسلحة الروسية مثل دباباتي تي- ثمانين والتي تتميز بمدفع يمكنه إطلاق القذائف BK-29 وقذائف BK-27 HEAT المخترقة للدروع دبابة تي- 90 المصنعة في روسيا والتي دخلت حيز الإنتاج في التسعينيات والتي تمتاز بتمكنها من التصويب على أهداف تبعد عنها حوالي خمسة كيلومترات و دبابة تي 54 التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية والمصنعة بعهد الاتحاد السوفييتي، وتتواجد هذه الدبابة بكثرة لدى الجيش السوري .
هذا بالإضافة إلى أن روسيا عززت من مبيعات اسلحتها لسوريا عقب قيام الثورة السورية في مارس 2011م باعت لدمشق ما قيمته نحو مليار دولار من الأسلحة التي تشمل نظم صواريخ وشحنات من الاسلحة الصغيرة.
وقال محمود سليمان حاج حمد الرئيس السابق لمراجعي ومفتشي الحسابات بوزارة الدفاع السورية الذي انشق على الحكومة ان مبالغ الانفاق لوزارة الدفاع تضاعفت في المتوسط لعام 2011 وان الأسلحة الروسية تمثل 50 في المئة من كل الصفقات ان الصين وكوريا الشمالية قدمتا لسوريا 30 %وقدمت ايران وموردون آخرون 20% و ان الحكومة عززت ميزانية الدفاع وواردات الاسلحة من خلال خفض النفقات في مجالات مثل التعليم والصحة بنسبة تصل الى 30%.
وتابع قبل الثورة كانت تجارة الاسلحة بين روسيا وسوريا تتم في نطاق أضيق
مما سبق نستطيع أن نؤكد على ان موسكو ليست في حاجة لاستخدام السلاح النووي ضد داعش فحجم السلاح التقليدي المستخدم في الصراع السوري كافٍ لتدمير سوريا بالكامل وليس داعش فقط .