وقف القتال في اليمن.. ومحادثات "جنيف2" تري النور

السبت 12/ديسمبر/2015 - 03:03 م
طباعة وقف القتال في اليمن..
 
ستطلق الأمم المتحدة محادثات السلام في سويسرا يوم الثلاثاء القادم، عندها من المتوقع أن يبدأ سريان وقف لإطلاق النار مدته سبعة أيام، في إطار جهود المبعوث الدولي لليمن لتوصل ال اتفاق نهائي لوقف الحرب بين الحوثيين والحكومة الشرعية في البلاد مع تدهور الاوضاع الانسانية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، حققت القوات المشتركة لـ «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة اليمنية أمس تقدماً في عدد من جبهات محافظة تعز، كما صدت هجمات لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح في الجبهة الغربية، بالتزامن مع غارات لطيران التحالف على مواقع للجماعة امتدت الى محافظات حجة وصعدة ومأرب. وقصفت بوارج التحالف مواقع جنوب ميناء المخا.
جاء ذلك غداة إعلان الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، ان الجماعة سلمت مع حلفائها الى الأمم المتحدة أسماء ممثليها في المفاوضات المرتقبة منتصف الشهر الجاري في سويسرا مع وفد الحكومة الشرعية.
وشنت مقاتلات التحالف العربي، اليوم السبت، غارات جوية مكثفة على مواقع الانقلابيين الحوثيين في تعز، منها أحياء الجحملية وصالة، كما قصفت مواقع في مديرية المسراخ والراهدة والشريجة ومواقع جبل النار في المخا ومديرية الوازعية.
وأكدت المصادر أن الحوثيين شنوا الهجمات من ثلاث جهات بتعز، «الشيخ سعيد والمقهاية والجبل الأسود» قبل دحرهم وتكبيدهم خسائر في الأرواح والمعدات. وضرب طيران التحالف وبوارجه مواقع الحوثيين وقوات علي صالح جنوب ميناء المخا، حيث تدور منذ أسابيع معارك ضارية في مديريتي ذباب والوازعية بين مسلحي الجماعة من جهة والقوات المشتركة المدعومة من التحالف.
كما استهدفت الغارات مواقع الميليشيات في الخوخة بمحافظة الحديدة، ومواقع أخرى في جنوب مدينة الحديدة.
وفي الجوف، قُتل نحو 17 حوثيا، وأُصيب آخرون خلال المعارك مع المقاومة والجيش الوطني في مواقع عدة.
وسيطرت المقاومة الشعبية في الجوف على مواقع استراتيجية تابعة لمديرية الحزم، حيث أصبحت على بُعد عدة كيلومترات من مركز المحافظة.
وفي مأرب، سيطرت المقاومة والجيش الوطني على مواقع استراتيجية في منطقة الربيعة بصرواح.
إلى ذلك، تمكنت القوات المسلحة السعودية أمس من تدمير راجمة صواريخ وقتل من كان بجوارها لدى إطلاق قذائف «كاتيوشا» باتجاه مدينة الموسم الساحلية الحدودية القريبة من مدينة ميدي اليمنية. وقصفت المدفعية أهدافاً باتجاه ميدي وحرض، وتمكنت من تدميرها وإسكات مصادر النار.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، بعد أسابيع من الترقب والأمل في أن تكون مفاوضات جنيف 2 بوابة العبور إلى الحل السياسي، جاء الإعلان عن ممثلي الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح في المفاوضات ليصيب الشارع اليمني بالإحباط والشعور بوجود نوايا لدى الانقلابيين لإفشال المباحثات التي من المقرر أن تنعقد منتصف الشهر الجاري برعاية أممية.
وتضمنت أسماء وفدي الحوثي وصالح شخصيات من الجناح المتطرف لدى التيارين، أو ما يطلق عليهم الصقور، حيث يضم وفد الحوثيين مهدي المشاط مدير مكتب عبدالملك الحوثي، ومحمد عبدالسلام الناطق الرسمي للحوثيين، وحمزة الحوثي ابن عم زعيم الحوثيين، ومحمد البخيتي عضو المجلس السياسي للحوثيين، إضافة إلى ثلاثة مستشارين هم حسن زيد، ونايف القانص نائب رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين، وحسين زيد بن يحي الذي يرأس فصيلا في الحراك الجنوبي ويحظى بدعم زعيم الحوثيين.
أما وفد الرئيس صالح فيضم يحي دويد (زوج بنت صالح)، وعارف الزوكا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، وثلاثة أمناء مساعدين لحزب المؤتمر (ياسر العواضي وفائقة السيد وأبو بكر القربي)، وثلاثة مستشارين هم طه الهمداني، وطارق محمد عبدالله صالح (ابن شقيق المخلوع)، وعبدالعزيز الترب سياسي جنوبي.
قال رئيس وفد جماعة الحوثي إلى محادثات السلام اليوم السبت، إن "وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية اليمنية سيبدأ يوم 14 ديسمبر، عشية هذه المحادثات المقررة في سويسرا هذا الأسبوع". 
وقال محمد عبد السلام خلال مؤتمر صحافي بث على الهواء مباشرة من العاصمة اليمنية صنعاء، إنه "بناء على ما اتفق عليه فسيكون هناك وقف للاعتداءات يوم الرابع عشر من الشهر الجاري".
ووافق الحوثيون المتحالفون مع إيران الدعوة التي أطلقها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإطلاق محادثات بينهم وبين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية.
