مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات.. مشوار الألف حق يبدأ بخطوة
السبت 12/ديسمبر/2015 - 12:22 م
طباعة

انطلقت اليوم السبت، 12 ديسمبر، عملية الاقتراع بالانتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية، بمشاركة المرأة في خطوة جريئة لتخفيف القيود الصارمة التي تفرضها عليهن المملكة وبدأ الاقتراع، كما كان مقرراً، في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، ويستمر حتى الساعة الخامسة عصراً ودون توقف.
900 مرشحة:

وتشارك في الانتخابات أكثر من 900 مرشحة ينافسن قرابة ستة آلاف رجل في انتخابات 284 مجلسا بلديا في البلاد. وهذه المجالس هي الوحيدة المنتخبة، علما أن دورها محدود ويرتبط عموما بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية أخرى.
ونظرا إلى أنظمة الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة بالمملكة، لم يتح للنساء المرشحات لقاء الناخبين الرجال بشكل مباشر، علما أن هؤلاء يشكلون غالبية الناخبين.
وكانت الحملات الانتخابية التي اختتمت الخميس، محدودة إذ أن القوانين منعت المرشحين من الذكور والإناث نشر صورهم.
وحسب أرقام اللجنة الانتخابية، سجل قرابة 1,5 مليون شخص من الذين أتموا الثامنة عشرة من العمر، أسماءهم للتصويت، بينهم 119 ألف امرأة فقط.
ولم تشارك المرأة في الدورتين الأولى والثانية لانتخابات المجالس البلدية عامي 2005 و2011، فيما قرّر الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في 25 سبتمبر 2011، مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية القادمة، ناخبةً ومرشحةً، “وفق الضوابط الشرعية”.
وتعد مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة، إشارةً إلى مضي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز (الذي تولى مقاليد الحكم في 23 يناير الماضي) قدماً، في تسريع وتيرة الإصلاح في السعودية، التي بدأها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
وبدأت المملكة بتخفيف بعض القيود في عهد العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي أقام أول انتخابات بلدية في 2005 واقتصر الترشح والتصويت فيها على الرجال، فيما جرت ثاني انتخابات في المملكة عام 2011 وكان مقررا إجراؤها عام 2009 لكنها تأجلت مرتين وتنافس فيها 5324 مرشحاً لشغل 1056 مقعدا في المجالس البلدية.
ويبلغ عدد المجالس البلدية 284 مجلسا وعدد أعضائها للدورة الثالثة المقبلة 3159 عضواً وهي ذات شخصية اعتبارية ولها استقلال مالي وإداري وتملك سلطة التقرير والمراقبة وفقا لأحكام النظام في حدود اختصاص البلدية المكاني.
وفي 2014 صدر أمر ملكي قضى بأن تكون المرأة عضواً في مجلس الشورى، وأن تشغل نسبة 20% من مقاعد العضوية حداً أدنى. كذلك أقرت مشاركة المرأة في الترشح والانتخاب لعضوية المجالس البلدية اعتباراً من الدورة المقبلة لهذا العام.
تحالف نسائي:

وقبيل بدا الاقتراع، بدأت سبع سيدات من جدة تشكيل تحالف نسائي يهدف إلى دخول المرأة المجلس البلدي. ويعتزم هذا التحالف تنسيق الجهود وعقد لقاءات وندوات وتقديم كل أنواع الدعم للسيدات المرشحات لدخول المجلس بغية مواجهة المشاركة الكبيرة المتوقعة من الرجال.
ويضم التحالف، الذي ظهرت ملامحه خلال الأيام الماضية، سيدات أعمال وناشطات في المجتمع المدني وأكاديميات وإعلاميات، وذلك بحسب إحدى الصحف المحلية.
ترحيب حقوقي:

