ميركل في أزمة داخلية بسبب اللاجئين.. وتفاهمات مع المعارضين لحلول وسطية

الأحد 13/ديسمبر/2015 - 11:34 م
طباعة ميركل في أزمة داخلية
 
لاتزال أصداء تبني الحكومة الألمانية لأزمة اللاجئين وخاصة السوريين محل اهتمام الأوساط الأوروبية وليس الألمانية فقط، وبالرغم من الخلافات داخل الحكومة الألمانية على خطط المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلا ان هناك محاولات لامتصاص الاعتراضات من الاخرين قبل اجتماع مهم للحزب الحاكم غدا الاثنين، ويساعد على ذلك المواقف الايجابية التي تتلقاها ميركل يوما بعد يوم من تبنيها لمعاناة اللاجئين، وهو ما اسفر عنه اختيار مجلة تايم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شخصية العام 2015  وذلك لما أبدته من مرونة وقدرة على القيادة في أزمة اللاجئين السوريين والاضطراب في الاتحاد الأوروبي بشأن العملة الموحدة هذا العام.
وفى هذا السياق تعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تجنب الخلاف بصورة علنية حول سياسة حكومتها المتعلقة باللجوء خلال مؤتمر حزبها المسيحي الديمقراطي وذلك من خلال عرض توافقي لمنتقدي هذه السياسة، وقبل جلسة لقيادة الحزب المسيحي، قالت ميركل زعيمة الحزب "بالتأكيد سنتحدث حول القضية الراهنة وعن القلق الذي يساور الناس والتحديات التي أمامنا والتغييرات التي سننفذها"..
ووصلت قيادة الحزب إلى صيغة توافقية بشأن سياسة اللجوء لإرضاء المنتقدين داخله، وتنص الصيغة على أن الحزب عازم على تقليص تدفق طالبي اللجوء واللاجئين بصورة ملموسة وذلك من خلال إجراءات فعالة، والتأكيد على أن استمرار التدفق الراهن من شأنه أن يشكل إثقالا دائما على كاهل الدولة والمجتمع حتى في دولة مثل ألمانيا.
كانت قيادة الحزب قد أعلنت عن عزمها إقرار مقترح عن سياسة اللجوء لتقديمه إلى مؤتمر الحزب الذي سيبدأ الانعقاد غدا في مدينة كارلسروه، وترفض ميركل مطالب منتقديها بوضع حد أقصى لاستقبال اللاجئين في ألمانيا وتعول على التوصل إلى حل على المستوى الأوروبي.
ميركل في أزمة داخلية
أكدت ميركل أن الحزب المسيحي سيوضح أن "الأمر يتعلق بخفض أعداد اللاجئين وتقليصها عن طريق تضامن أوروبي ومن خلال مكافحة أسباب اللجوء وليس من خلال إجراءات أحادية الجانب من ألمانيا، وضرورة أن تتحرك ألمانيا بالتوافق مع أوروبا مشيرة إلى أن مكافحة أسباب اللجوء من شأنها الإبقاء على الحدود مفتوحة.
أوضحت أن مؤتمر الحزب سيبعث بهذه الإشارة، والتي مفادها: "أننا يجب أن نشكل مستقبلنا ويجب أن نبقى أقوياء اقتصاديا وعلينا أن نراعي أن تكون لدينا القوة التي تمكننا من الحل الناجح للتحديات التي تواجهنا من خلال العولمة".
في حين يري راينر هازلوف رئيس حكومة ولاية سكسونيا آنهالت، والذي يعد من منتقدي ميركل مثل شباب الحزب الديمقراطي المسيحي، إنه يعتقد أن "ورقة جيدة" سيتم طرحها وذلك بعد نقاشات الساعات الماضية.

ميركل في أزمة داخلية
بدوره حث الحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا حزب المستشارة أنجيلا ميركل مجددا على تغيير سياسته المتعلقة باللجوء، وقال الكسندر دوبرينت الأمين العام السابق للحزب البافاري ووزير النقل الاتحادي الحالي اليوم: "يجب وضع حد لخطاب الدعوات، يجب أن نتوصل إلى خط مشترك، فنحن بحاجة إلى خفض لأعداد اللاجئين عن طريق وضع حد أقصى للقادمين والترحيل الفوري لكل من يتم رفض طلب لجوئه". 
وتأتى هذه الخطوات في الوقت الذى تمت الإشادة ببعض المدن الألمانية التى تعد بؤرة استقطاب اللاجئين، ومنها مدينة باساو التى تعد من أجمل المدن الألمانية، والمشهورة باستقطاب العديد من السياح، الذين يزورون المدينة المعروفة بكنائسها وأنهارها وطبيعتها الخلابة، لكنها في العام الجاري كانت بساو في استقبال زائرين غير متوقعين، إذ وصل إليها الآلاف من اللاجئين المنهكين بعد رحلة هروب طويلة.
تقع مدينة باساو في جنوب شرق ولاية بافاريا، على بعد نحو نصف ساعة مشيا على الأقدام من الحدود النمساوية. وبالنسبة للكثير من اللاجئين، الذين جاؤوا عن طريق دول البلقان إلى ألمانيا، فغالبا ما تنتهي بهم الرحلة في باساو، في فصل الربيع، سجلت الشرطة الألمانية وصول حوالي 600 لاجئ يوميا، لترتفع الأعداد بعدها بشكل ملحوظ. ففي خريف هذا العام وصل عدد الوافدين في بعض الأيام إلى نحو 10 آلاف شخص، وذلك رغم أن عدد سكان مدينة باساو لا يتجاوز 50 ألف نسمة. وهو ما دفع بعض السكان لوصف المدينة بـ "لامبيدوزا ألمانيا"، في إشارة إلى الجزيرة الإيطالية، التي يتدفق عليها أعداد هائلة من اللاجئين، ولكن على الرغم من العبء الهائل، إلا أن باساو بقيت متمسكة بشعارها: "باستطاعتنا النجاح في ذلك".
" الأمور تسير بشكل جيد"
ميركل في أزمة داخلية
من جانبه قال يورجن دوبر، عمدة مدينة باساو: "عايشنا في هذه السنة وضعية مثيرة، تتطلب منا الكثير من الالتزام، على العموم، الأمور تسير بشكل جيد."
من جانبها تقوم الشرطة الاتحادية بتسجيل اللاجئين على الحدود الألمانية، وفي شهري سبتمبر وأكتوبر اضطرت قوات الشرطة للعمل في ورديات طويلة لمدة 13 ساعة يوميا على مدار أسبوع كامل، ومع ذلك يؤكد عمدة المدينة، دوبر، أن ذلك لم يسبب حالة من الفوضى في بساو، حتى عندما قامت السلطات النمساوية بنقل العديد من اللاجئين في حافلات وتركتهم على الحدود مع ألمانيا في نهاية شهر أكتوبر.
وتقوم الشرطة  بتوزيع المواد الغذائية على اللاجئين والحفاظ على النظام والأمن، وتم تهدئتهم في ظل مخاوف البعض من قمع الشرطة لهم، والتأكيد على أن الشرطة الألمانية لن تستخدم الهراوات أو خراطيم المياه ضدهم، على عكس الحال في بعض دول العبور، التي مروا منها.

شارك