فيما كشف نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، عبدالله العليمي، عن عزم الرئيس عبدربه منصور هادي طلب هدنة إنسانية، تتمثل في وقف مشروط لإطلاق النار مع بداية المشاورات، وذلك قبل ثلاثة أيام على انطلاق محادثات جنيف حول اليمن.
وذكر العليمي أن الطلب يأتي كبادرة حسن نية لإنجاح المشاورات، وأن هذا مرهون بمدى التزام الميليشيات الانقلابية بوقف إطلاق النار ووقف عدوانها وتحركاتها العسكرية واستهدافها للمدن وإتاحة الفرصة للإغاثة الإنسانية العاجلة بالوصول إلى المحافظات المحاصرة، خاصة محافظة تعز.
وكان نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، خالد بحاح، قد قال، في وقت سابق، إن الوفد الحكومي للتفاوض سيذهب إلى مفاوضات جنيف بروح صادقة من أجل إيقاف هذه الحرب العبثية التي أشعلها الانقلابيون الحوثيون.
وجاء كلام بحاح خلال اجتماع عقده الوفد الحكومي المفاوض مع مستشاري هادي وممثلي المكونات السياسية، حيث عبّر بحاح خلاله عن أمنياته أن يكون لقاء جنيف جاداً وصادقاً وحقيقياً.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
كما قال نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء خالد بحاح، إن الوفد الحكومي للتفاوض سيذهب إلى مفاوضات جنيف بروح صادقة من أجل إيقاف هذه الحرب العبثية التي أشعلها الانقلابيون الحوثيون.
وجاء كلام بحاح خلال اجتماع عقده الوفد الحكومي المفاوض مع مستشاري الرئيس عبدربه منصور هادي وممثلي المكونات السياسية، وعبّر بحاح خلاله عن أمنياته أن يكون لقاء جنيف جادا وصادقا وحقيقيا.
وتم خلال اللقاء مناقشة أجندة الأعمال للفريق الحكومي المفاوض بما يحقق الوصول إلى سلام دائم ومستمر، والمستند إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والذي يضمن عودة الدولة وكافة مؤسساتها في جميع محافظات الجمهورية واستئناف العملية السياسية بعد ذلك.
كما تطرق اللقاء إلى تطورات الأحداث المتسارعة على أرض الواقع في ظل الانتصارات التي تحققها قوات الجيش الوطني والمقاومة في مختلف المواقع والجبهات العسكرية في سبيل عودة الأمن والاستقرار وتطهير المدن والمحافظات من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وأكد بحاح حرص الحكومة المستمر على إيقاف الحرب بأسرع وقت ممكن، وترحيبها بأي مشاورات جادة لإنهاء القتل والدمار في مختلف المحافظات، وإنهاء معاناة الشعب اليمني جراء عمليات الحرب التي تشنها الميليشيات ضد الأبرياء.
وقد شدد الجميع على بذل كل ما يمكن تقديمه للوصول إلى حل وسلام حقيقي وشامل في هذه المشاورات المقبلة، والاستفادة من كل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد وعدم تكرارها. وشدد المجتمعون على ضرورة أن يقر الطرف الآخر بكل الاستحقاقات الوطنية، وأن ينفذ كافة القرارات الأممية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216 دون قيد أو شرط.
كما ثمن المجتمعون الموقف الإيجابي لدول التحالف العربي بقيادة السعودية، ووقفوها إلى جانب اليمن في سبيل إعادة الأمن والاستقرار إلى كافة أرجاء الوطن، وكذا تقديم الدعم الإغاثي والإنساني لأبناء الشعب اليمني، وإعادة تأهيل عدد من المرافق الخدمية في المحافظات المحررة التي تعرضت للدمار نتيجة الحرب الهمجية التي شنتها الميليشيات.
كشفت مصادر مقربة من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح عن قائمة أسماء فريق لميليشيات المفاوض إلى لقاء جنيف المقرر في الـ15 من ديسمبر الحالي.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن اوبراين، إن "محادثات سلام اليمن التي ستبدأ الاسبوع القادم هي فرصة لجلب مساعدات انسانية تشتد إليها حاجة ملايين الأشخاص المحرومين من الإمدادات الحيوية منذ أن تصاعدت الحرب قبل تسعة أشهر".
وأضاف اوبراين قائلاً: "في اليمن أنا متفائل جداً بأن الخامس عشر من ديسمبر سيكون إيذاناً بإطار سلمي جديد يمكننا من خلاله أن نقدم إلى حد كبير جداً المساعدة سواء بالسرعة أو الحجم الكافي إلى جميع المحتاجين".
وتاب:"بينما يوجد ما يزيد قليلاً عن 21 مليون شخص لديهم شكل ما من الحاجة الإنسانية في أرجاء اليمن فإن الحاجات الحيوية الفورية تشمل حوالي خمسة ملايين شخص يحتاجون الغذاء والماء والمأوي ورعاية طبية عاجلة في جميع جبهات الصراع".
فيما كشفت مصادر المقاومة أمس، أن مسلحي الجماعة منعوا ناقلات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي من دخول مدينة تعز واستولوا عليها.
وشن طيران التحالف أمس غارات على مواقع للحوثيين غرب معسكر «لبنات»، وفق مصدر في «المقاومة الشعبية».

المشهد اليمني:

الاعلان عن وقف اطلاق النار في اليمن سوف يساهم  في التخفيف من معاناة المواطنين اليمنيين المتضررين من الصراع في البلاد، وياملون في ان يكون لقاء"جنيف 2" خطوة حقيقة من أجل انهاء الصراع بشكل عام والتوصل الي اتفاق نهائي يساهم في انهاء الحرب المستمر منذ 26 مارس الماضي.

شارك