ورحبت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية بالسماح للنساء بالمشاركة في الانتخابات اقتراعا وترشحا، مشيرة إلى أن السعودية لا تزال تهضم حق النساء في جوانب عدة.
وحول مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية كمرشة وناخبةـ، قالت الناشطة الحقوقية السعودية، نسيمة السادة: "الأمر معقد من جانبين، الجانب الأول هو حداثة المجتمع السعودي مع الانتخابات بشكل عام، ودور المجالس البلدية في الخدمة، لا سيما أنّ الكثير من السعوديين لا يعرفون المجالس البلدية ودورها وصلاحياتها. إضافة إلى عزوف الكثير من السعوديين عن الإدلاء بصوتهم في الانتخابات نتيجة للتصور السائد حول سلبية المجلس البلدي في إحداث تغيير منشود في المجتمع".
واضافت الناشطة السعودية: "الجانب الآخر، الذي يسهم في تعقيد مشاركة المرأة في الانتخابات يتمثّل في عوامل أخرى، كالانتماءات المناطقية والقبلية في المجتمع. إلا أن ذلك لا يمنع المرأة في أن تشقّ طريقها نحو الفوز، لا سيما أن هذه المشاركة الأولى للمرأة، ولا بد من تسجيل حضور متميز".
وإلى جانب مشاركة المرأة للمرة الأولى ناخبة ومرشحة، تشهد الانتخابات البلدية السعودية العديد من المستجدات، منها توسيع صلاحيات المجالس البلدية، ورفع نسبة الأعضاء المنتخبين من النصف إلى الثلثين.
والمجالس البلدية كيانات اعتبارية، لها استقلال مالي وإداري، وتملك سلطة التقرير والمراقبة، وفقاً لأحكام النظام في حدود اختصاص البلدية المكاني، وقد عززت المادة الخامسة والأربعون من النظام الجديد استقلالية المجالس عن الأمانات والبلديات، شكلاً وموضوعاً، عبر توفير مقر خاص للمجلس واعتماد مخصصاته المالية، التي تشتمل على بنود بالاعتمادات والوظائف اللازمة الكفيلة بمساعدة المجلس البلدي على أداء مهامه.
بداية لحقوق أكثر:
يري مراقبون أن مشاركة المرأة في الانتخابات، بدياية طريق لنيل المرأة السعودية العديد من الحقوق والتي تفرض المملكة قيودا على النساء، فالمرأة في السعودية ممنوعة من السفر من دون موافقة ولي الأمر الذي يجب أن يكون رجلاً. أيضاً موافقته ضرورية كي تتمكن من العمل أو الدراسة أو الزواج، وحتى تلقي العلاج الطبي.
ويحق للولي بعد أن تتزوج برضاه، أن يرفع دعوى التفريق بين الزوجين لعدم تكافؤ النسب، وهو حق يمنحه له القانون. كما أنها إذا سجنت، أو أوقفت في مركز الشرطة لأي سبب كان، لا تخرج حتى لو ثبتت براءتها أو أنهت محكوميتها، إلا بتسلم ولي الأمر إياها وكفالته لها. وفي كثير من الأحوال يرفض ولي الأمر تسلم السجينة فتبقى في السجن مدى الحياة، وإن كانت راشدة أو موظفة أو طبيبة.
وهي محرومة من قيادة السيارة، وقد سجنت سيدات سعوديات لأنهن كسرن هذا الحظر، وعمدن إلى القيادة بأنفسهن فتم إيقافهن وسجنهن، وآخرهن لجين الهذلول وميساء العمودي.
وفي عهد الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بد المرأة السعودية تنال العديد من حقوقها، وفي مقدمتها السماح لها بالمشاركة السياسية والعامة، عندما أصدر في 25 سبتمبر 2011 أمراً ملكياً بمشاركة المرأة في الترشح والانتخاب لعضوية المجالس البلدية اعتباراً من الدورة القادمة (الحالية) كناخبة ومرشحة، "وفق الضوابط الشرعية"، كما نص القرار على أن تكون المرأة عضواً يتمتع بالحقوق الكاملة للعضوية في مجلس الشورى، وأن تشغل نسبة 20% من مقاعد العضوية كحدٍّ أدنى.
وأصبحت المرأة السعودية تشغل مناصب عليا في الوظائف العامة، وأصبحت شريكاً مهماً في العديد من الهيئات والجمعيات الأهلية؛ كالغرف التجارية، والأندية الأدبية، وجمعيات الخدمات الاجتماعية.
مستقبل المرأة السعودية:

بدأت في السعودية عجلت التغير بالرغم انها تسير ببطأ وربما تكون مهدد بالتوقف، لكن مع اصرار المرأة السعودية علي نيل حقوقها، في ظل هيمنة المؤسسة الدينية وأيديولوجيتها المرتبطة بعادات قديمة، علي المجتمع السعودي يبقي الجيل الجديد ومستوي التعليم المختلف والاحتكاك بالدول المتقدمة الرهان علي تغير السعودي وحصول المرأة علي حقوقها التي تمتع بها نظائرها ليس في العالم فقط ولكن في دول الخليج، كما في الامارات العربية المتحدة، المرأة السعودية بدأت خطوة قوية في مشوار الألف ميل لنيل حقوقها كاملة في ظل التغير الذي يحدث بالمنطقة، فالقطار تحرك من المحطة ولن يقف مرة اخري.