جهود مستمرة لحل أزمة سوريا.. والأسد يدعو لعدم الخلط بين المعارضة والجماعات المسلحة
السبت 12/ديسمبر/2015 - 06:26 م
طباعة


انفجار حمص
بالرغم من المحاولات الأممية لفرض حلول سياسية للأزمة السورية، لا تزال الانفجارات والمعارك مستمرة على الأراضي السورية، وما تُسفر عنه من سقوط قتلى ومصابين، ومحاولة تعقيد الأزمة وإطالة أمد حلها، واستمرار نزيف دماء السوريين، في ظل تشابك مصالح القوى العظمى وعدم خلخلة الأزمة.
وبالرغم من الاجتماعات السياسية بين فصائل المعارضة، أسفر تفجيران وقعا في حي الزهراء في حمص بسوريا اليوم عن سقوط 20 قتيلًا ونحو 140 جريحًا، وقال شهود عيان إن الأول سببه انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة في موقع التفجير، والآخر بسبب انفجار مستودع لأسطوانات الغاز وهو عبارة عن مركز لتوزيع مادة الغاز قريب من موقع الانفجار.
كان محافظ حمص طلال البرازي أكد في وقت سابق أن هذا التفجير لن يمنع من استمرار تنفيذ "اتفاقية الوعر"، التي بدأت منذ يومين، وسيتم إعلان حمص خالية من الإرهاب، خلال 40 يوم تقريبا.

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف
من ناحية أخرى أكدت الرئاسة الروسية أنه تم مؤخرا ملاحظة تقارب المواقف لمختلف الدول بشأن التفريق بين المعارضة والإرهابيين في سوريا، وأن الخلافات بهذا الشأن مازالت قائمة.
وصرح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية بأنه جرى الآن تركيز الجهود على إعداد قائمتين – إحداهما للمنظمات التي يجب اعتبارها إرهابية والثانية لتلك التي يجب اعتبارها معارضة معتدلة يمكن ويجب أن تشارك في التسوية السياسية، موضحا أن العمل لم ينته بعد، وأنه توجد خلافات معينة بين بعض الدول، وفي ذات الوقت إلى أنه "يجري حاليا تقريب المواقف".
شدد المتحدث باسم الكرملين على أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد قضية يجب أن يبحثها السوريون بأنفسهم وليس روسيا، ردًا على سؤال على إمكانية موافقة موسكو على طلب المعارضة بشأن رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية للتسوية السياسية.
وتعليقا على اجتماع الرياض الأخير الذى ضم عددًا من أطياف المعارضة السورية، عبَرت الخارجية الروسية عن رفضها محاولة هذا الفريق منح نفسه حق التحدث باسم جميع فصائل المعارضة السورية، معلنة استعداد موسكو لمواصلة العمل الجماعي في إطار الفريق الدولي لدعم سوريا بمشاركة جميع الأطراف المعنية بلا استثناء، بهدف تسوية جملة من المسائل المتعلقة بالتمهيد لعملية سياسية سورية حقيقية وشاملة دون أي شروط مسبقة".
أكدت الخارجية الروسية أن جميع المشاركين في الفريق الدولي لدعم روسيا قد أجمعوا على مبدأ رئيسي للتسوية، ألا وهو أن الشعب السوري وحده المخوّل بتقرير مصير سوريا، ولا بد من التقيد التام بتنفيذ الاتفاقات".

جدل حول مصير الاسد
وبصدد الدعوة لانعقاد اجتماع "أصدقاء سوريا" الشهر المقبل قالت: "لقد تلقينا بدهشة نبأ الدعوة إلى اجتماع عاجل في الـ14 من ديسمبر لمجموعة "أصدقاء سوريا" المعروف عنها نهجها الذي استنفد والمتمسك بالإطاحة بالحكومة الشرعية في دمشق، ومحاولات حصر عملية التسوية في نطاق منفرد من شأنها الإضرار بالتسوية، وتطعن بهيبة المجموعة الدولية لدعم سوريا والتي تم في نطاقها وبفضل جهود مضنية حشد جميع اللاعبين الخارجيين الرئيسيين".
على الجانب الآخر اتهم الرئيس السوري بشار الأسد، بعض الدول وبينها السعودية والولايات المتحدة إضافة لبعض الدول الغربية بأنها تريد ضم المجموعات الإرهابية إلى المفاوضات، واعتبر أن هذه الدول تريد من الحكومة السورية أن تتفاوض مع الإرهابيين".
دعا الرئيس الأسد إلى الواقعية وعدم الخلط بين المعارضة السياسية والجماعات المسلحة، وأكد أن الحكومة السورية تحاورت مع بعض المجموعات، كمجموعات وليس كتنظيمات بهدف تخليها عن السلاح، معتبرا أن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المجموعات المسلحة في سوريا وأن نتعامل معها ككيانات سياسية فهو أمر نرفضه تماما".
يذكر أن اجتماع الرياض انتهى بالتأكيد على تمسك كل الأطراف بوحدة الأراضي السورية وإيمانهم بمدنية الدولة السورية، وسيادتها على كافة الأراضي، والتزامهم بالديمقراطية من خلال نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، والحفاظ على مؤسسات الدولة، مع ضرورة إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، ومؤسسات الدولة الشرعية ليختارها الشعب السوري عبر انتخابات حرة ونزيهة، لتكون الجهة الوحيدة التي تحتكر حق حيازة السلاح".

الرياض ومحاولات لتقريب وجهات نظر المعارضة السورية رغم الانتقادات الروسية والايرانية
وفى سياق الخطوات الروسية لدفع حلول سياسية للأزمة السورية على المستوى الدولي أكد جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي تأييد موسكو جهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لتحقيق الهدن المحلية في سوريا، مؤكدا دعم موسكو للهدن المحلية، وأن مثل هذه الخطوات يمكن أن تخلق جوًا إيجابيًا لتعزيز التسوية السورية السورية، وأن الاتفاقات من هذا القبيل تزيد من فرص وآفاق جعل الوضع في سوريا أكثر استقرارا، وأن فرص استمرار المشاورات الثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة حول سوريا.
وحول فرص التئام "المجموعة الدولية لدعم سوريا" المزمع في نيويورك يومي الـ18 والـ19 من هذا الشهر، أشار إلى أنه لم يتم حتى الآن البت النهائي بشأن هذا الاجتماع، وبالتالي لم نناقش مشاركة روسيا فيه، ولفت النظر إلى أن المشاورات "ركزت بشكل رئيس على تسوية المشاكل الرئيسة العالقة في الوقت الراهن، والمتمثلة بصياغة أوسع قائمة تضم ممثلي المعارضة للحوار مع الحكومة، فضلا عن وضع قائمة بالتنظيمات الإرهابية التي لن يشملها نظام وقف إطلاق النار".
وحول احتمال انعقاد المفاوضات بين المعارضة والحكومة السوريين أواسط الشهر المقبل، اعتبر أن مواعيد مثل هذه الاجتماعات رهن تحديد قوائم المعارضة، ولوائح التنظيمات والزمر الإرهابية في سوريا، وأضاف: "مقررات جنيف نصت على عقد المفاوضات بدءا من الـ1 من يناير 2016، وهذا يعني أنه لا بد من أن نطمح لانطلاق المفاوضات استنادا إلى هذا الموعد".